تاريخ النشر 16 يناير 2016     بواسطة الدكتور عثمان المحمد صالح     المشاهدات 201

الأشعة المقطعية أو التصوير المقطعي المُحوسَب CT SC

التصوير المقطعي المحوري Computerized Axial Tomography or CAT SCAN أو ما يعرف بالتصوير المقطعي المحوسب Computed Tomography(CT) Scan هو استقصاء شعاعي، يستخدم حزمة متكاملة من أشعة X، تسلط على الجسم بزاوية قدرها 360 درجة، بالترافق مع جهاز كمبيوتر يقوم بالتقاط ومعالجة الصور الناتجة عن مرور هذه الأشع
ة عبر الجسم. وتسمح هذه الأشعة بتحليل المقطع المستعرض cross-sectional views لأعضاء الجسم وأنسجته المختلفة.التصوير المقطعي المحوري المُحوسَب CT SCAN
الغرض من استخدامه
يستخدم هذا التصوير لدراسة أنسجة متنوعة من الجسم، بالإضافة للعديد من الأعضاء الداخلية التي لا يمكن للأشعة البسيطة أن تظهرها بوضوحٍ تام.ومن ضمن الاستطبابات الرئيسية لهذا التصوير ما يلي:
دراسة الجيوب Sinus studies:
حيث أن هذا التصوير يمكنه أن يظهر تفاصيل دقيقة حول التهاب الجيوب، والكسور العظمية، كما وإن بعض الأطباء قد يلجأ لإجراء تصوير للجيوب لإعطاء تصور دقيق حول الجراحة التي سيتم إجراؤها.
دراسة الدماغ Brain studies:
حيث يمكن لتصوير الدماغ بهذه التقنية أن يظهر الأورام، والسكتة الدماغية، إضافة للأورام الدموية hematomas (وهي تجمع للدم المرتشح من الأوعية الدموية في الدماغ). ووجود مثل هذه التقنيات في التصوير، وخصوصاً التصوير الحلزوني spiral CT قد ساعد كثيراً في تجنب تعريض المرضى للإجراءات الاستقصائية الباضعة invasive procedures مثل تصوير الأوعية الدماغية cerebral angiography.
تصوير الجسم:
إن تصوير كامل الجسم بهذه التقنية يظهر غالبية الأعضاء البطنية، مثل الكبد، والكلى، والغدد الكظرية، والطحال، والبنكرياس، والطرق الصفراوية، إضافة للعقد اللمفاوية، والأطراف.
تصوير الشريان الأبهر Aorta scans:
يمكن لتصوير الأبهر أن يركز على الفرع الصدري، أو البطني للشريان الأبهر، إضافة إلى تحديد وجود أمهات الدم الأبهرية aneurysms، والاعتلالات الأخرى التي قد تصيب الشريان الأبهر.
تصوير الصدر:
وهذا النوع من التصوير قد يكون مفيداً في تمييز الأورام، ناهيك عن إظهار السوائل المتراكمة في الصدر في حالات الإنتانات الصدرية الشديدة.
الأدوات المستخدمة
يمكن أن يجرى هذا التصوير في المشافي، أو في المراكز الشعاعية المختصة خارجاً. و رغم أن أدوات هذه التقنية تبدو كبيرة، ومهولة إلى حد ما، إلا أنها منتقاة بعناية، ومضبوطة بدقة فائقة. حيث يطلب من المريض أن يستلقي على طاولة ضيقة تتوضع في مركز الجهاز الماسح، وتدعى بالمسند الخشبي the gantry.
كما يبدو الجهاز الماسح مثل قطعة الكعك المحلاة مع وجود فتحة في منتصفه، والتي تسمح لحزم أشعة X أن تدور حول المريض. هذا ويمكن للمسند الخشبي gantry أن يمال بزاوية معينة ليسمح بدوره بتعديل زاوية مرور الأشعة المقطعية عبر الجسم.
الإجراء
عند بدء إجراء التصوير سوف يشعر المريض بأن الطاولة تتحرك ببطء شديد أثناء إجراء الضبط الدقيق للصور المقطعية، حيث يقوم فني الأشعة بمراقبة الإجراء عبر نافذة خاصة كما تظهر الصور الملتقطة على الشاشة أمامه. ومن الضروري أن يستلقي المريض بثبات خلال هذا الإجراء لمنع تشوش الصورة عبر الحركة.
وفي بعض الحالات، قد يطلب من المريض أن يحبس نفسه خلال التقاط الصورة، كما هو الحال في تصوير الصدر.
وبعد الانتهاء من هذا الإجراء تتم طباعة الصورة، وترسل للطبيب لتتم دراستها. كما ويمكن لأخصائي الأشعة أن يفسر هذه الصورة الشعاعية، ويكتب تقريراً حول التغيرات التي قد تظهرها. كما ويتنوع الوقت الذي قد يستغرقه هذا الإجراء، وذلك بالاعتماد على المنطقة التي يشملها التصوير.
وإن الوقت المتوسط لمعظم الدراسات يتطلب حوالي 30 – 60 دقيقة. غير أن بعض المرضى قد يعاني من رهاب الأماكن المغلقة claustrophobia، ولكن عرض الجسر الخشبي للجهاز كاف ليحول دون وقوع أي مشكلة مع هؤلاء المرضى إلى حد ما.
صور المقطعي المحوريطبيب عرب اشعة
إن الصور التقليدية البسيطة باستخدام أشعة X تكون ثنائية الأبعاد، مع إمكانية تراكب صور الأعضاء التي تقع في مقدمة الجسم فوق تلك التي تقع في الخلف.
بينما يسمح التصوير المقطعي المحوري برؤية ثلاثية الأبعاد للأجسام أو الأعضاء المصورة. وفي بعض التقنيات نستطيع إظهار مقطع من أنسجة بعض الأعضاء. وكما ويمكن أخذ مقطع دقيق للجسم، وتصويره باستخدام أشعة مقطعية.
هذا وقد يظهر الجهاز التقني صورة محوسبة لكل جزء ملتقط بواسطة الأشعة، لذلك فإن الأنسجة المتباينة بالكثافة يمكن تمييزها بسهولة عبر هذه التقنية.
التصوير المقطعي المحوري الحلزوني Spiral CT
هو أحدث الإصدارات من التصوير المقطعي المحوري، حيث يسمح بحركة مستمرة، وإعادة توليد ثلاثية الأبعاد للصور الملتقطة. فعلى سبيل المثال، يسمح التصوير المقطعي التقليدي للفني بأخذ شرائح محددة بمقدار ضئيل جداً، وفواصل دقيقة، واحدة تلو الأخرى. بينما يسمح هذا التصوير بأخذ صور متتالية، دون توقف الماسح عن الحركة أثناء أخذ الصورة التالية.
ومن الميزات الرئيسية لهذه التقنية الحلزونية هي الدقة المتناهية، والقدرة على إعادة ترتيب الصور على طول المنطقة المدروسة. وإن هذا الإجراء يسرع من عملية التقاط الصور، الأمر الذي يقلل فترة التزام المريض بالاستلقاء بثبات.
كما وإن هذه التقنية تسمح بالتصوير باستخدام المواد الظليلة بشكل أسرع، وذلك بعد الحقن مباشرة، وعندها تكون المادة الظليلة بتراكيز عالية في العضو أو النسيج المدروس، وهي إحدى ميزات التصوير المقطعي الحلزوني عالي السرعة.
وإن بعض المراكز قد تمتلك كلا نوعي التصوير المقطعي الحلزوني والتقليدي، ورغم أن التصوير الحلزوني أكثر نفعاً في العديد من التطبيقات، إلا أن التصوير المقطعي التقليدي يبقى طريقة دقيقة، ومتقدمة لتصوير العديد من البنى والأنسجة المختلفة. وقد يترتب على الطبيب أن يقرر أي طرق التصوير المقطعي هي الأنسب لغرض الاستقصاء أو الدراسة التي يجريها.
تحضير المريض
إذا كان هذا التصوير يتضمن إعطاء مادة ظليلة، فيتوجب على المريض أن يصوم مدة 4 – 6 ساعات قبل هذا الإجراء. وهذا يضمن بألا يشعر المريض بالغثيان، أو الإقياء أثناء إعطاء المادة الظليلة.
كما وقد يطلب من المريض أن يخلع ملابسه، ويعطى ملابس خاصة كتلك التي توجد في المشافي ليرتديها خلال هذا الإجراء. ويجب أن تزال كل الأدوات المعدنية، والمجوهرات لتجنب المظاهر الخادعة في الصور.
وتجدر الإشارة إلى أن النساء الحوامل، أو اللواتي يتوقع أن يكن حوامل يجب ألا يخضعن لمثل هذا التصوير إلا إذا كانت الفائدة التي نجنيها منه أكبر من الخطر الناتج عن مثل هذا الإجراء. كما وإن المواد الظليلة التي قد تستخدم عادة في التصوير المقطعي المحوري يجب أن تناقش الغاية من استخدامها مع طبيب مختص قبل الخضوع لهذا الإجراء. ويجب أن يوقع المريض على موافقة خطية لاستخدام المواد الظليلة في التصوير.
حيث أن إحدى هذه المواد الظليلة الشائعة هي اليود، والتي يمكن أن تسبب تفاعلات تحسسية لدى بعض المرضى. وإن المرضى الذين يعانون من حساسية لليود (أو للطعام البحري) يجب أن يخبروا الطبيب بذلك قبل الخضوع لمثل هذا الإجراء.
الرعاية التالية للخضوع للتصوير المقطعي
إن الخضوع لمثل هذا الإجراء لا يتطلب عادة أي رعاية تالية له.، وإنما بإمكانهم المغادرة مباشرة بعد انتهاء التصوير، وسوف يقوم الفني المختص بمتابعة حالة المريض أثناء هذا الإجراء وبعده مباشرة تجنباً لظهور أي تفاعلات أو رد فعل تجاه المواد الظليلة.
كما ويطلب من المريض أن يخبر الفني المختص في حال ظهور أية أعراض، وخصوصاً إذا واجه صعوبة في التنفس أو تسرعاً في ضربات القلب. ويجب أن يضمد موضع حقن المادة الظليلة، وربما يشعر المريض بإحساس بالخدر بعد انتهاء الفحص. كما ويمكن أن يظهر الطفح الجلدي لاحقاً، ولكنه لا يحتاج لأي معالجة.
مخاطر التصوير المقطعي المحوري
إن التعرض للأشعة من خلال إجراء التصوير المقطعي المحوري هو مشابه للتعرض الناجم عن الصور الشعاعية التقليدية بواسطة أشعة X.
ورغم خطورة التعرض على النساء الحوامل، إلا إن خطر التعرض بالنسبة للبالغين قد يكون محدوداً نوعاً ما، ويجب ألا ينتج عنه أي تأثيرات. ورغم أن التأثيرات الجانبية الشديدة للمواد الظليلة نادرة الحدوث، إلا أن هناك بعض المخاطر التي قد ترتبط بإجراءات التصوير.
النتائج الطبيعية
إن الموجودات الطبيعية للتصوير المقطعي المحوري تظهر العظام، والتي هي من أكثر النسج كثافة بشكل مناطق بيضاء. كما وقد تظهر النسج والسوائل على هيئة ظلال رمادية متنوعة، غير أن النسج الدهنية ستظهر بشكل تدرج رمادي قاتم، أو على هيئة ظلال سوداء. كما وأن الهواء سوف يظهر على هيئة بقع سوداء داكنة بشكل أكثر من النسج الدهنية.
وتجدر الإشارة إلى أن المواد الظليلة المحقونة وريدياً، أو التي تم تناولها فموياً، أو عبر المستقيم سوف تظهر على هيئة مناطق بيضاء. ويمكن لأخصائي الأشعة أن يحدد فيما إذا كان النسيج أو العضو يبدو طبيعياً بدرجات مختلفة من التدرج الرمادي.
غير أنه وفي التصوير المقطعي المحوري قد تظهر الأشعة المقطعية للنسج أو الأعضاء مظهراً ثلاثي الأبعاد يمكن الطبيب أو أخصائي الأشعة من تحديد خصائص وتغيرات النسيج أو العضو.
إذ أن النتائج الشاذة يمكن أن تظهر خصائص مختلفة للنسج، مثل تجمع الدم، أو السوائل الأخرى في أماكن يجب ألا تظهر فيها. هذا ويمكن لأخصائي الأشعة أن يميز عدة أنواع من الأورام في الجسم من خلال مظهر خلاياها.
دراسة الجيوب
إن انخفاض تكلفة التصوير المقطعي المحوري، وتوافره بشكل واسع مكن من استخدامه بشكل متزايد في دراسة الجيوب، سواء أكان إجراؤه بديلاً عن الصور الشعاعية البسيطة للجيوب باستخدام أشعة X، أو كمتابعة لصورة شعاعية تظهر شذوذاً في الجيوب.
وإن حساسية هذه التقنية تسمح بتحديد المنطقة المصابة بالعدوى من الجيوب، وخصوصاً في العدوى المزمنة، وهي مفيدة أيضاً للتخطيط لإجراء التنظير الجراحي الوظيفي للجيوب functional endoscopic sinus surgery ، إذ يمكن لصورة المقطعي المحوري أن تظهر محتوى، وموقع الكسور الدقيقة في الجيوب والعظام الأنفية. كما أن الأجسام الأجنبية في الجيوب والمنطقة الأنفية من السهل اكتشافها بواسطة الـ CT.
غير أن التصوير المقطعي للجيوب مهم جداً في تقييم الرضوض، أو اعتلالات العظم الوتدي the sphenoid bone (وهو عظم وتدي الشكل يقع في قاعدة الجمجمة أو القحف).وتجدر الإشارة إلى أن أورام الجيوب تظهر على هيئة ظلال رمادية، ومن أبرز ما يميزها هو اختلاف الكثافة بينها وبين النسج الطبيعية المجاورة لها في ذات المنطقة.
دراسة الدماغ
إن التمايز الدقيق في الكثافة يسمح لنا من خلال التصوير المقطعي المحوري أن نميز مظهر الأورام، والسكتة الدماغية، أو الخثرات، أو حتى الأذيات الأخرى في مناطق الدماغ المختلفة عبر تغير كثافتها. حيث أن هذه المناطق الداكنة، أو الفاتحة في الصورة يمكن أن تشير إلى ورم، أو نزف داخل الدماغ.
graphic-1.large
كما يمكن أن يتم تحديد عدة أنواع من الأورام من خلال وجود الوذمة، أو عبر تحديد كثافة النسيج، أو التباين المعزز الشاذ (عبر استخدام مواد ظليلة). هذا وإن الشذوذات الخلقية لدى الأطفال، مثل استسقاء الدماغ hydrocephalus، يمكن أن يتم تأكيدها من خلال إجراء التصوير المقطعي المحوري، إذ يلاحظ في هذا الاضطراب تزايداً في كمية السائل الذي يملأ بطينات الدماغ.
تصوير الجسم
يمكن لتصوير الجسم بهذه التقنية أن يشير إلى شذوذات في بنى الجسم، وأعضائه المختلفة. حيث يمكن لهذا التصوير أن يظهر الأورام، والكيسات، إضافة لتضخم العقد اللمفاوية، والتجمعات الشاذة للسوائل، والدم، أو حتى الشحوم، ناهيك عن النقائل السرطانية.
إضافة إلى أن الكسور، أو الأذيات المتوضعة في النسج الرخوة من الممكن أن ترى بسهولة أكبر في الصور الدقيقة المحضرة بهذه التقنية. ويمكننا أيضاً دراسة بنية الكبد، وحالته الوظيفية والاعتلالات التي قد تعتريه مثل إصابته بالتشمع، أو الخراجات، أو حتى تشحم الكبد الذي يمكن أن يظهر بوضوح من خلال إجراء التصوير المقطعي المحوري للجسم.
التصوير المقطعي المحوري للشريان الأبهر
يمكننا بواسطة هذه التقنية من التصوير أن ندرس قياس، وأبعاد، وسماكة الشريان الأبهر، والذي يساعد بشكل كبير في تشخيص أم الدم الأبهرية. وإن استخدام المواد الظليلة سوف يساعد أيضاً في تحديد تفاصيل متعلقة بالشريان الأبهر.
إضافة إلى ذلك، فإن تزايد الكثافة يمكن أن يساعد أيضاً في تصنيف الاعتلالات إلى حادة ومزمنة. كما أن الصور التي تظهر شذوذات يمكنها أن تشير أيضاً إلى وجود خثرات في الشريان الأبهر.
غير أن تمزق الأبهر يمكن أن يلاحظ عبر عدد من العلامات الأخرى، مثل الورم الدموي حول الأبهر، أو رؤية منطقة لتسرب الدم، أو تباين هذه المنطقة عن التجويف الذي يحتويها.
تصوير الصدر
إضافة لتلك الموجودات التي يمكن أن تشير إلى أم الدم الأبهرية، يمكن لتصوير الصدر أن يظهر مشاكل أخرى ترتبط بالقلب أو الرئتين. إذ أن الحاسوب لن يظهر فقط اختلافاً بين الهواء، والماء، والنسج، والعظام، بل إنه سوف يعطينا أيضاً قيماً عددية للكثافات المختلفة.
وإن الآفات، أو الأذيات الجسيمة في الرئتين يمكنها أن تشير إلى وجود السل، أو الأورام. كما أن التصوير بهذه التقنية سوف يساعد في التمييز بين نوعين من العقد اللمفاوية المتضخمة في الصدر، والتي قد تشير أيضاً إلى وجود اللمفوما. وتجدر الإشارة إلى أن التصوير المقطعي المحوري الحلزوني يكون أكثر كفاءة في تمييز الصمة الرئوية pulmonary emboli (والتي هي خثرات في الأوعية الدموية للرئتين).


أخبار مرتبطة