تاريخ النشر 25 سبتمبر 2016     بواسطة الدكتورة ايمان عبدالرحمن ششه     المشاهدات 204

استشاري غدد صماء لـ «اليوم»: لدينا 1.8 مليون مصاب

بـ «المرض الحلو» كشفت استشاري الغدد الصماء ومديرة مركز السكري بمستشفى الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرياض الدكتورة إيمان بنت عبدالرحمن ششه أن المملكة تعد من بين الدول العشر الأولى في العالم التي تعاني انتشار مرض السكري. وقالت في حوار مع «اليوم»: إنه وفقاً لنتائج المسح الوطني للمعلومات الصحية في
المملكة العربية السعودية فإن معدل انتشار داء السكري بلغ 13.4 % منها 14.8 % عند الذكور، بينما بلغ 11.7 % عند الإناث.
وأوضحت أن عدد المصابين بداء السكري في المملكة يقدر بحسب الدراسة 1.1 مليون من الذكور، منهم 546 ألفًا يتناولون علاجا لداء السكري، كما أن 275 ألفًا من الذكور المصابين بداء السكري لا يسيطرون على مرضهم، وأضافت إن 775 ألفا من الإناث مصابات بداء السكري منهن 356 ألفًا يتناولن العلاج، في حين أن هناك 196 ألف مصابة بداء السكري غير المسيطر عليه.
ونبهت د. ششة الى ارتفاع تكاليف علاج مريض السكري الواحد إذا لم تكن هناك مضاعفات، أما في حالة حدوث مضاعفات مرضية فإن هذه التكلفة تخضع للزيادة بما يتناسب مع المضاعفات.
ولفتت الدكتورة ششة الى أن وزارة الصحة تنبهت الى ذلك، وقامت بإطلاق البرنامج الوطني السعودي للتوعية ضد مرض السكري السكري «صحصحله» والذي يتضمن توزيع أجهزة فحص السكر للمواطنين المسجلين في بيانات المراكز الصحية كمرضى سكري في البلاد، كما أن الوزارة وضعت آلية التوزيع التي تعمل منذ اطلاق البرنامج قبل نحو عامين على المستوى الوطني وضمان حصول كل مريض على جهاز فحص مستوى السكر في الدم، مع استمرار توزيع أشرطة هذه الأجهزة، ومتابعة المرضى بعد توزيع الاجهزة بشكل دوري. اليوم أجرت حوارا مع د. إيمان بنت عبدالرحمن ششه لتجاوب على العديد من الأسئلة التي تهم القراء.. وإلى نص الحوار:
 ما مبررات إطلاق وزارة الصحة للبرنامج الوطني لداء السكري «صحصحله»؟
لا يخفى على الجميع أن مرض السكري بنوعيه (الأول والثاني) هو مرض مزمن يصيب الإنسان في مختلف المراحل العمرية سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً لأسباب متعددة، إما نتيجة لفشل البنكرياس في إنتاج هرمون الأنسولين بكميات كافية، أو فقدان الجسم للقدرة على استخدام الأنسولين الذي ينتجه، ويمثل السكري النوع الثاني 90 % من حالات مرضى السكري داخل المملكة، وتعد العادات الغذائية غير الصحية، ونقص التمارين الرياضية، وانتشار السمنة في الغالب من أسباب حدوث وتفاقم هذا المرض.. ويُطلق أحياناً على مرض السكري «القاتل الصامت، ذلك لأن هذا المرض لا تتطور أعراضه بشكل دراماتيكي في جميع الأحيان، وربما تظل غير ملحوظة لفترة طويلة من الزمن، كما أن ارتفاع السكر الحاد في الدم هو النتيجة الشائعة لعدم التحكم في مرض السكر داخل الجسم، حيث يؤدي هذا الارتفاع مع مرور الوقت إلى حدوث تلف خطير للعديد من أعضاء الجسم خاصة الأعصاب والأوعية الدموية.
 ما مخاطر هذا الداء المزمن؟
قد يتسبب مرض السكري في حدوث تلف شديد للقلب والأوعية الدموية والكلى والأعصاب كما أنه قد يؤدي إلى مخاطر الإصابة بمرض القلب والسكتة الدماغية، فضلاً عن أنه يساهم في تلف شبكية العين. ويعد السكري أحد الأسباب الرئيسية في الإصابة بالعمى، والذي يحدث نتيجة للتلف المتراكم والطويل الأمد الذي يصيب الأوعية الدموية الصغيرة داخل شبكية العين.
وهناك حالة أخرى تعرف بـ«قدم السكري»، وتشمل ضعف الاحساس، والقرح التي لا تلتئم، ولين العظام، والغرغرينا، والمضاعفات الأخرى التي تنتج عن تلف الأعصاب، وقلة تدفق الدم داخل القدم نتيجة لمرض السكري.
 ما الجانب الأهم الذي يهدف البرنامج إلى تحقيقه؟
يأتي هذا البرنامج في إطار حملات التوعية الصحية التي تطلقها الوزارة على نطاق الوطن إنفاذاً للتوجيهات السديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ـ يحفظهم الله ـ ومن خلال استراتيجية الوزارة لتحسين وتطوير خدمات الرعاية الصحية بكافة مستوياتها عبر منظومة متكاملة من المرافق والمنشآت التي أصبحت معلما يشار اليه بالبنان على كافة المستويات محلياً وإقليمياً وعالمياً وبشهادة ذوي الاختصاص في هذا المجال. ونأمل أن يحقق البرنامج أهدافه المتمثلة في توعية المواطنين والمقيمين في المملكة وخفض معدلات المرضى والوفيات بسبب مرض السكر، إضافة إلى مساعدة المواطنين عموماً ومرضى السكري خصوصاً في المحافظة على نسبة السكر في الدم لديهم.
 ما أبرز فعاليات برنامج «السكري صحصحله»؟
يتضمن البرنامج الوطني لمكافحة داء السكري «السكري صحصله» توزيع أجهزة فحص السكر للمواطنين المسجلين في بيانات المراكز الصحية كمرضى سكري في البلاد، كما أن الوزارة وضعت آلية التوزيع التي تعمل منذ اطلاق البرنامج قبل نحو عامين على المستوى الوطني وضمان حصول كل مريض على جهاز فحص مستوى السكر في الدم، مع استمرار توزيع أشرطة هذه الأجهزة، ومتابعة المرضى بعد توزيع الاجهزة بشكل دوري، حيث إن الوزارة تركز على توزيع هذه الأشرطة خلال فترة دورية للمرضى، مع ضمان حصولهم عليها في مراكز ووحدات السكري، وأيضاً مراكز الرعاية الصحية الاولية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. وتأتي هذه الخطوة تماشياً مع التوجيهات السامية الكريمة للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتوفير الرعاية الصحية للمحتاجين إليها، ولفتت إلى أن البرنامج تم تنفيذه بكافة مراكز ووحدات السكري ومراكز الرعاية الصحية الأولية التي تضطلع بتقديم العناية الطبية لمرضى السكري.
 هل يوجد إطار عام وشامل طويل المدى للبرنامج؟
يتماشى البرنامج مع الخطة التنفيذية الوطنية للتحكم في مرض السكر للعشر سنوات 2010-2020 التي تهدف إلى المساعدة في وقاية المجتمع السعودي من هذا المرض، وهي الخطة التي ترتكز على مشاركة الحكومة كاملة وكافة المؤسسات الخاصة في فعالياتها كما ترتكز الخطة على زيادة وتقوية الوعي الصحي بين أفراد المجتمع السعودي عن مرض السكري، والعوامل التي تزيد مخاطر الإصابة به، والعمل على تطوير برامج الكشف القديمة، وتقليل فرص الإصابة بهذا المرض ومضاعفاته. وتشتمل هذا الخطة التنفيذية الوطنية على سبعة أهداف:
الوقاية الأولية من مرض السكري «النوع الثاني»، وتقليل معدلات فرص الإصابة بالمرض من خلال محاربة عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بهذا المرض.
الوقاية الثانوية من مرض السكري «النوع الثاني» من خلال الكشف المبكر للمرض ومضاعفاته، ومنعه عن طريق التحكم الجيد في السكر بالدم.
تطوير جودة الخدمات الصحية عبر مستوياتها الثلاثة التي تقدم للمرضى الذين يعانون من الإصابة بمرض السكري ومضاعفاته من خلال أدلة علاجية موحدة وجديدة مبنية على براهين يتم التوصل اليها لتطبيقها من قبل الفريق الطبي أثناء رعايته المباشرة لمرضى السكري لضمان جودة عالية في إجراءات العمل. وعن طريق الامتثال لجودة هذه الخدمات، وإعداد دليل إرشادي موحد معتمد كمرجع لمعرفة الضوابط التي تحكم مستويات الرعاية الصحية الثلاثة.
تطوير طُرق رصد، ومتابعة، وتقييم المرضى من خلال برنامج تسجيل حالات مرض السكري، ومدى الامتثال لمستويات جودة العمل، وسجلات المتابعة السنوية، ومقابلات المرضى، وسجلات الرعاية الصحية الخاصة بالمرضى.
القيام بعمل، وتطوير أدوات البحث والدراسات المتعلقة بالمرض.
تمكين مرضى السكري وأسرهم من المساهمة في التحكم في مرض السكري ومضاعفاته، والمشاركة في الخدمات المقدمة، ورصد جودة هذه الخدمات.
المشاركة المجتمعية في التحكم في مرض السكر.
 ما الجهات المشتركة في تنفيذ البرنامج الوطني للتوعية ضد مرض السكري والفئات المستهدفة؟
بإشراف من وزارة الصحة بالاشتراك مع «أبوت» للعناية بالسكري يتم تنفيذ فعاليات البرنامج الوطني السعودي للتوعية ضد مرض السكري «السكري صحصله»، على جميع المستويات: «مسئولو ومهنيو الرعاية الصحية، مرضى السكري، الجمهور السعودي بشكل عام»، ويهدف البرنامج الى إشراك مسئولي الرعاية الصحية في تطبيقه وتمكين مرضى السكري من استخدام الأدوات العلاجية التي تتضمن أجهزة لقياس سكر الجلوكوز في الدم وبرامج التعليم للعناية الذاتية بالسكري، وبرامج التدريب عبر الإنترنت، خدمة العملاء، وزيادة الوعي العام لكافة شرائح المجتمع السعودي عن مرض السكري من خلال مشاركة مجتمعية نشطة
 هل هناك إحصائيات حول هذا المرض؟
تعد المملكة من بين الدول العشر الأولى في العالم التي تعاني من انتشار هذا المرض، وفقاً لنتائج المسح الوطني للمعلومات الصحية في المملكة العربية السعودية فإن معدل انتشار داء السكري بلغ (13.4%) منها 14.8% عند الذكور، بينما بلغ 11.7% عند الإناث، كما يرتفع المعدل مع التقدم بالعمر حيث بلغت نحو 7.8% في الفئة العمرية 25-34 سنة، ليصل إلى 50.4% في الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر. وأوضحت الدراسة أن نسبة انتشار ما قبل الإصابة بداء السكري عند الذكور بلغ 17% أي ما يعادل 1.29 مليون مصاب، وعند الإناث 15.5% أي ما يعادل 1.1 مليون مصابة، كما يقدر عدد المصابين بداء السكري في المملكة بحسب الدراسة 1.1 مليون من الذكور، منهم 546 ألفًا يتناولون علاج لداء السكري، كما أن 275 ألفًا من الذكور المصابين بداء السكري لا يسيطرون على مرضهم، وأضافت الدراسة إن 775 ألف من الإناث مصابات بداء السكري منهن 356 ألفًا يتناولن العلاج، في حين أن هناك 196 ألف مصابة بداء السكري غير المسيطر عليه..
إضافة الى ارتفاع تكاليف علاج مريض السكري الواحد إذا لم تكن هناك مضاعفات، أما في حالة حدوث مضاعفات مرضية فإن هذه التكلفة تخضع للزيادة بما يتناسب مع المضاعفات.
وتتحمل الدولة -رعاها الله- تكلفة علاج أحد أكثر مضاعفات مرض السكري شيوعا، وهي الفشل الكلوي، حيث تنفق الحكومة ما بين 98 و180 ألف ريال كل عام على عمليات غسيل الكلى للمريض الواحد فقط.
إضافةً إلى كل هذه التكاليف، هناك الأعباء غير المباشرة نتيجة مرض السكري كنقص انتاجية الفرد بسبب الإعاقة أو الوفاة، وكلها نفقات وأعباء هائلة ولا تقدر.
حيث يساهم نقص التوعية بأسباب وطرق علاج مرض السكري في زيادة أعداد حالات المرض داخل المملكة العربية السعودية، كما توجد عدة عوامل تؤدي إلى الإصابة بمرض السكر ومن أشهرها السن، الوراثة، السمنة، ونمط الحياة.
 هل من الممكن الحد من معدلات الإصابة بالمرض وانتشاره؟
نعم.. بالرغم من كل هذه العوامل، فإنه من الممكن منع هذا المرض بل وإبطاؤه باستخدام إجراءات بسيطة مثل المحافظة على الوزن الصحي، ممارسة التمارين البدنية، وتناول الطعام الصحي وغير المعالج.
 كم عدد المواطنين الذين استفادوا من أجهزة فحص مستوى السكر في الدم؟
في الحقيقة تجاوز عدد المواطنين المستفيدين من البرنامج الوطني السعودي للتوعية ضد مرض السكري «السكري صحصحله» في مرحلتيه السابقتين نحو 500 ألف مستفيد، حيث تم توزيع أجهزة فحص مستوى السكر في الدم عبر مراكز ووحدات السكر، وأيضاً عبر مراكز الرعاية الصحية الاولية لمرضى السكر المسجلين، كما يجري وبصفة دورية كل 3 أشهر اعادة توزيع شرائط السكري للمستفيدين من البرنامج عبر هذه المراكز والوحدات والمنتشرة بمختلف مناطق ومحافظات المملكة.


أخبار مرتبطة