تاريخ النشر 10 سبتمبر 2014     بواسطة الدكتور خالد عيد الحربي     المشاهدات 201

رعاية الأطفال الرضع والولدان

إنها لحظة سعيدة مثيرة عندما يرزق الوالدان بطفل جديد. لكنها يمكن أن تكون لحظة مخيفة أو مقلقة أيضا؛ فحديثو الولادة أو الولدان لهم إحتياجات كثيرة كثيرة، وذلك من قبيل الإطعام المتكرر وتبديل الحفائظ. قد تكون لدى الصغير مشكلات صحية مختلفة عن مشكلات الكبار، أو عن مشكلات الأطفال الأكبر سنا، وذلك من قب
يل طفح الحفاظ، وكذلك  قشرة رأس الوليد. يمر المولود حديثا بتغيرات كثيرة خلال سنته الأولى.
قد يشعر الوالدان بالعبء والاضطراب في البداية. لكن عليها أن تطلب من الطبيب مساعدتها إذا احتاجت إلى ذلك.
حمل الطفل حديث الولادة
يكون الطفل حديث الولادة ضعيف الجسم. ولذلك، لابد من حمله بكل حذر وانتباه. وقد يكون حمله مخيفا في البداية، وخاصة إذا لم يكن الوالدان معتادين على وجود الأطفال الصغار من حولهما. يتناول هذا القسم كيفية الحمل السليم للطفل حديث الولادة. يجب غسل اليدين دائما قبل حمل الطفل حديث الولادة، لأن الجهاز المناعي لا يكون قويا لدى الرضع.
إن غسل اليدين يمنع الجراثيم من مهاجمة الطفل وإمراضه. ومن الممكن استخدام المواد المعقمة لليدين أيضا. عند حمل الطفل حديث الولادة، يجب الحرص على إسناد رأسه ورقبته. لا يستطيع الطفل حديث الولادة أن يرفع رأسه. وهذا ما يجعل إسناد الرأس والرقبة أمرا مهما للحيلولة دون إصابة الطفل.
لا يجوز هز الطفل المولود حديثا على الإطلاق، لأن هزه يمكن أن يسبب له نزفا في الدماغ، وقد يؤدي إلى الوفاة أيضا. إن الطفل حديث الولادة ضعيف الجسم، ولا يجوز اللعب معه بطريقة عنيفة. كما يمكن أيضا تفادي حدوث الإصابات من خلال تثبيت الطفل حديث الولادة بصورة صحيحة، حيث يجب الحرص على وضع الطفل على نحو صحيح في حمالة الطفل أو في عربة الطفل أو في مقعد السيارة.
الحفائظ
يستخدم الأهل أحيانا حفائظ قماشية. وهناك كثير من الناس الذين يستخدمون الحفائظ التي ترمى بعد استعمالها. وبصرف النظر عن نوعية الحفائظ المستخدمة، فإن من المتوقع أن حفائظ الطفل يجب أن تغير نحو عشر مرات في اليوم الواحد. قبل تغيير حفائظ الطفل، يجب الحرص على أن يكون كل شيء في متناول اليد. وبهذه الطريقة لا يكون الشخص مضطرا إلى ترك الصغير وحده.
لا يجوز أبدا ترك الصغير وحده في أثناء تغيير الحفائظ، وخاصة إذا كانت العملية تجري فوق منضدة مرتفعة. عند تغيير حفائظ الطفل، سوف تحتاج إلى ما يلي:
    حفاظ نظيف.
    قطعة قماشية نظيفة، أو مناديل مبللة، أو كرات قطنية.
    ماء دافئ.
قد تحتاج أيضا إلى استخدام المثبتات عند إستخدام حفاظ قماشي. تفيد هذه المثبتات في تثبيت الحفاظ، وهي تحل محل الدبابيس التي لا يجوز استخدامها، لأنها قد تؤذي الطفل.
قد تكون هناك حاجة إلى استخدام مرهم يوضع قبل وضع الحفاظ إذا كان الطفل مصابا بطفح الحفاظ. إذا كان حفاظ الطفل متسخا، فيجب وضع الطفل في حالة استلقاء على ظهره.
يمكن استخدام طاولة خاصة لتغيير الحفاظ، أو يمكن أيضا وضع بطانية على الأرض. بعد إزالة الحفاظ المتسخ، يجب استخدام الماء الدافئ والمنديل أو الكرات القطنية من أجل مسح وتنظيف منطقة الأعضاء التناسلية لدى الطفل.
من الممكن أيضا استخدام مناديل مبللة لهذه الغاية بلطف. يجب توخي الحذر عند نزع الحفاظ عن الطفل الذكر، لأن التعرض المفاجئ للهواء يمكن أن يجعله يتبول. عند تنظيف مكان الحفاظ لدى الطفلة الأنثى، يجب الحرص على إجراء عملية المسح من الأمام باتجاه الخلف؛ لأن هذا يمنع إصابتها بعدوى المسالك البولية.
يمكن وضع مرهم الحفاظ عند الحاجة، وذلك قبل وضع الحفاظ النظيف. ويجب غسل اليدين دائما بعد تغيير حفاظ الطفل. طفح الحفاظ مشكلة شائعة لدى الأطفال الذين يملكون جلدا حساسا. ومن أجل تفادي الإصابة بطفح الحفاظ، أو من أجل شفائه، يجب:
    وضع مرهم الحفاظ.
    الإكثار من تغيير الحفائظ.
    غسل الحفائظ القماشية بمواد تنظيف خالية من المواد المعطرة ومن الأصبغة.
من الممكن أيضا ترك الطفل من غير حفاظ جزءا من النهار، لأن هذا يعطي جلده فرصة لكي يجف ولكي يشفى من الطفح الجلدي. يجب الاتصال بطبيب الطفل إذا ازدادت حالة طفح الحفاظ سوءا، أو إذا لم يختف بعد ثلاثة أيام. قد تتطلب معالجة هذا الطفح وصفة طبية في بعض الأحيان.
الاستحمام
خلال السنة الأولى من العمر، لا يكون الطفل حديث الولادة في حاجة إلى الاستحمام كل يوم. والواقع أنه يجب تحميم الطفل مرتين أو ثلاثة مرات في الأسبوع الواحد خلال السنة الأولى من عمره.
إن الإكثار من الاستحمام يمكن أن يؤدي إلى جفاف جلد الطفل ويجعله حساسا. يجب الحرص على وجود جميع ما يلزم في متناول اليد خلال الحمام. وهذا ما يتضمن الصابون والشامبو اللطيف الخاص بالأطفال، والمناشف، وأية لوازم ضرورية أخرى. إن وجود كل ما يلزم من أجل حمام الطفل في متناول اليد أمر ضروري من أجل المحافظة على سلامة الطفل. لا يجوز أبدا ترك الطفل وحيدا خلال استحمامه.
يوصى بتنظيف الطفل حديث الولادة باستخدام المسح بالإسفنجة ، وذلك ريثما تسقط السرة. وقد يستغرق هذا من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد الولادة. من الممكن البدء بتنظيف الطفل بواسطة حوض استحمام بعد أن يصبح هذا آمنا. يجب ملء الحوض بالماء إلى عمق يتراوح من خمسة سنتميترات إلى سبعة سنتيمترات فقط. ويجب الحرص على أن يكون الماء دافئا وليس حارا.
يجب أن تبقى احدى اليدين على تماس مع الطفل طوال وقت الاستحمام. ويجب إسناد رأسه دائما. إن غرق الطفل في ماء الحمام لا يتطلب أكثر من بضعة سنتيمترات من عمق الماء في حوض الاستحمام. يعد الماء وحده كافيا عادة من أجل حمام الطفل. أما إذا كان الطفل متسخا، فيمكن استخدام الصابون اللطيف المخصص للأطفال. لا يجوز استخدام الصابون العادي.
قد تظهر قشرة الرأس لدى بعض الأطفال الرضع، وهي ما يعرف باسم “قرف اللبن”. ويظهر قرف اللبن على شكل قشور كبيرة على رأس الطفل. إذا حدث هذا فإن غسل فروة رأس الطفل على نحو يومي يمكن أن يكون مفيدا. ويجب الحرص على استخدام شامبو لطيف مخصصص للأطفال. يجب توفير منشفة دافئة من أجل استخدامها بعد انتهاء الحمام مباشرة.
من الممكن تجنب ظهور الطفح الجلدي من خلال تجفيف جسد الطفل جيدا بعد كل حمام. ويجب الحرص على تجفيف جميع الطيات الموجودة في جلد الطفل.
رعاية الأطفال الرضع والولدان كما تحدثنا فى الجزء الأول من مقال رعاية الأطفال الرضع والولدان “1″ وكما وضحنا أنه يكون لحديث الولادة أو الوليد إحتياجات كثيرة، وذلك من قبيل الإطعام المتكرر وتبديل الحفائظ. وقد تكون لدى الصغير مشكلات صحية مختلفة عن مشكلات الكبار، أو عن مشكلات الأطفال الأكبر سنا،ونستكمل سوياً المعلومات الدقيقة حول رعاية الأطفال الرضع الإطعام والتجشؤ يجب إطعام الطفل حديث الولادة كل ساعتين أو كل ثلاث ساعات. ويوصي الطبيب بإطعام الطفل عادة كلما ظهر عليه الجوع. قد يبكي الطفل أو يصدر أصواتا تشبه أصوات المص حتى يعبر عن جوعه. وقد يضع أصابعه في فمه عندما يريد الطعام. إذا كانت الأم ترضع طفلها من صدرها، فعليها إرضاعه من كل ثدي مدة تتراوح من عشر دقائق إلى ربع ساعة. وقد يكون من الصعب أن تعرف الأم ما إذا كان طفلها يحصل على كفايته إذا كانت ترضعه من صدرها. من المرجح أن يكون الطفل قد حصل على كفايته من الطعام اذا:     ازداد وزنه.     كان بحاجة إلى تغيير الحفاظ بمعدل عشر مرات في اليوم.     ظهر عليه الشبع.     نام جيدا. إذا كان الطفل يرضع حليبا صنعيا، فمن المرجح أن يكون الطفل في حاجة إلى 2-3 أوقية (ستين الى تسعين سنتيمترا مكعبا) من هذا الحليب في كل مرة. إن معظم زجاجات إرضاع الأطفال مزودة بمقياس يبين كمية الحليب؛ وهذا ما يسمح بمعرفة إن كان الطفل يحصل على كفايته. غالبا ما يكون الطفل في حاجة إلى التجشؤ خلال الرضاعة، وبعد انتهائها أيضا، لأن الطفل يبتلع كمية من الهواء مع الحليب. لجعل الطفل يتجشأ، يجب التربيت بلطف على ظهره مع اسناد رأس الطفل على الكتف. يمكن إجلاس الطفل في الحضن وإسناد ذقنه ليبقى رأسه مرفوعا على الأعلى، وذلك مع التربيت على ظهره بلطف. يفضل البعض وضع الطفل مستلقيا في الحضن بحيث يكون وجهه إلى الأسفل. وفي هذه الحالة، يجب الحرص على أن يكون رأس الطفل أعلى من صدره. من المهم أيضا الحرص على إبقاء الطفل في وضعية منتصبة مدة عشر دقائق أو ربع ساعة بعد كل وجبة؛ فهذا يحول دون تقيؤ الطفل. النوم ينام الطفل حديث الولادة عادة قرابة ستة عشر ساعة، أو أكثر، كل يوم. لكنه لا ينام أكثر من ساعتين الى أربع ساعات في المرة الواحدة. لا يستطيع الطفل المولود حديثا أن ينام طوال الليل، لأن جهازه الهضمي صغير مما يجعله في حاجة إلى الطعام كل بضع ساعات. يصبح كثير من الأطفال قادرين على النوم طوال الليل في حدود الشهر الثالث من العمر. لكن لا حاجة للقلق فيما يخص عدم قدرة الطفل على النوم طوال الليل إذا كان ينمو جيدا، وإذا كان يبدو بصحة جيدة. من الممكن مساعدة الطفل على فهم الفارق بين الليل والنهار من خلال تجنب تحفيز الطفل وقت الليل. كما يجب جعل النور خافتا في الليل، واللعب والكلام مع الطفل خلال النهار بدلا من الليل. إن ثبات وضعية نوم الطفل أمر مهم أيضا. ونناقش فيما يلي كيف يمكن المحافظة على سلامة الطفل وأمانه خلال نومه. يجب وضع الطفل على ظهره دائما خلال نومه؛ فهذا يقلل من خطر متلازمة الموت المفاجئ للطفل. يجب إزالة أية أغطية زائدة أو ألعاب من مهد الطفل عند نومه؛ فهذه المواد يمكن أن تسبب اختناق الطفل إذا كانت قريبة من وجهه. يجب تغيير وضعية رأس الطفل كل ليلة؛ فهذا ما يمنع تشكل منطقة مسطحة في جهة واحدة من رأسه. فحص الطفل المعافى يجرى فحص الطفل المعافى ست مرات خلال السنة الأولى من عمر الطفل عادة. وهذا الفحص منفصل عن أية زيارة أخرى للطبيب بسبب مرض أو إصابة. يجب أن يفحص الطبيب الطفل بعد يومين أو ثلاثة أيام من الخروج من المستشفى. وبعد هذه الزيارة الأولى، يكون من الواجب أن يقوم الطبيب بفحص الطفل في المواعيد التالية:     عند بلوغ الشهر الأول.     عند بلوغ الشهر الثاني.     عند بلوغ الشهر الرابع.     عند بلوغ الشهر السادس.     عند بلوغ الشهر التاسع. خلال فحص الطفل المعافى، يطرح الطبيب أسئلة عن الطفل، ويجري بعض القياسات. كما يقوم الطبيب أيضا بتقييم مدى تطور الطفل. يجري إعطاء اللقاحات خلال بعض جلسات فحص الطفل المعافى؛ وهذه اللقاحات تحمي الطفل من أمراض مؤذية. يعد فحص الطفل المعافى ضروريا حتى عندما يبدو الطفل سعيدا معافى، لأن تلك الفحوصات تساعد على مراقبة نمو الطفل وتطوره. إذا قلق الأهل على صحة الطفل، فليس عليهم أن ينتظروا حتى يأتي موعد فحص الطفل المعافى. ولابد من الاتصال بالطبيب على الفور.


أخبار مرتبطة