تاريخ النشر 22 مايو 2016     بواسطة الدكتورة نعيمة محمد الشنقيطي     المشاهدات 201

السُّلاق المهبليّ (داءُ المبيضَّات المهبليّ)

تتعرَّض مُعظمُ النِّساء إلى نوباتٍ عابِرةٍ من عدوى شائِعة للخمائر تُعرَف باسم السُّلاق المهبليّ أو داء المبيضَّات المهبليّ vaginal thrush؛ حيث تُسبِّبُ هذه العدوى الحكَّةَ والتهيُّج والانتِفاخ في المهبل والمنطقة المُحيطة به، وتظهر مفرزات (نجيج) دهنيَّة بيضاء أحياناً تُشبه الجبنة المنزليَّة crea
my white cottage cheese-like discharge.
متى تجِبُ مُراجعة الطبيب؟
إن كانت أعراضُ السُّلاق المهبليّ تظهرُ لأوَّل مرَّة، من الأفضل مُراجعة الطبيب، خصوصاً عندَ الشعور بالألم، وذلك لأنَّ أعراضَ هذه الحالة تُشبِهُ أحياناً أعراضَ عددٍ من حالات الجلد أو العدوى التي تنتقِلُ عن طريق الممارسة الجنسية؛ ولكنَّ يستطيع الطبيبَ وحدَه تشخيصَ الحالة بشكلٍ صحيحٍ، وذلك عن طريق أخذ مسحةٍ مهبليَّة لمعرِفة ما إذا كانت هناك مشكة، ومن ثمّ يصِف الدواءَ المُناسِب.
في حال كانت هناك إصابة سابِقة بالسُّلاق المهبليّ، ولاحظت المرأة ظهورَ الأعراض من جديد، يُمكنها التوجُّه مُباشرةً إلى الصيدليَّة وشِراء دواء مُضادّ للسُّلاق من دون وصفةٍ طبيَّةٍ؛ ولكن إذا لم تتحسَّن الحالةُ بعد المُعالجة، أو تكرَّرت النوبات (لمرَّة واحِدة على الأقلّ في بضعة أسابيع)، يجب استشارة الطبيب.
لماذا يحدُث السُّلاق المهبليّ؟
السُّلاقُ هو عدوى بالخمائر، يُسبِّبها عادةً فطر يُشبِه الخميرةَ ويُسمَّى المُبيَضَّة البيضاء Candida Albicans، وهو يُوجد في المهبل عندَ العديد من النِّساء وبدون أن يُسبِّب أيَّةَ أعراض، لأنَّ المفرزات المهبليَّة والبكتيريا المهبليَّة غير الضارَّة تُحافِظ على التوازن الطبيعيّ لهذا الفطر في المهبل؛ ولكن عندما يحدُث خللٌ في هذا التوازن، تتكاثر المبيَضَّةُ البيضاء وتحدُث العدوى. 
لا يُعدُّ السُّلاقُ المهبليّ من الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس، ولكن يُمكن أن ينتقلَ أحياناً إلى الرِّجال في أثناء الجماع، وبذلك تُنصح المرأةُ التي لديها هذه الحالة بتجنُّب الجماع إلى أن تنتهي من المُعالجة وتتخلَّص من العدوى. يُمكن للجنس أن يُحرِّضَ السُّلاق المهبليّ، ويحدُث هذا عادةً عندما تُعاني المرأة من مشاكل في الاستِرخاء وإنتاج السوائل المُزلِّقة التي تجعل المهبل رطباً في أثناء الجماع.
ما هو عِلاج السُّلاق المهبليّ؟
يُمكن عِلاجُ مُعظم حالات السُّلاق المهبليّ بسهولة، وذلك إمَّا بتناول قرص دوائيّ عن طريق الفم أو باستخدام ما تُسمَّى الفرزجة المهبلية pessary (لها شكل القلنسوة) في داخل المهبل. كما يُمكن استخدامُ مراهم مُضادَّة للسُّلاق على الجلد في المنطقة المُحيطة بالمهبل أيضاً، للتخفيف من الألم والحكَّة. عندَ استخدام الأقراص الدوائيَّة المُضادَّة للفطريَّات، يُمكن استِخدامُ مُستحضر طبِّي مُرطِّبٍ moisturiser أيضاً قُرب المهبل، لأنَّ المراهمَ المُضادَّة للفطريات تُسبِّبُ التهيُّج أحياناً.
بشكلٍ عام، تُساعِد الأدويةُ المُضادَّة للسُّلاق على شِفاء مُعظم النِّساء خلال أيَّام قليلة، ولكن يُمكن أن تعودَ الحالةُ من جديد عند واحِدةٍ من كل 20 امرأة (4 نوبات أو أكثر في العام)، وقد يستمرّ السُّلاقُ تقريباً عندَ واحِدةٍ من بين كلّ 100 امرأة؛ وفي مِثل تلك الحالات، قد يستمرّ العِلاجُ لفترةٍ أطول تصِلُ إلى حوالي 6 أشهر.
من يُصابُ بالسُّلاق المهبليّ؟
يُعدُّ السُّلاقُ المهبليّ من الحالاتِ الشائعة عند النِّساء، حيث تصِل نسبةُ اللواتي يُعانينَ من نوبة واحِدةٍ خلال مرحلة مُعيَّنةٍ من حياتهنَّ إلى حوالي 75 في المائة، بينما يُعاني حوالي النِّصف من أكثر من نوبة؛ وتكون حالاتُه أكثرَ شُيوعاً عند النِّساء في العشرينيَّات والثلاثينيَّات من العُمر، بينما تكون أقلَّ شُيوعاً عند الفتيات اللواتي لم يبدأ الطمثُ لديهنَّ، والنِّساء في مرحلة سنّ اليأس.
وبينما تكون أيَّةُ امرأة عرضةً لأن تُعاني من نوبةٍ للسُّلاق، تزداد فُرصُ هذه الحالة عند النِّساء الحوامِل والنِّساء اللواتي يتناوَلنَ مُضادَّات الالتِهاب ومريضات السكَّري اللواتي لا يجري ضبطُ سكَّر الدَّم لديهنّ بشكلٍ مُناسِب.
السُّلاق المهبليّ في الحمل
يزداد خطرُ السُّلاق المهبليّ في أثناء الحمل، ولا يُوجد دليلٌ على أنَّ هذه الحالةَ تُؤثِّرُ في فُرص الحمل، ولكن من المهمّ التنويهُ إلى أنَّه في حالة الإصابة بالسُّلاق في أثناء الحمل، لن يتعرَّضَ الجنينُ إلى الضرر؛ وعندما تكون المرأة حامِلاً أو تستخدِم الرِّضاعة الطبيعيَّة وتُعاني من السُّلاق، يجب أن تتجنَّبَ تناوُل الأقراص الدوائيَّة المُضادَّة للسُّلاق، وأن تستعِمل المراهمَ في داخِل المهبل أو الفرزجة المهبليَّة، مع المراهم المُضادَّة للسُّلاق عند الحاجة فقط.
أنواع السُّلاق
للسُّلاق عدَّةُ أنواع، فهو لا يقتصِرُ على المهبل، بل يُمكن أن يُصيبَ الفم والجلد وحتى حشفة القضيب عند الرِّجال.


أخبار مرتبطة