تاريخ النشر 16 يناير 2016     بواسطة الدكتور عثمان المحمد صالح     المشاهدات 201

التصوير الشعاعي بابتلاع الباريوم

عندَ وجود مشكلة في المريء، فقد يقترح مقدم الرعاية الصحية إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم، أو "ابتلاع الباريوم". والتصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم هي فحص تشخيصي يستخدم تصوير الأشعة السينية مع سائل الباريوم الكثيف الذي يبتلعه المريض. إنَّ الفحصَ بالتصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم قادر
 على إظهار اضطرابات كثيرة مختلفة في المريء. ومن هذه الاضطرابات:
داء الجَزر المعدي المريئي أو الارتجاع المعدي المريئي.
الفتق الحجابي.
البوليبات أو الأورام، وهي نُموات شاذة.
علامات تشير إلى وجود سرطان المريء.
القرحات، أو التمزقات في بطانة المريء.
يستغرق اكتمال إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم قرابة نصف ساعة عادة. لكنَّ ظهورَ نتائج الفحص يمكن أن يستغرق يوماً أو يومين.
مقدمة
التصويرُ الشُّعاعي بابتلاع الباريوم هو فحصٌ تشخيصي يستخدم الأشعة السينية بالإضافة إلى إبتلاعِ سائلٍ طبشوري كثيف. وهذا السائلُ يساعد مقدم الرعاية الصحية على رؤية المريء. من الممكن أن ينصحَ مقدم الرعاية الصحية بإجراء فحص بالتصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم من أجل المساعدة على تشخيص مشكلة في مريء المريض. تشرح هذه المعلوماتُ الصحية التصويرَ الشُّعاعي بابتلاع الباريوم. وهي تتناول كيفيةَ التحضير له، وما الذي يمكن توقعه خلال هذا الإجراء وبعده. كما تتناول كذلك الآثار الجانبية والمخاطر المتعلقة بالحساسية عند إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم.
المَريء
المريءُ هو جزء من السبيل الهضمي. ويتكوَّن السبيل الهضمي من الأعضاء التي يمر من خلالها الطعام والشراب الذي نتناوله. المريءُ هو الأنبوب الذي ينقل الطعام والسوائل من الفم إلى المعدة. يقع المريءُ في منطقة الصدر. ويبلغ طوله نحو خمسة وعشرين سنتيمتراً. وهو واقع خلف القلب والأنبوب الهوائي. ويُدعى الأنبوب الهوائي بالرغامى أيضاً. وهو ينقل الأكسجين إلى الرئتين، وينقل ثاني أكسيد الكربون الذي يخرج منهما.
التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم
التصويرُ الشُّعاعي بابتلاع الباريوم هو فحص تشخيصي يستخدم الأشعة السينية بالإضافة إلى إبتلاعِ سائلٍ طبشوري كثيف. يساعد هذا الفحص على رؤية المريء. يتم إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم من أجل مساعدة مقدم الرعاية الصحية على تحديد ما إذا كانت هناك مشكلة في مريء المريض. يستطيع الفحصُ بالتصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم إظهارَ اضطرابات كثيرة ومختلفة في المريء. ومن هذه الاضطرابات:
داء الجزر المعدي المريئي أو الارتجاع المعدي المريئي.
الفَتق الحجابي.
البوليبات أو الأورام، وهي نموات شاذة.
العلامات التي تشير إلى وجود سرطان المريء.
القرحات، أو التمزقات في بطانة المريء.
عندَ إبتلاع سائل الباريوم، فإن طبقة رقيقة من هذه المادة تغلف المريء من الداخل. وهذا ما يجعل رؤيةَ المريء في صورة الأشعة السينية أكثر سهولة. قد يُستخدم قرص دوائي ينتج الغازات مع التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم أحياناً. وهذا ما يساعد على الحصول على صور أفضل لباطن الجسم. في حال حمل المرأة، أو إذا كانت تظن أنها حامل، فإن عليها إخبار مقدم الرعاية الصحية بذلك؛ لأنه لا يجوز أن تتعرض المرأة الحامل للأشعة السينية. على المريض إخبار مقدم الرعاية الصحية أيضاً إذا كان مصاباً بالداء السكري أو بأي نوع من أنواع الحساسية؛ وذلك لأن هذه الحالات قد تسبب مضاعفات عند إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم.
التحضير للإجراء
يقدِّم مقدم الرعاية الصحية للمريض تعليمات محددة فيما يتعلق بما يستطيع أن يأكله ويشربه قبل هذا الفحص، وبما لا يجوز له أن يأكله أو يشربه. وتعتمد التعليمات على سن المريض عادة. على البالغين الامتناع عن تناول المأكولات الصلبة مدة أربع ساعات قبل الإجراء. لكنَّ تناولَ السوائل الرائقة يظل مسموحاً حتى قبل ساعتين من الإجراء. يجب أن يمتنعَ الأطفالُ الذين تقل سنهم عن اثني عشر عاماً عن تناول المأكولات الصلبة مدة سبع ساعات قبلَ إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم. لكن من المسموح أن يتناولوا السوائل الرائقة حتى مدة ساعتين قبل الإجراء. لا يجوز أن يتناولَ الأطفالُ الصغار، الذين لم يبلغوا سنتين من العمر، أي طعام أو شراب مدة أربع ساعات قبل إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم.
الإجراء
يستغرق إجراءُ التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم نصف ساعة تقريباً. وفي بعض الحالات النادرة، قد يستغرق هذا الإجراء مدة تصل إلى ساعة كاملة. ويعود المريض إلى بيته بعد انتهاء الإجراء عادة. يضع المريضُ الرداء الخاص بالمستشفى خلال هذا الفحص. كما يطلب مقدم الرعاية الصحية منه خلع أي مجوهرات أو زينة معدنية، أو غير ذلك من الأشياء التي يمكن أن تتعارض مع التصوير بالأشعة السينية. يستلم المريضُ استمارة تتضمَّن موافقته على إجراء الفحص. وتدعى هذه الاستمارة باسم "وثيقة الموافقة المُسبقة". وعلى المريض أن يقرأ هذه الوثيقة وأن يوقعَ عليها للإقرار بأنه يفهمها ويقبلها. يمكن أن يتم تثبيتُ المريض إلى طاولة قابلة للإمالة باتجاه الأعلى والأسفل من أجل التصوير بالأشعة السينية. كما يمكن أن يطلب مقدم الرعاية الصحية من المريض أن يجلس أو أن يقف. خلال الإجراء، يشرب المريضُ فنجاناً أو فنجانين من سائل الباريوم. والباريوم سائلٌ كثيف طبشوري. وتقارب كثافته كثافة الحليب المخفوق. ويغلِّف هذا السائل المريءَ من الداخل، ويساعد على إظهاره بالأشعة السينية. هنالك كثير من الناس ممَّن لا يحبون طعم سائل الباريوم. ولذلك، في بعض الأحيان يمكن إضافة نكهة محبَّبة إلى هذا السائل. يقوم المريضُ بشرب خليط الباريوم السائل خلال قيام مقدم الرعاية الصحية بأخذ صور الأشعة السينية للمريء. وقد يطلب مقدم الرعاية الصحية من مريضه أن يحبس أنفاسه من أجل التصوير بالأشعة السينية. قد يطلب مقدم الرعاية الصحية من مريضه تناول قرص صغير من الباريوم مع سائل الباريوم الذي يبتلعه. ويؤدي هذا القرص إلى إطلاق غازات في المريء. وهذا ما قد يكون مفيداً لمقدم الرعاية الصحية حتَّى يتمكن من رؤية التفاصيل المختلفة في داخل الجسم. من الممكن أن يسبِّب قرص الباريوم شعوراً بوجود فقاعات أو فوران في حلق المريض ومعدته. وعلى المريض أن يحاول الامتناع عن التجشؤ خلال الإجراء.
المخاطر والمُضاعفات
التصويرُ الشُّعاعي بابتلاع الباريوم إجراء آمن. لكن هناك مخاطر ومضاعفات يمكن أن تحدث. وهي مخاطر نادرة، لكن على المريض أن يعرفها تحسُّباً لحدوثها. ومن خلال معرفة المريض بالمخاطر والمضاعفات، فقد يكون قادراً على مساعدة مقدم الرعاية الصحية على اكتشافها في وقت مبكِّر. من الممكن أن يؤدي التصويرُ الشُّعاعي بابتلاع الباريوم إلى الإصابة بالإمساك. وهذا يعني أن إخراجَ البراز يصبح صعباً. من الممكن أن يتلوَّن براز المريض بلون الطبشور الأبيض عدة أيام بعد إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم. لكن هذا أمر طبيعي. ويعود البراز إلى وضعه المعتاد من تلقاء ذاته. من الممكن أن يُصابَ بعضُ المرضى بردة فعل تحسسية على الباريوم. وهذا أمر نادر. وعلى المريض أن يستشير مقدم الرعاية الصحية الخاص به قبل إجراء التصويرُ الشُّعاعي بابتلاع الباريوم. وذلك فيما يتعلَّق بأي حالة حساسية قد تكون لديه.
بعد الإجراء
يكون المريضُ قادراً على تناول الطعام والشراب بشكل طبيعي بعد إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم. وعليه أن يشرب كمية كبيرة من الماء من أجل إخراج الباريوم من الجسم. إنَّ شربَ كمية كبيرة من الماء، بالإضافة إلى تناول مأكولات غنية بالألياف، يمكن أن يساعد على الوقاية من الإمساك بعد إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم. وتشتمل المأكولاتُ الغنية بالألياف على الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة. من الممكن أن تظهرَ نتائج الفحص بعد يوم أو يومين من إجرائه. ويجب أن يحرصَ المريض على سؤال مقدم الرعاية الصحية الخاص به عن موعد الحصول على النتائج.
الخلاصة
المريءُ هو الأنبوب الذي ينقل الطعام إلى المعدة. وهنالك مشكلات كثيرة يمكن أن تصيب المريء، كالألم عند البلع مثلاً. من الممكن أن ينصحَ مقدم الرعاية الصحية بإجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم إذا كانت هنالك مشكلات في مريء المريض. والتصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم هو فحصٌ تشخيصي يستخدم الأشعةَ السينية وسائلاً طبشورياً كثيفاً يبتلعه المريض. ويعطي هذا الفحص صوراً للمريء تكون أفضل من صور الأشعة السينية وحدها. في حال حمل المرأة، أو إذا كانت تظن أنَّها حامل، فإن عليها إخبار مقدم الرعاية الصحية بذلك. ويُستحسَن عدم إجراء المرأة الحامل لهذا الفحص. خلال إجراء التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم، يتناول المرء فنجاناً أو فنجانين من الباريوم. والباريوم هو سائل كثيف طبشوري. ويغلِّف هذا السائل المريءَ من الداخل، ويساعد على إظهاره بشكل واضح في صور الأشعة السينية. يستغرق إجراءُ التصوير الشُّعاعي بابتلاع الباريوم نحو نصف ساعة عادة. لكنَّ نتائجَ هذا الفحص يمكن أن تظهر بعد يوم أو يومين من إجرائه. التصويرُ الشُّعاعي بابتلاع الباريوم إجراء آمن. وعلى المريض أن يحرص على إخبار مقدم الرعاية الصحية الخاص به عن أي حالة حساسية يمكن أن تكون لديه. كما أنَّ من الطبيعي أن يصبح براز المريض أبيض اللون بعد هذا الفحص، بالإضافة إلى إصابة المريض بالإمساك. لكن على المريض أن يحرصَ على شرب الكثير من الماء وعلى الإكثار من تناول الخضار والفاكهة مدة يومين بعد هذا الفحص.


أخبار مرتبطة