تاريخ النشر 24 مايو 2016     بواسطة الدكتورة ايمان مناجي اشقر     المشاهدات 201

إيمان أشقر طبيبة يسكن قلبها الشعر والألوان

صحيفة مكة: خالد ربيع - جدة تربت في حواري جدة العريقة، وتخرجت في مدارسها وجامعتها العتيدة، عاشت مع أسرة علمتها أن السعادة تكمن في مرضاة الرب، وأن إسعاد الناس في تخفيف آلامهم، وعندما تخصصت في طب القلب كرست اهتمامها في مساعدة المرضى للعودة بهم لحياتهم الطبيعية، حتى إن وزارة الصحة اختارتها منذ ثل
اثة عقود لتكون استشارية أمراض القلب في مستشفى منى العام إبان مواسم الحج.

استشارية القلب بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتورة إيمان أشقر سمعت القافية ونظم الشعر من أمها وجدتها، وأخذت من والدها محبة الكتابة والقراءة، وجعلتها مهنتها قريبة من أنين المرضى ومعاناتهم، فكان وجدانها يدفعها بأن تسطر ما تعيشه حروفا وقافية، وتبث نزيف الوجع والحرمان على الورق.

تؤكد دائما في أحاديثها أن سلوكيات الحياة المعاصرة لها دور مباشر في تسارع وتيرة زيادة أمراض القلب، كالتدخين والوجبات السريعة والأكل في المطاعم في غياب الوعي بالأضرار على الصحة، لذا كرست حيزا كبيرا من جهودها في توعية المجتمع بأخطار تلك السلوكيات، وفي عدم فهم إيجابية الرياضة على صحة القلب.

أشقر رغم انغماسها في الشعر والقراءة لا ترى نفسها بحرفة أدبية ولا بوظيفة شاعرة، ولم تبحث عن لقب أدبي أو اعتبار نقدي، فكل ما يشغلها أن تتذوق جمال الكلمة وتنقل ما عايشته عبر مهنتها، ليكون جزءا في مداواة مرضاها، ففاض قلمها وسجلت مشاعرها بخواطر شعرية تمثلها وتترجم أحاسيسها.

لها علاقة وثيقة بالفن التشكيلي، فهي من الزائرات المداومات على تتبع معارض الفن التشكيلي في جدة، وفي أية دولة تسافر لها بحكم عملها، فتقتنص بعض الوقت للزيارة والاستمتاع باللون والتكوين الفني عبر الريشة، وتقول عن ذلك: من أجمل ما يتاح لي أن أزور معرضا أو متحفا فنيا، وأرى في كل عمل فني ما يدعوني ويشدني للوقوف على مضامينه وجمالياته، لذلك أحرص كلما سمح لي الوقت على زيارة المعارض والغوص في مكنوناتها.

أصدرت ثلاث مجموعات شعرية: «كحلي والخضاب»، «عزف منفرد»، «بنت لال»، وكانت المجموعة الأخيرة باللهجة العامية الحجازية، حيث عادت بها إلى أجواء حارتها وعادتها وسحر الحياة فيها قبل خمسين سنة. تقول: مجموعة «بنت لال» هي ذاكرة إيمان الصغيرة (بنت حارة الكندرة)، ونحن أربع شقيقات نحب لعبة الورق (الكوتشينة) فاعتبرت نفسي بنت اللال التي تجمل رمز القلب، كنت أكتب وأنا أرى جدي وجدتي وأمي، وكم بكيت وأنا أكتب نصوصها، لأني كنت أراهم وأسمعهم في كل حرف أكتبه عنهم.

لا تقتحم المشهد الثقافي باعتبارها أديبة أو شاعرة، وتعتبر أن له قائمين عليه، والمشاركة في هذا المشهد تحتاج للكثير لكي يرحب بك بينهم، ولا تعرف كيف يكون التقييم ومن القائمين عليه.. تقول: حاولت كثيرا الدخول إلى كل النوادي الأدبية، ولكن من الواضح أني لا أحمل ما يؤهلني للدخول معهم.


أخبار مرتبطة