تاريخ النشر 29 اغسطس 2016     بواسطة الدكتور علي حسن العسيري     المشاهدات 201

اعتلالُ الأعصاب

يحدثُ اعتلالُ الأعصاب، والذي يُدعى باعتلال الأعصاب المُحيطيّة أيضاً، بسبب تَلف العصب، وقد يؤدّي إلى الضّعف والنّمل والألم الذي يصيب اليدين والقدمين عادةً؛ كما قد يصيبُ أجزاء أخرى من الجسم. عندما تتلَفُ الأعصاب لا تستطيعُ إرسالَ واستقبال الرسائل بشكلٍ طبيعي، ممَّا قد يسبّبُ مشاكل في الحركة والإح
ساس، وقد يحدثُ تَلفُ الأعصاب في أي مكان من الجسم، ويمكنُ أن تتأثرَ الأعضاءُ بمشاكلِ الأعصاب أيضاً. تتنوّعُ أعراضُ اعتلال الأعصاب، وتعتمدُ على نوع الأعصابِ المُصابة. غالباً ما تكونُ الأعراضُ بسيطةً في البداية، ويحدثُ معظمُ تلفِ الأعصاب خلالَ عدّةِ أعوام، وقد تتضمّنُ العلاماتُ والأعراض:
إحساساً تدريجياً بالنَّمَل والخدر في القدمين أو اليدين، وقد ينتشرُ ذلك إلى الرِّجلين والذّراعين.
ألماً حارقاً.
ألما حاداً أو طاعناً يشبه الصّدمة الكهربائية.
اعتلالُ الأعصاب عرضٌ يرافق العديد من الأسباب الكامنة، وقد يكون تشخيصُه صعباً، ويحتاجُ مقدِّمُ الرِّعايةِ الصحيّة إلى تحديدِ مكان تَلف العصب وسببِه. تهدفُ مُعالجةُ اعتلال الأعصاب إلى تدبير الحالة المسبّبة له وتخفيفِ الأعراض. وتتحسّنُ أعراض اعتلال الأعصاب في العديد من الحالات مع مرور الوقت، خاصّة إذا كانت ناتجة عن حالة يمكنُ علاجُها.
مُقدّمة
يحدثُ اعتلاُل الأعصاب، والذي يُدعى باعتلال الأعصاب المُحيطيّة أيضاً، بسبب تَلف العصب، وقد يؤدِّي إلى الضّعف والخدر والألم الذي يصيب اليدين والقدمين عادةً، كما قد يصيبُ أجزاء أخرى من الجسم. تتحسّنُ أعراضُ اعتلال الأعصاب في العديد من الحالات مع مرور الوقت، خاصّة إذا كانت ناتجة عن حالة يمكنُ علاجُها، ويمكنُ استخدامُ الأدوية لتخفيف الأعراض المؤلمة لاعتلال الأعصاب. تشرحُ هذه المعلوماتُ الصحية اعتلال الأعصاب، وتتناولُ أعراض وأسباب هذه الحالة، وتشخيصَها وخيارات علاجِها.
تشريح الأعصاب المحيطية
يشكِّلُ الدِّماغُ والنُّخاع الشَّوكي الجهازَ العصبي المَركزي، ويتألَّفُ الجهاز العصبي المحيطي من الأعصاب في بقية الجسم. الدّماغُ هو مركزُ التحكم في الجسم، ويقومُ بالتَّفكير والشُّعور، بالإضافةِ إلى استقبالِ المعلومات وإرسالِ الأوامر إلى الأجزاء المُختلفة في الجسم. تنتقلُ معظمُ هذه الأوامر من الدِّماغ عن طريقِ النُّخاع الشَّوكي، وتنتقلُ الأوامرُ بدورها من النُّخاعِ الشَّوكي إلى بقية الجسم عبرَ الأعصابِ المُحيطيّة. تستقبلُ الأعصابُ السَّليمةُ الرَّسائلَ حولَ الحركةِ وترسلُها، كما ترسلُ وتستقبلُ الرَّسائلَ حولَ الإحساس أو الشُّعور؛ فإذا احترقت يدُ الشّخص في أثناء الطبخ مثلاً، ترسلُ الأعصابُ في الجلد إشارات ألم إلى الدّماغ. عندَما تتلفُ الأعصاب، لا تستطيعُ إرسالَ الرَّسائلِ واستقبالها بشكلٍ طبيعي، ممَّا قد يسبِّبُ مشاكلَ في الحركة والإحساس. قد يحدثُ تَلَفُ العصبِ في أيِّ مكانٍ في الجسم، وقد تتأثَّرُ الأعضاءُ أيضاً بمشاكلِ الأعصاب. قد تؤدي الإضطراباتُ التي تصيب الأعصاب المحيطية إلى تشويش وتحريف الرَّسائلَ بينَ الدِّماغ وبقيَّة الجسم. يوجدُ أكثرُ من مئة نوعٍ من اضطراباتِ الأعصابِ المُحيطيّة، وقد تصيبُ عصباً واحداً أو عدَّةَ أعصاب.
الأعراض
قد يصيبُ اعتلالُ الأعصاب أياً من الأعصاب التّالية:
الأعصاب المستقلة وهي التي تتحكّمُ بضغط الدّم وسرعة القلب ووظائف الهضم والمثانة.
الأعصاب المحرّكة التي تتحكّمُ بحركة العضلات.
الأعصاب الحسّية التي تستقبلُ الإحساسات مثلَ الحرارة أو الألم أو اللّمس.
غالباً ما تكونُ أعراضُ اعتلال الأعصاب خفيفةً في البداية، وتحدثُ معظمُ حالات تلف الأعصاب تدريجيّاً خلالَ عدّة أعوام، وقد تبقى الحالاتِ الخفيفة غيرَ ظاهرة لوقتٍ طويل. تتنوّعُ أعراضُ اعتلال الأعصاب، وتعتمدُ على نوع الأعصاب المُصابة، وقد تشتمل العلامات والأعراض على مايلي:
إحساس تدريجي بالنَّمَل والخدر في القدمين أو اليدين، وقد ينتشرُ إلى الرِّجلين والذّراعين.
ألم حارق.
ألم حاد أو طاعن يشبه الصّدمة الكهربائية.
ومن الأعراض الأخرى لاعتلال الأعصاب:
الافتقار إلى التناسق.
ضَعف العضلات أو الشّلل.
الحساسية للمس.
جفاف الجلد أو تساقط الشّعر أو تغيّرات الأظافر.
ومن الأعراض الأخرى لاعتلال الأعصاب:
مشاكل الأمعاء أو المَثانة أو الهضم.
تغيُّرات في ضغط الدّم تسبّب الدّوار أو خفّة الرّأس.
الحساسية للرارة.
يصف المرضى ألمَ اعتلال الأعصاب عادةً كشعور بالنَّخز أو الحرقة، وقد يعطي فقد الإحساس شعوراً يشبه إرتداء جوارب أو قفازات رقيقة.
الأسباب
ليس من السهل دوماً تشخيصُ سبب اعتلال الأعصاب، فقد يحدثُ بسبب عوامل مختلفة. ومن العوامل التي تؤدِّي إلى اعتلال الأعصاب:
الدّاء السّكري.
معاقرة الكحول.
أمراض المناعة الذّاتيّة.
التعرّض للسّموم.
تدخين منتجات التّبغ.
ومن العوامل الأخرى التي تؤدّي إلى اعتلال الأعصاب:
الأدوية.
العدوى.
الاضطرابات الموروثة.
الإصابات الرضّية أو الضّغط على الأعصاب.
الأورام.
عندما تتلف عدةُ أعصاب، فغالباً ما يكونُ هذا ناتجاً عن الدّاء السكّري، حيث يُصاب نصف مرضى السكّري على الأقل بنوع من اعتلال الأعصاب. تحدثُ متلازماتُ الأباعد الورميّة عندما تفرزُ الخلايا السرطانيّة مواداً تعطّلُ الوظيفةَ الطّبيعيّة للخلايا والنّسج المحيطة، كما قد تسبّبُ الخلايا السّرطانيّة اعتلال الأعصاب. فيتامينات B ضروريةٌ للحفاظ على صحّة الأعصاب، وكذلك فيتامين E والنياسين. ويمكنُ أن يؤدّي نقصُ الفيتامينات في النّظام الغذائي إلى الإصابة باعتلال الأعصاب. يوجدُ أمراضٌ معيّنة تسبّبُ الإصابةَ باعتلال الأعصاب، ومنها:
الدّاء النّشواني.
اضطرابات النسيج الضّام.
أمراض الكلية.
أمراض الكبد.
قصور الغدّة الدّرقية.
قد تؤدّي الحركاتُ المتكرّرة والوضعيات المتشنّجة إلى اعتلال الأعصاب أيضاً. تتضمّنُ مضاعفاتُ اعتلال الأعصاب:
نقص الشعور والإحساس.
العدوى.
قد لا يشعرُ المُصابُ باعتلال الأعصاب بتغيّرات الحرارة والألم بسبب الخَدَر في أجزاء من جسمه، ممَّا يزيدُ خطرَ تعرّضه للحروق أو رضوض الجلد.
التّشخيص
اعتلالُ الأعصاب عرضٌ يرافق العديد من الأسباب الكامنة، وقد يكون تشخيصُه صعباً، ويحتاجُ مقدِّمُ الرِّعايةِ الصحيّة إلى تحديدِ مكان تَلف العصب وسببِه. يجري مقدِّمُ الرِّعاية الصحية فحصاً جسدياً، ويسألُ المريضَ عن تاريخه الطبي الشخصي والعائلي. كما يجري مقدِّمُ الرِّعاية الصحية فحصاً عصبيّاً لتشخيصِ اعتلال الأعصاب، وقد يتحرّى ما يلي:
قدرة المريض على الشعور بإحساسات معيّنة.
قوّة العضلات.
الوضعية والتناسق.
المنعكسات الوتريّة.
كما يمكنُ إجراء فحوصاتٍ أخرى، ومنها:
الفحوصات الدّمويّة.
فحوص التّصوير.
البزل القطني.
خزعة الجلد.
ومن الفحوص الأخرى لتشخيص اعتلال الأعصاب:
اختبارات وظيفة العصب.
خزعة العصب.
العِلاج
تهدفُ مُعالجةُ اعتلال الأعصاب إلى تدبير الحالة المسبّبة له وتخفيفِ الأعراض. قد تتحسّنُ الأعراضُ الخفيفة بمسكّنات الألم التّي تُباع من دون وصفة، بينما قد يوصي مُقدِّمُ الرِّعايةِ الصحيّة بمسكّناتِ الألم الموصوفة لتدبيرِ الأعراض الشّديدة. قد تفيدُ الأدويةُ أيضاً في تخفيفِ ألمِ اعتلالِ الأعصاب. قد يوصي مُقدِّمُ الرِّعايةِ الصحيّة بإجراء تحريض الأعصاب الكهربائي عبرَ الجلد، ويُرمَز له TENS، حيثُ تُوضَعُ مساري كهربائية لاصقة على الجلد، ويُرسَلُ تيّار كهربائي خفيف عبرَها. يمنعُ هذا التيّارُ وصولَ ألمِ العصب إلى الدّماغ، ويُجرى تحريض الأعصاب الكهربائي عبرَ الجلد لمدة نصف ساعة يومياً لحوالي شهر. قد يستفيدُ المصابون بحالات التهابيّة معيّنة من إجراءات تبديلِ البلازما والغلوبولين المناعي الوريدي، حيثُ تكبحُ هذه المعالجات الجهازَ المناعي. يُنصحُ المريضَ الذي يعاني من ضعف العضلات باستخدام سن ادات اليد أو القدم لتساعد على دعم الحركة، كما قد يحتاجُ المريضَ للعلاج الفيزيائي. في حال كان اعتلال الأعصاب ناتجاً عن الضّغط على الأعصاب، فقد يحتاجُ المريض للجراحة لتخفيف الضّغط. من المهم أن يفحصَ مرضى اعتلال الأعصاب أقدامهم والمناطق الأخرى التي ينقصُ فيها الشّعور والإحساس الطّبيعي، كما لابدَّ من علاج الإصابات الصّغيرة قبلَ إصابتها بالعدوى، وهذا أمر مهم لمرضى السّكّري بشكلٍ خاص، حيثُ أنَّهم يشفون بشكلٍ أبطأ. يفيدُ التمرينُ المنتظم، كالمشي ثلاثة مرات في الأسبوع، في تخفيفِ ألم اعتلال الأعصاب وتحسين قوّة العضلات والتحكّم بمستويات سكّر الدّم. كما تساعدُ اليوغا والتاي شي على الوقاية من ألم اعتلال الأعصاب. يمكنُ أن يؤثّرَ تدخين السّجائر في الدّوران الدموي، مما يزيدُ خطرَ حدوثِ مُضاعفاتِ اعتلال الأعصاب. ويُفضَّلُ أن يتناقشَ المرضى المدخّنون مع مقدّمَ الرِّعايةِ الصحيّة حول الإقلاع عن التّدخين. يجب تناولُ الوجبات الصحيّة، ويستفيدُ الأشخاص مرتفعو الخطورة للإصابة باعتلال الأعصاب والمصابون بحالات طبّية مُزمنة من تناول الطّعام الصحي للحصول على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجون إليها. كما يُنصَحُ باختيارِ اللحوم ومشتقّات الحليب منخفضة الدّسم، وبالإكثار من الفواكه والخضار والحبوب الكاملة في النّظام الغذائي. لابدَّ من الامتناع عن معاقرة الكحول، لأنها تزيدُ حالة اعتلالَ الأعصاب سوءاً. من المهم أن يراقبَ مرضى الدّاء السّكّري مستويات الغلوكوز في الدّم، حيثُ يساعد الحفاظ على مستويات طبيعية من غلوكوز الدّم في تحسين اعتلال الأعصاب. يُنصَحُ المرضى بتدليك اليدين والقدمين، أو إيجاد من يدلكهما، حيثُ يفيد التدليك في تحسين الدّوران وتنبيه الأعصاب وتخفيف الألم مؤقّتاً. يجبُ الابتعادُ عن وضع الساقين على بعضهما البعض، وعن الاتّكاء على المرفقين لفترات طويلة من الوقت، فقد يؤدّي ذلك إلى حدوثِ تلف جديد في العصب.
الخُلاصة
يحدثُ اعتلالُ الأعصاب، والذّي يُدعى باعتلال الأعصاب المُحيطيّة أيضاً، بسبب تَلف العصب، وقد يؤدّي إلى الضّعف والخدر والألم الذي يصيب اليدين والقدمين عادةً، كما قد يصيبُ أجزاء أخرى من الجسم. عندما تتلَفُ الأعصاب لا تستطيعُ إرسالَ واستقبال الرسائل بشكلٍ طبيعي، مما قد يسبّبُ مشاكل في الحركة والإحساس، وقد يحدثُ تَلفُ الأعصاب في أي مكان من الجسم، ويمكنُ أن تتأثرَ الأعضاءُ أيضاً بمشاكلِ الأعصاب. تتنوّعُ أعراضُ اعتلال الأعصاب، وتعتمدُ على نوع الأعصابِ المُصابة.قد تتضمّنُ العلاماتُ والأعراض:
إحساساً تدريجياً بالنَّمَل والخدر في القدمين أو اليدين، قد ينتشرُ إلى الرِّجلين والذّراعين.
ألماً حارقاً.
ألماً حاداً أو طاعناً يشبه الصّدمة الكهربائية.
ومن الأعراض الأخرى لاعتلال الأعصاب:
الإفتقار إلى التناسق.
ضَعف العضلات أو الشّلل.
الحساسية للمس.
جفاف الجلد أو تساقط الشّعر أو تغيّرات الأظافر.
اعتلالُ الأعصاب عرضٌ يرافق العديد من الأسباب الكامنة، وقد يكون تشخيصُه صعباً، ويحتاجُ مقدِّمُ الرِّعايةِ الصحيّة إلى تحديدِ مكان تَلف العصب وسببِه. تهدفُ مُعالجةُ اعتلال الأعصاب إلى تدبير الحالة المسبّبة له وتخفيفِ الأعراض. وقد تتحسّنُ الأعراضُ الخفيفة بمسكّنات الألم التّي تُباع بدون وصفة، بينما قد يوصي مُقدِّمُ الرِّعايةِ الصحيّة بمسكّناتِ الألم الموصوفة لتدبيرِ الأعراض الشّديدة. يتحسّنُ اعتلالُ الأعصاب في العديد من الحالات مع مرور الوقت، خاصّة إذا كان ناتجاً عن حالة يمكنُ علاجُها.


أخبار مرتبطة