تاريخ النشر 4 سبتمبر 2014     بواسطة الدكتور احمد محمد العيسى     المشاهدات 201

زواج الأقارب والعوامل الوراثية

مسببات هامة في الإصابة بـ (البهاق) يعتبر مرض البهاق من الأمراض الجلدية المزمنة والتي تؤثر نفسياً على المريض، ويظهر المرض على شكل بقع بيضاء اللون بأحجام مختلفة.. وحول هذا الموضوع التقينا مع الدكتور أحمد العيسى استشاري طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر، والذي أجرى أكثر من خمس وثلاثين عملية تجاوزت
نسبة النجاح فيها 80%، حيث عرّف في بداية حديثه المرض بأنه عبارة عن بقع جلدية بيضاء "فاقدة اللون" تظهر في مختلف أعضاء الجسم ويرجع اللون الأبيض فيها إلى فقدان الخلايا الصبغية للجلد التي تفرز مادة الميلانين والتي تعطي الجلد لونه.
معدلات مرتفعة
وعن نسبة انتشار البهاق في المملكة قال الدكتور أحمد ان ملاحظاتنا الشخصية تفيد بارتفاع انتشار البهاق عن معدلاته العالمية بسبب عدة عوامل منها العامل الوراثي وزواج الأقارب، وهناك مشروع يجري تحضيره للقيام بمسح إحصائي ميداني لتحديد مدى انتشار هذا المرض تمهيداً لوضع الخطط اللازمة للحد من انتشاره وإيجاد سبل لعلاجه.
وعن إذا كان هذا المرض معديا، أكد الدكتور العيسى ان البهاق مرض غير معد اطلاقاً رغم اعتقاد الناس عكس ذلك، كما ان هناك خلطا بين البهاق والبرص والجذام وذلك لأن كلا المرضين يظهران بشكل بقع بيضاء في الجلد إلاّ ان الجذام هو من الأمراض المعدية والخطيرة حيث قد تؤدي إلى تشوهات في الجسم والأعين.
أنواع العلاج
وأشار الدكتور العيسى إلى ان أساليب العلاج تعددت لهذا المرض وهو على الرغم من سلامته كون المريض لا يشكو من أي أعراض كالكحة أو الألم إلاّ ان تداعيات المرض النفسية وانعكاساته الاجتماعية هو ما يضايق المريض.
وتعد الجراحة إحدى العلاجات الجيدة والفعالة للمرض ولها عدة أنواع مثل التطعيم بطريقة الخزعة Punch graft، والجراحة بطريقة الفقاعة Blister graft. والأهم والأكثر تطويراً الجراحة بطريقة زرع الخلايا الصبغية الذاتية.
وعن أحدث وسائل العلاج قال الدكتور العيسى بالنسبة للبهاق الثابت وغير المنتشر فهناك طريقة حديثة وتجري في مناطق محدودة جداً في العالم وهي زراعة الخلايا الصبغية الذاتية، وتعتمد هذه الطريقة على استخراج الخلايا الصبغية من منطقة سليمة من جلد المريض وزرعها في مناطق البهاق بطريقة تضمن تكاثرها لإعادة التصبغ في مناطق البهاق، وميزة هذه العملية ان كل " 1سم" من الجلد السليم يمكنه التبرع بخلايا صبغية بإمكانها تغطية " 10سم" أي عشر أضعاف المساحة من بقع البهاق وهذا ما يجعل العملية مفيدة.
وعن الفترة التي تستغرقها العملية يقول الدكتور أحمد في العادة تستغرق عملية زراعة الخلايا الصبغية الذاتية حوالي ساعة ونصف الساعة، يكون المريض فيها بكامل وعيه ولا يحتاج إلى تخدير عام سوى لدى بعض الأطفال.
وأوضح ان إعادة التصبغ تبدأ في العادة بعد 3- 4أسابيع من العملية وتستمر لمدة خمسة أشهر إلى حين تمام التصبغ الكامل، وتصل نسب النجاح الذي تحققه هذه العملية إلى 80%.
ونوه الدكتور العيسى إلى أهمية استخدام مرضى البهاق الواقي من الشمس كلما خرجوا أو تعرضوا للشمس، ولو حتى لدقيقة واحدة، لأن ذلك يحمي من الحروق على البقع البهاقية.
كما ان على المريض ان يحمي من اسمرار المناطق السليمة وبذلك يخفف من فارق اللون بينها وبين بقع البهاق، وأشار إلى وجود أنواع جديدة ومتطورة من الماكياج الطبي الذي يستخدمه مرضى البهاق لاخفاء البقع البهاقية الظاهرة بحيث لا يتأثر بالرطوبة أو الماء، ويمكنه البقاء على الجلد لمدة  24ساعة على الأقل، وتكمن أهميته في مساعدة مرضى البهاق على استعادة ثقتهم بنفسهم.


أخبار مرتبطة