تاريخ النشر 29 سبتمبر 2014     بواسطة البروفيسور دلال محي الدين نمنقاني     المشاهدات 201

"عفوا.. لست للتجربة".. مرضى يرفضون "طلاب الامتياز"

"عفوا يا دكتور لست للتجربة".. بهذه العبارة عبرت مريم حسين عن رفضها لفحصها من قبل طالب طب في سنة الامتياز تم تكليفه للكشف عليها في عيادة بإحدى المستشفيات، كجزء من التدريب العملي لطلاب وطالبات الطب. وقالت مريم: "رفضت مطلقا أن يجري طالب طب متدرب أي فحص علي حتى بحضور الطبيب ومتابعته، حيث خضعت لعمل
ية بسيطة، وفي إحدى زيارات المراجعة فحصني طبيبي بحضور مجموعة من الطالبات المتدربات، وقد اعتقدت أنهن في بداية الأمر يعملن بالمستشفى، ولكني تبينت فيما بعد أنهن متدربات، فرفضت أن يجرين عليها أي فحص، بل وأصرت على أن يخرج جميع من كان في غرفة الفحص"، مشيرة إلى أنها هددت الطبيب والكادر الموجود بتقديم شكوى عاجلة ضدهم لأن في ذلك كشفا لأسرار المريض، وأيضا عدم ثقتها في المتدربين. 
وقال أحمد السبيعي إنه اصطحب ابنته لإحدى العيادات، وفوجئ بعد دخوله على الطبيب بكادر من المتدربين يتجاوز عددهم العشرة، ولم يكن يدر في خلده أن الطبيب استدعاهم للكشف على ابنته التي كانت تعاني من ألم حاد في الأذن، وحينما علم بأمر هؤلاء رفض مطلقا أن يقوموا بفحص ابنته، مشيرا إلى أن الطبيب لم يعرف سبب ألم ابنته، فهل سيعرفها المتدربون.
وعلقت استشاري وأستاذ مشارك علم الأمراض وكيلة كلية الطب بجامعة الطائف الدكتورة دلال نمنقاني بقولها إن "طلاب وطالبات التدريب يؤدون القسم على أداء واجبات حقوق المرضى، والمجتمع ينبغي أن يكون أكثر وعيا وتقبلا للمتدربين الذين يعدون عنصرا أساسيا في بناء الكوادر الوطنية الجيدة".
وأضافت أن التدريب جزء أساسي من الدراسة، وأن المتدربين لا يتم دفعهم إلى المستشفيات إلا بعد حصولهم على مراحل تعليمية وتدريبية سابقة، وخبرة في علاج المريض، مشيرة أن المتدربين في هذه المرحلة لا يصدرون أي وصفة علاجية وإنما يتابعون الفحص والتشخيص، ويكتسبون الخبرة.
وأشارت الدكتورة دلال نمنقاني إلى أن الطبيب المعالج يكون هو المسؤول الأول عن المريض، ورأي المتدرب هنا استشاري، مشيرة إلى أن المتدربين في أي مكان في العالم قبل خوض هذه التجربة، درسوا أخلاقيات المهنة، وحقوق المرضى، وتقاليدهم الاجتماعية، لتقديم أرقى خدمة طبية لهم بغض النظر عن دياناتهم، ومعتقداتهم.
وأوضحت أن "طلاب الامتياز" يتابعون التاريخ الصحي للمريض، ويحافظون على سرية المعلومات، ويقومون بإجراء الفحص الإكلينيكي الذي لا يتعارض مع السلامة، ولا يمرون بمرحلة الكشف في المستشفيات إلا بعد اجتاز العديد من الاختبارات، والمراحل التأهيلية في معامل المهارات السريرية، والمحاكاة بالكلية. 
وأكد مدير إدارة الجودة الشاملة بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي الدكتور أحمد محمد خوتاني أن للمريض حقا في تحديد الجهة التي تكشف عليه، وقال إن "الطلاب والطالبات المتدربين بالمستشفى تتم معاملتهم كالعاملين، حيث يكون لهم وصف وظيفي يحدد المهام والمسؤوليات الخاصة بهم، ويتم إدراجهم بملف موظفين، وبمجرد تعيينهم يكون لهم حقوق وعليهم واجبات، بما في ذلك حق المريض.
وأضاف أن إدارة أي مستشفى تعرف المرضى بأن لديها طلابا وطالبات متدربين، وضرورة التعاون معهم، وإتاحة الفرصة لهم في ممارسة الفحص الروتيني دون المباشرة في العلاج.
وأكد الدكتور خوتاني أن كل خطوة يقوم بها المتدرب تكون قد حددت من قبل الطبيب أو كادر التمريض.


أخبار مرتبطة