تاريخ النشر 20 ديسمبر 2016     بواسطة البروفيسور ليلى العياضي     المشاهدات 201

افتتاح أول مركز مجاني على مستوى الشرق الأوسط لعلاج

التوحد في الرياض تفتتح كلية الطب في جامعة الملك سعود في الرياض المركز المجاني الأول على مستوى الشرق الأوسط لعلاج أمراض التوحد، وذلك نظرا للانتشار السريع لإعاقه التوحد على المستوى المحلي الذي يبلغ عددها 120 ألف طفل في الرياض وجدة والشرقية مع انعدام وجود المراكز الحكومية السعودية المتخصصة التي ت
قدم الخدمات دون مقابل مادي، ما أتاح فرص الاستغلال المادي لأسرهم من قبل مستثمرين وأشخاص يدعون التخصص في هذا المجال. وأكدت لـ "الاقتصادية" الدكتورة ليلى يوسف العياضي مديرة المركز الجامعي لأبحاث وعلاج التوحد أستاذ مشارك واستشارية الفسيولوجيا العصبية التشخيصية أن العالم العربي عموما والسعودي بشكل خاص يفتقد وجود مراكز حكومية صحية مجانية متخصصة تعمل على تقديم خدمات التشخيص والعلاج لهذه الفئة من المجتمع، واستغلت هذه الفجوة من قبل أشخاص مستثمرين يدعون التخصص في هذا المجال، وذلك إما عن طريق إنشاء مراكز أهليه تقدم خدمات متواضعة بأسعار خيالية أو من خلال إنشاء مراكز خاصة تثقل كاهل الأهل من الناحية المادية، ما يجعل أسر التوحديين يقعون في بعض الأحيان عرضة للنصب والاحتيال خلال رحلة الأمل للعثور على رعاية خاصة مفيدة لطفلهم، مشددة على أن ما يزيد من أهمية إنشاء هذا المركز هو اختلاف التركيبة الجينية لأطفالنا عن أطفال الغرب وهذا ما يفسر عدم استجابة أطفالنا لبعض التدخلات العلاجية الناجحة في الغرب. ويخضع الطفل المصاب بالتوحد من خلال هذا المركز لعدد من الفحوص منها الفحوص الروتينية مثل (فحص وظائف الكبد والكلية ومسح كامل لخلايا الدم) وعمل مخطط للمخ EEG ومخطط للسمع Auditory Evoked Potential وفحص مستوى المعادن الثقيلة والعناصر النادرة بالجسم (الدم والبول) وفحص لمستوى casipeptides & glutapeptide في البول للتأكد من وجود حساسية ضد الجلوتين والكازين، إضافة إلى فحص الفطريات والفيروسات في البراز وفحص مستوى الأحماض الأمينية في الدم، نسبة الفيتامينات في الدم ومستوى الإجهاد التأكسدي في الجسم. وأشارت إلى أن اللغة والتواصل الاجتماعي يتحسنان لدى هذه الفئة من الأطفال إذا ما تم التعامل معهم بالصورة الصحيحة وتلقيهم للرعاية الجيدة عكسهم في ذلك الأطفال المصابون مثلا بالشلل الدماغي الذين لا أمل من تحسنهم أو شفائهم, ولكنهم في الوقت نفسه يتلقون كل الرعاية التي يحتاجون إليها ولكن من المؤسف جدا أنه لا توجد أي خدمات منظمة مفيدة تقدم لهؤلاء الفئة (التوحد) من المجتمع، سواء في السعودية أو العالم العربي بأسره. ويهدف المركز الذي يعمل فيه 26 موظفا ما بين أطباء وفنيين وتخصصات أخرى إلى علاج المصابين بحالات طيف التوحد عن طريق التدخلات الطبية الكيماوية الحيوية التي أعطت الكثير من النتائج الناجحة في المراكز المتخصصة في أمريكا، إضافة إلى توفير عدد من المختبرات كالمختبر المتخصص للكشف عن حالات طيف التوحد المحتمل احتواؤها على خلل كيماوي حيوي في الجسم ووحدة للعلاج بالأكسجين تحت الضغط المنخفض متخصصة لعلاج هذه الحالات التي تعد الأولى من نوعها على مستوى منطقه الرياض، ومختبر خاص لعلاج حساسية السمع المفرطة لدى فئة طيف التوحد بالعلاج السمعي التداخلي Auditory Integration Therapy وآخر متخصص بالفحوص الفسيولوجية العصبية مثل تخطيط المخ والتخطيط المثار للسمع والبصر، إضافة إلى إنشاء وحدة تدريبية لطلاب وطالبات جامعة الملك سعود من كليات الطب والعلوم الطبية وكليه التربية قسم التربية الخاصة وكلية الآداب قسم علم النفس وقسم الخدمة الاجتماعية، كما يمكن التوسع بها لاستقبال طلاب وطالبات الجامعات السعودية الأخرى وغيرها.
وعددت الدكتورة ليلى العياضي الحالات التي يمكن من خلالها الاستدلال على الخلل الموجود في الجسم، وبالتالي إصلاحها للحصول على نتيجة إيجابية في تحسن سلوكيات الطفل التوحدي عن طريق زيادة المعادن الثقيلة في الجسم (مثل الزئبق والرصاص والألمونيوم الكادميم) التي تؤدي إلى الكآبة وخلل في نمو المخ والأعصاب كآبة, صعوبات التعلم, أعراض عصبية, زيادة نشاط, خلل في امتصاص بعض الفيتامينات, خلل في آلية عمل العمليات الحيوية في الجسم, إنتاج الأجسام المضادة الذاتية ضد المخ والأعصاب, قتل بعض خلايا المخ, خلل في إنتاج الغلاف العصبي. في هذه الحالة من الممكن أن يستفيد هؤلاء من عمليه إزالة السموم من الجسم وتنقيته وهي عمليه تحتاج إلى إشراف طبي وفحوص دورية للتأكد من سلامة الكبد والكليتين ونقص مستوى المعادن النادرة في الجسم, والتي تؤثر في آلية عمل الجسم الحيوية ونقص في بروتينات المخ مثل الأوكسيتوسن والفاسوبرسين والخلل في جهاز المناعة بسبب التعرض المزمن للعدوى (الفيروسية, البكتيرية, الفطريات) وفي هذه الحالة من الممكن أن يتحسن الطفل بالمضادات الحيوية المناسبة والأدوية الأخرى المدعمة لعمل الجهاز المناعي بالجسم، إضافة إلى الحساسية ضد مادة الجلوتين الموجودة في القمح ومشتقاته أو الكازين الموجودة في الحليب ومشتقاته, الذي يؤدي إلى إنتاج مادة الجلوتابيبتيد أو الكازيبييتيد والتي تؤثر في بعض المستقبلات في المخ، وبالتالي إلى ظهور بعض أعراض التوحد، كما يمكن الكشف عن هذا المرض من خلال الحساسية المفرطة للمؤثرات الحسية وخاصة الصوت، وبالتالي يحدث ما يشبه التشويش الكامل في المخ وعدم القدرة على التركيز والرفرفة وسلوكيات غريبة. يستفيد هؤلاء وبشدة من العلاج التداخلي الحسي Sensory Integration Therapy. والتوحد ـ وفقا للعياضي ـ هو حالة من حالات الإعاقة التي لها تطوراتها، وتعوق بشكل كبير طريقة استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها. كما أنها تؤدي إلي مشكلات في اتصال الفرد بمن حوله، واضطرابات في اكتساب مهارات التعلم والسلوك الاجتماعي. وتظهر إعاقة التوحد بشكل نمطي خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، كما تفوق نسبة إصابة الصبية أربع مرات نسبة إصابة البنات وتنتشر في جميع بلدان العالم وبين كل العائلات بجميع طوائفها العرقية والاجتماعية من الممكن جعل هذه الفئة من المجتمع فئة فاعلة ذات فائدة , فلا يوجد إهدار في أموال الدولة إذا ما تم التعامل معهم وعلاجهم بالطريقة المناسبة, بعكس الإعاقات الأخرى وتظهر الدراسات الحديثة أن التوحد ينتشر بنسبة طفل في كل 166 طفل في العالم.


أخبار مرتبطة