تاريخ النشر 16 ابريل 2016     بواسطة الدكتور محمد حسين الحجاب     المشاهدات 201

النزف الدماغي تحت الطبقة العنكبوتية

النَّزفُ تحت الطبقة العنكبوتية (أو تحت العنكبوتيَّة Subarachnoid Haemorrhage) هو شكلٌ غير شائع من السكتات الدماغية، ينجم عن نزفٍ دموي على سطح الدماغ، ويُعدُّ حالةً خطيرة جداً قد تُفضِي إلى الموت. تشير الإحصائيَّاتُ إلى أنَّ هذا الشكلَ من السكتات الدماغية يُشكِّل ما نسبته 5 في المائة من حالات ا
لسكتة الدماغية في المملكة المتَّحدة، على سبيل المثال.
الأعراض
يُعدُّ الصداعُ المفاجئ والشديد جداً العرضَ الرئيسي للنزف تحت العنكبوتية، والذي كثيراً ما يُوصَف بالألم النازف، الذي لم يسبق للمريض الشعورُ به على الإطلاق.
تتضمَّن الأعراضُ الأخرى:
تيبّس الرقبة.
التوعّك الصحّي.
الحساسية للضوء.
زيغ الرؤية أو تضاعفها.
النوبات الصرعية أو فقدان للوعي.
يُعدُّ النَّزفُ تحت العنكبوتية حالةً طارئة تستوجب طلبَ الرعاية الإسعافية الفورية.
ما هي أسباب النزف تحت العنكبوتية؟
تنجم معظمُ حالات النزف تحت العنكبوتية عن انفجار أم الدم الدماغية brain aneurysm bursting. وأمُّ الدم الدماغية هي انتفاخ في أحد الأوعية الدموية في الدماغ ينجم عن ضعف في جدرانه.
لا تُعرَف - حتَّى الآن - الأسبابُ الحقيقية وراء حُدُوث أمِّ الدم الدماغية لدى بعض الأشخاص دون سواهم، ولكن هناك بعض الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بها، مثل:
التدخين.
ارتفاع ضغط الدم.
إدمان الكحول.
ومن الأسباب الأقلّ شيوعاً للنزف تحت العنكبوتية الشذوذاتُ الخِلقية في الأوعية الدموية، والتهاب الأوعية الدموية الدماغية.
وكثيراً ما تُسبّب رضوضُ الدماغ الشديدة نزفاً تحت العنكبوتية، ولكنها تُصنّف كحالةٍ منفصلة تُعرف باسم النزف تحت العنكبوتية الرضِّي traumatic subarachnoid haemorrhage.
من هم الأشخاص المُعرّضون للإصابة؟
يمكن للنزف تحت العنكبوتية أن يحدثَ في أيِّ عمر، حتى في سن الطفولة، إلا أنَّه أكثر شيوعاً عند البالغين الذين تتراوح أعمارُهم بين 45 و 70 سنة؛ ويبدو أنَّ النساءَ أكثر عُرضةً بقليل للإصابة به من الرجال، وكذلك أفراد العرق الأسود أكثر احتمالاً للإصابة منه من بقية الأعراق البشرية، ولعل تفسيرَ ذلك يعود إلى أنّ أفراد العرق الأسود أكثر عُرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدمفأفرا.
الوقايةُ من خطر الإصابة بالنزف تحت العنكبوتية
من غير الممكن دائماً الوقاية من الإصابة بالنزف تحت العنكبوتية، إلاَّ أنَّ هنالك بعض الأشياء التي يمكن فعلها للتقليل من خطر الإصابة به.
تشتمل الخطواتُ الثلاث الأكثر أهمِّية للحدِّ من خطر الإصابة بالنزف تحت العنكبوتية على:
التوقُّف عن التدخين.
الامتناع عن تناول الكحول.
اتِّخاذ خطوات للحفاظ على مستوى ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وإنقاص الوزن في حال كان الشخصُ يعاني من البدانة.
المضاعفات المحتملة
يمكن أن تُسبِّب الإصابةُ بالنزف تحت العنكبوتية مضاعفاتٍ قصيرةً المدى وأخرى طويلة المدى.
تتضمَّن المضاعفاتُ قصيرة المدى النزفَ في مواقع أمَّهات الدم الدماغية، والأذية الدماغية الناجمة عن نقص التروية الدموية للدماغ.
أمَّا المضاعفاتُ بعيدة المدى، فتتضمَّن:
النوبات الصرعية.
مشاكل في بعض الوظائف الدماغية، مثل الذاكرة والتخطيط والتركيز.
تغيُّرات المزاج، مثل الاكتئاب.
علاج النزف تحت العنكبوتية
يقوم الفريقُ الطبِّي أوَّلاً بتصوير دماغ المريض بواسطة التصوير المقطعي المحوسب، أو ما يُعرف بالسيتي سكان Computerised Tomography (CT) Scan وذلك لتحرّي علامات النزف حول الدماغ.
وفي حال ثبوت الإصابة بالنزف تحت العنكبوتية، أو الاشتباه بها بدرجة عالية، فسوف يجري نقلُ المريض إلى وحدة الرعاية العصبية المركَّزة، حيث يُعطى دواءً يساعد على الوقاية من المضاعفات قصيرة المدى، وقد يخضع لإجراء طبِّي يهدف إلى إيقاف النزف.
مآل الإصابة
على الرغم من أنَّ مآلَ الإصابة بالنزف تحت العنكبوتية قد تحسّن في العقود الأخيرة الماضية، إلاَّ أن حوالي نصف الإصابات تكون مميتة، والناجون منها قد يعانون من مضاعفات طويلة المدى. وقد تكون فترةُ الشفاء طويلة ومتعبة للمريض، ومن الشائع أن يشكو المريضُ من إرهاق شديد وصداع ومشاكل في النوم.


أخبار مرتبطة