تاريخ النشر 10 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتور نايف عبدالله العنزي     المشاهدات 201

جراحة تطويق المعدة

تطويقُ المَعدة، أو ربطُ المَعدة، هو نوعٌ من العمليات الجراحية التي تُجرى لمساعدة المريض عندما يفشل اتِّباعُ نظام غذائي وممارسة الرياضة في مساعدته على تخفيف وزنه. ولكن، يُنصح بتطويق المعدة عند مرضى السمنة المفرطة الذين يحققون الشُّروط التالية فقط: • يكون مؤشِّر كتلة الجسم (BMI) لديهم أكثر من أرب
عين. •	يكون مؤشِّر كتلة الجسم لديهم بين خمس وثلاثين، وتسع وثلاثين فاصلة تسعة، ويعانون من مرض خطير مُرتبط بالسُّمنة مثل السكَّري من النمط الثاني، أو من مرض قلبي، أو من توقُّف التنفُّس في أثناء النوم "انقطاع النَّفَس النَّومي". تُقسم المعدةُ في أثناء الجراحة إلى قسمين صغيرين بواسطة طوق خاص. ويصبح الجزءُ من المعدة الذي يتلقَّى الطعامَ من المريء أصغر، ممَّا يجعل المريض يتناول كميات من الطعام أقل ويجعله يشعر بالشبع بعدَ تناول كمِّيات صغيرة جداً من الطعام. ويجري وصلُ الطَّوق الخاص مع خزَّان أو مستودع يوضع تحت الجلد. ويمكن حقنُ أو سحب كمِّية من محلول ملحي من أو إلى الخزان للتحكُّم بدرجة شدِّ الطَّوق. ولابدَّ من اتِّباع نظام غذائي صارم بعد الجراحة كي يصبح من السهل على المريض العودة مرَّةً أخرى إلى تناول الأطعمة العادية. تُعدُّ هذه العمليةُ ناجحة عندما يخسر المريض خمسين بالمائة من الوزن الزائد، ويُحافظ على هذه الخسارة فترةً تصل إلى خمس سنوات. إنَّ اتِّباع برنامج من التمارين الرياضية المنتظمة يُعدُّ جزءاً من التغيير في نمط الحياة الضَّروري للمحافظة على الوزن المفقود، وتحسين الصحَّة. ويجب على المريض أيضاً تناول أنواع مُعيَّنة من الفيتامينات والأدوية الأُخرى التي يصفها الطبيب بعد هذه العملية الجراحيَّة مدى الحياة. 
مُقدِّمة
تترافق السمنةُ بالعديد من الأمراض، مثل السكَّري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب وتَنَكُّس المفاصل. وتُؤدِّي هذه الأمراض، إضافة إلى السمنة في حدِّ ذاتها، إلى زيادة مخاطر الوفاة. 
قد تكون الجراحةُ مفيدة في تخفيف الوزن عندما تفشل الوسائل الأُخرى، مثل اتِّباع نظام غذائيٍّ وممارسة الرياضة. وتُعرف الجراحة التي تُجرى لمساعدة المريض على تخفيف وزنه باسم جراحة السِّمنة. إنَّ تطويقَ المعدة هو أحد أنواع جراحة السِّمنة. وربَّما ينصح الطبيبُ مريضَه بالخضوع لجراحة تطويق المعدة، لكنَّ القرار بإجراء هذه العملية أو عدم إجرائها يعود للمريض نفسه في نهاية المطاف. 
تشرح هذه المعلومات الصحية ما هي عملية تطويق المعدة، كما أنَّه يناقش أيضاً السِّمنة، وسُبُل المعالجة المختلفة المتاحة لعلاجها. ثم يجري تقديم منافع ومخاطر جراحة تطويق المعدة. ويناقش هذا البرنامج في النهاية ما الذي يُمكن توقُّعه. 
السِّمنة
تترافق ‎السِّمَنة‎ مع العديد من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تؤدِّي إلى الموت. ومن هذه الأمراض:
السَّكَّري.
ارتفاع ضغط الدم.
مشاكل القلب.
التهابات المفاصل وتنكُّسها.
انقطاع النفس النومي، حين يتوقَّف التنفُّس لفترات قصيرة في أثناء النوم.
كما يمكن أن تؤدِّي السِّمنة أيضاً إلى شعور المريض بنقص الاعتداد بالنَّفس، وانسحابه من المناسبات والأنشطة الاجتماعيَّة. وهذا ما يقوده غالباً إلى العيش في عُزلة. وتغدو هذه العزلة تامَّةً عندما يصبح التحرُّك والاختلاط مع الآخرين خارج دائرة الأقرباء المقرَّبين أكثرَ صعوبة بالنسبة للشخص البدين. أصبحت السِّمنةُ أكثر شيوعاً، وهي تنجم عن:
عوامل جينيَّة أو وراثيَّة.
نمط الحياة الخاملة، حيث يمارس الشخص القليل من التمارين، أو لا يمارس أيَّة تمارين على الإطلاق.
تناول الأطعمة غير المُغذِّية ذات المحتوى المرتفع من السُّعرات الحرارية، والتي تُعرف باسم "الأطعمة السريعة".
لقد وضع العلماء صيغة لمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من السِّمنة أم لا. وهي تُعرف باسم مؤشِّر كتلة الجسم BMI. 
يستطيع أيُّ شخص معرفة مؤشِّر كتلة الجسم عنده وفق النظام المتري، وذلك بالطريقة التالية:
تقسيم وزنه بالكيلوغرام على طوله بالأمتار.
تقسيم النتيجة مرَّة أخرى على طوله بالأمتار.
فإذا كان هناك شخص طوله متران ووزنه مائة كيلوغرام على سبيل المثال، فإنَّ مؤشِّر كتلة الجسم عنده يبلغ خمساً وعشرين. أمَّا إذا أراد الشخص معرفة مؤشِّر كتلة الجسم بالرطل، فإنَّ عليه:
أن يضرب وزنه مقدَّراً بالرطل بسبعمائة وثلاثة.
ثمَّ يقسم النتيجة على طوله مُقدَّراً بالبوصة (كلُّ قدم تساوي اثنتي عشرة بوصة).
ثمَّ يقسم النتيجة مرَّة أُخرى على طوله مُقدَّراً بالبوصة.
فإذا كان وزن شخص ما، على سبيل المثال، مائتين وعشر ارطال، وكان طوله سبعين بوصة، فإنَّ مؤشِّر كتلة الجسم عنده يبلغ ثلاثين تقريباً. إنَّ مؤشِّر كتلة الجسم يشير إلى العلاقة بين الوزن والطول، والمجالُ الطبيعيُّ لقيمة مؤشِّر كتلة الجسم هو ما بين ثمانية عشر ونصف إلى أربعة وعشرين وتسعة بالعشرة. لقد حدَّد مقدِّمو الرعاية الصحِّية الفئات التالية لمؤشِّر كتلة الجسم:
إذا كان المؤشِّر أقلَّ من 18.5، فإنَّ الشخص يُعدُّ ناقص الوزن.
إذا كان المؤشِّر ما بين 18.5 و 24.9، فإنَّ الشخص يُعدُّ ذا وزن طبيعيٍّ.
أمَّا إذا كان المؤشِّر ما بين 25 و 29.9، فإنَّ الشخص يكون زائد الوزن.
ويكون الشخص بديناً إذا كان المؤشِّر أعلى من ثلاثين.

يُنصَح الأطبَّاء بإجراء جراحة تطويق المعدة للمرضى الذين يعانون من السِّمنة فقط، وهم لا يَنصحون بها للمرضى الذين يعانون من زيادة الوزن. ويشرح المقطع التالي أجزاء الجسم المختلفة التي تشملها عملية تطويق المعدة. 
جهاز الهضم
تعدُّ المعرفةُ الجيِّدة بجهاز الهضم أمراً ضرورياً من أجل فهم عمليَّة تطويق المعدة. يشرح هذا المقطعُ بنيةَ جهاز الهضم ووظيفته. تعني عملية الهضم أنَّ الطعام الذي نتناوله يتجزَّأ إلى أجزاء صغيرة جداً بحيث يمكنها الدخول إلى مجرى الدم. يذهب الطعام، بعد أن نمضغه ونبتلعه، عبر المريء إلى المعدة، حيث يقوم حمضٌ قويٌّ بمتابعة عملية الهضم. وتستطيع المعدة أن تستوعب حوالي لتر ونصف اللتر من الطعام في كلِّ مرة. تنتقل محتوياتُ المعدة بعد ذلك إلى الاثناعشر، وهو القطعةُ الأولى من الأمعاء الدقيقة، حيث تمتزج هناك مع عُصارات خاصَّة آتية من الكبد، تُسمَّى الصفراء، وعصارات أُخرى قادمة من البنكرياس. تُسرِّع الصفراء والعصارات القادمة من البنكرياس عملية الهضم. ويجري امتصاص معظم كمِّية الحديد والكالسيوم المتوفِّرة في الطعام الذي نتناوله في الاثناعشر. يعدُّ الفيتامين ب 12 عنصراً ذا أهمِّية كبيرة لصحَّة الأعصاب، وهو يُمتصُّ فقط في مجرى الدم بمساعدة عامل كيميائيٍّ خاص تصنعه المعدة. يقوم الصائمُ واللفائفي، وهما الجزءان الباقيان من الأمعاء االدقيقة التي يبلغ طولُها 6 أمتار تقريباً، باستكمال امتصاص السُّعرات الحرارية والمواد الغذائية كلها تقريباً. ويجري تخزينُ جزيئات الطعام التي لا يمكن هضمها في الأمعاء الدقيقة ضمن الأمعاء الغليظة أو القولون، حيث يجري تشكيلُ البراز؛ ثمَ يجري التخلُّصُ من البراز بعد ذلك من خلال فتحة الشرج. 
خيارات المُعالجة
يقوم اختصاصيو الرعاية الصحيَّة بمساعدة مرضى السِّمنة على التخلُّص من الوزن الزائد بواسطة مجموعة متنوِّعة من الأساليب العلاجية التي تشمل اتِّباع نظُم غذائيَّة معيَّنة وممارسة الرياضة وتقديم النصائح واستعمال الأدوية والجراحة. وتُعدُّ الحلول الجراحيَّة هي الملجأ الأخير. لقد تمَّ وضع العديد من الأنظمة الغذائيَّة للمساعدة على إنقاص الوزن. ينبغي على المرضى الذين يعانون من زيادة غير خطيرة في الوزن أن يكتفوا بتطبيق نظام غذائي خاص تحت إشراف طبيٍّ. لا تساعد التمارين الرياضيَّة على تخفيف الوزن فحسب، وإنَّما تجعل الجسم أكثر صحَّة وتناسقاً ، وتجعل الناس يشعرون بالرِّضا عن أنفسهم. يمكن أن تساعد المشورةُ بعضَ المرضى على السيطرة على عاداتهم الغذائيَّة، وتحسين صورتهم عن أنفسهم، والتخفيف من شعورهم بنقص الاعتداد بالنَّفس. الأدويةُ هي أحد أساليب المعالجة المتاحة أيضاً، ولكن قد يكون لبعض هذه الأدوية تأثيرات جانبيَّة ضارَّة. لذلك، يجب عدمُ استعمال أدوية تخفيف الوزن إلاَّ تحت إشراف طبِّي. هناك عدَّة أنواع لجراحة السمنة. وهي أنواع مختلفة من العمليات الجراحيَّة التي يمكن أن تساعد على تخفيف الوزن. تهدف بعضُ هذه العمليات إلى جعل المعدة أصغر حجماً، وهي تُعرف باسم "عمليَّات التصغير"، وتشمل طوق المعدة المُتغيِّر وإستئصال المعدة الكمي العمودي. هناك عملياتٌ أخرى تهدف إلى تجاوز معظم الأمعاء الدقيقة حيث يجري امتصاص المواد المغذِّية. وتُعرف هذه العمليات باسم "عمليات تقليل الامتصاص". يناقش هذا البرنامج التثقيفي "عملية تطويق المعدة". وهو من أكثر عمليات جراحة السمنة شيوعا في العالم. ليس جميع المرضى مؤهَّلين لجراحة السِّمنة. وحتَّى يكون المريض مؤهَّلاً لهذه الجراحة ينبغي أن يكون إمَّا:
مؤشِّر كتلة الجسم لديه أربعين أو أكثر (وهذا يعادل زيادة في الوزن تساوي خمساً وأربعين كيلوغراماً عند الذكور، وستة وثلاثين كيلوغراماً عند الإناث)، أو
مؤشِّر كتلة الجسم لديه بين ثلاثين وتسع وثلاثين وتسعة بالعشرة، ويعاني من مرض خطير مرتبط بالسمنة، كالسكَّري من النمط الثاني وأمراض القلب وانقطاع النفس النومي.
يقوم الطبيب، بعد أن يجري تحديدُ أنَّ المريض مؤهَّل للخضوع لجراحة السٍّمنة، بشرح مخاطر العملية ومنافعها، وما الذي يُمكن توقُّعه بعد العمليَّة. ولا ينصح الطبيب بإجراء هذه العملية إلاَّ بعد أن يتأكَّد من استيعاب المريض لمخاطرها، ولتغييرات نمط الحياة التي يتوجب عليه القيام بها بعد العمليَّة، مع التأكُّد أيضاً من استعداده للقيام بهذه التغييرات. 
الجراحة
يشرح هذا البرنامجُ عملية تطويق المعدة. تُجرى هذه العملية تحت التخدير العام. وهذا يعني أنَّ المريض سوف يكون في حالة نوم عميق ولن يشعر بأيِّ ألم. يمكن إجراءُ العملية عبر شقٍّ جراحيٍّ كبير في البطن، أو بواسطة المنظار عبر بضعة جروح صغيرة في البطن، حيث تُسمَّى في هذه الحالة الجراحة بالتنظير أو الجراحة التنظيرية. ومن ميِّزات الجراحة التنظيرية أنَّ المريض يشعر بانزعاج أقلَّ، ويتمكَّن من مغادرة المستشفى في وقت أبكر. إنَّ المرضى الذين سبق أن خضعوا لعملية جراحية في البطن، أو المرضى الذين تتجاوز أوزانهم مائة وتسع وخمسين كيلوغراماً، قد لا يكونون مؤهلين للخضوع للجراحة التنظيرية. كما أنَّ الجرَّاح قد يضطرُّ أحياناً للتحوُّل إلى الجراحة المفتوحة بعد أن يكون قد بدأ العملية باستعمال المنظار، وذلك إذا رأى أنَّ الجراحة المفتوحة أفضل من أجل سلامة المريض. يقوم الجرَّاحُ في أثناء العمليَّة بتحديد مكان المعدة، ويحرِّرها من الانسجة المُحيطة بها، ثمَّ يضع حلقة خاصَّة حولها لجعل جزء المعدة المتصل بالمريء أصغر. يقسِّم هذا الإجراء المعدة إلى جزأين صغيرين: أحدهما قرب المريء، والآخر قرب الاثناعشر. يفقد المريض من وزنه بعد العمليَّة، لأنَّ الجزء من المعدة الذي يستقبل الطعام من المريء يصبح أصغر، ممَّا يؤدِّي إلى أنَّ المريض يأكل أقلَّ، ويشعر بالشبع عند تناول كمِّية قليلة جداً من الطعام. تتصل الحلقةُ الخاصة التي تطوِّق المعدة مع مستودعها الذي يوضع تحت الجلد. ويستطيع الطبيبُ حقن محلول ملحي في المُستودع لجعل الطوق أكثر شداً، وعلى العكس، يُمكن أيضاً سحب كمِّية من المحلول الملحي لجعل الطوق يرتخي قليلاً. بعد انتهاء العمليَّة يُؤخَذ المريض إلى غرفة الإنعاش بعد إستيقاظه . 
المخاطر والمضاعفات
عمليَّةُ تطويق المعدة هي من عمليات البطن الكُبرى. والتي تتضمن مخاطر ومضاعفات معينة. وقد ترتبط هذه المخاطر 
التخدير.
العمل الجراحي بشكل عام.
عملية تطويق المعدة نفسها.
تضمُّ مخاطر التخدير العام الشائعة وآثاره الجانبيَّة الغَثيان والتقيؤ، ومشاكل التبوُّل، وعضَّ الشفة، وتكسُّر الأسنان، والصداع. أمَّا المخاطر الأكثر جدِّية للتخدير العام فمنها النوبات القلبيَّة، والسكتات الدماغيَّة، والالتهاب الرئوي. يقوم الطبيبُ المُخدِّر عادة بمناقشة هذه المخاطر مع المريض، ويسأله ما إذا كان يتحسس من بعض الأدوية. يمكن أن تتشكَّل جلطاتٌ دمويَّة في الساقين بسبب الاستلقاء المديد خلال أو بعد العمليَّة. وقد تنتقل الجلطاتُ الدمويَّة إلى الرئتين الأمر الذي قد يكون قاتلاً. ويساعد المشي في أبكر وقت ممكن بعد العمليَّة على منع تشكُّل الجلطات الدمويَّة. كما أنَّ استعمال جوارب الساق الضاغطة ومميِّعات الدم، كالإنوزابارين والهيبارين، يساعد أيضاً على منع تشكُّل الجلطات الدمويَّة في الساقين. إنَّ عمليَّة تطويق المعدة، كأيِّ إجراء جراحيٍّ آخر، تحمل خطر التندُّب والنزف والعدوى. قد تكون الندبةُ قبيحة المظهر، خاصَّة في حالة العملية الجراحية المفتوحة، حيث يمتدُّ الشق الجراحيُّ بشكل مستقيم حتَّى منتصف البطن. وهو يمتد من عظم القصِّ إلى أعلى السرَّة. أمَّا بالنسبة للعملية التنظيرية، فإنَّ الشقوق تكون أصغر، وهي تساوي سنتميترين ونصف تقريباً لكل شق على جانبي البطن. قد يحدث نزفٌ غزير أيضاً، وقد يحتاج المريض إلى نقل الدم، وربَّما إلى إجراء عملية أُخرى. كما قد يتعرَّض المريض للعدوى، رغم أنَّ ذلك غير شائع، ويمكن أن تكون العدوى سطحيَّة أو عميقة. وقد تؤدِّي العدوى السطحيَّة إلى تأخُّر شفاء الجرح، الأمر الذي يحتاج معه المريض إلى تناول المضادَّات الحيويَّة وتغيير الضماد في مكان الجرح يومياً حتَّى يشفى. وربَّما تدعو الضرورة، في بعض الحالات، إلى إجراء عملية أُخرى. قد تحتاج العدوى العميقة، المعروفة باسم التهاب الصِّفاق، إلى المعالجة بالمضادَّات الحيوية وإجراء عملية أُخرى أيضاً. كما قد تُؤدِّي إلى حدوث تندُّبٍ داخلي. هناك بعضُ المخاطر المتعلقة بعملية تطويق المعدة نفسها؛ ومنها إصابة الأعضاء الداخلية، كالكبد والطحال والشرايين والأوردة الكبيرة بجروح. وقد يحتاج هذا النوعُ من الإصابات إلى إجراء عملية أُخرى لإصلاح العضو المُصاب. كما أنَّ هذه الإصابات قد تؤدِّي إلى الموت في حالات نادرة. قد ينزلق الطوقُ، وربَّما يتطلَّب الأمر استبداله جراحياً. قد ينفك الطوق أو الخزَّان (المستودَع) أو القطعة الواصلة بينهما، ممَّا يتطلَّب عمليَّة أُخرى لتثبيتها من جديد. يتعرض المرضى الذين خضعوا لجراحة تطويق المعدة لخطر تآكل الطوق في المعدة بنسبة 1-2% طوال حياتهم مما قد يؤدي الى حدوث التهاب مما يتطلب إزالة الطوق والجهاز بأكمله. يمكن أن تحدث فتوق ، حيث يحدث الفتق عندما تصبح عضلات البطن ضعيفة بسبب العملية الجراحية وتبرز الأمعاء تحت الجلد. وقد تحتاج الفتوق إلى عملية جراحية لإصلاحها. قد تحدث القرحاتُ التي يُمكن معالجتها بالأدوية المضادَّة للقرحة. كما يُمكن أن تتوسَّع المعدة المُنكمشة ممَّا قد يسبِّب الفُواق (الحاذوقة) والنفخة. ليس هناك طريقةٌ مضمونة لتحقيق نقص الوزن والمحافظة عليه، بما في ذلك الجراحة؛ فالنجاح ممكن فقط مع أقصى حدٍّ من التعاون من قبل المريض، ومع الالتزام بتغيير عادات الأكل والرياضة. كما أنَّ المتابعة الطبية ضَرورية. ويجب أن يستمرَّ هذا التعاون والالتزام مدى الحياة. 
بعد العمليَّة
قد يبقى المريض ليلة في المستشفى في وحدة المراقبة عن بعد بعد الجراحة. قد يطلب الجرَّاحُ الحصولَ على صورة للمعدة بالأشعَّة السينية ، للتأكُّد من أن الطوق في وضع جيد. من الضروري جداً أن يبقى المريضُ نشيطاً في أثناء إقامته في المستشفى، وأن يتمشَّى في الردهات؛ فذلك يساعد على الوقاية من الجلطات الدموية والالتهاب الرئوي والإمساك. يجري تزويدُ المريض أيضاً، في أثناء إقامته في المستشفى، بجهاز صغير يُسمَّى مًحفِّز التنفُّس، وذلك لمساعدته على التنفُّس. وهو يساعده على الوقاية من الالتهاب الرئويِّ ومن انخماص الرئة، وغير ذلك من مشاكل الرئة. ويُمكن أن يكون السعال والتنفُّس العميق مُفيدين أيضاً. حالما يسمح الجرَّاح للمريض بتناول الطعام، فإنَّه سيوضع على نظام غذائي خاص مؤلَّف من السوائل في أوَّل أسبوع، ثمَّ على أطعمة طريَّة أو مهروسة لمُدَّة أسبوعين آخرَين. لن يكون المريضُ قادراً على تناول كمِّية كبيرة من الطعام، لأنَّ عملية تطويق المعدة قد جعلت المعدة أصغر حجماً. يجب على المريض أن يتناولَ الفيتامينات والمتمِّمات التي تحتوي على الحديد والكالسيوم بانتظام، وكذلك الأدوية التي يرى الطبيبُ أو اختصاصي التغذية أنَّها ضرورية. تُعدُّ جراحة إنقاص الوزن ناجحة عندما يتم فقد نصف الوزن الزائد، ويحافظ المريض على هذا مُدَّة خمس سنوات؛ فإذا كان هناك مريض، على سبيل المثال، لديه وزنٌ زائد يساوي تسعين كيلوغراماً، فإنَّ عليه أن يفقد خمسة وأربعين كيلوغراماً، وأن يكون قادراً على المحافظة على هذاطوال السنين الخمس القادمة. يقدر فقدان الوزن خلال أوَّل سنتين بعد جراحة تطويق المعدة بخمسين بالمائة إلى سبعين بالمائة من الوزن الزائد تقريباً. ورغم أنَّ بعض المرضى قد يستعيدون بعض الوزن خلال السنوات التالية، فإنَّ كثيراً من المرضى يحقِّقون فقدان وزن بين ستِّين بالمائة الى سبعين بالمائة من الوزن الزائد لمدَّة عشر سنوات أو أكثر. 
فترةُ النقاهة في المنزل
ينبغي على المريض، بعد أن يعود إلى المنزل، أن يقوم بالنشاط نصف ساعة يومياً. وعليه أن يمشي خلال الشهر الأوَّل. وبعد ذلك، عليه استشارة طبيبه حول الأنشطة الأُخرى التي يُمكن أن يقوم بها. يوضع المريضُ على حمية كاملة من السوائل طوالَ الأسبوع الأول بعد الجراحة، يتلوه أسبوعان من الأطعمة الطرية أو المهروسة. كما يجب أن تكون الوجباتُ غنيَّة بالبروتينات للمساعدة على عملية الشفاء. قد يتقيَّأ المريضُ إذا كان يأكل بسرعة كبيرة، أو يأكل كمِّيات كبيرة، أو يشرب السوائل في أثناء تناول الطعام. ويجب تسجيلُ ملاحظات حول الطعام للمساعدة على معرفة سبب التقيُّؤ. كما يجب على المريض أن يأكل ويشرب ببطء شديد، وأن يشرب السوائل قبل أو بعد الوجبات بنصف ساعة أو ساعة كاملة. وعليه أيضاً أن يخفض كمِّية الكافيين التي يتناولها إلى كوبين، وأن يمتنع عن تناول المشروبات الكحوليّة، لأنَّه يكون أكثر حساسيَّة لها بعد العمليَّة. على المريض أن يتَّبع القواعدَ التالية كي يساعد جسمه على الشفاء:
ألاَّ يقوم بأيَّة أنشطة مُجهدة أو رفع أيِّ وزن لمدَّة أسبوعين.يجب عليه عدم رفع أيِّ شيء يزيد وزنه على تسعة كيلوغرامات.
ألاَّ يقود السيَّارة إلاَّ بعد موافقة الجرَّاح.
ألا يُعرِّض الشقوق الجراحيَّة للماء لمدَّة أسبوعين، ويجب عدم الجلوس في مغطس أو أحواض المياه الساخنة لمدَّة أسبوعين.
يجري إغلاقُ الشقِّ الجراحيِّ بواسطة الخياطة أو الديرماباند®. وعلى المريض الاتصال بطبيبه أو الممرض إذا لاحظ أنَّ الجرح قد أصبح أحمر اللون أو ساخناً أومُتورِّماً، كذلك إذا لاحظ وجود أيَّ نَزٍّ من الجرح، أو ازدياد الألم في البطن. أو إذا كان لديه حمى تزيد عن ثماني وثلاثين وثلاثة بالعشرة درجة مئويَّة. يقوم الطبيبُ بوصف أدوية وفيتامينات للمريض، وعليه التقيُّد بتناولها كلَّ يوم طوال حياته. ويجب عليه أيضاً أن يتحدَّث مع طبيبه حول أيَّة أدوية يتناولها حالياً، سواء أكانت بوصفة طبِّية أو من دون وصفة. وينصح الطبيبُ المريضَ بعدم تناول أيَّة أدوية من تلك التي تُباع دون وصفة طبيَّة، لأنَّها يُمكن أن تُسبِّب النزف أو التقرُّح. يُمكن أن يتعرَّض المريضُ إلى مشاكل خطيرة إذا لم يتناول والفيتامينات والمعادن التي وصفها له الطبيب كلَّ يوم. وهو يحتاج إلى الكالسيوم لبناء عظام قويَّة، والحديد من أجل صحة الدم، والفيتامين ب 12 من أجل صحَّة الأعصاب. وربَّما يتعرَّض المريض إلى مشاكل صحيَّة إذا لم يتناول أقراص الفيتامينات والمعادن. وعلى المريض أن يستشير طبيبه إذا شعر بالدوخة أو الوَهَن. يُمكن أن يكون الإمساك شائعاً بعد الجراحة. وقد يكون من الضروري تناول المُليِّناتخلال أول شهر. ومن الأطعمةُ التي يُمكن أن تساعد على معالجة الإمساك هي البرقوق المُجفَّف وصلصة التفاح والشوفان. كما أنَّ شرب الكثير من الماء وممارسة التمارين يساعدان على التخلُّص من الإمساك أيضاً. قد يُصاب المريضُ بالقرحة التي يُمكن أن تُعالج بالأدوية المضادَّة للقرحة. ويجب التحدُّثُ مع الطبيب أو الممرض إذا تعرَّض المريض لغثيان شديد أو ألم في أثناء تناول الطعام. يحتاج المريضُ بعد العملية إلى تنظيم زيارات منتظمة للمتابعة. كما أنَّه يحتاج إلى اختبارات عامة سنويَّة يجري فيها فحصُ الدم للتأكُّد من أنَّه لا يعاني من عَوَز أحد الفيتامينات. سيحتاج المريض الى حقن دورية من السيلين في جدار البطن للحفاظ على تأقلم الطوق وتكيفه. يجب على المريض الإتصال بالجراح عند ظهور أعراض من مثل الجوع المفرط أو الغثيان والجزر المفرط فقد تكون هناك حاجة الى إزالة السوائل أو إضافتها من والى الطوق. يجب ألاَّ تحمل المرأة في العام الأوَّل بعد عمليَّة تطويق المعدة، لأنَّ الحمل يكون خطيراً على المرأة وجنينها في هذه الحالة. 
الخلاصة
تؤدِّي السِّمنة إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة كالسكَّري، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب، وتنكُّس المفاصل. قد تساعد جراحةُ السِّمنة المريضَ على تخفيف وزنه عندما تفشل الوسائل الأُخرى كالحمية والتمارين الرياضيَّة. إنَّ عملية تطويق المعدة هي عملية جراحيَّة كبيرة على البطن لها مخاطر ومُضاعفات. وعلى المريض أن يعرفَ هذه المخاطر والمضاعفات كي يساعد على تشخيصها باكراً في حال حدوثها. تكون عمليةُ تطويق المعدة ناجحة عادةً. يفقد مُعظم المرضى وزنهم بسرعة بعد العمليَّة، ويستمرُّ نقصُ الوزن لمدَّة سنة ونصف إلى سنتين بعد العمليَّة. ويحافظ كثير من المرضى بعد عمليات معالجة السِّمنة جراحياً على نقص في الوزن يعادل ستِّين إلى سبعين بالمائة من وزنهم الزائد لمدَّة عشر سنوات أو أكثر. لا تضمن عمليةُ تطويق المعدة أنَّ المريض سوف يحافظ على نقص الوزن. والنجاحُ على المدى البعيد غير مُمكن إلاَّ إذا كان المريض مُلتزماً تماماً بتغيير عاداته الغذائيَّة، وبممارسة الرياضة بانتظام. إذا كان لدى المريض أيَّة أسئلة حول هذه العملية، بما في ذلك كيف تعمل كوسيلة لتخفيف الوزن، ومُضاعفاتها المحتملة الحدوث، والحصيلة المُتوقَّعة منها، وكيف يستفيد من هذه الوسيلة الجديدة لفترة طويلة بنجاح وأمان، فإنَّ عليه استشارة مقدِّم الرِّعاية الصحِّية. 


أخبار مرتبطة