تاريخ النشر 22 مايو 2016     بواسطة الدكتورة نعيمة محمد الشنقيطي     المشاهدات 201

اختبارات قبل الولادة

يُعطي الفَحصُ السابِق للولادَة معلومات عن صحّة الجنين. كما تتفحّص بعضُ الفحوص الروتينيّة في أثناء الحَمل صحّةَ الأم. في أوَّل مراجعة سابقة للولادة لمُقدّم الرعاية الصحيّة، سوف يقوم بتفحّص عدد من الأشياء، بما في ذلك علاماتُ العدوى وما إذا كانت الحامل قد تلقَّحت لقاحاً ضِدّ الحصبة الألمانيّة والح
ُماق (جدري الماء). وقد يشير مُقدّمُ الرعاية الصحيّة، طوال سير الحمل، لعددٍ من الفُحوص الأخرى أيضاً. وتُقترحُ بعضُ الفحوص لجميع الحوامل، كما في التحرِّي عن السكّري الحملي ومتلازمة داون وفيروس العَوَز المناعي المُكتَسَب. بينما قد تُعرض الفحوص الأخرى بالاعتماد على: •	العُمر. • التاريخ الطبي الشخصي أو العائلي. •	الخلفيّة العرقيّة. •	نتائج الفُحوص الروتينيّة. بعض الفحوص تكون عبارة عن فحوص تحرّي. وهي تُحدّد مخاطر أو علامات مشاكِل صِحيّة مُحتملة عندَ الأم أو عند جنينها. وبحسب نتائج فُحوص التحري، قد يشير مُقدّم الرعاية الصحيّة لفحوص تشخيصيّة. تؤكّد الفحوص التشخيصيّة المشاكل الصحيّة أو تنفيها عند الأم أو عند الجنين. 
مُقدّمة
ترغبُ المرأةُ، سواءٌ أكانت حاملاً أم تُخطّط للحمل، بأن تمنح طفلها بدايةً مليئةً بالعافية. وسوفَ تحتاج للقيام بذلك بإجراء زيارات مُنتظمة لمُقدِّم الرعاية الصحية طوالَ الحمل. يُعطي الفَحصُ السابِق للولادَة معلوماتٍ عن صحّة الجنين. وتُجرى خلال الحمل بعضُ الفُحوص الروتينيّة للتحقّق من صحَّة الأم أيضاً. يشرحُ هذا البرنامجُ التثقيفي الفَحصَ السابِق للولادَة. كما يُناقش الحمل وأنواع الفُحوص السابِقة للولادَة التي تُجرى خلال كلّ ثلث من الحمل. 
الحمل
يستعرضُ هذا القسمُ المُصطلحات والمفاهيم الشائعة المُرتبطة بالحمل. تشتمل الأعضاء التّناسليّة الأنثويّة على:
المبيضين.
البوقين.
الرّحم.
عنق الرّحم.
المَهبِل.
إذا حملت المرأَةُ، يبقى الجنين في الرَّحِم حتى الوِلادة. والرّحم قادرٌ على التَّمدُّد كثيراً. عُنقُ الرّحم هو الجزء السُفليّ من الرَّحم. عُنقُ الرّحم هو الممرّ إلى المَهبِل. يكونُ الجنينُ خلال الحمل في سائل خاص اسمه السائل السَّلوي. ويوجد الجنين والسائل السَّلوي (الأمنيوسي) في كيس اسمه "الكيس السّلوي (الأمنيوسي)" داخل الرحم. يحصلُ الجنينُ على الموادّ الغذائيّة من المَشيمَة. والمَشيمَة هي عُضو يوجد بين الكيس السَّلوي (الأمنيوسي) والرحم الذي يكبر مع الجنين خلال الحَمل. يقدّمُ دمُ الأم الأكسجين والمواد الغذائية لدم الجنين من خلال المَشيمة. كما يسحبُ دم الأم الفَضلات من دم الجنين من خلال المَشيمة. ينتقلُ دمُ الجنين إلى المَشيمة عبرَ الحبلُ السّري. لا يدخل دم الأم إلى جسم الجنين. 
الرعاية السابِقة للولادَة والفَحص السابِق للولادَة
تُساعدُ الرعايةُ السابِقة للولادَة في المُحافظة على صحة الأم والجنين. الرعاية السابِقة للولادَة هي العناية التي تتلقاها المرأة في أثناء الحَمل. تتضمنُ الرعاية السابِقة للولادَة العناية الصحية، بالتوازي مع التثقيف وتقديم المشورة بشأن كيفيّة التعامل مع الحَمل. سوف ينظّم مُقدّم الرعاية الصحية جدولاً بالعديد من الفحوص طوال سير الحمل. يدوم الحمل نحو 40 أسبوعاً، ويبدأ العدّ من أول يوم لآخر دورة طمثية طبيعيّة. وتُنظَّم تلك الأسابيع ضمن ثلاثة أثلاث.
ثُلث الحمل الأول هو أول 12 أسبوع من الحَمل.
ثُلث الحمل الثاني من الأسبوع 13 وحتى الأسبوع 28.
ثُلث الحمل الثالث من الأسبوع 29 وحتى الأسبوع 40.
الفُحوصُ السابقَة للولادة هي جُزءٌ من الرعاية السابقة للولادَة. وقد تُساعدُ تلك الفُحوص على إيجاد المَشاكل الصحيّة التي قد تُشكّل خَطراً على كلٍّ من الأم وجنينها. لكنَّ تلك الفحوص لها حدودها. إذا كان من المُتوقّع أن تُصبح المرأة حاملاً، فمن المهمّ أن تُثقّف نفسها بشأن الفُحوص السابقة للولادَة. وعليها أن تُفكّر بما يجب أن تَفعله في حال اكتشاف مُشكلة صحيّة عندها أو عند جنينها. تستطيعُ الفُحوص السابقَة للولادة أن تَكشفَ:
المَشاكل الصحيّة القابلةُ للعلاج عند الأمّ والتي قد تُؤثّر على صحّة الجنين.
خصائص الجنين، بما في ذلك حجمه وجنسه وعمره وموضعه في الرحم.
احتمال أن يكون لدى الجَنين مشاكل جينيّة مُعيّنة.
أنواع مُعيّنة من الشذوذات الجنينيّة، بما في ذلك بعض المشاكل القلبيّة.
تُؤخذ بعض الفُحوص السابقَة للولادة بالاعتبار بشكلٍ روتينيّ، أي أنّ جميع الحوامل اللواتي يتلقين رعاية سابقَة للولادَة سوف تُجرى تلك الفحوص لهنّ. ويوصى بالفحوص الأخرى فقط لنساء مُعيّنات، لاسيما ذوات الحمل مُرتفع الخُطورة. وهذا يشمل النساء:
بعمر 35 سنة أو أكثر.
المُراهقات.
يحملن بأكثر من جنين.
سبق وأن أنجبنَ طفلاً خديجاً أو طفلاً مُصاباً بعيب ولادي.
مُصابات بحالات صُحيّة مُعيّنة.
الفَحص السابِق للولادَة في ثُلث الحمل الأول
قد يؤمن تحري ثُلث الحمل الأوّل مَعلومات مُهمّة عن صحة الجنين. وقد يُقدّم مُقدّم الرعاية الصحيّة:
الفحص بالأمواج فوق الصوتيّة.
فُحوص دمويّة.
فحوص بوليّة.
فُحوص تحرِّي أخرى.
يمكن إجراء الفحص بالأمواج فوق الصوتيّة في أي مرحلة من الحمل. يستخدم الفحص بالأمواج فوق الصوتيّة أمواج صوتيّة لأخذ صور للجنين داخل الرحم. وهو قد يُساعد مُقدّم الرعاية الصحيّة على تقييم نموّ الجنين وتطوّره. في أوَّل مُراجعة سابقة للولادَة، قد تُجرى فُحوص دمويّة للتحقّق من زمرة دم الأم. كما يتضمّن ذلك حالة الريزوس (Rh). ويُشير الريزوس لبروتين موجود في كريات الدم الحمراء. إذا كان لدى الأم دم ذو ريزوس سلبي، فقد تحتاج إلى فحص دم للتحقق من أضدّاد الريزوس. وقد تتطور تلك الأضداد إذا كان الجنين ذو ريزوس إيجابي واختلط دم الأم سلبي الريزوس مع دم الجنين. وبدون علاج، يمكن أن تعبر الأضداد (الأجسام المضادَّة) من المشيمة وتهاجم كريات دم الجنين الحمراء. ويمكنُ استخدام فُحوص الدم لقياس الهيموغلوبين عندَ الأم. الهيموغلوبين هو بروتين غني بالحديد يوجد في كُريات الدم الحمراء. وهو يُساعدُ على أن تحمل الكريات الأكسجين من الرئتين إلى باقي أجزاء الجسم. انخفاض الهيموغلوبين هو علامةٌ على فقر الدم. فقرُ الدم الحاصل بسبب الحمل شائعٌ. ويمكن استخدام فُحوص الدّم للتحقّق من مناعة الأم تجاه حالات عَدوى مُعيّنة، مثل الحصبة الألمانية والحُماق (جدري الماء). قد يكون لدى المرأة مناعة إذا تم تلقيحها ضد تلك الأمراض وهي طفلة. قد تتسبّب الحصبة الألمانيّة والحماق بعيوب ولاديّة أو بالإجهاض إذا أصيبت الحامل بأحد هذين المرضين خلال حملها. قد تُستخدَمُ لُطاخة بابانيكولاو للتحقّق من الأمراض المنقولة عن طريق الجنس. كما قد تُجرى لُطاخة بابانيكولاو للتحقّق من علامات سرطان عُنق الرحم. وتُستخدم في أثناء لُطاخة بابانيكولاو ماسحة لأخذ عينات من عُنق الرحم. قد يُشخّص التحري في ثُلث الحمل الأوّل معظم حالات مُتلازمة داون. إذا كان مستوى خُطورة إصابة الحامل باضطرابات جينية مُنخفضاً، فيمكن للتحري في ثلث الحمل الأول أن يُقدّم الطمأنينة للحمل المُعافى. وإذا كان مستوى خُطورة إصابة الحامل باضطرابات جينية متوسطاً أو شديداً، فقد تختار الحامل أن تتبع تحرِّي ثلث الحمل الأول مع فُحوص إضافية. إذا كانت المرأة أكبر عُمراً من 35 سنة وكان عندها تاريخ عائلي لاضطرابات جينيّة، فقد يوصي مُقدّم الرعاية الصحية بأخذ عينة من الزغابات المشيميّة. ويُستخدَمُ أخذ العينة من الزغابات المشيميّة لاكتشاف المشاكل الجينية مثل مُتلازمة داون، حيثُ تُؤخذ عيّنة صَغيرة من المَشيمة لإجراء فُحوص عليها. أخذ عينة من الزغابات المشيميّة إجراء له مخاطر، بما في ذلك الإجهاض أو العيوب الولادية أو العَدوى. يُجرى الفحصُ الجينيّ عادةً قبل أن تبدأ المرأة محاولة الحمل، غيرَ أنه قد يُجرى في بداية الحمل. قد يوصي مُقدّم الرعاية الصحيّة بإجراء فحصٍ جينيّ إذا كان لدى المرأة أو زوجها تاريخٌ عائلي لاضطرابات جينية. يُمكن استخدام الفُحوص الجينية لتشخيص اضطرابات جينيّة مُعيّنة قبل الولادة. وتتضمّن تلك الاضطرابات:
التليف الكيسي.
الحَثَل العضلي لدوشين.
الناعور.
الثلاسيميّة.
فقر الدم المنجلي.
داء الكلية مُتعدّدة الكيسات.
داء تاي زاكس.
الفَحص السابِق للولادَة في ثُلث الحمل الثاني
تتضمّنُ الرعاية السابقَة للولادَة خلال ثلث الحَمل الثاني الفحوص المُختبرية الروتينية وقياسات نمو الجنين. يُمكن إجراء فُحوص الدم للتحرّي عن حالات مُعيّنة. يُجرى تحرّي الغلوكوز في الأسابيع 24-29 للتحقّق من وجود السكري الحملي. السكري الحمليّ هو نوعٌ من السكّري يحدثُ عندَ بعض النساء خلال الحَمل. تحرِّي الغلوكوز هو فحص دموي يقيس استجابة الجسم تجاه السكّر. يمكن استخدامُ اختبار دم خاص اسمه الفحص المُوسّع لتشخيص متلازمة داون وعيوب الأنبوب العصبي. ويمكن استخدام فَحص الأمواج فوق الصوتية في أثناء الثلث الثاني من الحمل للبحث عن علامات المشاكل في أعضاء الطفل وأجهزة جسمه. كما بإمكانه تأكيد عمر الجنين ونموه الصحيح. وبإمكانه تمييز جنس الجنين أيضاً. قد يوصي مُقدّم الرعاية الصحية ببَزل السّلى (السائل الأمنيوسي). ويمكن الاستفادة منه لتشخيص الحالات الجينيّة وعيوب الأنبوب العصبي والعدوى ولتقرير ما إذا كانت رئتي الجنين ناضجتين بما يكفي لإجراء الولادة. هذا الفحصُ له مَخاطر. ويمكن التحدُّث مع مُقدّم الرعاية الصحيّة بشأن فيما إذا كان بزل السلى (السائل الأمنيوسي) مناسباً للحامل. 
الفَحص السابِق للولادَة في ثُلث الحمل الثالث
يتضمّن ثلث الحمل الثالث إجراء الفَحص السابِق للولادَة أيضاً. قد يُجري مُقدّم الرعاية الصحيّة مَسحة لأسفل المهبل والمنطقة الشرجية بحثاً عن العقديات من الزمرة ب GBS، وهي نوعٌ شائع من الجراثيم يكون غير مُؤذٍ عادةً عندَ البالغين. غير أنّ الرضّع الذين يُصابون بعدوى هذه الجراثيم قد يُصابون بمرض شديد. وتُعطى المُضادّات الحيويّة في أثناء الولادة لوقاية الرضيع. قد يجري الطبيب مسحةً لمنطقة عُنق الرحم ليتفحَّص وجود مواد قد تُنبئ بخطر حدوث ولادة سابقة لأوانها. كما يؤخذ بروفيل فيزيائي حيوي في أثناء ثُلث الحمل الثالث. يوضع حزام حولَ بطن الأم لقياس سرعة قلب الجنين استجابةً لحركاته. وهو يقيس تنفس الجنين وحركته وتوتره العضلي وسرعة قلبه. وقد يُجرى اختبار الإجهاد بالتقلّصات. وخلال اختبار الإجهاد بالتقلّصات، تُراقب سرعة قلب الجَنين في أثناء التّسبّب بتقلّصات خفيفة. ويمكنُ البدء بها بأدوية أو بشدّ حلمتي الأمّ. قد يُطلق هذا الفحصُ المخاض. 
الخلاصة
سوف ترغبُ المرأة سواءً أكانت حاملاً أم تُخطّط للحمل بأن تمنح طفلها بدايةً مليئةً بالعافية. وسوفَ تحتاج للقيام بذلك بالقيام بزيارات مُنتظمة لمُقدِّم الرعاية الصحية طوال الحمل. يُعطي الفَحص السابِق للولادَة معلومات عن صحّة الجنين. وتُجرى خلال الحمل بعض الفحوص الروتينية للتحقق من صحة الأم أيضاً. تستطيعُ الفُحوص السابقَة للولادة أن تَكشفَ:
المَشاكل الصحيّة القابلةُ للعلاج عند الأمّ والتي قد تُؤثّر في صحّة الجنين.
خصائص الجنين، بما في ذلك حجمه وجنسه وعمره وموضعه في الرحم.
احتمال أن يكون لدى الجَنين مشاكل جينيّة مُعيّنة.
أنواع مُعيّنة من الشذوذات الجنينيّة، بما في ذلك بعض المشاكل القلبيّة.


أخبار مرتبطة