تاريخ النشر 4 فبراير 2017     بواسطة الدكتور احمد عبدالله النعمي     المشاهدات 201

العلاج بالصدمة الكهربائية

‎(العلاج بالصدمة الكهربائية (ع ص ك Electro-convulsive Therapy (ECT) كيفية إعطاءها س- ما هو(العلاج بالصدمة الكهربائية)؟ (العلاج بالصدمة الكهربائية) يُستعمل في علاج الأمراض النفسية الشديدة. طُوّر هذا العلاج سنة 1930 واُستعمل على نطاق واسع خلال فترة الخمسينيات و الستينيات من القرن الماض
ي في حالات مختلفة, 

س- كيف يُعطى (العلاج بالصدمة الكهربائية)
طريقة لجعل الشخص يدخل في نوبة إختلاجية و هذه النوبة ضرورية لكي يعمل العلاج. نحصل على هذه النوبة الإختلاجية من خلال تمرير تيار كهربائي عبر دماغ المريض بطريقة مبرمجة بعناية من الألة الخاصة بالعلاج. يمكن إعطاء هذا التيار لكامل الدماغ ( ثنائي) او بجهة واحدة(أحادي). النوبة التي تحصل تشبه كثيراً النوبات التي تحدث عند بعض أنواع مرضى الصرع لكن النوبة التي يحدثها العلاج تتم تحت ظروف مراقبة جداً. إنّه بحد ذاته لا يسبب الصرع.
 
يُخدّر المريض قبل العلاج كما يحصل بالعمليات الجراحية و يُعطى أيضا مرخي العضلات لجعل تأثيرات النوبة الإختلاجية على الجسم أقل ما يمكن. يعمل فريق ع ص ك لإيجاد الجرعة الكهربائية اللازمة لإحداث نوبة إختلاجية تدوم بين 10 الى 50 ثانية.
 
يُعطي طبيب التخدير المتمرّس المادة المخدرة و يراقب قلب المريض و ضغطه و تنفسه و نسبة الأكسجين الخ.. ما دام المريض نائماً بتأثير المخدر. هناك بعض الأقسام التي تراقب موجات الدماغ خلال النوبة الأختلاجية بإستعمال ألة تخطيط الدماغ الكهربائي. يبقى المريض غائباً عن الوعي لحوالي 5 دقائق لكن قد تطول المدة ليستفيق المريض من تأثير المخدر بشكل كامل. يُعطى العلاج عادة مرتين بالإسبوع..
 
س-  أين يتم إعطاء ع ص ك؟
ع ص ك يجب أن يُعطى دائما في جناح مخصص لهذا الغرض. يجب أن يحتوي هذا الجناح على أماكن منفصلة للإنتظار و العلاج و مرحلة الأستيقاظ من المخدر و العودة الى الوعي الكامل قبل مغادرة الجناح. يجب أيضا أن يكون هناك عدد كافي من الموظفين المُدرّبين للعناية بالمرضى خلال فترة بقائهم في القسم
 
س- ماذا يحدث خلال ع ص ك؟
يصل المريض الذي سيُعطى ع ص ك  إلى جناح العلاج برفقة الممرضة ذات الخبرة و التي تكون قادرة على شرح ما سيحدث للمريض و الكثير من أجنحة ع ص ك لا يمانعون أن يرافق المريض بعض أفراد عائلته.  يُستقبل المريض من قبل الموظفين فى جناح ع ص ك و يُجرى له فحص سريري روتيني في حال لم يُجرى له هذا الفحص بعد. يتأكد الموظفون أيضاً من أنّ المريض لا يزال موافق على تلقي العلاج و يكونون جاهزين للإجابة عن أي تساؤل لدى المريض.
 
عندما يصبح المريض جاهزاً تأخذه الممرضة إلى غرفة المعالجة و تساعده بالإستلقاء على النقالة, ثم يُوصل طبيب التخدير أجهزة المراقبة بالمريض لفحص ضغط الدم و سرعة القلب و مستوى الأكسجين الخ.. ربما يتم وصل المريض أيضاً بجهاز تخطيط الدماغ الكهربائي لفحص موجات الدماغ (و هي طريقة لقياس نشاط الدماغ الطبيعي). يتم إدخال الإبرة عادة  في وريد صغير على ظهر اليد حيث يُعطي طبيب التخدير من خلاله الدواء المخدر و حالما ينام المريض يُعطى أيضا مرخي العضلات. يقوم طبيب التخدير بإعطاء المريض الاكسجين للتنفس في الوقت الذي يدخل فيه المريض مرحلة النوم. عندما يصبح المريض في مرحلة النوم و الإسترخاء التام يقوم الطبيب عندها بإعطاء العلاج. يزول تأثير مرخي العضلات بسرعة(خلال دقيقتين تقريبا) و حين يتأكد طبيب التخدير أن المريض بدأ بالإستيقاظ يُنقل إلى  غرفة المراقبة حيث يراقب من قبل الممرضة حتى يستفيق المريض تماماُ.
 
تحتوي معضم أجنحة  ع ص ك على غرفة مجاورة لإعطاء بعض المشروبات. يغادر المريض جناح المعالجة عندما يصبح جاهزا و أنّ جميع أعضاء الفريق قد تأكدوا أنّ المريض على ما يُرام. يأخذ هذا الأجراء حوالي نصف ساعة لإكماله.
 
س- ما الفرق بين ع ص ك الثنائي والأحادي الجانب؟
في النوع الثنائي الجانب يتم تمرير التيار الكهربائي عبر كامل الدماغ بينما في الأحادي الجانب يتم تمرير التيار عبر جانب واحد فقط. كِلا الطريقتين تسبب نوبة إختلاجية في كامل الدماغ.
 
على الرغم من إجراء العديد من الأبحاث فإنّه من غير الواضح أي النوعين هو الأفضل. العلاج الثنائي الجانب يعمل بسرعة و فعالية و لكن يبدو أنّ هذا النوع يسبب أعراض جانبية أكثر. ع ص ك الأحادي يسبب أعراض جانبية أقل لكن قد لا يكون بنفس الفعالية و إجراء هذا النوع بدقة هو أصعب من الثنائي الجانب.
 
بعض العيادات تبدأ أحيانا بإعطاء جلسات ثنائية الجانب ثمّ تغيّر إلى أحادية الجانب إذا عانى المريض من أعراض جانبية. و أحيانا أخرى ربما يُبدأ بالاحادي ثم يًستبدل بثنائي الجانب إذا لم يتحسّن المريض.
أختيار العلاج ثنائي أم أحادي الجانب يعتمد على حاجة و رغبة المريض و رأي الطبيب و مهارات الفريق المعالج.
 
س- ما هو عدد المرات التي يُعطى فيها ع ص ك؟
معظم المراكز تعطي ع ص ك مرتين بالاسبوع غالبا يومي الاثنين و الخميس أو الثلاثاء و الجمعة. من المستحيل التنبؤ بعدد الجلسات التي سيحتاجها مريض معين, لكن بشكل عام نحتاج لإعطاء جلستين أو ثلاثة قبل أن نرى أي إستجابة و يبدأ المريض بالتحسن بعد أربع إلى خمس جلسات. بعض الذين يخضعون للعلاج يقولون أنّ الآخرين يخبرونهم أنهم يبدون أحسن قبل أن يشعروا بذلك أنفسهم. بالمعدل العام يمتد العلاج عادة بين 6 إلى 8 جلسات لكن أحياناً قد نحتاج لإعطاء 12 جلسة. إذا لم يُبدي المريض أي استجابة بعد 12 جلسة فإنّ من غير المحتمل أنّ ع ص ك سوف يساعد المريض.
 
يتوجب على الطبيب معاينة المريض بعد كل جلسة علاج و أن يُعرض على الإستشاري بعد كل جلستين لمراقبة الوضع. يجب إيقاف ع ص ك حالما يتعافى المريض أو عندما يسحب المريض موافقته على العلاج.
 
س- ماذا يحدث بعد ع ص ك؟
حتى عندما يجده المريض فعّالا فإنّ ع ص ك هو جزء من المعالجة ككل. يمكن لهذا العلاج تخفيف عبء المشاكل بحيث أنّ المريض يصبح أكثر قدرة على التفكير بالاسباب التي أدّت الى مرضه. من المُؤمّل عندها أن المريض يأخذ خطوات للإستمرار بعملية الشفاء و ربما إيجاد طرق لتجنب الوضع الذي أدى لحدوث المرض. العلاج النفسي و التكلم مع المريض ربما يساعد و هناك العديد من المرضى الذين يجدون طرقهم الخاصة لتحسين و مساعدة أنفسهم. عادة ما نحتاج للأدوية للمحافظة على فوائد العلاج. من المؤكد أن الذين يطبق لهم ع ص ك ثم لا يأخذون الأشكال الأخرى من المساعدة و العلاج يكون لديهم خطورة عالية من إنتكاس المرض بسرعة.
 
س- ماذا يحدث إذا رفضت هذا االعلاج؟
إذا كنت ترفض ع ص ك بشدة فيتوجب عليك أن تخبر الأشخاص ذات الصلة بالموضوع, و هذا يتضمن الأطباء و الممرضين الذي يعتنون بك و أيضا أصدقائك و عائلتك و الأشخاص المؤيدين الذين بإمكانهم التحدث بالنيابة عنك. يتوجب على الطبيب أن يأخذ وجهة نظرك بالإعتبار عندما يقرر نوعية العلاج. إذا أبديت رغبتك بوضوح أنك لا تريد ع ص ك فإنّه لن يُعطى لك.
 
س- كيف أعرف أنّ ع ص ك أعطي لي بالطريقة الصحيحة؟
وضعت الكلية الملكية للأطباء النفسيين هيئة لإجازة و إعتماد ع ص ك لتوفير تقييم مستقل لنوعية خدمات ع ص ك.تضع هذه الهيئة معايير عالية جداً لكيفية إعطاء العلاج و تقوم بزيارة كل الأقسام التي أجيزت من قبلها. يتكون الفريق الزائر من أطباء نفسيين و أطباء تخدير و ممرضين و أشخاص عاديين. تُنشر النتائج التي وُجدت و هذا يوفر ملتقى للإستفادة من التطبيقات السريرية الأفضل. العضوية في قسم الإعتماد هذا غير إلزامية و القسم الذي سيعطيك العلاج سوف يخبرك إذا كانوا مجازين من قبل هذه الهيئة أم لا و نتائج أحدث تقرير لهم و من الشخص الذي بإمكانك التحدث إليه إذا كانت لديك مخاوف من أنّ القسم الذي ستعالج به لم يتم تقييمه.
 
 إيجابيات و سلبيات ع ص ك
 
س- مَن يمكنه الإستفادة من ع ص ك؟
المنظمة الوطنية للجودة السريرية تفحصت مؤخراً بالتفصيل إستعمال ع ص ك و وافقت على أنه علاج فعّال لمعالجة الإكتئاب الشديد و الهوس الشديد الجمود(الكاتاتونيا).
عموماً ع ص ك يستعمل غالباً لعلاج الإكتئاب الشديد إلا أنّ بعض الأبحاث تشير على أنّه يمكن أن يساعد في علاج مرض الباركنسون و ربما بعض الحالات العصبية الأخرى.
 
س- مَن الذي لا يستفيد من ع ص ك؟
من غير المحتمل أن يساعد  هذا العلاج أولئك الذين يعانون من الإكتئاب الخفيف و معظم الحالات النفسية الاخرى مثل إضطرابات الشخصية. المنظمة الوطنية للجودة السريرية أقرّت بشكل خاص أنّ ع ص ك لا دور له في المعالجة لمرض الفصام.
 
س- ما هي الأعراض الجانبية  ع ص ك؟
هذه أحد المسائل التي يدور حولها خلاف كبير.
ع ص ك هو إجراء كبير حيث أنه خلال أسابيع قليلة يخضع الشخص للتخدير عدة مرات و يحصل لديه عدة نوبات إختلاجية. يُستعمل هذا العلاج للأشخاص الذين يعانون من مرض نفسي شديد و تكون صحتهم متدهورة و أحياناً تكون حياتهم مهددة. و كما يُتوقع احياناً فإنّ ع ص ك قد يسبب بعض الأعراض الجانبية بعضها خفيف و بعضها الأخر شديد.
 
هناك بعض الأعراض الجانبية الخفيفة المترافقة مع كل جلسة معالجة, فبعض الناس يعانون من صداع و بعض الأوجاع العضلية مباشرة  بعد الجلسة و ربما يشعرون بالدوخة و احياناً بالغثيان. آخرون قد يشعرون بالشدة و الخوف بعد الجلسة و خلال فترة الإستيقاظ و ربما يبكي البعض الأخر. على أية حال هذه التأثيرات غالبا ما تزول خلال ساعات قليلة خاصة بتناول المسكنات و بعض السوائل المنعشة و دعم الآخرين لهم.
 
الخوف الأكبر يكون من الأعراض الجانبية الطويلة الأمد مثل فقد الذاكرة الدائم او تغيرات الشخصية. الدراسات التي يجريها العلماء و الاطباء تدل على أنّ هذه الاعراض الجانبية الشديدة تحدث بنسبة قليلة ربما لكل واحد من عشرة. لكنّ الاستبيانات التي تُجرى من قبل مجموعات المرضى و ذويهم تجد أن النسبة أكثر و ربما تصل الى نصف الذين يخضعون للعلاج. بعض الإستبيانات التي تُجرى من قبل المجموعات التي تعارض هذا النوع من العلاج تقول إنّ الأعراض الجانبية الشديدة تحصل عند كل المرضى المعالجين. لكنّ الواضح أنّه لا أحدا متأكدا تماما.
 
الأشخاص الاكبر سناً قد تختلط عليهم الأمور بعد المعالجة و قد يدوم هذا لساعتين او ثلاثة. من الممكن تغييرطريق إعطاء ع ص ك (كإعطاءه أحادي الجانب مثلا) للتقليل من هذه المشكلة.
 
يشتكي العديد من الناس من مشاكل في الذاكرة و في الحقيقة فإنّ هناك صعوبات في الذاكرة تكون موجودة عند كل الذين يعانون من إكتئاب شديد و يتلقون العلاج. هذا غالباً فقد للذاكرة لتلقي العلاج بحد ذاته و ربما لساعة أو ساعتين قبل و بعد الجلسة. بعض الناس- أو العديد منهم- ربما يعاني من صعوبات بالذاكرة للأحداث السابقة و احيانا المهمة جداً منها كولادة الطفل مثلا. معظم الناس تعود إليهم الذاكرة عند نهاية جلسات العلاج و بعد مرور عدة أسابيع, و هناك البعض الذين يشكون أنّ ذاكرتهم فقدت تماما و للأبد. من غير الواضح إذا كان السبب هو ع ص ك أو مرض الإكتئاب نفسه أو بعض العوامل الأخرى- مثلاً كيفية  شعور الشخص حول هذا العلاج أو كيفية شعورهم تجاه أنفسهم.
 
قد يشكي بعض الناس بمرارة عن بعض معاناتهم مثل شعورهم أن شخصياتهم قد تغيرت أو أنهم فقدوا بعض المهارات أو أنهم لم يعودوا نفس الأشخاص الذين كانوا قبل بدء العلاج, وقد  يقولون أنهم لم يقدروا على التغلب على تجربتهم و أنّ أذيتهم دائمة.
 
س- ماذا يمكن أن يحدث لو لم يُعطى ع ص ك؟
ع ص ك ليس هو العلاج الوحيد على الرغم من أن الطبيب الذي يوصفه ربما يشعر أنه يمثل الفرصة الأفضل للشفاء. إذا رفض المريض الذي يعاني من الإكتئاب الشديد ع ص ك فهناك عدد من البدائل الأخرى. بعض الأدوية يمكن أن تضاف أو تغير. العلاج النفسي و الكلامي ربما يكون نافعاً. و بديل أخر يمكن أن يكون بتفحص الاطباء و الممرضين طرق أخرى لمساعدة المريض لتغيير بعض جوانب حياتهم التي أدت الى الإكتئاب. عادة ما تستعمل هذه الأساليب الثلاثة مجتمعة.
 
س- هل ع ص ك يعمل فعلاً؟
لقد اُقترح أن ع ص ك يعمل ليس لأنه يُحدث النوبة الإختلاجية فقط بل بعدد من الأشياء الأخرى مثل العناية الزائدة و الدعم و التخدير التي يحصل عليها المريض المُعالج.
 
أجريت العديد من الدراسات للمقارنة بين ع ص ك الفعلي و المزيف. في النوع المزيف يُجرى للمريض تماما نفس الاشياء و التي تتضمن ذهابهم الى القسم و إعطاءهم المخدر و مرخي العضلات لكن بدون تمرير التيار الكهربائي و لذلك لا تحدث النوبة الإختلاجية. تبيّن في هذه الدراسات أن الذين يُجرى لهم ع ص ك الفعلي هم أكثر إحتمالا للشفاء و بسرعة أكثر من العلاج المزيف. و تبين أيضاً أن الذين لم يحصل لديهم النوبة الكافية كانت نتائجهم اسوأ من الذين حصل لديهم ذلك.
الجدير بالإهتمام أن عدد من الذين أجري لهم العلاج المزيف تحسنوا أيضا على الرغم من أنهم كانوا في حالة سيئة جداً, لذلك فمن الواضح أن العناية الزائدة بالمريض لها دور مهم أيضاً. على أية حال فإنه عندما يُجرى ع ص ك لمرضى معينين فقد تبين انه العلاج الأكثر فعالية في حالة الإكتئاب الشديد.
 
س- كيف يعمل  ع ص ك؟
لا أحد يعلم بالضبط كيفية عمل ع ص ك. يوجد الكثير من الأدلة على أنّ ع ص ك يسبب تغيرات في طريقة عمل الدماغ لكن يوجد الكثير من الخلاف حول ماهية التأثيرات التي تؤدي لتحسن المريض.
 
هؤلاء الذين يؤيدون ع ص ك يقولون أنه في انواع الإكتئاب الشديدة جداً هناك أجزاء معينة في الدماغ لا تعمل بشكل طبيعي بسبب تغيرات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ التي تسمح للخلاية العصبية بالتواصل مع بعضها البعض. ع ص ك يغير الطريقة التي تعمل بها هذه المواد الكيميائية في الدماغ و تساعد على التحسن.
أما الذين يمانعون إستعمال ع ص ك فيقولون أنه يعمل عن طريق رض و أذية الدماغ أو أن هذا العلاج ليس له تأثير إطلاقا سوى أنه يجبر المرضى للقول أنهم تحسنوا من أجل تجنب الخضوع لهذا العلاج ثانية.
 
الأمور المثيرة للجدل في ع ص ك
 
س- ما هو المثير للجدل في ع ص ك؟
هناك العديد من الجوانب الخلافية حول ع ص ك و تتضمن وجوب إعطاؤه اصلا. المناطق الأساسية للخلاف هي ما إذا كان هذا العلاج يعمل و كيفية عمله و ما هي آثاره الجانبية.
بعض من هذا الجدال قد نُوقش في إيجابيات و سلبيات ع ص ك.
 
س- لماذا ع ص ك ما زال يُعطى؟
لقد قلّ إستعمال ع ص ك عن ما كان عليه في الماضي فهو الآن غالبا ما يُعطى لعلاج الإكتئاب الشديد. هذا بالتأكيد بسبب أن العلاجات الحديثة للإكتئاب مثل ادوية مضادات الإكتئاب و العلاج النفسي (العلاج بالكلام) و المعالجات النفسية الأخرى و الدعم الإجتماعي هي الآن أكثر فعالية من الماضي. حتى مع وجود هذه الوسائل فقد يكون الإكتئاب شديدا جدا و يؤدي إلى الإنعزال الشديد و رفض أو عدم الرغبة في الأكل و الشرب و التحدث مع الآخرين. أحيانا يحدث لبعض المرضى أفكار غريبة (أوهام) عن أنفسهم أو الآخرين. في هذه الحالات و عندما لا تعمل الوسائل العلاجية الأخرى فإن  ع ص ك ربما يعتبر بديلا جديراً بالاهتمام. الدليل العلمي الذي لدينا ما يزال أنّ ع ص ك هو العلاج الأنجع في حالة الإكتئاب الشديد.
بعض المرضى الذين أخذوا ع ص ك سابقاً و وجدوه مفيدا يطلبونه عندما تسوء حالتهم ثانية.
 
س- متى يُعطى ع ص ك بدون موافقة المريض؟
الغالبية العظمى لجلسات ع ص ك تُعطى للمرضى الذين وافقوا على إجراءها. هذا يعني أن العلاج نُوقش معهم بكل تفاصيله و لماذا أُخذ بالاعتبار في حالة المريض بكل إيجابياته و سلبياته و التي تتضمن النقاش حول تأثيراته الجانبية.  في بعض الأحيان التي تصبح فيها حالة المريض سيئة جداً بحيث يصبحون غير قادرين على إستيعاب كل الأمور المتعلقة بالعلاج و ربما يصبحون منعزلين تماما عن الأخرين أو تكون لديهم أفكار حول أنفسهم تحول دون الفهم الكامل لأوضاعهم (فقد يعتقد بعضهم أن ما يحصل لهم هو عقوبة يستحقونها) في هذه الظروف يصبح من المستحيل أخذ موافقة واضحة من المريض.
 
في هذه الحالة إذا اعتقد الفريق المعالج أنّ ع ص ك يمكن أن يساعد المريض فإنه بالإمكان إعطاء العلاج- لكن فقط بعدما يُقيّم المريض من قبل طبيب العائلة و العامل الإجتماعي و أيضا حصل على تقييم أخر من قبل أخصائي مستقل. يتوجب على الطبيب المعالج ان يتحدث مع العائلة و مؤيدي المريض لأخذ رايهم بالإعتبار و أي آراء للمريض ربما كان قد عبّر عنها في السابق. يضمن هذا الإجراء دائما إستعمال قانون الصحة النفسية و هذا يعني أن المريض و عائلته لديهم حق الإستئناف ضد أجزاء هذا العلاج. إعطاء ع ص ك للمريض الذي يرفض هذا العلاج هو ممكن في الظروف السابقة لكنه في الواقع نادرا ما يحدث. بعض المرضى الذين أجري لهم ع ص ك يشتكون أن العلاج لم يُشرح لهم بشكل كافي بسلبياته و إيجابياته و يقولون أنهم كانوا لن يوافقوا على أخذ العلاج لو أنهم عرفوا عنه أكثر. لذلك فإنها مسؤلية الفريق المعالج أن يتاكد من المريض اُعطي كل المعلومات و الامور المتعلقة بهذا العلاج.
 
س- لماذا يختلف الناس كثيرا حول هذا العلاج؟
بعض الناس لديهم مشاعر قوية تجاه  ع ص ك وغالبا ما تكون نابعة من تجاربهم الخاصة.يتحدث الأطباء أنهم رأوا مرضى يعالجون بنجاح بهذا العلاج و ان حالات إكتئاب شديدة جدا قد تحسنت. و ربما يقول آخرون أنه أنقذ حياة بعض المرضى و الاشخاص الذين تلقوا العلاج يوافقون على هذا الرأي.
 
بعض الذين تلقوا العلاج يشكون من أعراض جانبية شديدة و أن هذا العلاج اُستعمل بشكل غير ملائم في حالتهم أو أن الموضوع لم يُشرح لهم أو أنه فُرض عليهم. آخرين (من ضمنهم العديد من الأخصائيين النفسيين) يشعرون أن هناك شيئا ما خطأ أو مجحف أو غير إنساني حول ع ص ك, و هذه الآراء المتباينة تعني أن الحصول على موافقة بين الجميع هو أمر بالغ الصعوبة.
 
س- أليس ع ص ك ممنوع؟
ع ص ك لم يُمنع مطلقا في بريطانيا و الولايات المتحدة الامريكية. 
 
س- ما رأي الناس الذين يؤيدون ع ص ك؟
الذين يؤيدون يقولون أنه علاج فعّال خاصة في حالة الإكتئاب الشديد حيث أنه يعمل عندما تفشل العلاجات الأخرى, و يعتقدون أنه يؤدي الى تحسن سريري و هذا أمر مهم بالإضافة الى أنه منقذ للحياة. يشعرون أنه خيار مهم في العناية النفسية و فوائده العامة أكثر من مخاطره. تُجرى العديد من الابحاث في الوقت الحالي لتحسين طريقة إعطاء ع ص ك و تقليل أعراضه الجانبية.


أخبار مرتبطة