تاريخ النشر 15 يوليو 2014     بواسطة الدكتور ناصر رجاالله الجهني     المشاهدات 201

العجز الجنسي.. أخطر مضاعفات مرض السكري

عن الشرق الاوسط - 14\12\2012 جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجه تشير آخر الإحصاءات الطبية إلى أن نسبة الإصابة بداء السكري تتزايد بصورة مطردة سنة تلو الأخرى، وأن الإصابة بمضاعفات هذا المرض باتت مبكرة عما كان مألوفا قبل عقد أو اثنين من الزمن. كما تشير دراسات علمية كثيرة إلى أن الضعف الجنسي أصبح من أ

العجز الجنسي

خطر مضاعفات داء السكري لما يترتب عليه من مشاكل نفسية واجتماعية وتهديد للأمان الأسري.
كيف يؤثر داء السكري على القدرة الجنسية ويؤدي في النهاية إلى الضعف؟
وهل الضعف الجنسي نتيجة السكري قاصر على الذكور أم أن الإناث يصبن بالضعف الجنسي أيضا؟ وكيف يمكن الوقاية من الضعف الجنسي عند المصابين بداء السكري؟
هذه الأسئلة الحرجة والمهمة التي تدور في خلد كل من أصيب بمرض السكري، ولا يتجرأ على توجيهها إلى طبيبه مباشرة، تنقلها «صحتك» إلى أحد الأطباء المهتمين في هذا المجال، الدكتور ناصر رجا الله الجهني: استشاري أمراض باطنية وغدد صماء مدير مستشفى الثغر بجدة ورئيس اللجنة التنفيذية الفرعية للجمعية السعودية للغدد الصماء والاستقلاب بمدينة جدة، فأكد في البداية على أنه لا يكاد يوجد بيت في الوقت الراهن في أي مجتمع في العالم، إلا ويوجد فيه شخص يعاني من مرض السكري، وأن الإحصائيات تبين أن السعودية هي من أكثر دول العالم انتشارا لمرض السكري، حيث تبلغ نسبة انتشار هذا المرض نحو 25 في المائة بعد سن الثلاثين من العمر. وترجع الأسباب في ذلك إلى النمط الحياتي السلبي الذي أصبح عليه الفرد في المملكة بالإضافة إلى العوامل الوراثية.
وأشار إلى أن هناك دراسات تشير إلى ارتفاع نسبة المصابين بالضعف الجنسي نتيجة مرض السكري، وأن الإصابة بالضعف الجنسي تحدث نحو 10 * 15 سنة مبكرا عن باقي المرضى، وأن أكثر من 50 في المائة ممن هم فوق سن الخمسين، مصابون بالسكري، وتزداد هذه النسبة مع تقدم العمر، وتصل إلى 90 في المائة بعد سن السبعين.
ومما يزيد الأمر تعقيدا هو أن عددا كبيرا من المصابين بالضعف الجنسي لا يفصحون عن حالتهم للطبيب المعالج، مما يؤخر فرصة التشخيص والعلاج في مرحلة مبكرة. وهذا الأمر يمكن أن يترتب عليه ضغط نفسي وتوتر واكتئاب وعدم ثقة بالنفس، مما يعكر صفو الحياة الزوجية ويؤدي إلى التفكك الأسري.
وأوضح د. ناصر الجهني أن كثيرا من الرجال يلجأون إلى استخدام مستحضرات غير طبية في محاولة منهم للتغلب على هذه الحالة، ومن أكثر هذه المستحضرات شيوعا الأقراص وكريمات التحفيز الجنسي وبعض الأعشاب. وهذه بلا شك سلوكيات خاطئة، حيث إن بعضها قد يشكل خطورة على الصحة لما يسببه من آثار جانبية غير موثقة علميا.
ومن هذا المنطلق يأتي دور التثقيف الصحي للأسرة، وبالأخص الزوجة، حول أهمية تشجيع ودعم المصاب بالضعف الجنسي على طلب الاستشارة الطبية، والحصول على العلاج المبكر.
ك يؤثر مرض السكري على القدرة الجنسية لدى الرجال والنساء؟ يواصل د. الجهني أن هنالك عدة عوامل قد تتسبب في إصابة مريض السكري بالضعف الجنسي، ومنها تأثيره على الناحية النفسية للمريض، حيث يشعر المصاب بالإحباط والاكتئاب نتيجة الإصابة بالمرض، فيربط حدوث المرض بالضعف الجنسي، كما أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يسبب تلف الأوعية الدموية للأعصاب المغذية للقضيب، وقد يؤدي أيضا إلى خفض هرمون الذكورة، كما أن بعض الأمراض المتلازمة مع داء السكري كالسمنة، ارتفاع ضغط الدم، اعتلال وظائف الكليتين وارتفاع الكولسترول بالدم، قد تؤدي إلى تصلب الشرايين المغذية للقضيب وتسبب الضعف الجنسي. كما يعتبر التدخين من الأسباب الجوهرية للعجز الجنسي لما يسببه من ضيق في الأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم بالعضو الذكري.
* العجز الجنسي للرجال. يعرف العجز الجنسي لدى الذكور أو ضعف انتصاب العضو الذكري بأنه حالة من العجز عن الحصول أو المحافظة على الانتصاب اللازم للقيام بالعملية الجنسية، ويعتبر حاليا من أكثر المضاعفات لمرض السكري. تبدأ عملية الانتصاب بوجود مصدر للإثارة الجنسية المناسبة بالمخ، التي بدورها ترسل إشارات كهربائية عن طريق الأعصاب المغذية للقضيب، مما يدفع تدفق الدم في القضيب فينتصب ويصبح القضيب أضخم وأصلب، وينتج ما يعرف بالانتصاب اللازم لإتمام عملية الجماع.
* العجز الجنسي للنساء. قد تعاني المرأة المصابة بداء السكري من أعراض الضعف الجنسي، ولكنه يكون بدرجة أقل من معاناة الرجل، من حيث الشعور بالألم أثناء الجماع مع الزوج، وعدم الرغبة في إتمام عملية الجماع بسبب الإصابة بالالتهابات التناسلية وتلف الأعصاب والأوعية الدموية وتأثير السكري على الناحية النفسية للمصابة.
وحول الوقاية والعلاج من الضعف الجنسي الذي يسببه مرض السكري، وجه د. ناصر الجهني النصائح التالية:
* ضبط نسبة السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية والمتابعة مع الطبيب المعالج بانتظام، فقد ثبت أنه يساهم بشكل كبير في منع أو تقليل فرص العجز الجنسي.
* استقصاء الأسباب الثانوية للضعف الجنسي عن طريق عمل بعض الفحوصات الطبية.
* الامتناع عن التدخين.
* الاهتمام بالجانب النفسي والابتعاد عن عوامل القلق والتوتر ومشاركة الزوجة في العلاج وتفهمها للضغوط النفسية والأنماط الحياتية التي أدت إلى ذلك.
* الرياضة وتناول غذاء صحي متوازن وتنقيص الوزن إذا كان زائدا، فالسمنة قد تقلل من إفراز هرمون الذكورة بالجسم وقد تؤدي إلى الضعف الجنسي.
* استخدام أدوية الضعف الجنسي حسب وصفة الطبيب، مع التأكيد على أنها لا تستخدم إلا بإشراف طبي مباشر.
* هناك الكثير من الأدوية التي يمكن استخدامها مع حالات الضعف الجنسي، وأكثرها شيوعا الأدوية التي تستخدم عن طريق الفم، وأنواعها كثيرة، وهي تعمل على تنشيط الدورة الدموية بالعضو الذكري. وهنالك أيضا حقن موضعية، توضع في العضو الذكري وفي حالات معينة كالتي تشخص متأخرة. وقد يكون العلاج بالجراحة مثل زرع جهاز تعويضي بالعضو الذكري أو جهاز شفط.
وهناك مضاعفات أخرى للسكري ذات علاقة بالضعف الجنسي، إذ يؤثر داء السكري على أعضاء هامة وحيوية في الجسم، مثل الكلى والقلب والشرايين والأعصاب، وهي ذات علاقة بالضعف الجنسي.
وهناك أيضا مضاعفات كثيرة للسكري ذات علاقة بحياة الإنسان من جوانب أخرى، كالعينين والأطراف السفلية. وجميع مضاعفات هذه الأعضاء الحيوية تحتاج إلى عمل مجموعة من الفحوص والتحاليل الطبية اللازمة من قبل الطبيب المعالج بصفة دورية لتشخيصها في وقت مبكر، ومن ثم منع أو تقليل التلف في هذه الأعضاء.
* الكليتان. الكليتان من الأعضاء الهامة في جسم الإنسان تقومان بتصفية الدم من الشوائب والسموم، وقد يؤدي داء السكري إلى فشل كلوي، وبالتالي إلى الحاجة غسل أو «ديلزة» منتظمة ومستمرة، لذا يجب إجراء فحص دوري لوظائف الكلى وتحليل الدم وتحديد نسبة الزلال في البول، كما يجب أيضا معالجة ضغط الدم لتجنب الآثار الجانبية على الكلى.
* القلب والشرايين. إن داء السكري وخاصة من النوع الثاني يكون مرتبطا عادة بزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وكل هذه الأمور مجتمعة قد تؤدي إلى الذبحة الصدرية، وقد تؤثر على الأوعية الشعرية، مما يؤدي إلى غانغرينا في القدم، وبالتالي بترها. وبالإمكان تفادي ذلك عن طريق تنظيم نسبة السكر والتقيد بنظام غذائي قليل الكولسترول، وأداء التمارين الرياضية بانتظام، والتحكم بضغط الدم والامتناع عن التدخين.
* الأعصاب. قد يؤثر داء السكري على الأعصاب الموجودة في أنحاء متفرقة من الجسم، حيث يشكو المريض من حرقان وآلام في الأرجل وتنميل أو عدم الشعور بالإحساس في القدمين أو اليدين، مما يؤدي إلى حدوث جروح وتقرحات في الرجلين.
وقد يؤثر داء السكري على الأعصاب التلقائية التي تزود الجهاز الهضمي والبولي والدورة الدموية، مما يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك والغثيان، خاصة بعد الأكل، وقد يسبب احتباس البول أو الشعور بالدوخان عند الوقوف.
ولتجنب هذه المضاعفات يجب أن يحافظ مريض السكري على مستوى السكر في دمه والعناية بفحص ونظافة القدمين.
* العينان. قد يؤدي داء السكري إلى إصابة شبكية العينين بالضعف في حدة النظر أو بالإصابة بالعمى، لذا ننصح المرضى بفحص العينيين مرة أو مرتين سنويا.
* القدم السكرية.. قد يؤثر داء السكري على الأعصاب الموجودة في أنحاء متفرقة من الجسم، وخاصة أعصاب القدمين، حيث يسبب تلفا أو اعتلالا وقصورا في الدورة الدموية للقدمين، حيث يشكو المريض من حرقان وآلام في الأرجل وتنميل أو عدم الشعور بالإحساس في القدمين أو اليدين، مما يؤدي إلى حدوث جروح وتقرحات في الرجلين. وتعتبر إصابة القدمين من أهم وأكثر المضاعفات المزمنة، وإهمالها وعدم الاعتناء بها قد يؤدي إلى بتر القدمين.


أخبار مرتبطة