تاريخ النشر 7 يونيو 2016     بواسطة الدكتور مجدي محمد ادريس     المشاهدات 201

مرض السدّة الرئوية يبدأ بعد الأربعين.

كشفت أول دراسة إقليمية بالتعاون مع الجمعية السعودية للطب الباطني، والجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر، وإحدى المؤسسات الرائدة عالمياً في الرعاية الصحية والدوائية المرتكزة على الأبحاث (غلاكسو سميث كلاين) أن معدل تفشّي مرض السدّة الرئوية المزمنة في السعودية يصل إلى 2.4 في المئة من السكان في سن 40
عاماً فما فوق، وإجمالي تفشي المرض في 11 دولة هو 3.6 في المئة مما يعادل نسبة تعداد السكان المصابين بالربو أو الفشل المزمن في عضلة القلب، وأعلى بـ10 مرات من نسبة المصابين بالصرع من الفئة العمرية نفسها. 
وأظهرت نتائج دراسة «تنفس-Breath» الاستدلالية المرتكزة على السكان عن مرض السدة الرئوية المزمنة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إصابة 13 مليون نسمة بهذا المرض الناجم عن تدخين السجائر، وفاقت نسبة الأفراد المعرضين للإصابة 30 في المئة.
ويبدو هذا الرقم تحفظياً لأن أخطار الإصابة الأخرى مثل تدخين الشيشة أو التعرض لحرق الوقود الحيوي، لم تؤخذ في الاعتبار في حساب الأعداد، فيما تبلغ نسبة الأفراد القريبين من الإصابة 30 في المئة وهم يمثلون حالات في قائمة الانتظار للمرض.
جاء ذلك خلال المؤتمر الأول للتوعية بمرض السدّة الرئوية المعروف بـ «المرض المنسي»، والذي عُقد في جدة. «لها» واكبت هذا المؤتمر، وتحدثت مع الاختصاصيين.
ما هو مرض السدّة الرئوية المزمنة؟
مرض السدة الرئوية هو مرض يحدث نتيجة حدوث ضيق فى الشعب الهوائية وانسداد مجرى الهواء نتيجة التدخين أو التعرض لّلأتربة والغازات والكيماويات، ويؤثر على كفاءة الرئة ودخول وخروج الهواء منها.
ويستخدم مصطلح مرض «السدة الرئوية المزمن COPD» لوصف اي شخص يعانى من الالتهاب الشعبى المزمن والاسترواح الرئوى (امفيزيما) أو كلاهما معا، وهو مرض يصف مجموعة من أمراض الرئة التي تحدث نتيجة انسداد مجرى الهواء، وأحد أكثر أمراض الجهاز التنفسي المزمنة إنتشارا، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية.
ومن اعراض هذا المرض: السعال، و افراز البلغم، وضيق التنفس، أو الاحساس بالارهاق العام، وهى أعراض شائعة لمرض السدة الرئوية المزمنة، ويمثل الالتهاب الشعبي المزمن نحو 85 في المئة من حالات مرض السدة الرئوية المزمنة على مستوى العالم.
ومع الوقت قد يعاني المريض صعوبة أو ضيقاً في التنفس، حتى دون بذل مجهود، كما أن المصابين بالسدة الرئوية عرضة للإصابة بعدوى صدرية أكثر من غيرهم، مما قد يجعل الأعراض تتفاقم على المدى القصير.
ويتسبب هذا المرض بحدوث اضطرابات فى التنفس أثناء النوم وإصدار صوت صفير، كما أن معظم مرضى السدة الرئوية المزمن لديهم بعض عناصر الالتهاب الشعبي المزمن الذي يتصف بالسعال المستمر لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر في السنة، و لمدة سنتين متتاليتين على الأقل.
ومع استمرار المرض تأخذ الأوعية الدموية الرئوية في التضيّق، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوي ومضاعفات تتمثل في فشل وظائف الرئتين، وعدم كفاءتها وهبوط في وظائف القلب.
الوقاية خير من قنطار علاج... 
للوقاية من مرض السدة الرئوية المزمن والتحكم فيه، فإنه من الضروري القضاء على مصادر التهيج والعدوى فى الأنف والجيوب الأنفية، والحلق، والفم، والقنوات الشعبية، وهذا يعني أن على الفرد أن يتجنب الهواء الملوث والعمل في الأماكن التى تحوي نسبة غبار عالية، والتوقف عن التدخين.
د. ولي: النسبة قابلة للإزدياد إذا ما تدارك المجتمع هذا الأمر
من جانبه، ذكر استشاري طب الصدر والنوم في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور عمر سراج ولي ان أعراض هذا المرض تبدأ بعد سن الأربعين، «إلا أن هناك حالات شاذة لكنها لا تُذكر.
تبدأ الأعراض من ضيق النفس وهو ما يقود المريض لزيارة الطبيب، أما السعال فالمدخنون يرونه أمراً بسيطاً، وهي على عكس ذلك.
فضيق النفس هو ما يميز أعراض الإصابة بهذا المرض بازدياده سنة عن الأخرى، وهو بالتأكيد يختلف عن الربو».
وأشار إلى أن المصابين بمرض السدة الرئوية معرضون بشكل أكبر للإصابة بالسرطان، وليس له علاقة بالتشخيص «وبمجرد الإصابة بهذا المرض يتعرض المريض للسرطان أكثر من غيره، ويتعرض للإصابة بالأمراض الرئوية أكثر من غيره».
وفي ما يتعلق بدراسة «تنفّس» أشار ولي إلى أنها دراسة مُعدة لرصد مرض الانسداد الرئوي المزمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وقد شملت 11 دولة في منطقة الشرق الأوسط فيها ما يزيد عن 60 ألف حالة، ومنطقة الشرق الأوسط تشمل السعودية والإمارات، والأردن، ولبنان، وسورية، ودول المغرب العربي، وتركيا وباكستان.
د. إدريس: مرض السدة الرئوية يزيد عبء الدولة اقتصادياً وصحياً
من جهته، بيّن استشاري أمراض الصدر في مستشفى القوات المسلحة بالرياض الدكتور مجدي إدريس أن السدة الرئوية هي اختصار لعبارة مرض السدة الرئوية المزمنة «ويطلق على عدد من الحالات منها الالتهاب المزمن بالشعب الهوائية وانتفاخ الرئة، كما تسبب السدة الرئوية ضيقاً في ممرات الهواء بالرئة الأمر الذي يزيد صعوبة تحرك الهواء من الرئة وإليها».
ولفت إلى أن الدراسة أثبتت أن التدخين ما زال يُشكل أزمة صحية كبيرة، «فيكفي أن نعلم أن ثلث سكان العالم مدخنون لكل انواع الدخان. وهناك عدد من النتائج المهمة المنبثقة من هذه الدراسة وهي نتائج ثانوية سيكون لها الأثر العظيم في مواجهة المرض في الشرق الأوسط وشمال افريقيا».
وأوضحت الدراسة، بحسب قوله، أن نسبة الحالات التي تعالَج كما يجب تقل عن 10 في المئة. أضف إلى ذلك العبء الصحي والاقتصادي الكبير الذي يُشكله مرضى السدة الرئوية على ميزانية الدولة، ووزارة الصحة بشكل خاص.
د. كريّم: نقص الوعي بين الأطباء حيال هذا المرض يؤدي إلى تفاقم الإصابة
وقال الدكتور أيمن كريّم إن الدراسة أثبتت أن العديد من المرضى على دراية ضعيفة بهذا المرض، ولعل هذا يصب في أهمية المحور الأول ألا وهو توعية الأطباء. وأشار إلى أن «ما نعاني منه على مستويات المجتمعات العربية والسعودية هو نقص الوعي بهذا المرض خاصة بين الأطباء غير الاختصاصيين. وهناك الكثير من المرضى يحالون على الأطباء المتخصصين عادة في مرحلة متقدمة، أي بعد تدهور الحالة».
وشدّد على ضرورة وضع الأنظمة والقوانين التي تحفظ الجمهور والافراد من التدخين السلبي، قائلاً: «على سبيل المثال يجب أن نعمل جاهدين مع الحكومة على منع التدخين في اماكن العمل، والأماكن المغلقة، والاسواق، والمطاعم، وما الى ذلك.
لكننا ما زلنا نعاني من عدم التطبيق الفعلي على ارض الواقع، وهناك من يمنع وهناك من لا يلتزم. واعتقد أن زيادة الحرص على تطبيق نظام منع التدخين في الاماكن العامة هي مسؤولية رسمية يجب ان تنفذ، لأنه سيصل بنا الى النتائج التي نصبو إليها». 


أخبار مرتبطة