تاريخ النشر 28 نوفمبر 2016     بواسطة الدكتورة منى الصواف     المشاهدات 201

خبايا هدايا الأزواج... رومانسية متأخّرة أم ذريعة ل

لم تعد الهدية التي يقدمها الزوج لزوجته تحمل المعاني التي كانت تحملها في السابق، فقد صارت في المجتمعات النسائية وسيلة جيدة لتغيظ سيدة قريناتها من السيدات، والتباهي بما يقدمه لها زوجها، لتثبت بطريقة أو بأخرى مدى كرمه وحبه لها، لتُشعل الحسرة في قلوب اللواتي يرغبن في الحصول على مثل هذا الزوج الروما
نسي الذي يلمّ بفنون «الإتيكيت»، والذي يدفع الغالي والنفيس لإرضاء زوجته وإسعادها. ولكن المفاجأة أنهن قد لا يعلمن أن هذه الهدية ليست سوى ستار قد يتوارى خلفه هذا الرجل لإسكات زوجته أو إلهائها عما يفعله في الخفاء. فالهدية الثمينة التي ليس لها مناسبة أصبحت إشارة خطر لأي زوجة، بل هي أحياناً ثمن تدفعه مقابل أن تترك الحرية لزوجها. في هذا التحقيق تبحث «لها» عن أسرار هدايا الأزواج.
«اكتشفت خيانته من هديته»
قول م. م.: «أنا متزوجة منذ أكثر من تسع سنوات، وزوجي يعمل طياراً مما يجعله كثير الأسفار. طبعا كنت أشك كثيراً فيه وفي تصرفاته وأحاول أن أجد خيطاً يكشف لي خيانته، ولكن بدون جدوى. عشت معه طوال تلك السنوات حياة رفاهية ومظاهر، فبعد كل رحلة يرجع إلي بالهدايا الثمينة، ولعل الكثيرات كنّ يحسدنني على هذا الدلال. ومع ذلك كنت اشعر بأن لهذه الهدايا ثمناً، وفي مرة من المرات عاد زوجي من رحلة من رحلاته وجلب لي هاتفاً نقالاً بأحدث موديل، وكانت تلك الهدية فرصتي، فقد استطعت أن أجعل المكالمات الخاصة به تُحَول على هذا الهاتف الذي بحوزتي، فكشفت محادثاته التي كانت تحصل بينه وبين زوجته الأخرى، والتي اتضح لي أنه تزوجها قبل أكثر من سنتين».
«طلباتي المجابة جعلتني أشكّ»
وفي قصة أخرى تقول ع. س. : «لطالما كنت محظوظة برأي غالبية صديقاتي، فزوجي لا يرفض لي طلباً. إذا أردت السفر مع أهلي لا يعارض، وإذا طلبت الذهاب إلى أي من صديقاتي لا يمانع. لكن هو في المقابل كان يتغيّب عن البيت أوقاتاً طويلة، وكذلك يسافر دائما في رحلات مع الأصدقاء خارج المملكة، وهذا الشيء يجعلني أشعر بالشك كونه يمنحني الحرية المطلقة في سبيل أن أمنحه أيضا حريته، فقبل السفر كان يضع في حسابي مبلغاً من المال يفوق حاجتي ومصروفاتي خلال الأيام التي سيغيب فيها. وبعد كل محاولات كشف ما يثبت شكوكي بلغتُ مرحلة اليأس، ولكن ذلك لا يعني أنني مطمئنة بشكل كلّي».
«زوجي معشوق الجميع لذلك لن يصدقني أحد»
إ. ع.: «لدي زوج مهتم جداً بأناقته وهندامه، وكذلك له أسلوب رائع في الحوار والكلام المعسول، فهو محبوب لدى الجميع سواء من جهة أهلي أو جهة أهله، أو حتى الزملاء في عمله. إنه  مثال حي للرجل الديموقراطي الكريم، والرومانسي، صاحب الذوق الرفيع والثقافة العالية. دائماً ما يخبئ لي مفاجآت وبدون مناسبة أمام أهلي وأصدقائي، ويقدّم لي هدايا ثمينة. وفي كل صيف نسافر خارج المملكة أنا وأولادي... ولكن اكتشفت أخيراً أن كل ما يمنحني إياه من هدايا ورحلات ليست سوى مقابل لتغطية ما يقوم به خفية عني، فعن طريق هاتفه الجوال استطعت الإطلاع على بعض محادثاته التي يجريها مع أصدقاء له، وتبين لي أن هناك صوراً يتبادلونها وتحديات لخوض مغامرات غرامية. وللأسف أعرف الكثيرات من زوجات أصدقائه المخدوعات مثلي. ولكني بقيت صامتة ولم أفضح الأمر كون ذلك سيسبب مشاكل كبيرة، وفضلت أن أحظى بحياتي المرفهة والسكوت عما يفعله زوجي، لكي لا أخسر أسرتي ولا حياتي، بالإضافة إلى أن أحداً لن يصدقني».
تروي أ. ج.: «أعتقد أن تغير الزوج فجأة، ومنحه هدايا ثمينة لزوجته، دون سابق إنذار قد يعطيان إشارة إلى أنه يشعر بالندم تجاه نزوة من نزواته، أو أنه يحاول إلهاء الزوجة وإبقاءها سعيدة بما يجلبه لها، لكي تفسح له المجال لأن يكون حراً طليقاً دون مجادلات أو صراعات. لذا أظن أنه يجب على السيدة أن لا تكون ساذجة، وأن تتعرف أكثر على سبب الهدية».
أما ن. ر. فتقول: «للأسف مع تطور الحياة، أصبحت خيانة الزوج وخوضه مغامرات غرامية شيء سهل جدا، وقد يحدث عن طريق الصدفة بلا تخطيط، لكن لا بد أن تكون هناك ثقة متبادلة لكي لا يتحكّم بحياة كلّ من الزوجين الشكّ المدمر. فليس بالضرورة أن تكون الهدية لها سبب، أو لإخفاء خيانة. وأعتقد أن المرأة الواعية هي التي تتمكن من جعل حياتها أجمل وأفضل وبدون شكوك. وأعتقد أن لجوء الأزواج إلى الهدايا الحق فيه على الزوجات اللواتي يوحين لأزواجهن أنهن مادّيات وقابلات للارتشاء».
التربية غيّرت مفهوم الهدية
وفي تعريف لمعنى الهدية الحقيقي تقول الاستشارية النفسية والمستشارة الدولية لعلاج الإدمان عند السيدات الدكتورة منى الصواف: «مفهوم الهدية هو مفهوم سامٍ، ولا بد أن يعبر عن المشاعر. وليس بالضرورة أن تكون الهدية شيئاً مادياً وملموساً، فمن الممكن أن تكون عبارة عن لفظ تقديري، أو كلمة محبّة نابعة من القلب،أو حتى قصاصة من الورق يعبّر بها الشخص عن تقديره. وبالطبع الهدايا بأنواعها محببة جدا للجميع، وبالأخص للمرأة، ولكن للأسف ثقافتنا في التربية جعلت الهدية بقيمتها المادية، فكلّما كانت أغلى كان التقدير والمشاعر أكبر. وهذا المفهوم خاطئ تربى عليه أجيال، بحيث لم يعد هناك أي قيمة للكلمة الطيبة، أو الملاطفة عبر العبارات».
وعن انتشار ظاهرة شك السيدات بسبب هدايا أزواجهن تضيف الصواف: «ساعدت المسلسلات والأفلام على فتح أعين السيدات على مسألة الخيانة. ولكن لا بد أن نوضح أنه ليس بالضرورة أن تعبّر الهدية عن خيانة زوج... في أي حال، ومن خلال عملي، صادفت سيدات كثيرات فضّلن أن يكون لأزواجهن علاقات عابرة، ولكن بدون زوجة ثانية، لكون الرجل في هذه الحالة هو الملام بسوء أخلاقه، عكس الفكرة السائدة عن كون الرجل تزوج الثانية لأن الأولى مقصّرة، وهذا السلوك يشجع الأزواج على التمادي».


أخبار مرتبطة