تاريخ النشر 7 ابريل 2022     بواسطة البروفيسور طلال محمد بخش     المشاهدات 1

خشونة الركبة- كيف تقي نفسك الاصابة بها؟.

خشونة الركبة Osteoarthritis، هي أحد الامراض المزمنة التي قد تصيب العديد من الأشخاص، وتزداد فرص الاصابة بها مع التقدم في العمر! ما هي أسبابها؟ وهل يمكن الوقاية من الاصابة بها؟ تعرف على ذلك من خلال مقالنا الاتي: يعد مفصل الركبة من أكثر المفاصل في جسم الإنسان عرضة للضرر والألم، بحيث أنه يحمل ثقل
 وزن الجسم بشكل كامل، بالتالي سيكون خطر الإصابة بمشاكل الركبة عند الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن، و الأشخاص الذين يمارسون الكثير من الألعاب الرياضية مثل رياضات كرة القدم والجري أكثر من غيرهم، وتزداد أيضا الفرصة للتعرض للألم كلما تقدم الانسان في العمر.
في الآتي أبرز المعلومات عن خشونة الركبة (Osteoarthritis): 
ما هي خشونة الركبة
خشونة الركبة عبارة عن اضطراب مرضي مزمن يحدث فيه تفكك تدريجي في الغضروف المفصلي، حيث أنها تتسبب للمفصل في أن يصبح مؤلم وقاس، وفي أغلب الأحيان أي مفصل بجسم الإنسان معرض للإصابة بالخشونة، لكن مفصل الركبة والورك هما الأكثر إصابة بهذا الاضطراب المرضي.
عند التعرض للإصابة بالخشونة غالبًا ما تحدث الإصابة في كلتا الركبتين مع مرور الوقت، إلا إذا حدث ذلك نتيجة التعرض لإصابة أو أي حالة خاصة تؤثرعلى ركبة واحدة فقط.
شدة الأعراض يمكن أن تختلف اختلافًا كبيرًا بين الأشخاص، بحيث أن الأعراض يمكن أن تكون خفيفة عند البعض حيث أنها تأتي وتذهب، في حين أنها يمكن أن تكون شديدة جدًا ومستمرة عند البعض الآخر.
أعراض خشونة الركبة
إن الأعراض تأتي وتذهب على شكل انتكاسات تكون ذات صلة بأمور معينة مثل حالة الطقس أو مستوى نشاطك البدني، أما في الحالات الأكثر شدة يمكن للأعراض أن تكون مستمرة، ومن أبرز أعراض خشونة الركبة ما يأتي:
    ألم شديد وتيبس في المفصل عند تحريكه بعد عدم تحريكه لمدة من الوقت. 
    يمكن للمفصل أن يظهر بشكل أكبر قليلًا من المعتاد.
    سماع صوت طقطقة في المفصل.
    يمكن أن تحدث محدودية في الحركة في المفصل.
    يحدث ضعف وهزال في العضلات المحيطة بالمفصل.
أسباب خشونة الركبة
كجزء من الحياة العادية، تتعرض المفاصل إلى مستوى من الضرر، ولكن الجسم يقوم بإصلاح نفسه، وتحدث هذه العملية بالعادة دون ملاحظتك لذلك، ولكن في بعض الحالات تكون هناك إصابة حول المفصل لا يستطيع الجسم إصلاحها بشكل كامل وذلك لعدة أسباب إحداها فرط في استخدام المفصل وعدم إعطائه الوقت الكاف للشفاء بعد الإصابة.
إن خشونة الركبة غالبًا تتطورعند الأشخاص فوق سن 45 سنة، ولكن الأشخاص الأصغر سنًا يمكن أن يصابوا بها أيضًا، ومن أسباب خشونة الركبة ما يأتي:
    الوراثة.
    العمر.
    زيادة الوزن.
    إجهاد المفاصل مثل ممارسة نشاط بدني قوي.
    نمط الحياة الخاطىء مثل: الجلوس بطريقة غير صحيحة.
    التعرض للإصابة في الركبة، مثل الكسور.
تشخيص خشونة الركبة
لا يوجد فحص محدد لتشخيص خشونة الركبة، ولذلك سوف يقوم طبيبك أو اخصائي العلاج الطبيعي بسؤالك عن الأعراض، وفحص المفاصل لتحديد إذا كانت هناك مشكلة.
توجد بعض العوامل التي قد تجعل طبيبك قد يتوقع أنك تعاني من خشونة الركبة:
    عمرك فوق سن 45 سنة.
    وجود ألم بالمفصل ويزداد مع كثرة الاستخدام كما في حالة المشي أو الركض.
    حدوث تصلب وعدم القدرة على تحريك المفصل في الصباح حيث يمكن أن يستمر 30 دقيقة.
إن فحوصات الدم ليست من ضمن الأمور المستخدمة لتشخيص خشونة الركبة، إلا أنها يمكن أن تساعد باستبعاد بعض الأمراض الأخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis).
كما ويمكن للأشعة السينية (X- Ray) أن تسمح للأطباء بتحديد مستوى الأضرار التي لحقت بالمفصل.
علاج خشونة الركبة
لا يوجد علاج تام لمشكلة خشونة الركبة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الإنسان يجب أن يتعايش مع الألم الشديد طوال فترة حياته، ولكن يوجد العديد من العلاجات المتوفرة للمساعدة في تخفيف حدة الأعراض مثل العلاج الطبيعي.
من الأمور الأساسية لتخفيف خشونة الركبة هو تغيير نمط الحياة، مثل الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة تحت إشراف طبي متخصص، والعلاجات المساعدة مثل العلاج بالبدائل لجعل الأنشطة اليومية أكثر سهولة.
في بعض الحالات القليلة، إذ لم يكن العلاج الطبيعي مفيد فيها، تجرى عمليات جراحية لإصلاح وتقوية أو استبدال المفصل.
1. العلاج الطبيعي (Physical therapy )
بعيدًا عن العلاجات الدوائية والجراحية، يعد العلاج الطبيعي من أفضل العلاجات في علاج خشونة الركبة.
من الوسائل التي يستخدمها أخصائي العلاج الطبيعي لمعالجة خشونة الركبة ما يأتي:
    جهاز التحفيز العصبي الكهربائي (Transcutaneous Electrical Nerve Stimulation-TENS)
حيث يقوم الجهاز بإرسال نبضات كهربائية من خلال اقطاب لزجة توضع على الجلد، حيث أن هذه النبضات تساعد في السيطرة على الألم. إن استخدام العلاج بجهاز التحفيز يجب أن يتم فقط عن طريق أخصائي العلاج الطبيعي حيث أنه باستطاعته تحديد قوة النبضات وإلى متى يمكن أن يستمر العلاج .
    العلاج عن طريق الكمادات الساخنة او الباردة ( Hot or Cold Packs)
الكمادات الساخنة أو الباردة توضع على المفصل لتخيف الأعراض، حيث أن الكمادات الباردة تُخفف الألم والالتهاب الموجود في المفصل حيث توضع على المفصل لمدة 10 دقائق، أما الكمادات الساخنة فتوضع للتخفيف من تيبس المفصل.
    العلاج اليدوي ( Manual Therapy)
عدم استخدام المفاصل يمكن أن يؤدي إلى ضمور في حجم العضلات، وقد يسبب تزايد في تصلب المفصل الناجم عن خشونة الركبة، فالعلاج اليدوي المقدم من قبل أخصائي العلاج الطبيعي يشمل عدة تقنيات للحفاظ على المفاصل مرنة.
    الأجهزة المساعدة ( Assistive Devices)
إذا كانت خشونة الركبة تسبب مشاكل في التنقل أو صعوبة في أداء المهام اليومية، فإن أخصائي العلاج الطبيعي سيقدم لك المشورة باستخدام الأجهزة المساعدة مثل العكاز حيث إنها تُحمل على الجهة الغير مصابة وبالتالي تحمل جزء من وزن الجسم عليها.
يمكن أيضًا أن يصف لك بعض الأحذية الماصة للصدمات والتي تقوم بتوزيع ونشر وزن الجسم بشكل متساوٍ.
    ممارسة التمارين الرياضية (Exercise)
يقوم اخصائي العلاج الطبيعي بإعطاء المريض خطة لممارسة تمارين رياضية خاصة للحفاظ على قوة العضلات المحيطة بمفصل الركبة، وللحفاظ على مستوى جيد من الليونة، وبالتالي تحسين المفصل وتخفيف الأعراض.
من المهم أن تّتبع الخطة حيث أنه يوجد خطر بأن تمارس الكثير من التمارين وبسرعة كبيرة جدًا، أو القيام بتمارين خاطئة ممّا يؤدي لإلحاق الضرر بالمفصل.
2. علاج خشونة الركبة بالأعشاب والزيوت 
تتوفر الأعشاب بصفة عامة مجففة أو على شكل حبوب أو أقراص، يمكن للأعشاب أن تتفاعل مع الأدوية الأخرى لذا يجب أن تُبقي الطبيب على علم بالأعشاب أو المكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها.
من الأعشاب المحتملة التي قد تساعد في علاج خشونة الركبة ما يأتي:
    الكركم ( Turmeric)
يعد الكركم من الأعشاب المضادة للألم والالتهاب، إلا أن الكركم يزيد من خطر النزيف وخاصة للأشخاص الذين يتناولون مميعات للدم أو مضادات الالتهاب غير الستيرويئيدية .
    الزنجبيل ( Zingiber Officinale)
إذا أعطي الشخص المصاب بخشونة الركبة جرعات من الزنجبيل، سيقوم بتخفيف الالتهاب الموجود والألم الموجود في المفصل، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الزنجبيل يزيد من خطورة نزيف الدم خصوصًا إذا كان الشخص يتناول مميعات للدم.
    الأغذية الغنية بأوميجا 3 (Omega- 3)
وجدت دراسة قامت بها كلية كارديف للعلوم البيولوجية ( Cardiff School of Bioscience) أن الانتظام على تناول الأوميجا 3 المتواجد في الأسماك يساعد على التخلص من آلام المفاصل، والتورم، وتيبس المفاصل المصاحب لخشونة الركبة.
     زيت الزيتون ( Olive Oil )
 زيت الزيتون هو مصدر غني بمادة البوليفينول والتي توفر فوائد مضادة للالتهاب أو مضادة للأكسدة.
أثبتت دراسة سريرية عشوائية ( Randomized Control Traial ) قامت بها جامعة شيراز للعلوم الطبية (Shiraz University of Medical Scine) أنه يوجد انخفاض ملحوظ في مستوى الألم، وتحسن بالمدى الحركي والوظيف للمفصل مقارنةً بالأشخاص في المجموعة الثانية الذين لم يستعملوا زيت الزيتون.
كيف تتجنب الإصابة بخشونة الركبة
 ليس من الممكن أن تمنع الإصابة بخشونة الركبة بشكل تام، لكن مع ذلك يمكنك أن تكون قادرًا عل تقليل خطر الإصابة عن طريق تجنب الإصابة والبقاء بصحة جيدة قدرالإمكان.
إليك بعض التعليمات التي قد تساعدك في تقليل فرصة الإصابة بخشونة الركبة:
1. الاعتناء بالمفاصل
عليك ممارسة الرياضة بشكل منتظم حتى تحافظ على صحة المفاصل، ولكن يجب عليك ألّا تضع الكثير من الضغط على مفصل الركبة والوركين، مثل رياضات الجري وحمل الأوزان الثقيلة، بدلًا من ذلك قم بممارسة السباحة أو تمارين الدراجات حيث أن المفاصل تكون مدعومة بشكل جيد ويمكنك التحكم بالضغط عليها.
2. المحافظة على قوام سليم
يجب عليك محاولة المحافظة على وقوفك بشكل سليم، وتجنب البقاء في وضعية واحدة لفترة طويلة من الوقت، إذا كت تعمل في مكتب تأكد جيدًا من الكرسي الخاص بك مضبوط على الارتفاع المناسب لك، ويجب عليك أخذ فترات راحة منتظمة والتحرك في المكان.
3. حافظ على عضلاتك قوية
عضلاتك هي التي تقوم بدعم مفاصلك، فبالتالي كلما كانت عضلاتك قوية، كلما كانت مفاصلك بصحة جيدة ، قم بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة اسبوعيا من لتمارين الهوائي مثل: المشي وركوب الدراجة، لبناء العضلات والحفاظ على صحتك بشكل عام
4. فقدان الوزن
يمكن لزيادة الوزن أو البدانة أن تقوم بزيادة الضغط على المفاصل، بالتالي ستزيد من خطر إصابتك بخشونة الركبة، لذا فإن فقدان الوزن في هذه الحالة يساعد على التقليل من الأعراض المصاحبة للخشونة.
مع الدعم المناسب من حولك، والرعاية الذاتية التي يجب أن تصبح جزءً لا يتجزأ من الحياة اليومية، والمحافظة على الصحة البدنية والعقلية الجيدة، ومنع الحوادث والإصابات والتعامل بشكل فعّال مع الأمراض البسيطة والظروف على المدى الطويل، يمكن للأشخاص الذين يعانون من خشونة الركبة التمتع بحياة صحية نشيطة، دون ضرورة أن تؤدي الإصابة إلى العجز.


أخبار مرتبطة