تاريخ النشر 19 يوليو 2014     بواسطة الدكتور نايف عبدالله العنزي     المشاهدات 201

السمنة.. آثارها على الصحة العامة والصحة الإنجابية

السمة مدمره للصحة احترس من مرض خطير اسمه السمنة، ومن الواجب أن تتذكر دائما أنها مرض، وليست بالمرض البسيط فحسب، بل تعد مرضا من الأمراض الخطرة، إنها مرض من أمراض عصرنا الحديث. ما السمنة ؟ ـ السمنة هي زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين ال
طاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.
أسباب السمنة :
النمط الغذائي : حيث إنه من المؤكد أن التهام الغذاء بسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان علما بأن الدهون لها كفاءة أعلى من الكربوهيدرات والبروتينات في التكتل في أنسجة الجسم الدهنية.
وأفضل مثل على ذلك انتشار ما يسمى بالوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية في الدول الغربية ودول أخرى أدت إلى انتشار السمنة والأمراض المصاحبة لها في أجزاء كثيرة من العالم لم تكن تظهر فيها من قبل.
قلة النشاط والحركة: يجب أن نعرف أن قلة حجم النشاط بمفرده ليس بالسبب الكافي لحدوث السمنة .. لا شك في أن النشاط والحركة لها فائدة كبيرة في تحسين صحة الإنسان بصفة عامة، ويمكن أن نوجز النشاط والحركة بكلمة واحدة هي الرياضة.. فقد أشارت الدراسات إلى أن للرياضة دورا في تخفيض نسبة الدهون وجلكوز الدم، كما أن لها دورا في نشاط الأنسولين واستقبل أنسجة الجسم له، ولكن هل هذه النسبة كبيرة لدرجة الاعتماد عليها في إنقاص الوزن ؟
الإجابة عن هذا السؤال هي: لا، حيث إن الدراسات التي أجريت في هذا المجال جاءت متضاربة لدرجة أنه لا يمكن أن نوصي للبدين بالرياضة كأساس لتخفيف وزنه، ولكن يمكنها أن نكون عاملا مساعدا، خاصة لتخفيف الترهلات من جسم البدين الذي أنقص وزنه.
العوامل النفسية: هذه الحالة منتشرة في السيدات أكثر منها في الرجال، فحين يتعرضن لمشاكل نفسية قاسية ينعكس ذلك في صورة التهام الكثير من الطعام.
اختلال الغدد الصماء: وهو السبب الملائم دائما في حالات السمنة.
الوراثة: أيضا يجب أن نعلم أن هذا العامل بمفرده ليس مسؤولا عن السمنة وقد لا يكون مسؤولا البتة.
مما سبق يتضح لنا أهم سبب لحدوث السمنة هو تناول كميات من الطعام أكبر مما نحتاج.
مضاعفات السمنة:
من المناسب الآن أن نتعرف على مضاعفات هذا المرض:
السمنة وأمراض القلب: رغم عدم معرفة العلاقة بين السمنة وأمراض القلب وتصلب الشرايين إلا أنها علاقة موجودة وإن كانت هذه العلاقة تتعلق أيضا بطبيعة ونوع الغذاء الذي يتناوله البدين حيث إنه يميل إلى تناول الأغذية الغنية بالدهون أو المقلية أكثر من ميله لتناول البروتينات أو الكربوهيدرات وتناول مثل هذه الأصناف يرفع الكوليسترول في الدم وهذا هو عامل الخطورة الأول لأمراض القلب .. أما علاقة السمنة بأمراض القلب فهي علاقة تعتمد على مدة البدانة أو عمرها عند الشخص، وجدت بعض الدراسات أن استمرار السمنة لمدة تزيد على 10 سنوات تزيد من نسبة التعرض لأمراض القلب والموت المفاجئ، بالذات عند الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة أو في مرحلة الشباب الأولى.
السمنة ومرض السكري: مما لا شك فيه أن هناك علاقة قوية بين السمنة ومرض السكري (غير المعتمد على الإنسولين) غير أننا يجب أن لا نغفل عن أنه توجد أسباب أخرى مثل الوراثة والجنس والأماكن الجغرافية وغيرها، ولكن ما علاقة السمنة بمرض السكري ؟
إن كل خلية عليها مواد تستقبل هرمون الأنسولين الذي يحرق الجلوكوز لينتج الطاقة ، هذه المواد تسمى مستقبلات الأنسولين وإذا لم توجد هذه المستقبلات أو قل عددها فإن الإنسولين لن يعمل على هذه الخلية، وبالتالي لن يستفاد من الجلوكوز فترتفع نسبته في الدم، وهذه المستقبلات نسبتها ثابتة على الخلية الدهنية العادية، فإن زاد حجم الخلية كما هي الحال في البدين فإن عدد المستقبلات يكون قليلا بالنسبة لمساحة الخلية الكبيرة الحجم .. ونصيحتنا لكل بدين تخفيض وزنه حيث إنه العلاج الأمثل لمرض السكري إذ إن تخفيض الوزن يؤدي إلى تحسين حالة إفراز الإنسولين واستقباله عند هؤلاء المرضى.
السمنة وارتفاع ضغط الدم: يكفينا القول إن نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدينين تصل إلى ثلاثة أضعاف نسبته بين العاديين وأن تخفيض الوزن مع التقليل من تناول ملح الطعام عند مرتفعي ضغط الدم يحسن حالة ضغطهم في حدود تصل إلى 50 بالمائة.
السمنة والمفاصل والأربطة: السمنة حمل زائد أيضا على مفاصل الجسم وأربطته ويظهر ذلك في صورة آلام متعددة بالمفاصل.
السمنة والجلد: السمنة تزيد كمية الانثناءات في الجلد ولذلك يكون الجلد عرضة للالتهابات والإصابات الفطرية والبكتيرية إلى جانب عدم تحمّل الطقس الحار.
السمنة وعلاقتها بالصحة الإنجابية عند السيدات:
تلعب زيادة الوزن والسمنة دورا هاما في الصحة الإنجابية للسيدات خاصة علاقتها بمتلازمة تكيس المبيضين وزيادة إفراز هرمون الإستروجين من الدهون والشحوم المتراكمة، خاصة في منطقة الخصر والأرداف.
ويتم حساب معدل السمنة عامة بمعادلة حسابية بسيطة يتم بها قياس معدل الطول إلى الوزن بما يسمى معدل كتلة الجسم وتعتبر السيدة في الحدود الطبيعية إذا كان المعدل من 18-25 وزيادة في الوزن إذا كان من 25-30 ، أما إذا كان المعدل أكبر من 30 فتعتبر السيدة تعاني من السمنة، وإن زيادة الوزن قد تكون أحد الأسباب لعدم انتظام الدورة الشهرية وأيضا تأخر الإنجاب نظرا لعدم كفاءة التبويض.
ويمثل تخفيض الوزن أحد الجوانب العلاجية المهمة في تأخر الإنجاب مصاحبا بعلاج تكيس المبيضين باستخدام الأدوية المنظمة لمستوى هرمون الإنسولين وبعدها يتم اللجوء إلى وسائل تحفيز المبايض ووسائل الإخصاب المساعد المختلفة.
إن السمنة تمثل مشكلة صحية كبيرة إلى جانب تأثيراتها المختلفة عن الصحة الإنجابية، لذلك تنصح السيدات باتباع وسائل الحمية الغذائية المختلفة مع ممارسة الرياضة واستشارة الطبيب المختص.


أخبار مرتبطة