تاريخ النشر 29 مايو 2016     بواسطة البروفيسور بتال عبيد الدوسري     المشاهدات 201

فَرطُ ضَغطِ الدَّمِ الرِّئَوِيّ

فَرطُ ضغط الدم الرئَوي هو ارتفاع مُفرِط للضغط الدموي في الشرايين الذاهبة إلى الرئتين. وهو حالةٌ صحِّية خطيرة. وإذا كان المرء مُصاباً بهذه الحالة، فإنَّ الأوعيةَ الدموية التي تحمل الدمَ من القلب إلى الرئتين تصبح ضيقة ومُتصلِّبة. ويكون على القلب أن يبذل جُهداً أكبر من أجل ضَخ الدم عبر هذه الأوعية
 الدموية. ومع مرور الوقت، فإنَّ القلبَ يضعف ويعجز عن القيام بعمله، ممَّا قد يؤدِّي إلى الإصابة بنوبة قلبية. تشتمل أعراضُ فَرط ضغط الدم الرئوي على ما يلي: •	قِصَر النفس خلال النشاطات المعتادة، كصعود السلالم إلى ارتفاع دَورين مثلاً. •	التعب. •	ألم الصدر. •	تسرُّع ضربات القلب. •	ألم في الجهة العلوية اليمنى من البطن. •	نقص الشهية. ومع تفاقم حالة فرط ضغط الدم الرئوي، يُمكن أن يصبح من الصعب على المريض أن يقوم بأي نشاط جسدي. هناك نوعان رئيسيان من فرط ضغط الدم الرئوي. ينتقل النوعُ الأول من جيل لآخر في العائلة الواحدة، أو يظهر من غير سبب معروف. وأما النوعُ الثاني، فيكون مرتبطاً بحالة صحِّية أخرى عادة، كأمراض الرئة أو القلب مثلاً. ولا يوجد شِفاء لفرط ضغط الدم الرئوي، لكن المعالجة يمكن أن تضبطَ الأعراض. وهي تشتمل على معالجة مرض القلب أو الرئة، وتناول الأدوية، والاستعانة بالأكسجين، بالإضافة إلى زرع الرئة في بعض الأحيان. 
مقدمة
فَرطُ ضغط الدم هو ارتفاع الضغط الدموي. أمَّا فرطُ ضغط الدم الرئوي فهو نوع من أنواع ارتفاع الضغط الدموي يُصيب الشرايينَ الرئوية. فرطُ ضغط الدم الرئوي اضطراب صحِّي خطير. وهو يجعل القلب يبذل جهداً أكبر من أجل ضَخ الدم عبر الشرايين الدموية حتى يصل إلى الرئتين. وهذا ما قد يؤدِّي إلى فشل القلب. تتحدَّث هذه المعلوماتُ الصحية عن فرط ضغط الدم الرئوي. وهي تشتمل على أعراض هذه الحالة وأسبابها. كما تشرح كيفيةَ تشخيص فرط ضغط الدم الرئوي ومعالجته. 
ضغط الدم
إنَّ خلايا الجسم في حاجة إلى الأكسجين والمواد المُغذية حتى تعيش. حيث يقوم الدمُ بنقل الأكسجين والمواد المغذِّية إلى جميع أنحاء الجسم. يقوم القلبُ بضخِّ الدم من حُجراته عبر الأوعية الدموية. وتدعى الأوعية الدموية التي تنقل الدمَ من القلب إلى مختلف أنحاء الجسم باسم الشرايين. ضغطُ الدم هو قوة الدم عندما يضغط على جدران الشرايين من الداخل. ويقاس ضغط الدم بالميليمتر زئبقي، ويرمز له بالرمز (mmHg). إن قياسات ضغط الدم، التي يجري الحديث عنها عادة من قبل مقدمي الرعاية الصحية في كلامهم اليومي، هي ضغط الدم المسجل خارج الأوعية الدموية الخاصة بالرئتين. ويجرى قياسُ ضغط الدم هذا في الذراع عادةً. يُدعى ضغطُ الدم داخل الشرايين الموجودة في الرئتين باسم ضغط الدم الرئوي. ويكون ضغطُ الدم الرئوي الطبيعي ضمن حدود 14 ميليمتراً زئبقياً عادةً في حالة الراحة. إذا ازداد ضغطُ الدم الرئوي فتجاوز 25 ميليمتراً زئبقياً في حالة الراحة، فإنه يُعدُّ مُرتفعاً. ويُدعى باسم فَرط ضغط الدم الرئوي. يتغيَّر ضغطُ الدم طوالَ الوقت. ومن الشائع أن يتغير ضغط الدم الرئوي بمقدار يتراوح من خمس وحدات إلى خمسة عشر وحدة عندما يُقاس في أوقات مختلفة. ومن الممكن أن يؤدِّي الجهد البدني أو الشدة النفسية إلى زيادة ضغط الدم. يسمح ازديادُ ضغط الدم بضخِّ مزيد من الدم إلى أنحاء الجسم. وهذا ما يساعد الجسم على التكيُّف مع ازدياد النشاط البدني أو الشدة النفسية. ويستطيع الجسمُ أن يتحمَّلَ ارتفاعاً مؤقتاً في ضغط الدم. تعدُّ تغيُّرات ضغط الدم أمراً طبيعياً. ولا تشخص الإصابة بارتفاع الضغط الدموي إلاَّ إذا تبين أنه مُرتفع من خلال قياسات متعددة. 
الأعراض
لا تظهر أيُّ أعراض في البداية لدى كثير من الأشخاص المصابين بفرط ضغط الدم الرئوي. ولكن، قد تصبح الأعراضُ ملحوظة، أو تتفاقم، مع تقدُّم المرض. من الممكن أن تشتملَ أعراض فرط ضغط الدم الرئوي على ما يلي:
السعال، أو قِصَر النفس.
التعب أو الإرهاق.
الدوخة.
تسرُّع ضربات القلب.
ألم الصدر.
من الممكن أن يُسبِّبَ فرط ضغط الدم الرئوي تورُّماً في الكاحلين والساقين والبطن. كما يمكن أن يجعلَ ممارسة النشاطات البدنية أمراً صعباً. في بعض الحالات النادرة، يُمكن أن يُؤدِّي فرطُ ضغط الدم الرئوي إلى الوفاة. 
الأسباب
هناك نوعان من فرط ضغط الدم الرئوي: فرط ضغط الدم الرئوي مجهول السبب، وفرط ضغط الدم الثانوي. يعني فرط ضغط الدم الرئوي مجهول السبب أنه لا يوجد سبب معروف لارتفاع ضغط الدم في الرئتين. يكون فرطُ ضغط الدم الرئوي الثانوي ناتجاً عن حالة صحِّية أخرى. وفرطُ ضغط الدم الرئوي الثانوي أكثر شيوعاً من فرط ضغط الدم الرئوي مجهول السبب. تشتمل أسبابُ فرط ضغط الدم الرئوي الثانوي على ما يلي:
الجلطات الدموية في الرئتين.
بعض الأمراض الرئوية.
التَّشَمُّع، وهو مرض يُصيب الكَبِد.
فشل القلب الاحتقاني.
انقطاع النفس النومي.
هناك أسبابٌ أخرى لفرط ضغط الدم الرئوي الثانوي. ومن بينها:
الإيدز.
بعض أنواع الأدوية.
تعاطي المخدرات.
الذئبة.
متلازمةُ آيزِنمِنغَر هي حالة ناتجة عن وجود ثُقب في القلب. ويؤدي هذا الثقب إلى حركة غير طبيعية للدم. وهذا ما قد يسبِّب فرطَ ضغط الدم الرئوي الثانوي. من الممكن أن يُصابَ أيُّ شخص بفرط ضغط الدم الرئوي. لكنه أكثر شيوعاً لدى الأشخاص البالغين المتقدِّمين في السن، ولدى النساء. كما أنَّ الأشخاصَ الذين لديهم أفراد في عائلاتهم مصابين بفرط ضغط الدم الرئوي يكونون أكثرَ تعرُّضاً لاحتمال الإصابة بهذا المرض أيضاً. 
المضاعفات
مع مرور الزمن، يمكن أن يؤدِّي فرط ضغط الدم الرئوي إلى مضاعفات كثيرة. ومن هذه المضاعفات:
فشل القلب.
جلطات دموية ونزف.
اضْطِرابُ النَّظْم.
قد يؤدِّي فرطُ ضغط الدم الرئوي إلى حدوث فشل في الناحية اليمنى من القلب. وتُدعى هذه الحالةُ باسم القلب الرئوي. كما يؤدِّي فرطُ ضغط الدم الرئوي أيضاً إلى تضخم في الناحية اليمنى من القلب. عندما تتضخَّم الناحية اليمنى من القلب، يكون عليها أن تعمل بجهد أكبر من أجل ضخ الدم عبر الشرايين. وقد يؤدِّي هذا الجهدُ الزائد إلى فشل القلب. الجلطاتُ الدموية مُفيدة من أجل إيقاف النزف عند حدوث إصابة. لكنَّ فرطَ ضغط الدم الرئوي يمكن أن يؤدِّي إلى حدوث جلطات دموية من غير أن تكونَ هناك حاجة إليها. عندما تتشكَّل جلطاتٌ دموية من دون الحوجة إليها، فإنها يمكن أن تنتقل إلى الرئتين. وقد تسبِّب الجلطاتُ الدموية في الرئتين حدوث نوبات قلبية يمكن أن تكونَ قاتلة. من الممكن أن يسبِّبَ فرط ضغط الدم الرئوي نزفاً في الرئتين أيضاً. وهذا ما قد يسبِّب سعالاً شديداً، إضافة إلى اضطراب انماط التنفس الطبيعية. وهذا ما قد يؤدِّي إلى العدوى أو إلى الوفاة. من الممكن أن يسبِّبَ فرطُ ضغط الدم الرئوي حالة من اضطراب النَّظم أيضاً. واضطرابُ النظم هو حدوث تغيرات في نمط دقات القلب. وهناك بعض حالات اضطراب النظم التي يمكن أن تُسبِّب الدوخة والإغماء. 
التشخيص
يطرح مقدم الرعاية الصحية على المريض أسئلة عن تاريخه الطبي وتاريخه الطبي العائلي. كما يجري للمريض فحصاً جسدياً أيضاً. قد يكون تشخيصُ فرط ضغط الدم الرئوي أمراً صعباً، وذلك لأنَّ له أعراضاً تشبه أعراضَ مشكلات قلبية أخرى. ومن الممكن أن يجري مقدم الرعاية الصحية مجموعةً من الفحوص التي تساعده على تشخيص حالة فرط ضغط الدم الرئوي. قد يُجري مقدم الرعاية الصحية فحصاً للدم، أو تصويراً للصدر بالأشعة السينية. حيث إنَّ صورةَ الأشعة السينية تسمح للطبيب برؤية حجم القلب والرئتين. كما يمكن أن تساعدَه هذه الصورةُ على تشخيص مرض الرئة الذي قد يكون سبباً لحدوث فرط ضغط الدم الرئوي. من الممكن تشخيص فرط ضغط الدم الرئوي عن طريق تصوير القلب بالإيكو. وهذا التصويرُ بالإيكو يستخدم أمواجاً صوتية من أجل تكوين صور متحرِّكة لضربات القلب. وتستطيع هذه الصور إظهارَ مدى جودة عمل القلب. من الممكن تشخيصُ فرط ضغط الدم الرئوي أيضاً عن طريق فحص يدعى باسم قَثطرة القلب الأيمن. حيث يُدخِل مقدم الرعاية الصحية أنبوباً دقيقاً ضمن أحد الأوردة في عُنُق المريض أو في المنطقة الأُربية أعلى الفخذ. يصل هذا الأنبوبُ إلى الشريان الرئوي الرئيسي بحيث يستطيع قياسَ ضغط الدم فيه. هناك اختباراتٌ أخرى مستخدمة من أجل تشخيص فرط ضغط الدم الرئوي. ومن بينها:
التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
اختبار وظيفة الرئة، وهو اختبارٌ يقيس تدفُّقَ الهواء الداخل إلى الرئتين والخارج منهما.
المعالجة
إنَّ المعالجةَ التي تستمرُّ مدى الحياة يمكن أن تساعدَ على ضبط حالة فرط ضغط الدم الرئوي. وغالباً ما يحاول مقدم الرعاية الصحية معالجةَ سبب فرط ضغط الدم الرئوي إذا كان له سبب معروف. من الممكن أن يؤدي استنشاقُ الأكسجين من أسطوانة إلى تخفيف قِصَر النفس الناتج عن فرط ضغط الدم الرئوي. قد يصف مقدم الرعاية الصحية أدوية من أجل معالجة فرط ضغط الدم الرئوي. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تكونَ هناك حاجة إلى الجراحة من أجل معالجة فرط ضغط الدم الرئوي. وتشتمل العملياتُ الجراحية المستخدمة من أجل معالجة فرط ضغط الدم الرئوي على ما يلي:
جراحة القلب المفتوح من أجل تخفيف الضغط في القلب.
زرع القلب أو الرئة. وهي عملية لاستبدال العضو المصاب.
من المهم أن يجري المريضُ تغييراتٍ على نمط حياته إذا كان مصاباً بفرط ضغط الدم الرئوي. فالتدخينُ يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالة فرط ضغط الدم الرئوي. وإذا كان المريضُ مُدخناً، فإن عليه أن يكف عن التدخين. كما يجب استشارةُ مقدم الرعاية الصحية فيما يتعلق بأفضل الطرق من أجل الإقلاع عن التدخين. يجب أن يحرصَ المريضُ على أن ينال قِسطاً وافراً من النوم والراحة. كما أنَّ التمارين الرياضية مهمة أيضاً. وعلى المريض أن يستشير مقدم الرعاية الصحية فيما يتعلَّق بأفضل الطرق من أجل المحافظة على النشاط في حالة الإصابة بفرط ضغط الدم الرئوي. 
الخلاصة
فرطُ ضغط الدم هو ارتفاع الضغط الدموي. وأما فرط ضغط الدم الرئوي فهو نوع من أنواع ارتفاع الضغط الدموي يصيب الشرايين الرئوية. فرطُ ضغط الدم الرئوي اضطرابٌ صحِّي خطير. وهو يجعل القلب يبذل جهداً أكبر من أجل ضخِّ الدم عبر الشرايين الدموية حتى يصل إلى الرئتين. وهذا ما قد يؤدِّي إلى فشل القلب. لا تظهر أيُّ أعراض في البداية لدى كثير من الأشخاص المصابين بفرط ضغط الدم الرئوي. وقد تصبح الأعراضُ ملحوظة، أو تتفاقم، مع تقدُّم المرض. هناك نوعان من فرط ضغط الدم الرئوي: فرط ضغط الدم الرئوي مجهول السبب، وفرط ضغط الدم الثانوي. يعني فرط ضغط الدم الرئوي مجهول السبب أنه لا يوجد سببٌ معروف لارتفاع ضغط الدم في الرئتين. ويكون فرطُ ضغط الدم الرئوي الثانوي ناتجاً عن حالة صحية أخرى. وفرطُ ضغط الدم الرئوي الثانوي أكثر شيوعاً من فرط ضغط الدم الرئوي مجهول السبب. يمكن أن تساعد المعالجةُ التي تستمر مدى الحياة على ضبط حالة فرط ضغط الدم الرئوي. وغالباً ما يحاول مقدم الرعاية الصحية معالجة سبب فرط ضغط الدم الرئوي إذا كان له سبب معروف. 


أخبار مرتبطة