تاريخ النشر 8 ديسمبر 2016     بواسطة الدكتور محمد عبدالله ال جعفر     المشاهدات 201

إدمان الكحول

إدمانُ الكحول أو معاقرةُ الكحول alcohol misuse هو شربُه بشكلٍ مفرِط، وذلك عندما يتجاوز ذلك حداً معيَّناً من الوحدات. ويُقاس تناولُ الكحول بالوحدات units. وتعادل الوحدةُ من الكحول 10 ميليلترات (مل) من الكحول الصِّرف. ويختلف ذلك باختلاف نوع المشروب الكحولي؛ فمثلاً، تحتوي زجاجةٌ صغيرة من الخمر أو
 النبيذ (25 مل) على 1.5 وحدة من الكحول.
تبدأ المخاطرُ الكبيرة عندَ شرب أكثر من 14 وحدة من الكحول أسبوعياً.
يشير شربُ الكحول الدوريّ أو المنتظَم إلى تناوله بشكلٍ مستمرٍّ تقريباً. ويزداد خطرُ ذلك على الصحَّة بزيادة تناوله المنتظَم.
مخاطرُ معاقرة الكحول
على المدى القَصير
تشتمل مخاطرُ معاقرة الكحول على ما يلي:
الحوادث والإصابات التي تحتاج إلى المعالجة، مثل إصابة الرأس.
السلوك العنيف أو التعرُّض للعنف.
الانفلات الجنسي الذي يمكن أن يؤدِّي إلى عواقب غير محمودة.
فقدان المقتَنيات الشخصيَّة، مثل المحفظة أو المفاتيح أو جهاز الجوَّال.
الانسمام الكحولي، حيث قد يؤدِّي إلى التقيُّؤ والاختلاجات وفقدان الوعي.
يكون الأشخاصُ الذي يشربون الكحول بإفراط دفعةً واحدة binge drink أكثرَ عرضةً إلى بتهوُّر، كما يزيد تعرُّضُهم للحوادث.
على المدى الطويل
تزيد المعاقرةُ المستمرَّة للكحول من احتمال الإصابة بمشاكل صحِّية خطيرة، بما في ذلك:
مرض القلب.
السَّكتة.
مرض الكبد.
سرطان الكبد وسرطان الأمعاء.
سرطان الفم.
التهاب البنكرياس.
وبالإضافة إلى التسبُّب في مشاكلَ صحِّيةٍ خطيرة، يمكن أن تؤدِّي معاقرةُ الكحول المزمنة إلى مشاكل اجتماعيَّة، مثل البطالة والطلاق والاضطهاد المنزلي والتشرُّد.
إذا فقدَ الشخصُ السيطرةَ على معاقرته للكحول، وأصبحت لديه رغبةٌ عارمة بالشرب، يُدعى ذلك إدمان الكحول أو الكحوليَّة alcoholism.
تؤثِّر الكحوليَّةُ في نوعيَّة حياة المدمِن وعلاقاته عادةً، ولكنَّ الكثيرَ من المدمِنين لا يدركون خطورةَ ذلك. وقد يصل الأمرُ إلى تناول كمِّياتٍ كبيرة من الكحول مع مرور الوقت، مع أنَّ هذه الكمِّياتِ ربما تؤدِّي إلى وفاة الشخص الذي يشربها لأوَّل مرَّة.
يعاني المصابُ بالكحوليَّة من أعراض سحب withdrawal symptoms، جسديَّة ونفسيَّة، إذا توقَّف فجأةً عن تناول الكحول، بما في ذلك:
ارتعاش اليدين.
التعرُّق.
رؤية أشياء لا وجودَ لها (هلوسات بصريَّة visual hallucinations).
الاكتئاب.
القلق.
صعوبة النوم (الأرق).
ولذلك، لابدَّ من التدرُّج في الامتناع عن شرب الكحول للتخلُّص من الإدمان.
المؤشِّرات على إدمان الكحول
شعور الشخص بأنَّه ينبغي عليه التوقُّف عن الشرب.
انتقاد الآخرين للشخص المدمِن.
الشعور بالذنب أو ما شابه ذلك.
شعور الشخص بالحاجة إلى الشرب في الصباح قبلَ أيِّ شيء للمحافظة على التوازن والانضباط.
عدم قدرة الشخص على تذكُّر ما حدث له في الليلة السابقة بسبب شرب الكحول.
نسيان الشخص لما هو مطلوب منه القيام به نتيجة الشرب، مثل نسيان المواعيد أو العمل.
طلب المساعدة
إذا شعر الشخصُ المدمِن أو من يحيطون به بالقلق من حالته الإدمانيَّة، فأوَّلُ خطوة في الاتجاه الصحيح هي زيارة الطبيب الذي سيناقش الخدمات والمعالجات المتاحة. وهناك عددٌ من الاختبارات التي يمكنها كشف مستوى الإدمان.
معالجةُ الكحوليَّة
تعتمد المعالجةُ على مقدار ما يشربه الشخصُ من الكحول، حيث تشتمل خياراتُ المعالجة على ما يلي:
أخذ المشورة، بما في ذلك اللجوءُ إلى الجهات الداعمة والاستفادة من المعالجة بالكلام مثل المعالجة السلوكيَّة المعرفيَّة cognitive behavioural therapy (CBT).
الأدوية.
نزع الانسمام الكحولي detoxification ، ويقوم ذلك على وجود ممرِّضة أو طبيب يساعدان المريضَ على التوقُّف عن شرب الكحول، ويمكن أن يكونَ ذلك ببطء او عن طريق إعطاء أدوية للوقاية من أعراض السحب.
هناك نوعان رئيسيَّان من الأدوية التي تساعد المدمنين على التوقُّف عن شرب الكحول: الأوَّل يساعد على الوقاية من أعراض السحب، وهو يُعطى بجرعاتٍ متناقصة خلال فترةٍ زمنية قصيرة، وأكثرُ هذه الأدوية استعمالاً كلورديازابوكسيد chlordiazapoxide (ليبريوم Librium).
أمَّا الدواءُ الثاني فهو يعمل على الحدِّ من أي شعور بالغضب بسبب الميل للشرب، وأكثر هذا النوع استعمالاً دواء أكامبرُوسات acamprosate ونالتريكسون naltrexone. وكلا هذين الدواءين يُعطيان بجرعةٍ ثابتة، ويستمر إعطاء الدواء 6-12 شهراً عادةً.
الكحول والحمل
ينبغي أن تتجنَّبَ الحوامل بشكلٍ خاص تناولَ الكحول، حيث يمكن أن يؤدِّي ذلك إلى ضرر للطفل على المدى البعيد، ويزداد هذا الخطرُ بزيادة الكمِّية المتناولة. كما يؤثِّر تناول الكحول عندَ الرجال في جودة النطاف وسلامتها.


أخبار مرتبطة