تاريخ النشر 12 أكتوبر 2016     بواسطة الدكتورة مي واثق الخضيري     المشاهدات 201

نخر الأسنان اللبنية

مقدمة تعدُّ الأسنان اللبنية للطفل هامةً جداً، إذ يحتاج الطفل إلى أسنان قوية وسليمة تساعده على مضغ طعامه والتكلُّم والظهور بمظهر حسن وابتسامة جميلة. كما تؤدِّي الأسنان اللبنية مهامَّ أخرى، مثل حفظ مسافة في الفك لبزوغ الأسنان الدائمة لاحقاً. من جهة أخرى، إذا بقيت الأسنان اللبنية لمدة أطول من الل
ازم، فقد تبزغ الأسنان الدائمة بشكل منحرف في الفراغ المجاور لها. وقد لا تتوفَّر مسافة كافية لبزوغ الأسنان الدائمة بعد سقوط الأسنان المؤقتة، وهذا ما يؤدِّي إلى تراكب الأسنان.
إن العناية بصحَّة الطفل الفموية، منذ أيَّامه الأولى، قد تساعد على وقاية أسنانه لعقود بعد ذلك.
الأعراض
تتعرَّض أسنان الطفل لخطر النخر منذ اللحظات الأولى لبزوغها في الفم، وهو ما يكون عادة في عمر الستة الأشهر. يُشار عادة إلى نخر الأسنان لدى الرضع والأطفال الصغار بالنخر الناجم عن الرضاعة أو النخر السني الطفلي. غالباً ما يحدث هذا النخر في الأسنان العلوية الأمامية، دون أن يستثني الأسنان الخلفية. قد يكون النخر في بعض الحالات واسعاً ومعمَّماً، بحيث لا يمكن إصلاح الأسنان معه، ويتوجب إزالتها. ولكنَّ الخبر الجيد هنا أنه يمكن تطبيق وسائل للوقاية من ذلك النخر.
نخر الأسنان مرضٌ تسبِّبه الجراثيم المُحدِثة للنخر، والتي تنتقل من فم الأم إلى فم الطفل من خلال اللعاب عادةً، وذلك عندما تضع الأم ملعقة الطفل في فمها أو عندما تنظِّف لهَّايته بفمها، فتنتقل بذلك الجراثيم إلى فم الطفل.
العاملُ الآخر المسبِّب لنخر الأسنان هو تعرُّض أسنان الطفل المتكرِّر والمديد للسوائل المحتوية على السكر، كالماء المحلَّى وعصير الفواكه، وإلى حد ما الحليب بنوعيه، حليب الأم والحليب الصناعي. يمكن أن يحدث نخرُ الأسنان عندما يُترك الطفل في سريره وزجاجة الحليب في فمه، كما يمكن أن يحدثَ عندما تُستخدَم زجاجة الرضاعة كبديل عن اللهاية. في مثل هذه الأوضاع، تقوم السوائل السكرية بعمل ما يشبه البركة حول أسنان الطفل، وتستخدم الجراثيمُ الموجودة في فم الطفل هذه السكاكر الموجودة في هذه السوائل كغذاء، ومن ثمَّ تقوم بإنتاج حموض تهاجم الأسنان. في كلِّ مرَّة يتناول فيها الطفل أحدَ هذه السوائل، فإنَّه يتعرَّض لهجمة حمضية على أسنانه لفترة لا تقلُّ عن عشرين دقيقة، وقد تزيد على ذلك. يمكن للسن بعد عدَّة هجمات حمضية أن يصبح متنخِّراً.
يمكن أن تؤدِّي اللهَّاية المغموسة بالسكر أو العسل إلى نتائج مماثلة أيضاً، وذلك لأنَّ السكَّر أو العسل الموجود عليها يوفِّر الغذاء لهجمات الجراثيم الحمضية.
كما يمكن للأطفال الذين لا يحصلون على وارد كاف من الفلوريد أن يكونوا عُرضة لخطر متزايد للإصابة بنخر الأسنان، حيث إنَّ الفلوريد يتَّحد مع الطبقة الخارجية من السن (الميناء) فيزيد من مقاومتها للهجمات الحمضية.
الوقاية
إن الخبر الجيد هنا، هو أنَّ النخر السني يمكننا الوقاية منه بشكل كامل؛ حيث يمكن وقاية أسنان الطفل من النخر عن طريق اتباع الخطوات التالية:
تقليل خطر عدوى الطفل بالجراثيم المسبِّبة للنخر. يمكن ذلك من خلال طريقتين: العناية بصحَّة فم الأم وتقليل أعداد الجراثيم الموجودة فيه، وتجنُّب وضع ملعقة الطفل في فم الأم أو غيرها أو لعق اللهاية وإعطائها للطفل.
بعدَ كلِّ عملية إطعام، يجب مسح لثة الطفل بوساطة قطعة شاش أو قماش نظيفة ورطبة. يؤدِّي هذا الفعلُ إلى إزالة اللويحة الجرثومية (طبقة البليك) وجزيئات الطعام التي قد تؤذي الأسنان البازغة. عندما تبدأ أسنانُ الطفل بالبزوغ، يجب القيام بتفريشها بلطف بوساطة فرشاة أسنان خاصة بالأطفال وبالماء (يجب استشارة طبيب الأسنان أو طبيب الأطفال عند الرغبة باستخدام معجون أسنان عند الأطفال دون السنة الثانية من العمر).
عندما يصبح الطفلُ قادراً على بصق معجون الأسنان من فمه وعدم بلعه (غالباً لا يتمكَّن من ذلك قبل عمر السنتين)، فيمكن عندها البدء باستخدام معجون الأسنان بكمِّية لا تتعدَّى حجمَ حبة البازلاء. تنصح الجمعية الأمريكية لطب الأسنان باستخدام معجون أسنان فلوريدي، ويُفضَّل استشارة طبيب الأسنان حول نوع معجون الأسنان المستخدم.
يجب أن يتولَّى الأبوان مهمَّةَ تفريش أسنان الطفل حتَّى يصبح بعمر السادسة.
يجب ملءُ زجاجة الإرضاع بحليب أم أو بحليب صناعي فقط، وتجنُّب السوائل الأخرى مثل الماء المحلَّى أو العصير أو غيرها.
يجب أن ينتهي الأطفالُ الرضَّع من شرب زجاجة الحليب المسائية قبل الذهاب إلى النوم.
يجب الحفاظُ على نظافة لهَّاية الطفل، وعدم غمسها في السكَّر أو العسل، أو وضعها في فم أيِّ شخص قبل أن يضعها الطفل في فمه.
يجب تشجيعُ الطفل على الشرب من كأس الماء العادي بحلول عامه الأول، وحثه على التوقُّف عن استخدام كؤوس الأطفال بصورة متكرِّرة أو مطوَّلة.
يجب تشجيعُ الطفل على اكتساب عادات غذائية صحِّية، والتأكُّد من احتواء نظامه الغذائي على وفرة من الخضار والفواكه وحبوب القمح الكاملة. كما يجب أن يقدَّمَ الطعامُ الغني بالعناصر الغذائية والحلويات في أوقات الوجبات الرئيسية فقط.
ينبغي التأكُّد من حصول الطفل على تراكيز مناسبة من الفلوريد. ولابدَّ من مناقشة مثل ذلك الأمر مع طبيب الأسنان أو طبيب الأطفال.
المعالجة
عندما تبزغ الأسنانُ الأولى للطفل، يجب ترتيبُ موعد زيارته الأولى لطبيب الأسنان. كما يجب النظر إلى الزيارة على أنَّها هامَّة كما لو كانت زيارة دورية لطبيب الأطفال. ومن الجيِّد أن يكونَ موعد تلك الزيارة خلال الأشهر الستَّة التالية لبزوغ الأسنان الأولى للطفل، وألاَّ تتأخَّر عن نهاية عامه الأوَّل. وبالرغم من أنَّ ذلك قد يبدو باكراً جداً، إلاَّ أنَّ البداية المبكِّرة قد تكون المفتاح نحو حياة صحِّية للفم والأسنان.


أخبار مرتبطة