تاريخ النشر 9 ديسمبر 2016     بواسطة الدكتور علي سالم الكاف     المشاهدات 201

الزَّرَق (ارتفاع ضغط العين)

الزَّرَقُ glaucoma هو حالةٌ قد تؤثِّر في الرؤية، وتنجم عن تزايد الضغط داخل العين. يُصيب الزرقُ كلتا العينين غالباً، ويكون بدرجاتٍ مختلفة عادةً. وقد يكون ظهورُ الزرق في إحدى العينين أسرعَ من العين الأخرى. تحتوي مقلةُ العين eyeball على سائلٍ يُسمَّى الخِلط المائي aqueous humour، حيث تقوم العينُ
 بإنتاجه باستمرار، دون حدوث أيِّ تسرُّبٍ منه عبرَ القنوات.
يحدث الزرقُ عندَ عدم تمكُّن السائل من الجريان بشكلٍ صحيح، ممَّا يؤدِّي إلى تزايد الضغط، وهذا ما يُعرَفُ  بضغط باطن العين intraocular pressure.
قد يؤدِّي هذا إلى إلحاق الضرر بالعصب البصري optic nerve (الذي يصل العينَ بالدماغ) والألياف العصبيَّة للشبكيَّة retina (النسيج العصبيّ الحسَّاس للضوء التي يُبطِّن الجزءَ الخلفي من العين).
أنواع الزَّرق
توجد أربعةُ أنواع رئيسيَّة للزرق:
الزرق المزمن مفتوح الزاويةchronic - open-angle glaucoma: وهذا هو النوعُ الأكثر شيوعاً من الزرق، وهو يتحدث ببطءٍ شديد.
الزرق المغلق الزاوية الأوَّلي primary angle-closure glaucoma: وهو حالةٌ نادرة يمكن أن تحدثَ ببطء (زرق مزمن) أو أنَّها قد تحدث بسرعة (زرق حادّ) مع ازدياد ضغط العين بشكلٍ مفاجئ ومؤلم.
·       الزرق الثانوي secondary glaucoma: تحدث هذه الحالةُ بشكلٍ رئيسي نتيجة إصابة عينية أو حدوث حالة أخرى في العين، مثل التهاب عنبيَّة العين uveitis (التهاب الطبقة الوسطى من العين).
الزَّرَق النَّمائي developmental glaucoma (الزرق الخِلقي congenital glaucoma): وهو نوعٌ نادرٌ، ويكون خطيراً في بعض الأحيان، ويُصيبُ الأطفالَ الصغارَ جداً، وينجم عن وجود شذوذ في العين.
علاج الزرق
يمكن علاجُ الزرق باستعمال القطرات العينية أو العلاج بالليزر أو الجراحة. ومن الضروري تشخيصُ الحالة مبكِّراً، لأنَّ حدوثَ أيَّ ضررٍ في العين لا يمكن إصلاحُه. ويهدف العلاجُ إلى السيطرة على الحالة، وتقليل الضرر في المستقبل.
إذا أُهملَ علاجُ الزرق فإنَّه قد يتسبَّب بحدوث ضعفٍ في البصر. ولكن إذا شُخِّصت الحالةُ وعُولجت في وقت مبكِّرٍ، فيمكن أن تكونَ الوقاية من حدوث ضررٍ في الرؤية أفضل.
الوقاية من الزرق
تعدُّ مراجعةُ طبيب العيون بانتظام مفيدةً للتأكُّد من عدم وجود أيَّة علامةٍ للإصابة بالزرق، أو كشفها وعلاجها مبكِّراً في حال وجودها.
مدى انتشار الزرق
قد لا يعلم الكثيرُ من الناس أنَّهم مصابون بهذه الحالة؛ حيث تصل نسبة الإصابة بالزرق المزمن مفتوح الزاوية في بعض البلدان إلى 2% من الأشخاص الذين تجاوزت أعمارُهم 40 عاماً، وإلى حوالي 5% عند الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 80 عاماً.
كما أنَّ خطرَ الزرق المفتوح الزاوية يزداد عند الأشخاص من أصولٍ سوداء أفريقية أو سوداء كاريبية.
تكون بعضُ أنواع الزرق، كالزرق المغلَق الزاوية الحاد، قليلةَ الانتشار؛ إلاَّ أنَّ الأشخاصَ من أصولٍ آسيوية يكونون أكثرَ عُرضةً لخطر الإصابة بهذا النوع من الزرق، مقارنةً بالمجموعات العرقيَّة الأخرى.


أخبار مرتبطة