تاريخ النشر 18 مارس 2021     بواسطة البروفيسور احمد محمد عارف كنسارة     المشاهدات 1

جراحة التنظير

يتيح التنظير او الجراحة التنظيرية (Endoscopic surgery) للجراح الوصول للتجويفات الداخلية في الجسم عن طريق شقوق صغيرة، بواسطة إدخال المنظار (Endoscope) (عبارة عن تلسكوب مصغر والموصول مع كاميرا فيديو صغيرة) لداخل التجويف الذي ينوي الطبيب جراحته: تجويف البطن، القفص الصدري، ولتجويفات الأخرى في الجسم
. ومن خلال الشقوق الأخرى يتم إدخال أدوات الجراحة الخاصة التي تساعد على شق وفصل الأنسجة، ربط ووصل الأوعية الدموية وخياطة الأنسجة كذلك، وتتم كل الجراحة أثناء قيام الجراح بمشاهدة التلفاز الذي يعرض مكنونات جسم المرض بدل التحديق بالمريض نفسه. يتم تعويض الجراح عن إحساس يده بملمس الأنسجة عن طريق الجودة العالية للصور التي تلتقطها الكاميرا وتكبير الأنسجة والإضاءة الجيدة التي يساهم بتواجدها المنظار. في معظم الجراحات تكون هنالك حاجة لتخدير المريض بشكل تام.

جراحة التنظير بالبطن تدعى تنظير البطن (Laparoscopy).

جراحة التنظير بالقفص الصدري تدعى تنظير الصدر (thoracoscopy).

كما أنه من الممكن القيام بجراحة التنظير في الدماغ، الجيوب الأنفية، البلعوم، الحوض، المسالك البولية والتناسلية والمفاصل.

للجراحة عن طريق التنظير عدة حسنات بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة:

تعرض الجسم للأذى نتيجة للجراحة بالمنظار أقل بشكل ملحوظ من تلك عندما تكون الجراحة مفتوحة. كما تكون الآلام محدودة، كما أن معظم المرضى الذين أجروا الجراحة بواسطة المنظار يمكنهم العودة لمنازلهم بعد أيام قليلة من إجراء الجراحة، والعودة لمزاولة نشاطاتهم اليومية بشكل تام بعد أسبوعين. بوسع المريض أن يتحرك بعد إجراء الجراحة بفترة قصيرة وهكذا يتجنب التعرض للمضاعفات الرئوية والقلبية. كذلك فإن المضاعفات المقترنة بالشق الجراحي مثل العدوى أو الفتق فإن حدوثها نادر لمن قام بالجراحة بواسطة التنظير بسبب صغر الشق في هذه الجراحة نسبة لشق الجراحة المفتوحة.

الجراحة الأكثر شيوعا التي يتم القيام بها عن طربق جراحة المنظار في عالم الجراحة هي جراحة استئصال كيس المرارة. هذه الجراحة هي الجراحة البطنية الأكثر شيوعاً، وفي العالم الغربي هذه التقنية أصبحت تستعمل بما يقارب 90% في مثل هذه الحالات مكان الجراحة المفتوحة. نوعية هذه الجراحة لا تتلائم دائماً مع الحالات المرضية الأخرى, وذلك لأسباب تتعلق بسلامة المريض اثناء الجراحة, بسبب القيود التقنية ووفقاً لمدى ملائمته لنوع المرض.

بالإضافة لهذه الجراحة هنالك العديد من الجراحات التي يتم إجرائها بواسطة هذه التقنية ومن الممكن تصنيف هذه الجراحات ل-3 مجموعات:

الجراحات السائدة والمعروفة التي يتم إجرائها في معظم المستشفيات. الجراحة الأكثر شيوعا هي استئصال كيس المرارة. كما أنه من الممكن إجراء جراحات للحد من تعرق راحتا اليدين، واستئصال الزائدة الدودية كما أنه يتم القيام بالفحوصات بواسطة المنظار من أجل الحصول على خزعة (biopsy) من تجويف البطن أو الصدر.
الجراحات الأكثر تعقيداً, والتي يتم إجرائها في مراكز مختصة بمثل هذه الجراحات ففي مجال جراحات البطن من الممكن القيام بجراحة المعدة من أجل منع ارتداد العصارة الحمضية للمريء (reflux)، جراحات استئصال الطحال، والغدة الكظرية، والكلية (بما في ذلك إخراج الكلية من اجل زرعها لدى مريض أخر)، استئصال مقاطع من الأمعاء الدقيقة أو الغليظة وجراحات كل أنواع الفتق (Hernia). في مجال جراحات الفتق يوجد لهذه التقنية الحديثة (التنظير) أفضلية خصوصا بما يخص القدرة على العودة لمزاولة النشاطات اليومية تقريباً بشكل فوري، كما انه فعال خاصة في علاج حالات الفتق المتكررة أو الفتق المزدوج.
3. الجراحات التي لا تزال في طور البحث والتي يتم القيام بها من خلال إطار تقييم وتطوير هذه الجراحات الحديثة والتي يتم القيام بها بمراكز الأبحاث الكبرى. وفي بعض المراكز القليلة يتم القيام بجراحات تجريبية إضافية. الجراحات المتواجدة اليوم في طور التحديث تشمل جراحة الأوعية الدموية الكبرى، جراحة القلب المفتوح بواسطة المنظار، جراحات الأجنة أثناء فترة الحمل من أجل علاج العيوب الخلقية قبل ولادة الجنين، والجراحات عن طريق التحكم عن بعد، أي من الممكن أن يقوم الجراح بالجراحة وهو في مكان بعيد عن طريق سيطرته على نظام رجال آليين الذي يقوم بالجراحة بدلا عنه. 


أخبار مرتبطة