تاريخ النشر 29 سبتمبر 2016     بواسطة الدكتور فهد الريس     المشاهدات 201

التحضير للعملية الجراحية

يجري مَلايين الأشخاص جراحة كلَّ سنة، وهناك العديد من الأسباب للقيام بجراحة. يمكن لبعض العمليّات الجِراحيّة أن تخفف الألم أو أن تَمنعه. ويخفف بعضها الآخر عَرَض مُشكلةٍ ما أو يُحسّن وظيفة جَسديّة ما. وتُجرى بعضُ الجراحات لإكتشاف مُشكلة ما. فمثلاً قد يُجري الجراح خَزعة، وهي تتضمن إستئصال قطعة منَ
النسيج لفحصِها تحتَ المجهر. ومن الممكن أن تنقذُ بعض الجراحات حياةَ المريض، مثل جراحة القلب مثلاً. شَهدت السَنوات الأخيرة الكثير من التطورات في علم الجِراحَة. فقد كانت كل الجراحات منذِ عهدٍ ليس ببعيد تشملُ إجراء شق باستخدام المِشرط، بينما نجري بعضُ الجراحات حالياً باستخدام الليزر. وبعضُ العمليات الجِراحيّة التي تتطلبُ شفوقاً كَبيرة فيما مضى، يمكننا إجراؤُها الآن بشقوق أصغر بكثير. قد يكون هناك خطورة لحدوث المُضاعفات بعدَ الجِراحة، بما في ذلك العَدوى، أو النزيف الزائد عن اللزوم، أو التحسّس على التخدير، أو الإصابة العَرَضية. وهناك دوماً بعض الألم بعد الجراحة.
مقدمة
في كلِّ عام، تُجرى مئات الملايين من العمليات الجراحيَّة في العالم. 
تهدفُ هذه المعلوماتُ الصحية إلى المساعدة على التحضير للعملية الجراحية؛ فبإمكان المريض مساعدة مقدمي الرعاية الصحية على ضمان نجاح العمليَّة وسرعة شفائه، وذلك بفهمه لمختلف الخطوات وهو يتهيَّأ للجراحة. تتضمن الجراحات غير الطارئة على أربع خطوات مميَّزة:
استشارة اختصاصي الجراحة.
الزيارة قبل العملية الجراحيَّة.
يوم العملية الجراحيَّة.
تخريج المريض من المستشفى.
خلال استشارة اختصاصي الجراحة، يلتقي المريضُ بالجرَّاح لمناقشة خيارات العلاج الجراحي ومناقشة فوائد الجراحة ومخاطرها. وهذه المعلومات الصحية مصمَّمة للمرضى الذين تمَّ تحديدُ موعد لخضوعهم لعملية جراحيَّة. الغرضُ من الزيارة قبل العمليَّة الجراحية هو التأكُّد من حالة المريض الصحِّية والتخطيط لنوع التخدير الذي سيُعطى له. وستُناقش هذه المعلومات الصحية ما يحدث خلال الفحص الذي يسبق العملية الجراحيَّة والأسئلة الطبِّية التي قد يسألها الطبيبُ للمريض. في يوم العملية الجراحية، سيسجِّل المريضُ دخوله قبل الذهاب الى غرفة العمليات. وبعد العملية، تتمُّ مراقبته في غرفة الإنعاش. تصف هذه المعلومات الصحية الإجراء الجراحي وتحضير المريض لهذه التجربة. بعد العملية الجراحيَّة، يبقى المريضُ في المستشفى أو يعود إلى منزله. وعند عودة المريض الى منزله، تُعْطى له تعليمات. تستعرضُ هذه المعلومات الصحية بعضَ المعلومات التي تناقش خلال تعليمات التخريج.
انتظار العملية الجراحية
بعد اتِّخاذ قرار الخضوع للعملية الجراحية، قد تكون هناك فترةُ انتظار تمتد من يوم واحد إلى عدَّة أسابيع. ونسرد هنا بعضَ النصائح التي قد تساعد المريضَ على التحضير للعملية الجراحيَّة خلال فترة الانتظار. يجب أن يستفسرَ المريضُ من الطبيب ما إذا كان سيتمُّ معاملته كمريض في العيادات الخارجية أو مريض مقيم؛ "فمريضُ العيادات الخارجية" يعني أنَّ المريض سيذهب إلى المنزل في اليوم ذاته الذي تُجرَى له فيه العمليَّة الجراحية. أمَّا "المريضُ المقيم" فيعني أنَّه سيقيم في المستشفى بعد العملية الجراحيَّة لمدة يوم واحد أو أكثر. يخبر الجرَّاحُ المريضَ عن مواعيد الدخول إلى المستشفى والعملية الجراحية. وإذا كان لديه أفراد عائلة يعتني بهم، فلابدَّ من القيام بالترتيبات اللازمة حتَّى يتمكَّن شخصٌ آخر من العناية بهم بينما يكون في المستشفى. أحياناً لا يكون من الممكن معرفة وقت العملية الجراحية بالتحديد حتى اليوم السابق لتاريخ العملية. في هذه الحالة، سيكون على المريض معرفة متى سيتم إخباره بوقت العملية. يجب أن يسأل المريضُ الطبيبَ عمَّا إذا كان عليه تغيير جدول وجرعة أيٍّ من الأدوية التي يتناولها. 
إذا كان المريضُ من المدخِّنين، فمن الأفضل الإقلاع عن التدخين قبل العملية الجراحية. ويساعد هذا المريضَ على استعادة عافيته بشكل أسرع. ولكي يكونَ ذلك مفيداً فعلاً، يجب الإقلاع عن التدخين قبل أسبوعين من موعد العمليَّة الجراحية. سيخبر الطبيب مريضَه عمَّا إذا كان هناك احتمالٌ لفقدان كمِّية كبيرة من الدم في أثناء العملية الجراحية، وقد يُضطرُّ الطبيبُ في حالة حدوث ذلك إلى نقل الدم للمريض. إذا كان المريضُ بصحَّة جيِّدة وموعد عمليَّته بعد أكثر من أربعة أسابيع، فقد تكون لديه فرصة لتخزين بعض دمه الذي قد ينقل له في حالة الحاجة إلى نقل الدم؛ في حال تم نقل الدم للمريض من دمه الخاص به يُعرف ذلك باسم نقل الدم الذَّاتي.
الزيارة السابقة للعملية الجراحية
غالباً ما تكون الزيارةُ السابقة للعملية الجراحية قبلَ يوم واحد من العملية الجراحية. وخلال هذه الزيارة، يقوم اختصاصي التخدير بإجراء الفحوصات الطبِّية و مراجعة السجل الطبي للمريض من أجل تحديد نوع تخدير آمن له. كما يتولَّى اختصاصي التخدير إجراءَ الفحص الجسدي، ويسأل بعض الاسئلة المتعلِّقة بصحَّة المريض. قد تكون هناك حاجةٌ إلى إجراء اختبارات الدم والبول وتخطيط كهربيَّة القلب.‏ من المهمِّ أن يخبر المريضُ طبيبَه ومقدم الرعاية الصحِّية عمَّا إذا كان قد خضع لاختبارات الدم أو البول او تخطيط كهربية القلب خلال الشهر الماضي؛ وذلك قد يلغي الحاجة إلى إجراء المزيد من الفحوصات الطبِّية. وإذا كان المريض قد خضع لأيٍّ من هذه الفحوصات الطبِّية، فعليه ارسال النتائج إلى الطبيب في وقت مُسبق أو أخذها معه إلى الزيارة السابقة للعملية الجراحية. إذا كان المريضُ لا يملك نتائج فحوصاته الطبِّية، فإنه يستطيع أن يطلبَ من الطبيب الذي أجرى له الإختبارات أن يحوِّل النتائج الى طبيبه الحالي قبل الزيارة السابقة للعملية. على المريض أن يكونَ مستعدَّاً للإجابة عن الكثير من الأسئلة. وفي الصفحات التالية، يجد المريضُ بعضَ الأمثلة عن الأسئلة التي يمكن أن تُطرح عليه. ما هي الأدويةُ الموصوفة التي يأخذها المريض؟ هل يأخذ المريض أيُّ دواء لا يحتاج إلى وصفة طبِّية؟ وهل لديه أيَّة حساسية تجاه دواء أو مجموعة غذائية معيَّنة؟ إذا كان الجوابُ نعم، فما الذي لدى المريض حساسية منه؟ هل لدى المريض أيَّةُ حساسية تجاه مادة اللاتكس؟ وهي مادَّة مطَّاطية توجد في العديد من المستشفيات والأدوات الطبِّية. ومن الممكن للأطبَّاء والممرِّضات أن يتجنَّبوا تعريض المريض لهذه المادَّة إذا كان حسَّاساً لها.هل خضع المريض لأيِّ تخدير من قبل؟ وإذا كان الجوابُ نعم، هل كان لديه أيَّةُ حساسيَّة تجاه أيِّ دواء مخدِّر؟ وهل يعلم إذا كان أحد أقربائه بالدم قد عانى من مشاكل مع التخدير؟ يجب إخبارُ طبيب التخدير عن أيَّة حالة مرضيَّة قد تكون لدى المريض، كأمراض القلب أو الرئة أو مشاكل الكلية أو تضرر الكبد أو السكتات. يجب إخبارُ طبيب التخدير إذا كان قد أُجري للمريض أيُّ نقل للدم في الماضي، وإذا كان يعاني من مرض السكَّري أو ارتفاع ضغط الدم أو اليرقان أو الإكتئاب أو أضطرابات نفسية أخرى. من المهمِّ إخبارُ الطبيب إذا كان المريضُ يشخرعندما ينام، وعن أي أسنان متقلقلة أو إذا كان لديه جسور أو تيجان. يمكن للأدوية التي يأخذها المريضُ أن تتعارضَ مع الأدوية التي يستعملها طبيبُ التخدير. لذلك، على المريض أن يخبر طبيبُ التخدير والجرَّاح عن الأدوية الموصوفة له والأدوية غير الموصوفة التي يتناولها، كالمسكِّنات والمستحضرات العشبيَّة. قد يطلب الطبيبُ من المريض تغييرَ جدول وجرعات الأدوية التي يتناولها قبل العملية الجراحية. كما يجب على المريض أيضاً ،إذا كان ممن لا تُحرَّم عليهم شرائعهم شرب الكحول، إخبار طبيبه أو مقدم الرعاية الصحية الخاص به إذا كان يشرب الكحول بشكل يومي. فقد تكون هناك حاجة لاتخاذ بعض الاحتياطات الضرورية لوقاية المريض من أعراض الإنسحاب عن الكحول بعد العملية. يحدِّد أطبَّاء التخدير والجراحة المخدِّرَ الأفضل للمريض بناءً على الأجوبة التي قدمها. 
هناك ثلاثةُ أنواع عامة من التخدير:
التخدير العام.
التخدير النَّاحي.
التخدير المَوضعي.
يجعل التخديرُ العام المريضَ ينام ويفقد الشعور بالألم؛ وهو يُعطى عن طريق القناع أو بالحقن. أمَّا التخديرُ الناحِي فيُستخدم عندما تحتاج منطقةٌ كاملة من الجسم، مثل الذراع أو الساق، إلى التخدير. تشمل الأمثلةُ على التخدير الناحي تخديرَ العمود الفقري، وتخدير الكتل العصبية، وتخدير فوق الجافية. وأمَّا التخديرُ الموضعي فيُستخدَم لتخدير مناطق محدودة من الجسم، مثل منطقة معيَّنة من الجلد. ومن الممكن أن تكون قد خضعت لتخدير موضعي عند طبيب الأسنان، فتخديرُ عصب السن من قبل طبيب الأسنان هو مثال على التخدير المَوْضِعي. 
أصبح التخديرُ آمناً جداً بسبب التقدُّم في التكنولوجيا والأدوية. ومع ذلك، هناك بعضُ المخاطر والمضاعفات المحتملة. يمكن أن يتجنَّب المريضُ هذه المخاطر عن طريق إخبار طبيبه عن الأدوية التي يأخذها وعن الحساسيَّة والأمراض التي يعاني منها. تعتمد مخاطرُ التخدير على نوع التخدير وعلى صحَّة المريض وحالته الطبِّية الحالية. وسوف يناقش الطبيبُ معه هذه المخاطر. يدخل معظم المرضى المستشفى في يوم العملية الجراحية. ولكن في بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى في اليوم الذي يسبق العملية. 
يناقش الجزء التالي الأمور التي يجب القيام بها و الأمور التي يجب تجنبها عند التحضير للعملية في المنزل. قد يعطي الجرَّاحُ وطبيبُ التخدير تعليمات أكثر خصوصية للمريض.
الليلة السابقة للعملية الجراحية
لتجنُّب المضاعفات في أثناء العملية الجراحية وما بعدها، يجب أن يحد المريضُ مما يتناوله من طعام وشراب، وذلك لأنَّه خلال العملية الجراحية يمكن أن يتقيَّأ المريضُ الطعامَ الذي تناوله وأن يستنشقه نحو الرئتين. 
يجب تجنُّبُ الأكل والشرب والمضغ وامتصاص أيِّ طعام بعد منتصف الليل، قبل يوم العملية الجراحية. ويشمل ذلك العلكة وحلوى النعناع وغيرها من الحلوى. 
اذا كان المريضُ يعاني من مرض السكَّري، فعليه أن يسألَ طبيبه متى يجب أن يتوقَّف عن الطعام. الأدويةُ التي يطلب طبيبُ التخدير من المريض أن يأخذها يجب أن تُبلَع مع رشفات قليلة من الماء عند الاستيقاظ صباحَ يوم العملية الجراحيَّة. إذا كان المريضُ من المدخِّنين، فمن الأفضل أن يتوقَّف عن التدخين قبل العملية الجراحية. وإذا كان لا يستطيع أن يتوقَّف عن التدخين، فعليه على الأقل تخفيض كمِّية التدخين والتوقف عن التدخين بعد منتصف الليل قبل يوم العملية الجراحية. يجب على المريض إذا كان ممن لا تُحرِّم عليهم شرائعهم شرب الكحول تجنُّبُ شرب أيَّة مشروبات كحولية في غضون الأربعة والعشرين ساعة السابقة للعملية الجراحية. قد يطلب الطبيبُ من المريض الاستحمامَ، وتنظيف منطقة الجلد التي ستُجرى من خلالها الجراحة بصابون معقم خاص.
يوم العملية الجراحية
في يوم العملية الجراحيَّة، سيدخل المريض إلى قسم العمليات الجراحية، وقد يوضع حول معصمه سوار يوضح هويته. من الأفضل ارتداء الملابس البسيطة الفضفاضة التي تُرتدى بسهولة فوق الضمادات. ومن الأفضل أيضاً ترك المجوهرات وغيرها من الأشياء الثمينة في المنزل. يجب إزالةُ كلِّ مستحضرات التجميل وأصباغ الأظافر قبل العملية الجراحيَّة. سوف يراجع مقدم الرعاية الصحية التاريخ الطبِّي للمريض، ويجري له فحصاً طبِّياً قصيراً. وعليه أن يكون مستعدَّاً للإجابة عن أيَّة أسئلة تتعلَّق بالأدوية التي يأخذها. 
على المريض أن يبلغ طبيبه أو الممرِّضة عن أيِّ طعام أو شراب تناوله بعد الوقت الذي طُلب منه فيه وقفَ الأكل أو الشرب. سوف يطلب الطبيبُ من المريض أن يوقِّع على ورقة يعلن فيها موافقته على إجراء العملية الجراحية، هذا التوقيع يعني أن المريض يستوعب أسباب وفوائد ومخاطر العملية الجراحية. كما أنه يسمح للأطباء وموظفي المستشفى بأجراء الجراحة.
خلال العملية الجراحية
يُعطى المريضُ رداءً خاصاً ليرتديه خلال العملية. وسوف يلتقي بطبيب التخدير الذي سيراجع تاريخه الطبِّي ونتائج فحوصاته الطبِّية. كما سيكون مسؤولاً عن متابعة تخدير المريض طوال العملية الجراحية. وقد يعطيه طبيبُ التخدير مسكِّناً لتهدئة أعصابه قبل الذهاب إلى العملية الجراحية. بالرغم من أنَّ المريض قد لا يزال قادراً على المشي، فإنَّ الموكلين برعايته الصحِّية يمكن أن يأخذوه إلى العملية الجراحية على كرسي متحرِّك أو على سرير لضمان سلامته. قد يتمُّ أخذ المريض إلى صالة انتظار تابعة لقسم الجراحة، تُدعى صالة انتظار العمليات، قبل الذهاب إلى غرفة العمليات. ويمكن أن تختلف هذه الأجراءاتُ من مستشفى الى آخر وقد يسمح للمريض بأصطحاب شخص أو شخصين من افراد أسرته أو أصحابه إلى صالة انتظار العمليات. إذا كان المريضُ طفلاً، فقد يُسمح لأحد الوالدين بالبقاء في صالة انتظار العمليات أو غرفة العمليات، إذا ما قرَّر طبيبُ التخدير أنَّ هذا هو الأفضل للطفل. قد يرى المريضُ في صالة انتظار العمليات بعضَ المرضى الآخرين والكثير من الحركه حوله. وإِذا كان شعرُ جسده يحتاج الى القص، قد يتمُّ قصه في صالة انتظار العمليات. وبعد ذلك، سوف يُنقَل المريض من صالة انتظار العمليات إلى غرفة العمليات. إذا لم يبدأ التخديرُ في صالة انتظار العمليات، فإنَّه سيبدأ في غرفة العمليات. إذا كان المريضُ سيخضع للتخدير العام، فإنَّه سينام، وسيوضع أنبوبٌ في حنجرته لمساعدته على الاستمرار في التنفُّس. سوف تُعطَى بعضُ الأدوية المهدئة عن طريق قثطرة وريدية. ثم يحقن طبيبُ التخدير الدواء الذي سيخدِّر المريضَ فعلاً في المنطقة المناسبة ويجعله لا يشعر بالجراحة. سوف يُراقَب المريض عن كثب في غرفة العمليات. كما سيتابع طبيبُ التخدير أو الممرِّضة مستوى الأكسجين في دم المريض ونبضَه وضغطَ دمه وتنفُّسه. وسوف يعطونه الأدوية والسوائل والدم الذي قد يحتاج إليه. قد تتضمَّن بعضُ المعدَّات التي قد تُستخدم لمراقبة العلامات الحيوية للمريض ما يلي:
جهاز ضغط الدم لمراقبة ضغط الدم.
ملقط الإصبع أو الوسائد اللاصقة لقياس مستوى الأكسجين بالدم.
لصاقات تخطيط كهربية القلب على الصدر لمراقبة القلب.
يتمُّ استخدامُ قناع لتزويد المريض بالأكسجين. ويُستخدم أنبوبٌ وريدي لإعطاء المريض أيَّ دواء قد يحتاجه.
بعد العملية الجراحية مباشرة
بعد العملية الجراحية مباشرةً، يُؤخَذ المريض إلى غرفة الإنعاش، والتي تُسمَّى غرفة العناية ما بعد التخدير أيضاً. وفي هذه الغرفة، تراقب الممرِّضات المريض خلال انحسار تأثير التخدير. 
وخلال وجود المريض في غرفة الإنعاش، سيجتمع الجرَّاحُ مع المنتظرين من أفراد أسرة المريض وأصدقائه لإطلاعهم على حالته الصحِّية وللإجابة عن أي أسئلة قد تكون لديهم. ستعطي الممرِّضةُ للمريض في غرفة الإنعاش المسكِّنات لتخفيف أيِّ ألم يشعر به بعد العملية الجراحية. وعليه ألاَّ يخاف من المطالبة بالمزيد من المسكِّنات إذا كان ما يزال يشعر بالألم. عندما تقرِّر الممرِّضةُ في غرفة الإنعاش بأنَّ الوضع الصحِّي للمريض مستقر، وأنَّ ألمه قد عولج على نحو ملائم، فإنَّه سوف يُخرَّج من غرفة الإنعاش. وبعدها، قد يعود إلى منزله إذا كان مريض عيادات خارجية أو إلى إحدى غرف المستشفى، إذا كان يتعين عليه البقاء في المستشفى. توجد في بعض المستشفيات غرف إنعاش للعيادات الخارجية حيث يمكن للمريض قضاء بضع ساعات قبل الذهاب إلى البيت إذا كان من مرضى العيادات الخارجية. يقضي معظم المرضى ساعة أو اثنتين في غرفة الانعاش وتعتمد المدَّةُ التي يقضيها المريضُ على نوع الجراحة وحالته الطبِّية، فمن الممكن أن تكون هذه المدة أطول. يجب على المرضى العائدين إلى منازلهم بعد خضوعهم للجراحة، تجنُّب قيادة السيَّارات أو تشغيل الآلات المعقدة أو اتِّخاذ قرارات قانونية هامَّة. وبالنسبة للذين لا تُحرَّم عليهم شرائعهم شرب الكحول، عليهم تجنُّب شربه لمدَّة 24 ساعة بعد العملية.
تعليمات التخريج من المستشفى
إذا كان المريضُ مريضَ العيادات الخارجية، يعني ذلك أنَّه سيذهب إلى المنزل في اليوم ذاته الذي تُجرَى له فيه العمليَّة الجراحية. أمَّا "المريضُ المقيم" فسوف يتم تخريجه بعد أن يتعافى في المستشفى لمدَّة ليلة واحدة على الأقل. يمكن للمرضى فعل الكثير للمساعدة على تسريع الشفاء. وفيما يلي بعضُ المقتَرحات العامة. وسوف يعطي الأطبَّاءُ والممرِّضات المريضَ تعليماتٍ أكثر تحديداً؛ وهذه التعليماتُ تُعرَف بتعليمات التخريج من المستشفى. عليك أن تمشي حالما تكون قادراً على ذلك؛ فالمشيُ يحسِّن الدورةَ الدموية، ويقلِّل من تشكُّل جلطات الدم التي قد تكون مميتة. ويجب مساعدة المريض خلال خطوات المشي الأولى بعد العملية الجراحية. يجب على المريض أن يتَّبع التعليماتِ الغذائيةَ المعطاة له، حيث تُعطى تعليمات بخصوص ما يمكن للمريض تناوله، وكيف يمكنه أن يتحوَّل من شرب الغذاء السائل الى أكل الغذاء الصُّلب. وعليه أن يتَّبع هذه التعليمات حتَّى يتعافى جهازه الهضمي كاملاً من تأثيرات الجراحة والتخدير. على المريض تدبير الألم. خِلال وجود المريض في المستشفى، يمكنه أن يطلبَ من الممرِّضة مسكِّنات الألم إذا كان يشعر به. وعندما يعود إلى المنزل، يجب ألاَّ يُضاعفَ أو يزيد من جرعة دوائه من دون استشارة الطبيب. يجب تجنُّب التدخين. قد يزيد التدخينُ من فرصة إصابة المريض بعدوى رئوية تُعرف بإسم الالتهاب الرئوي‏؛ كما يمكن للتدخين أن يعيق تدفُّقَ الدم ويبطئ الشفاء. قد يعطي الطبيبُ للمريض تعليماتٍ إضافية طبقاً لنوع الجراحة والتخدير المُستخدَم. على المريض ألّا يخاف أو يتردد من طرح أسئلة تتعلق بصحته وشفائه. فيما يلي قائمة تحتوي على 10 أسئلة شائعة يجب على المريض أن يسألها لطبيبه و لمقدم الرعاية الصحية الخاص به قبل أن يعودَ إلى المنزل:
أيُّ الأدوية يجب أن تُؤخذ ومتى؟
ما هي علامات الإصابة بالعدوى وغيرها من المُضاعفات الشائعة؟
ما الذي يجب أن يأكله المريض؟
ما سيحدث للغُرَز والمشابك في الشق الجراحي؟
متى سيرى المريضُ الطبيبَ مرَّةً أخرى؟
متى يستطيع المريضُ قيادةَ سيَّارته؟
متى يمكن للمريض أن يعودَ إلى العمل؟
متى وكيف يمكن للمريض الاستحمام؟
ما الوزنُ الذي يستطيع حمله؟ وهل يمكنه الانحناء؟
متى يستطيع أن يمارسَ الجنس مرَّةً أخرى؟
على المريض أن يحرص على أن يسأل الجراح عن مشاركة ملخص إقامته في المستشفى مع مقدم الرعاية الصحية الخاص به. كما يجب عليه أن يسأل عن معلومات مفصلة فيما يخص أي دواء يجب عليه أن يتناوله عندما يعود إلى بيته وفيما إذا كان هناك أي تغييرات للأدوية التي يتناولها في البيت وفيما إذا كان بإمكانه الإستمرار بتناول الأدوية التي قد طلب منه التوقف عن تناولها قبل العملية. وقد تتضمن هذه الأدوية مميعات الدم.
الخلاصَة
أصبحت الإجراءاتُ الجراحيَّة الآن أكثر أماناً وأقلَّ ألماً بفضل التقدُّم التكنولوجي. كما أنَّ الشفاءَ من الجراحة هو أيضاً أسرع بفضل أدوية تخدير جديدة وتقنيَّات جراحية أقل إجتياحية. يمارسُ المريضُ دوراً هاماً فى ضمان نجاح العملية الجراحية. وهذه المعلوماتَ الصحية متوفرة لكي تساعد المريض على فهم العملية الجراحية، وتحضيره حتَّى تمكنه أن يمارسَ دوراً فاعلأ في العلاج والشفاء. الطبيبُ والممرِّضة جاهزان للإجابة عن أيَّة أسئلة يمكن أن تكونَ لدى المريض حول العمليَّة الجراحيَّة المخطَّطة له.


أخبار مرتبطة