تاريخ النشر 30 ابريل 2016     بواسطة الدكتور مجدي عبدالله هاشم     المشاهدات 201

إصاباتُ المرفق وأَمراضُه

يتكوَّن مَفِصلُ المِرفَق من العظام والغضاريف والأربطة، بالإضافة إلى السائل. وتساهم العضلاتُ والأوتار في تمكين المفصل من الحركة. وعندما يصاب أيُّ مُكون من هذه المكونات، أو عندما يمرض، فإن المرء يصاب بمشكلات في المرفق. هناك أشياء كثيرة يمكن أن تؤدِّي إلى إصابة المرفق. ويعدُّ التهاب الوتر من الأسب
اب الشائعة، وهو التهاب أو إصابة للأوتار التي تربط بين العضلات والعظام. يعدُّ التهابُ الأوتار في المرفق من بين الإصابات الرياضية، وهو غالباً ما يحدث بسبب ممارسة رياضة التنس أو الغولف. كما يمكن أن يُصابَ المرءُ بالتهاب الأوتار بسبب فرط استخدام المرفق. ومن الأسباب الأخرى لألم المرفق حالاتُ الوثي و الالتواء، والكسور، والخلوع، والتهاب الجراب، والتهاب المفاصل. وتعتمد معالجةُ كلِّ حالة على سببها. 
مقدمة
يتكوَّن مفصلُ المرفق من العظام والغضاريف والأربطة، بالإضافة إلى السائل. وتساهم العضلات والأوتار في تمكين المفصل من الحركة. وهناك إصاباتٌ واضطرابات كثيرة يمكن أن تصيب المرفق. تعتمد معالجةُ إصابات المرفق واضطراباته على سببها. وقد تشتمل المعالجة على تناول الأدوية، أو المعالجة الفيزيائية، أو الجراحة، أو غير ذلك من طرق المعالجة. يساعد هذا البرنامجُ على تكوين فهم أفضل للإصابات والاضطرابات التي يمكن أن تصيب المرفق. وهو يتناول إصابات المرفق واضطراباته الشائعة، بالإضافة إلى سُبُل معالجتها. 
المرفق
تتصل العظامُ فيما بينها عند المفاصل. وأكثر المفاصل وضوحاً في الجسم هي الكتفان والمرفقان والرسغان والوركان والركبتان والكاحلان. المرفقُ هو المفصل الذي يساعد على انثناء الذراع والحركة الدورانية لكف اليد إلى الأعلى والأسفل. تلتقي في مفصل المرفق ثلاثةُ عظام:
عظم الجزء العُلوي من الذراع، وهو عظم العَضُد.
عظمي الجزء السفلي من الذراع، أي الساعد: الكُعبُرَة والزند.
العضلاتُ هي التي تجعل العظام تتحرَّك حول المفاصل. وتتصل العضلات بالعظام عن طريق نسيج يُدعى باسم "الوتر". تُغطَّى نهاياتُ العظام بمادَّة تُدعى باسم "الغضروف"، وذلك عند المفاصل. وتسمح هذه المادةُ للعظام بالحركة السلسة من غير ألم. هناك محفظةٌ صغيرة تحتوي على كمية بسيطة من السائل تقع بين قطعتي الغضروف في المفصل. ويُدعى هذا السائل باسم "الغشاء الزليلي". تسمح هذه التركيبةُ بين الغضاريف والغشاء الزليلي بالحركة السَّلِسَة لأي مفصل من غير ألم. 
الأعراض
تكون لكثير من اضطرابات المرفق وإصاباته أعراضٌ متشابهة. والعرضُ الأهم هو الألم والتورُّم في مفصل المرفق وحوله. من الممكن أن يكونَ الألم كليلاً، أو أكثر شدة. كما يمكن أن يزداد عند القيام ببعض النشاطات. وفي بعض الحالات، يمكن أن يتراجعَ الألم بفعل الراحة. من الأعراض الأخرى الشائعة لإصابات المرفق واضطراباته:
التكدُّم.
صعوبة حركة المرفق المصاب.
ألم في الذراع أو اليد أو الكتف.
تورُّم أو ضعف الرسغ أو المرفق.
من الممكن أيضاً أن يُؤدِّي عدد من اضطرابات المرفق وإصاباته إلى ما يلي:
إحساس بالفرقعة أو التمزُّق.
إحساس بالخدر في الذراع أو اليد أو الأصابع.
احمرار أو إيلام في المفصل.
تيبُّس المفصل والإحساس بالألم فيه.
تشوُّه مرئي في المرفق.
على المريض أن يستشيرَ مقدم الرعاية الصحية إذا لاحظ أيَّ عرض من هذه الأعراض، أو أي تغيُّرات أخرى. وإنَّ اكتشاف المشكلة في وقت مبكر يجعل المعالجة أكثرَ سهولة في معظم الحالات. 
التهاب الوتر
التهابُ الوتر هو حالة شائعة. وهو يسبِّب تورُّماً حول العضلات والعظام. وغالباً ما يحدث التهابُ الوتر في:
الكتفين.
المرفقين.
الرُّكبتين.
الوركين.
العقبين.
الرسغين.
ينتج التهابُ الوتر عن فرط استخدام منطقة من مناطق الجسم أو عن تكرُّر إصابتها عادة. ويعدُّ الأشخاص الذين يقومون بأعمال تتطلب حركات متكرِّرة، أو تشكِّل إجهاداً على المفاصل، أكثر تعرضاً للإصابة بالتهاب الأوتار. من الممكن أيضاً أن يكونَ التهابُ الوتر ناتجاً عن:
التهاب المفاصل.
الداء السكري.
العدوى.
التقدُّم في السن.
أمراض الدَّرَق.
تركِّز المعالجةُ على شفاء الوتر المصاب. والخطوة الأولى في معالجة التهاب الأوتار هي تخفيف الألم والالتهاب عن طريق:
الراحة.
تطبيق ضغط على المنطقة المصابة.
رفع مكان المنطقة المصابة.
المعالجة الفيزيائية.
الأدويةُ المضادة للالتهاب التي تباع من غير وصفة طبية، من قبيل الأسبرين أو الإيبوبروفين مثلاً، يمكن أن تكونَ مفيدة أيضاً. قد ينصح مقدم الرعاية الصحية مريضَه بالحدِّ من حركة المفصل المصاب. وفي بعض الحالات، يمكن أن تنجح تجهيزاتُ الوقاية في تخفيف الإجهاد الواقع على الوتر الملتهب تخفيفاً مؤقتاً. بالنسبة للحالات الشديدة من التهاب الأوتار، يمكن أن يُعطى المريض حقنة في المنطقة المحيطة بالوتر الملتهب. وقد تشتمل المعالجاتُ الأخرى على ما يلي أيضاً:
الإرحال الإيوني.
المعالجة بالأمواج فوق الصوتية.
قد تكون الجراحةُ ضروريةً من أجل إصلاح الضرر إذا لم يحدث تحسن بعد استخدام المعالَجات الأخرى، أو إذا كان الوتر متمزِّقاً بالكامل. وبعد الجراحة، لابدَّ من برنامج للتمرين من أجل تقوية العضلات المحيطة بالوتر لمنع تكرار الإصابة. 
إصابات الوثي والإلتواء
الوثيُ هو تمطُّط الرباط أو تمزقه. والأربطة هي النسج التي تصل بين العظام في المفصل. وهناك أربطة كثيرة في المرفق يمكن أن تتعرض للوثي. هناك أشياء كثيرة يمكن أن تسبِّب الوثي. إن حالات السقوط والصدمات والتعرض للالتواء يمكن أن تجعلَ المفصل يخرج عن وضعه الطبيعي. وهذا ما قد يجعل الأربطةَ المحيطة بالمفصل تتمطَّط أو تتمزق. يمكن أن يحدثَ الوثي إذا حدث للمريض ما يلي:
التعرُّض لصدمة مفاجئة على مفصل.
السقوط على الذراع الممدودة إلى الأمام.
الإلتواء هو تمطُّط العضلة أو الوتر، أو تمزقهما. والوتر هو النسيج الذي يربط بين العظم والعضلة. يحدث الإلتواء بسبب التواء العضلة أو الوتر، أو بسبب شدهما. وفي بعض الحالات، يمكن أن يحدثَ الإلتواء بشكل مفاجئ. أمَّا في حالات أخرى، فمن الممكن أن يظهرَ خلال أيام أو أسابيع. هناك أشخاص معرَّضون أكثر من غيرهم للإصابة بالوثي والإلتواء ، وهؤلاء الأشخاص هم:
أصحاب الوزن الزائد.
أصحاب اللياقة البدنية المنخفضة.
الأشخاص الذين لا يقومون بالتحمية الكافية قبل التمارين الرياضية.
لديهم تاريخ سابق من الإصابة بالوثي والإلتواء.
تعتمد معالجةُ حالات الوثي و الإلتواء على شدة الإصابة. وتشتمل المعالجة على ما يلي عادة:
الراحة وتبريد المنطقة المصابة بالثلج.
وضع ضماد أو جهاز آخر من أجل الضغط على المنطقة المصابة.
تناول الأدوية من أجل تخفيف الألم والتورُّم.
من الممكن أن تشتملَ المعالجة اللاحقة لحالات الوثي على التمارين الرياضية والمعالجة الفيزيائية. وتساعد التمارين الرياضية على الوقاية من التيبُّس وزيادة قوة المنطقة المصابة. وأمَّا المعالجةُ الفيزيائية فهي تساعد على جعل المنطقة المصابة أكثر قوة واستقراراً. قد تكون الجراحةُ ضروريةً في حالة إصابة الرباط أو العضلة بالتمزق. يخبر مقدم الرعاية الصحية مريضَه عن الوقت الذي يصبح عنده قادراً على العودة إلى نشاطاته الطبيعية، بما في ذلك النشاطاتُ الرياضية. وإذا عاد المريضُ إلى هذه النشاطات في وقت أبكر مما يجب، فمن الممكن أن تصابَ المنطقةُ نفسها من جديد. 
إصابات الكسر والخلع
يحدث الكسرُ عندما ينكسر أي عظم من عظام الجسم. وقد تصيب الكسورُ العظامَ التي تشكِّل مفصل المرفق، وهي العَضُد والكُعبُرة والزند. من الممكن أن يُصابَ المرفق بالكسر والوثي في وقت واحد. وقد يصاب المرفق بالكسر نتيجة:
السقوط على ذراع ممدودة.
صدمة مباشرة على المرفق.
لَي المرفق.
تعتمد المعالجةُ على شدة الإصابة. وإذا ظلت العظام في مكانها الصحيح، وكان من المرجَّح أن تبقى على هذا النحو، فقد يضع الطبيب الذراع في جبيرة طرية أو قاسية. قد تكون هناك حاجةٌ إلى الجراحة من أجل معالجة الكسور الأكثر شدة. وقد يحدث ذلك عندما يكون المفصلُ غيرَ مستقر، أو عندما يبرز العظم المكسور من خلال الجلد. من المرجَّح أن يكونَ المريضُ في حاجة إلى معالجة فيزيائية تستمر عدة أسابيع، أو أكثر، من أجل المساعدة على استعادة حركة المفصل المصاب وقوَّته. الخلوعُ هي إصابات للمفصل تجعل نهايات العظام تخرج عن وضعها الطبيعي السليم. ويحدث الخلعُ في المرفق عندما ينزلق أي عظم من العظام التي تشكِّل هذا المفصلَ، فيخرج عن وضعه السليم. خلوعُ المرفق غير شائعة. وهي غالباً ما تحدث إذا سقط الشخص على ذراعه الممدودة. كما يمكن أن تحدثَ أيضاً في حوادث السيارات عندما يمدُّ الراكب يدَه إلى الأمام حتى يقي نفسه من الصدمة. هناك إصابةٌ مرفقية شائعة جداً لدى الأطفال تحت سن الخامسة، وهي تُدعى باسم "فَكَك أو خلع المرفق". وتحدث هذه الإصابة عندما ينفك عظم الكُعبُرة عن المفصل. وغالباً ما تحدث هذه الإصابة بسبب رفع الطفل إلى الأعلى من ذراع واحدة. غالباً ما يصاب المفصلُ المخلوع بالتورُّم والألم، كما يبدو تشوهه واضحاً للعين. وقد يعجز المريضُ عن تحريك ذلك المفصل. تعدُّ حالةُ خلع المفصل حالة طبية إسعافية. وإذا ظن المرء أنه مصاب بخلع فعليه أن يطلب الإسعاف فوراً. من الممكن أن تشتملَ معالجة المفصل المخلوع على ما يلي:
استخدام جبيرة.
إعادة العظم إلى مكانه.
تناول أدوية.
إعادة التأهيل.
وحتى عندما يعاد مفصلُ المرفق إلى وضعه السليم، فإنه يمكن أن يصبح غيرَ قادر على العمل والحركة بشكل طبيعي من جديد. 
التهابُ الجراب والتهاب المفصل
التهابُ الجراب والتهاب المفصل هما حالتان شائعتان تسبِّبان تورُّمَ المفاصل والعضلات والعظام المحيطة بها. وتصيب هاتان الحالتان الكتفين والمرفقين والرسغين عادة. الأجربَةُ موجودةٌ في مختلف أنحاء الجسم، بما في ذلك مفصل المرفق. ويحدث التهابُ الجراب عندما يصاب أحد هذه الأجربة بالالتهاب. يحدث التهابُ الجراب عادة بسبب فرط الاستخدام أو بسبب الإصابة المتكررة في منطقة محددة، أو بسبب إصابة متكرِّرة للمفصل. ويعدُّ الأشخاصُ الذين يقومون بأعمال تتطلب حركات متكررة أو تشكل إجهاداً على المفاصل أكثرَ تعرُّضاً للإصابة باالتهاب الجراب. من الممكن أيضاً أن يكونَ التهاب الجراب ناتجاً عن:
التهاب المفصل.
الداء السكري.
العدوى.
أمراض الدَّرَق.
تركِّز المعالجةُ على شفاء الجراب المصاب. والخطوة الأولى هي تخفيف الألم والالتهاب. ويكون ذلك من خلال الراحة والضغط والرفع إلى الأعلى. كما يمكن أن تكونَ الأدوية المضادة للالتهاب مفيدة أيضاً. قد ينصح مقدم الرعاية الصحية مريضَه بالحدِّ من حركة المفصل المصاب. وهذا ما قد يساعد على شفاء المفصل ويقيه من إصابات أخرى. قد تكون الحالاتُ الشديدة من التهاب الجراب في حاجة إلى معالجة بطرق أخرى، كالحقن الستيرويدية، أو المعالجة الفيزيائية، أو الجراحة. يحدث التهابُ المفاصل عندما يُصاب الغضروف الموجود في المفصل، أو عندما يصاب الكيسُ الزليلي، بالالتهاب أو بالتلف. وهناك أنواع كثيرة من التهاب المفاصل يمكن أن تصيب المرفق. يحدث الفُصال العظمي (خشونة المفصل) بسبب الاهتراء المزمن للمفصل. وهو أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المتقدمين في السن. يحدث الفُصال العظمي بسبب الاستخدام المتكرر للمفاصل؛ فالاستخدامُ المتكرِّر للمفصل يؤدي إلى تلف واهتراء الغضروف الموجود في هذا المفصل. وتصدر عن المفصل المصاب أصوات فرقعة وطحن عندما يتحرَّك. يحدث التهابُ المفاصل التالي للرضوض بسبب إصابة المفصل برض. وقد يحدث هذا الرضُّ بسبب حادث سيارة أو إصابة رياضية أو أي نوع آخر من أنواع الرضوض. إذا أُصيب الكيسُ الزليلي في المفصل بالالتهاب، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تلفه. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف المفصل كله أيضاً. وتُدعى حالة التلف هذه باسم التهاب المفاصل الروماتويدي. لا يزال سببُ التهاب المفاصل الروماتويدي غيرَ معروف. وفي هذه الحالة، فإن جهاز المناعة في الجسم يهاجم الكيس الزليلي في المفصل ويُتلف المفصل كله. ويبدو أنَّ ظهور التهاب المفاصل الروماتويدي يتكرَّر في بعض العائلات. لا يوجد شفاء لمعظم أنواع التهاب المفاصل. لكنَّ الأدوية المضادة للالتهاب، والمعالجة الفيزيائية والجبائر يمكن أن تكونَ مفيدة. وفي حال عدم نجاح بقية أنواع المعالجة، فمن الممكن إجراء جراحة من أجل دمج المفصل أو استبداله بغرض إيقاف التشوُّه وزيادة إمكانية استخدام المفصل. 
الخلاصة
يتكوَّن مفصلُ المرفق من العظام والغضاريف والأربطة، بالإضافة إلى السائل. وتساهم العضلاتُ والأوتار في تمكين المفصل من الحركة. وهناك إصابات واضطرابات كثيرة يمكن أن تصيبَ المرفق، وهذه الإصابات والاضطراب:
التهاب الوتر.
الوثي والإلتواء.
إصابات الكسور والخلوع.
التهاب الجراب والتهاب المفصل.
تكون لكثير من اضطرابات المرفق وإصاباته أعراضٌ متشابهة. والعرضُ الأهم هو الألم والتورُّم في مفصل المرفق وحوله. من الممكن أن يكون الألم كليلاً، أو أكثر شدة. كما يمكن أن يزدادَ عند القيام ببعض النشاطات. وفي بعض الحالات، يمكن أن يتراجعَ الألمُ بفعل الراحة. تعتمد معالجةُ إصابات المرفق واضطراباته على سببها. وقد تشتمل المعالجةُ على تناول الأدوية، أو الجراحة، أو غير ذلك من طرق المعالجة. على المريض أن يستشير مقدم الرعاية الصحية إذا لاحظ أي عرض من هذه الأعراض، أو أي تغيُّرات أخرى؛ فاكتشافُ المشكلة في وقت مبكِّر يجعل المعالجةَ أكثرَ سهولةً في معظم الحالات. 


أخبار مرتبطة