تاريخ النشر 16 يوليو 2014     بواسطة الدكتور عادل محمد السنتلي     المشاهدات 201

زراعة الشعر... تطورات الحاضر والمستقبل

استئصال ونقل البصيلات الفردية واستنساخ خلايا الشعر يتعرض الإنسان، ذكرا وأنثى، في أي مرحلة من العمر لحالة سقوط شعر الرأس لأسباب متعددة: مكتسبة، أو وراثية، أو بسبب أمراض موضعية بالرأس، أو إصابات، أو حروق، أو ما بعد عملية جراحية بالرأس. وتتعدد وسائل تعويض الشعر المفقود؛ حتى إنها وصلت إلى طريقة ز
راعة الشعر، التي تطورت بدورها تطورا هائلا على مدى ربع القرن الأخير.. فكيف نشأت فكرة زراعة الشعر؟ وإلى أي حد تطورت؟ وهل تفيد زراعة الشعر جميع حالات الصلع؟ وما خطوات إجراء العملية؟ وما النتائج المتوقعة؟ وكيف تمر الفترة التي تلي الزراعة؟ وما الآمال والطموحات المستقبلية في مجال زراعة الشعر؟

هذه الأسئلة وسواها وضعتها «صحتك» على طاولة النقاش مع الدكتور عادل السنتلي استشاري الأمراض الجلدية بالمستشفى العسكري بجدة الحاصل على تخصص دقيق في أمراض الشعر وزراعته عضو الجمعية العالمية لزراعة الشعر.. وحصلنا على الإجابات التالية.

* عمليات زراعة الشعر

* من المعلوم أن عمليات زراعة الشعر تعتبر من المجالات الطبية المتطورة التي تشغل الكثير من أفراد المجتمع. في البداية، نحب أن تسلطوا الضوء على نشأة عمليات زراعة الشعر وعن تطورها؟

- تعد عمليات زراعة الشعر من العمليات الحديثة والمتطورة في هذا العصر. ويعد الياباني أكودا أول من استخدم زراعة الشعر في علاج مرضى الحروق في الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1957 قام نورمان أورنتريك بأول عملية لزراعة الشعر في الولايات المتحدة الأميركية؛ حيث أثبت للجميع أن الشعر المنقول من مؤخرة الرأس والمزروع في مقدمة الرأس ينمو بشكل طبيعي. وخلال الخمسين سنة الماضية تطورت عمليات زراعة الشعر، فبدلا من زراعة الشعر على شكل مجموعات كبيرة (كل مجموعة تتراوح بين 15 و30 شعرة) أصبحت في وقتنا الحاضر زراعة الشعر بشكل انفرادي عن طريق زراعة الشعر الميكروسكوبية أو المجهرية.

* ما الفئات والحالات المستفيدة من زراعة الشعر؟

- تعتبر عمليات زراعة الشعر من الحلول الفعالة لحالات شتى من حالات تساقط الشعر، ومن هذه الحالات:

1- الرجال الذين يعانون من التساقط الوراثي الهرموني، حيث يتميز هذا النوع من الصلع بتساقط الشعر من مقدمة وأعلى الرأس.

2- النساء اللاتي لديهن تساقط الشعر ذو النمط الأنثوي الشكل.

3- المرضى الذين لديهم ندوب وصلع في فروة الرأس الناتج عن الحروق والحوادث.

4- الأشخاص الراغبون في زيادة كثافة شعر الحاجبين واللحى والشوارب وأيضا بالنسبة للراغبين في زيادة كثافة شعر رموش العينين.

خطوات رئيسية

* ما الخطوات التي تقومون بها أثناء عملية الزراعة؟

- عملية زراعة الشعر تعتبر من العمليات الجراحية الصغرى، حيث تجرى، عادة، تحت التخدير الموضعي وأحيانا نستخدم أدوية مهدئة إضافية تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد. يكون المريض يقظا، غير أنه قد يحس بالاسترخاء بسبب تأثير هذه الأدوية. وزراعة الشعر عادة تستغرق من 3 إلى 8 ساعات اعتمادا على عدد بصيلات الشعر المراد زراعتها.

وهناك 4 خطوات رئيسية لزراعة الشعر:

- أخذ قطعة من فروة الرأس (عادة ما تكون بعرض 1 سم وطول 15 سم) من مؤخرة الرأس (المنطقة المتبرعة). ولا يشعر المريض بألم وذلك لأن هذه المنطقة تكون تحت تأثير التخدير الموضعي. ثم تقفل المنطقة باستخدام خيوط أو دبابيس جراحية، وتلتئم المنطقة بسرعة وتزال هذه الخيوط بعد 7 أيام من العملية.

- تهيئة بصيلات الشعر المراد زراعتها وذلك باستخدام ميكروسكوب (مجهر) خاص، حيث تفصل هذه البصيلات بشكل منفرد (بصيلة.. بصيلة). وهذه المرحلة قد تأخذ عدة ساعات. وفي هذه الأثناء يكون المريض في غرفة العملية، وللاستفادة من وقته، قد يستمتع بمشاهدة التلفزيون أو بقراءة الكتب والمجلات.

- تهيئة المنطقة المستقبلة (عادة ما تكون منطقة مقدمة وأعلى الرأس)، كذلك تحت تأثير التخدير الموضعي نقوم بعمل أماكن لوضع بصيلات الشعر المراد زراعتها حيث تعمل ثقوب صغيرة جدا في الجلد باستخدام إبرة رفيعة.

- وضع بصيلات الشعر بشكل يحاكي المظهر الطبيعي، لا سيما في منطقة الخط الأمامي للرأس مع الأخذ في الاعتبار الاتجاه والزاوية التي يأخذها الشعر الطبيعي. بعد زراعة منطقة الخط الأمامي للرأس تزرع الوحدات الأكبر (التي عادة ما تتكون من بصيلتين إلى أربع بصيلات في كل وحدة شعر) في منطقة ما بعد الخط الأمامي في الرأس وذلك لزيادة كثافتها ولإضفاء الشكل والمظهر المطلوب. قد تحتاج هذه المنطقة إلى 1500 بصيلة أو أكثر للوصول للكثافة المطلوبة (طبعا يمكن عمل جلسات أكثر من مرة إذا استمر تساقط الشعر أو رغب الشخص في تكثيف الشعر أكثر).

في نهاية العملية يفحص الجراح مواضع الغرسات النهائية ومن ثم يضع ضمادة على فروة الرأس للمحافظة على بصيلات الشعر المزروعة، ثم يزود المريض بتعليمات عما يجب عليه اتباعه بعد العملية، ثم يذهب المريض إلى البيت في اليوم نفسه. وفي اليوم التالي يزال هذا الضماد وتغسل فروة الرأس وتنظف بشامبو خاص.

إرشادات ما بعد العملية

* ماذا يحدث عقب عملية زراعة الشعر؟ وما الإرشادات التي يجب على المريض اتباعها والعمل بها في هذه المرحلة؟

- كما أوضحنا سابقا، تعتبر عملية زراعة الشعر من العمليات الجراحية الصغرى، فهي آمنة ونادرا ما توجد مضاعفات لها؛ ومنها:

- حدوث التهابات في بصيلات الشعر، ولكن نسبة حدوثها هي نحو 1% وتعالج هذه الالتهابات بالمضادات الحيوية.

- ألم وتنميل في المنطقة المتبرعة في مؤخرة الرأس لذلك يعطى المريض مسكنا خفيفا حتى لا يشعر بأي انزعاج.

- قد تتشكل قشور صغيرة حول بصيلات الشعر ولكن تزول هذه القشور تدريجيا خلال أسبوع. لذلك ينصح المريض باستخدام كمادات وبخاخات لترطيب هذه المنطقة ومن ثم لتسريع إزالة هذه القشور.

- قد يلاحظ المريض في اليوم الثالث بعد العملية تورما خفيفا في منطقة الجبهة وذلك نتيجة لتجمع السوائل تحت الجلد. ويختفي هذا الانتفاخ خلال أيام قليلة. لذلك ينصح المريض في الأيام الأولى بعد الزراعة بأن يكون مستوى رأسه أعلى من مستوى الجسم خلال النوم.

* ماذا عن نتائج العملية.. وهل تختلف من شخص لآخر؟

- يبدأ الشعر المزروع في النمو ويلاحظ ذلك من 3 - 4 أشهر بعد الزراعة ويستمر بالنمو مدى الحياة. وتختلف نتائج زراعة الشعر وفقا لعدة عوامل منها: مرحلة الصلع أو شدة تساقط الشعر وكمية الشعر المزروع. تعطي العملية نتيجة جيدة كلما كانت درجة الصلع شديدة حيث يتم فيها استكمال عناصر الوجه التكوينية وذلك بتجديد الخط العلوي للوجه مما يساعد بالتالي على إعطاء الشخص منظر جماليا أفضل ويساعد على إظهار الشخص بعمره الحقيقي بدلا من المظهر المتقدم في العمر بوجود الصلع، بالمقارنة مع الطرق الأخرى، فإن زراعة بصيلات الشعر تعطي منظرا طبيعيا للغاية، وذلك لمراعاتها التركيب الطبيعي للشعر والتدرج في الكثافة اعتبارا من الجبهة وحتى قمة الرأس، بهذا أصبح من الصعب على الإنسان العادي معرفة ما إذا كان الشخص الذي أمامه قد أجرى عملية زراعة للشعر أم لا.

* هل هناك تعليمات خاصة للعناية بالشعر بعد عملية الزراعة؟

- في هذه المرحلة من المهم أن يتعامل المريض مع فروة رأسه بلطف مع الحرص على عدم فرك المنطقة، لا سيما في أول 10 أيام بعد الزراعة. يبدأ المريض في اليوم الثاني بعد الزراعة باستخدام شامبو خاص للشعر. أثناء غسل الشعر يجب عدم تعريض الشعر لتيار قوي من المياه ولكن يفضل غسل الشعر بالماء ولكن بشكل غير مباشر لتيار الماء. ثم يترك الشعر يجف تدريجيا، حيث يفضل تجنب استعمال مجففات الشعر في الأسبوع الأول بعد العملية. بعد 7 - 10 أيام من الزراعة يمكن العودة للشامبو العادي ووضع جل وبخاخات الشعر وكذلك استخدام مجففات الشعر.

* متى يستطيع المريض مزاولة النشاط البدني وممارسة الرياضة؟

- يفضل تجنب النشاط البدني لمدة 7 أيام بعد العملية ويمكن استئناف جميع أنواع الرياضة بعد أسبوعين من الزراعة.

طرق جديدة

* ما الطرق الأخرى لعمليات زراعة الشعر؟

- من الطرق الجديدة لزراعة الشعر عملية استئصال وزراعة البصيلات الفردية (Follicular Unit Extraction (FUE)). وفي هذه الطريقة تؤخذ بصيلات الشعر بشكل انفرادي (بصيلة.. بصيلة) من المنطقة المتبرعة ومن ثم تزرع في المنطقة المستقبلة (مقدمة وأعلى الرأس غالبا). من مميزات هذه الطريقة ما يلي:

عدم حدوث الندبة التي على شكل خط والتي تحدثنا عنها، وإنما تكون هناك ندبات صغيرة جدا لا تلاحظ حتى وإن حلق المريض رأسه كاملا لا يمكن إدراكها.

إمكانية أخذ الشعر من مناطق أخرى من الجسم غير الرأس (مثل الصدر).

أقل ألما من الطريقة العادية.

* ما العلاجات المستقبلية والأبحاث الجارية في مجال زراعة الشعر؟

- من الأبحاث الحديثة، عملية استنساخ خلايا بصيلات الشعر لإنتاج بصيلات شعر جديدة، وهذه الطريقة تتم عن طريق الهندسة الوراثية وذلك بأخذ خلية ووضعها في محلول غذائي يساعد على تكاثرها لتصبح مئات الخلايا. مع أن هناك تقدما حثيثا في هذا المجال الحيوي الخصب، لكن هذه الطريقة ما زالت في طور البحث في المختبرات الطبية.

* ما النصائح التي توجهها؟

هذه نصائح عامة أحب أن أذكر بها:

- يجب على المريض التعرف على طريقة العملية الجراحية وعلى تفاصيلها قبل يوم العملية.

- يجب إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها المريض، لا سيما الأسبرين والأدوية المسيلة للدم مثل الوارفرين وكذلك فيتامين E.

- على المريض عدم إهمال العلاج الطبي بعد زراعة الشعر.

- الحرص على العناية بالشعر المزروع ومتابعة الطبيب الذي أجرى العملية.

- يجب على المريض عدم العبث في الشعر المزروع مباشرة بعد العملية، وأخذ قسط من الراحة وتناول المسكنات التي يصفها الطبيب.


أخبار مرتبطة