تاريخ النشر 18 يوليو 2016     بواسطة الدكتورة عفاف ابراهيم الصغير     المشاهدات 201

تم تثبيت الخبر بنجاح

من الممكن أن يشعر الأهل عند تشخيص إصابة طفلهم بالسكري بالارتباك والغضب والقلق حيال المستقبل. ويُمكن أن تساعدكم الارشادات الاتية في التعامل مع التحديات القادمة. يصاب اغلبية الاطفال بالنمط الاول من السكري، حيث لا يستطيع الجسم انتاج الانسولين. اي ان الطفل بحاجة لحقن انسولين منتظمة. من الطبيعي تم
اما ان يشعر الاهل بمشاعر ضيق عند تشخيص اصابة طفلهم بالسكري، لكن هذه الحالة لا تصادر حرية طفلهم، ولا تنهي الحياة العائلية المعتادة. بل تعني انه يجب تدبير حالة الطفل بعناية كجزء من الحياة اليومية.
ماذا يجب ان يتوقع الاهل؟ يوضح هذا الامر بيتر هندمارك – الاستاذ في مستشفى الكلية الجامعي في لندن.  
الايام الاولى
الاطفال المصابون بمرض السكري من النمط الثاني
رغم انه اقل شيوعا من النمط الاول، ولكن هناك اطفالا يصابون بالداء السكري من النمط الثاني وهم عادة المراهقون الاكبر سنا البدينين. تشير تقديرات جمعية Diabetes UK الى ان هناك حوالي 500 طفل ويافع مصابون بمرض السكري من النمط الثاني في المملكة المتحدة.
يشمل العلاج عادة اجراء تغييرات في اسلوب الحياة مثل انقاص الوزن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول نظام غذائي صحي. عندما تتطور الحالة، تصبح المعالجة الدوائية مطلوبة لضبط مستويات السكر في الدم.
حالما يتم تشخيص المرض، يجب عرض الطفل على فريق متخصص برعاية مرضى السكري.
سوف يتلقى الطفل الرعاية من قبل هذا الفريق اما ضمن المستشفى كمريض داخلي او في المنزل، تبعا لرغبة الاهل وحاجات الطفل.
في حال تم قبول الطفل في المستشفى، سيتم تقديم التسهيلات اللازمة لبقاء الاهل معه في المستشفى.
يقول الاستاذ هندمارش : " تشكل الايام الاولى مع فريق العناية نقطة البداية في التثقيف حول مرض السكري."
"حيث يتعلم الاهل كل ما يتعلق بالحالة من اختبار سكر الدم، واعطاء الانسولين للطفل، الى الطعام والتمارين الرياضية."
يجب ان يتضمن فريق الرعاية:
طبيب اطفال استشاري متخصص بمرض السكري.
ممرض متخصص بالعناية بالطفل السكري.
اختصاصي تغذية ملم باحتياجات الاطفال.
طبيب نفسي متخصص بالاطفال.
يقول الاستاذ هندمارش : " ان هدفنا هو ايصال الوالدين الى المستوى المطلوب لاصطحاب طفلهم بامان الى المنزل، ويستغرق ذلك حوالي خمسة ايام نموذجيا، لكن قد تختلف هذه المدة، حسب سرعة تعلم الاهل" .
يخضع الاهل لجلسات عملية مفصلة، حول اوقات وكيفية اختبار مستوى سكر الدم عند الطفل بطريقة وخز الاصبع، وحول كيفية اعطاء حقن الانسولين.
يقيم اختصاصي التغذية النظام الغذائي للطفل، ويناقش مع الاهل كيف يمكن تعديل النظام الغذائي للعائلة وفقا للحالة.
اذا كان ذلك مناسبا، سيتحدث فريق العناية مع الاهل ايضا حول كيفية تدبير حالة السكري لدى الطفل في المدرسة او الحضانة. ويجب ان يتصل فريق الرعاية مع المدرسة او الحضانة، وعادة ما يزور عضو من الفريق المدرسة لمناقشة نوع الرعاية المطلوبة.
يقول الاستاذ هندمارش : " من المهم معرفة التاثير النفسي لتشخيص مرض السكري على الطفل، حيث يمر في البداية بفترة من الصدمة، ثم الغضب، ثم رفض الفكرة، ثم يتلو ذلك التقبل التدريجي. يجب ان يتحدث الوالدين عن مشاعرهم ومشاعر طفلهم مع طبيب نفسي."
في الاشهر الاولى
بعد عدة ايام، يصبح الاهل واثقين كفاية لاتخاذ الخطوات الاولى في تدبير حالة السكري لدى طفلهم. اي اصطحابه الى المنزل بعد انهاء معالجته الاولى في المستشفى .
يجب البقاء على تواصل دائم مع فريق العناية بمرضى السكري. يقول الاستاذ هند مارك: " في هذه المرحلة، يجب ان يراجع الوالدين والطفل الفريق في المستشفى كل اسبوعين تقريبا. حيث سيناقش فريق الرعاية  كيف يبلي الاهل والطفل ويجيبون عن اي اسئلة يطرحونها" .
قد يجد الاهل والطفل في البداية صعوبة في التاقلم مع الحياة بمرض السكري، فعلى سبيل المثال:
قد يضطر الاهل الى تغيير النظام الغذائي للعائلة
قد يكون الطفل قلقا من اختلافه عن اصدقائه
يجب ان يعتاد الطفل واهله على روتين جديد من اختبارات سكر الدم وحقن الانسولين.
لكن تصبح الامور السابقة سهلة مع مرور الوقت. يجب عدم التردد في الاتصال بفريق الرعاية لطرح اي تساؤلات او مخاوف.
بعد استقرار الحالة  
يشعر الاهل في نهاية المطاف بالثقة في انهم يستطيعون تدبير حالة السكري لدى طفلهم بدون الحاجة للدعم المنتظم من قبل فريق الرعاية. ففي هذا الوقت يكتسب الاهل المعرفة الكافية عن تاثيرات الطعام والتمارين الرياضية على مستوى سكر الدم، وبالتالي كيفية تدبير الحالة بالانسولين. كما سيفهمون ايضا نقص سكر الدم، عندما ينخفض سكر الدم لمستويات منخفضة جدا وتظهر لدى الطفل اعراض مثل الرجفان، والتعرق، والتعب، والصداع، وتغيرات سلوكية. يجب ان يتعلم الاهل كيفية الوقاية من نقص سكر الدم والحالات الاخرى ومعالجتها.    
يقول الاستاذ هندمارش :  " حالما يصبح الاهل والطفل مؤهلين تماما، نكتفي بالزيارة مرة كل ثلاثة اشهر". يجب ان تتضمن الزيارات فحصا طبيا شاملا مرة في العام على الاقل اعتبارا من عمر الـ 12 سنة. حيث سيتم في الفحص التحقق من علامات الضرر في العينين، والقدمين، وجهاز الدوران، والكليتين.
عندما يصبح الطفل اكبر سنا من المهم ان يعمل الاهل مع فريق الرعاية لتعليمه كيف يدبر الحالة بنفسه. يقول الاستاذ هندمارش : " عندما يصبح الطفل يافعا، يجب تعويده على  القيام بالاعمال بنفسه مثل احضار علبة الحقن، او قرص الجلد عندما يقوم الاهل بعملية الحقن. تنمو المشاركة بدءا من هذه الامور ".
يجب ان يدع فريق العناية الطفل يعبر عن مشاعره ومخاوفه خلال الزيارات، بحيث يعتاد تدريجيا على ان يصبح بالغا مصابا بالداء السكري.
المزيد في قسم مرض السكري
الداء السكري عند المراهقين
من غير المستغرب عند ذهاب المراهقين الى المدرسة او الكلية ان يتخلوا عن اتباع نظامهم العلاجي الموصى به مثل نسيان اخذ حقن الانسولين وتناول الطعام غير المناسب.
ردة فعل الاهل الطبيعية على ذلك هي محاولة مراقبة طفلهم كل دقيقة من اليوم، لكن هذا الامر يقمع نمو شعور الاستقلال لدى الطفل. يوصي بعض الخبراء بمحاولة تعزيز روح المسؤولية والاعتماد على النفس عند المراهق، ومناقشة حالتهم بطريقة منفتحة كبالغ لا كطفل.
من المهم ان يفهم المراهق ان كل من التدخين وتناول المشروبات الكحولية يزيد اعراض السكري سوءا. وقد يجد المراهق التحدث مع اقران بنفس العمر يشتركون معه بالاصابة بمرض السكري امرا مفيدا.  
الحمل عند المراهقة المصابة السكري
قد تعاني النساء المصابات بالسكري من النمط الاول من مضاعفات اثناء الحمل، اي انه يجب التخطيط للحمل بحذر. لهذا السبب من المهم جدا للفتاة المراهقة في سن النشاط التناسلي والتي لا تريد الحمل، ان تكون ملمة تماما بطرق منع الحمل الفعالة.


أخبار مرتبطة