تاريخ النشر 13 مارس 2016     بواسطة الدكتور منير حامد هرساني     المشاهدات 201

تَسَوُّس الأسنان

يشير مصطلح تسوس الأسنان إلى النخر والتكهّف الذي يصيب الأسنان، والذي ينتج عن عدوى جرثومية تسبب تعفن الأسنان وبالتالي تشكل كهوف فيها. قد تصبح هذه الكهوف كبيرة وربما تصل إلى لبّ السن حيث يوجد العصب. إن عدم تفريش الأسنان بعد تناول الطعام والشراب يسمح للّويحات بالتراكم مما يؤدي إلى تعفن الأسنان. كما
 أن تناول الطعام على نحو متكرر وتناول المشروبات السُّكرية يسمحان للمواد الحامضية بأن تتفكك وتنخر الأسنان لأنه لا يتم تنظيفها. إن الماء المعبأ في زجاجات "المعلّب" لا يحوي مادة الفلور التي تُضاف إلى مياه شبكة الشرب العامة للوقاية من تسوس الأسنان. يجب معالجة التكهفات وإلا فإنها ستزداد حجماً مع الزمن وتصبح مؤلمة وقد تُسبب مزيداً من العدوى. 
مقدمة
تَسَوُّسُ الأسنان هو تسميةٌ أخرى لنَخر الأسنان أو تَكَهُّفها (أي ظهور كُهوف فيها). وهذه الكُهوفُ هي مناطق مُتعفِّنة في السِّن، تتحوَّل إلى حُفَرٍ صغيرة. 
يعدُّ تَسَوُّسُ الأسنان المرضَ المُزمن الأكثر شيوعاً عندَ الأطفال بين الخامسة والسابعة عشرة سنة من العمر. كما يُصيب تَسَوُّسُ الأسنان الأشخاصَ البالغين، ويُمكن أن يُصيبَ الأطفال الرُّضَّع أيضاً. 
يشرح هذا البرنامجُ تَسَوُّسَ الأسنان وأسبابه، وطرق معالجته، والتدابير الوقائية لمنع ظهوره. 
تشريح السن
تتشكَّل الطبقةُ الخارجية للسنِّ من الميناء، وهو غطاءٌ صُلب يحمي الأجزاء الداخلية من السِّن. ويمكن أن يُصابَ الميناءُ بالنخر والتسوُّس، لكنَّ ترميمه ممكن أحياناً بواسطة المعالجة بمادَّة الفلور. 
توجد تحت الميناء طبقةٌ تُدعى العَاج. 
يتألَّف مركزُ السنِّ من نسيج رَخو يحوي الأعصاب والأوعية الدموية. ويُدعى هذا المركزُ باسم اللُّبِّ. يُصبح النخر مؤلماً جداً عندما يصل إلى اللبِّ. 
يُدعى الجزءُ العلوي الظاهر من السنِّ باسم التاج؛ ويُدعى مكانُ التقاء الأسنان باللثة باسم خطِّ اللثة. 
أمَّا جزءُ السنِّ الواقع تحت خطِّ اللثة فيُدعى باسم الجذر. ويقوم الجذرُ بتثبيت السِّنِّ في مكانه. ورغم أنَّ الجذر يقع تحتخطِّ اللثة، فإنَّ النَّخر يُمكن أن يُصيبه أيضاً.
أسباب نخر الأسنان
يحدث تَسَوُّسُ الأسنان بسبب عدوى جرثوميَّة؛ حيث تُسبِّب هذه العدوى تَعَفُّن السِّن، ممَّا يؤدِّي إلى ظهور حُفر صغيرة فيه. ويُمكن أن تتَّسع هذه الحُفَر فتصل مع الوقت إلى مركز السن، حيث يوجد العصب. 
يتعرَّض الناس إلى تَسَوُّس الأسنان لعدد من الأسباب؛ فعدمُ تنظيف الأسنان بالفرشاة بعد الأكل أو الشرب يسمح بتشكل اللُّويحات وتَعَفُّن الأسنان. كما أنَّ تناولَ الطعام على نحو متكرِّر وتناول المشروبات السُّكرية يسمحان للمواد الحمضيَّة بأن تتفكَّك وتنخِّر الأسنان إذا لم يتم تنظيفها. 
يؤدِّي الإكثارُ من شرب المياه المعلبة بدلاً من ماء الصُنبور العادي إلى خسارة مادَّة الفلور التي يتمُّ وضعها في شبكة المياه العامَّة. ومن الأسباب الأخرى لتَسَوُّس الأسنان نذكر جفافَ الفم وأمراض التغذية وحرقة المعدة، وكذلك بعض أدوية السرطان. 
علاج نخر الأسنان
لابدَّ من معالجة تَسَوُّس الأسنان، حيث إنَّ حجم التكهُّفات والحفر يزداد مع مرور الوقت إذا لم تُعالج. وهي تُسبِّب ألماً شديداً، وقد تُسبِّب مزيداً من العدوى والتسوُّس. 
يمكن أن تساعدَ المعالجات بالفلور على ترميم ميناء الأسنان عندما يكون النخرُ في مراحله الأولى؛ وذلك لأنَّ المعالجةَ النوعيَّة بالفلور توفِّر للمريض كمِّية من الفلور أكثر ممَّا هو موجود في معاجين الأسنان أو غُسولات الفم، ولا يمكن القيامُ بها إلاَّ من قبل طبيب الأسنان. 
إذا ازداد النخرُ إلى حدٍّ تُصبح معه المعالجةُ بالفلور غير مُجديَة، فمن الممكن أن يُصبح حشو السِّن ضرورياً. توضع الحشواتُ حتَّى تملأ المناطق المنخورة من الأسنان، وتكون مصنوعة من مواد مختلفة كالخزف (أي البورسلين) أو الفضَّة أو مواد صمغية خاصَّة. 
إذا كان النخرُ كبيراً، فقد لا تكون الحَشوةُ كافية لإغلاقه؛ وعند ذلك، يتمُّ استخدام التَّاج. توضع التيجانُ فوق الجزء العلوي من السنِّ بعد أن يزيل طبيبُ الأسنان كلَّ الأجزاء المنخورة. وتُصنع التيجانُ من الذهب أو من الخزف عادة. 
إذا انتشرت العدوى ووصلت إلى مركز السنِّ، حيث يوجد العصب، فإنَّ حفر نفق إلى جذر السن يُصبح أمراً ضرورياً. 
وفي أسوأ الحالات، عندما يكون نخرُ السن شديداً جداً، فلابدَّ من إزالة السن كُلِّه؛ وهذا ما يُدعى قلعَ السن. وفي هذه الحالات، يلجأ بعضُ الناس إلى زرع أسنان بديلة عن الأسنان التي تمَّ اقتلاعها، حتَّى لا تنحرف الأسنان السليمة الأخرى بسبب الفراغ المتبقِّي. 
الوقاية من نخر الأسنان
تعدُّ الوقايةُ من تَسَوُّس الأسنان أسهل من معالجته. كما أنَّ التنظيفَ الجيِّد للأسنان هو عادة هامة يُستحسَن التقيُّد بها طوالَ الحياة! وهذه بعضُ النصائح للمحافظة على أسنانٍ سليمة:
الإكثار من استخدام فرشاة الأسنان.
زيارة طبيب الأسنان بصورة منتظمة.
الشرب من ماء الصنبور النظيف.
تجنُّب وضع السوائل السكَّرية في قارورة إرضاع الطفل.
استخدام محلول يحوي مادَّة الفلور لغسل الفم.
التفكير باستخدام غطاء للسنِّ، وهو غطاء بلاستيكي واقٍ يُوضَع على الأسنان الخلفية لسدِّ الأخاديد، حيث من المحتمل أن يحدث النخر. ومن المُستَحسن استخدامُ غطاء السنِّ لأطفال المدارس.
الخلاصة
يعبِّر تَسَوُّسُ الأسنان عن مناطق متعفّنة على الأسنان، لا تلبَث أن تتحوَّل إلى حُفر صغيرة فيها. 
يجب أن يتمَّ علاجُ التكهُّفات عند ظهورها، لأنَّ حجمها يزداد إذا بقيت من غير علاج. كما أنَّها تصبح مؤلمة جداً، ومن الممكن أن تُسبِّب العدوى. 
يعدُّ التنظيفُ الجيِّد للفم هو السبيل الأفضل لتجنُّب حدوث تَسَوُّس الأسنان؛ فصحَّة أسنانك بيدك أنت، وهي تعتمد على الإلتزام بعادات التنظيف الجيِّد للفم. 


أخبار مرتبطة