تاريخ النشر 30 ابريل 2016     بواسطة الدكتور مجدي عبدالله هاشم     المشاهدات 201

هشاشة العظام والعمود الفقري

يعتقد كثير من الناس أن سبب هشاشة العظام هو نقص فيتامين "د" أو الكالسيوم، وأن الهشاشة تسبب آلاما في العظام والمفاصل، وأن معظم السيدات يعانين من الهشاشة.. وهذا كله غير صحيح! الهشاشة هي نقص في كتلة العظام، مما يجعلها هشة سهلة الكسر. والسبب الرئيسي للهشاشة هو التقدم في العمر وانقطاع الدورة الشهرية
عند السيدات، وذلك بسبب نقصان هرمون الأستروجين مما يسارع في نقص كتلة العظام. الأسباب التي تزيد من احتمالية حدوث الهشاشة تشمل التدخين، والكورتيزون وقلة الحركة والأمراض الروماتيزمية. نقص فيتامين "د" شائع جداً في منطقتنا ويؤدي إلى ضعف وترقق العظام ويسبب آلاماً في العضلات والمفاصل ويمكن أن يصيب الرجال والنساء في أي عمر. لون البشرة الداكن، وقلة التعرض للشمس وندرة وجود فيتامين "د" في الأكل أسباب تساعد على نقصه عند الكثيرين. التشخيص سهل بفحص مستوى الفيتامين في الدم وعلاجه سهل بالأدوية. لا تسبب الهشاشة آلاماً في العظام، ولكنها إذا كانت شديدة قد تؤدي إلى كسور العظام، وهذه الكسور عادة ما تنتج عن حوادث وقوع بسيطة، وفي بعض الحالات قد تنكسر العظام بدون أية حوادث. أهم العظام التي تضعفها الهشاشة هي الفقرات تليها عظم مفصل الفخذ والرسغ. تحدث كسور الفقرات عند السيدات في العقد السادس أو السابع من العمر إثر سقوط بسيط على الأرض أو انحناء مفاجئ. تتميز هذه الكسور بآلام شديدة جداً في منطقة منتصف أو أسفل الظهر. لا تنكسر الفقرات بالمعنى الشائع للكسور أي تنقسم إلى قطعتين أو أكثر، وإنما تهبط - تنضغط – الفقرة. إذا كان هبوط الفقرة شديداً، يتحدب الظهر خصوصا إذا انكسرت عدة فقرات. تحدب الظهر الناتج عن كسور الهشاشة مشكلة كبرى وخطيرة، حيث يسبب آلاما شديدة مزمنة، ويبطئ من حركة المريضة بشكل كبير وأحيانا يمنعها الألم من الحركة والمشي. وقد تتأثر الرئتين والقلب من التحدب. الإحباط والاكتئاب شائعان أيضا في هذه الحالات. تشخيص كسور الهشاشة واضح في صور الأشعة والرنين المغناطيسي، لكن تشخيص الهشاشة نفسها يحتاج لفحص خاص بالأشعة يحدد كتلة العظم ونسبة نقصانها. العلاج في معظم الحالات تحفظي بالمسكنات ومشد (حزام) تلبسه المريضة لمدة 6-12 أسبوع. إذا كانت الكسور شديدة ومسببه للتحدب، ينبغي علاجها بإبر اسمنتية وبالون خاص لدعم وترميم الفقرة المكسورة، وهذه فعالة جدا في تخفيف الألم بنسبة تصل 90%. إلا أنها يجب أن تجرى في الأسابيع الأولى من الكسور فقط وهذا يؤكد أهمية سرعة مراجعة جراح العمود الفقري لتدارك العلاج. يعتقد كثير من الناس، وللأسف بعض الأطباء، أن عمليات الفقرات كالديسك وتثبيت الفقرات لا تصلح لمرضى الهشاشة وهذا خطأ. يحتاج الجراح فقط لدعم البراغي بالأسمنت الجراحي وهذا سهل إجراؤه بالمنظار أو التداخل المحدود. من المهم جداً أخذ أدوية الهشاشة عند كل المرضى المصابين بها وبشكل خاص لمرضى كسور الهشاشة، وعلى الرغم أن هذه الأدوية لا تفيد الكسر الذي حصل لكنها تحمي الفقرات والعظام الأخرى من كسور مشابهة في المستقبل، والتي تزيد احتمال الإصابة بها تلقائياً عند أي مريض سبق وأصيب بكسر هشاشة. إن التفكير بالهشاشة وتشخيصها وعلاجها المبكر يمنع الإصابة بالكسور الناتجة عنها.


أخبار مرتبطة