تاريخ النشر 29 سبتمبر 2014     بواسطة البروفيسور دلال محي الدين نمنقاني     المشاهدات 201

صغيرات يتلاعبن بالهرمونات لصوم رمضان كاملا!

قصة العدد .. الصيام الخطر وقفت فتاة لم يتجاوز عمرها العشرين عاما أمام صيدلي، في أحد أماكن بيع الدواء، طالبة منه أحد أنواع الأدوية بصوت خفيض غير مسموع لمن حولها، لكن الصيدلي رفض منحها إياه، وأخذ يقدم لها بعض النصائح عن الآثار الجانبية للاستعمال غير العلاجي للدواء، خاصة حين لا يكون موصوفا من ق
بل أحد الأطباء، لكن الفتاة ألحت عليه في الطلب، حتى حصلت على ما تريد، وغادرت الصيدلية.عندها دفعني الفضول، وتقدمت صوب الصيدلي، الذي كان يظهر على وجهه علامات الاستياء، من إصرار الفتاة على مبتغاها، وسألته مستفهمة عن هذا الدواء، الذي رفض بداية أن يعطيه الفتاة، وسبب إصرارها على شرائه! فكان رد الصيدلي على سؤالي، أن قال "إنهن صغيرات وغير متزوجات، يلعبن في الهرمونات، خشية أن يفطرن في رمضان". 
إيقاف الدورة الشهرية
حاولت أن أستوضح مزيدا من التفاصيل من الصيدلي، عن هذا التلاعب "الخطير" بالهرمونات، الذي جعله يقدم نصائحه للفتاة، فأفصح لي أن "الفتاة كغيرها من عشرات الفتيات، اللاتي هن في مثل سنها، وكذلك المتزوجات اللاتي يأتين يوميا لشراء عقار primolut n، والذي من خواصه وقف الدورة الشهرية، حتى يتمكن من صيام شهر رمضان كاملا"، مشيرا إلى أن خطورة الدواء تكمن في "التلاعب بالهرمونات، وهذا الأمر يكون أكثر خطورة لدى الفتيات غير المتزوجات، وهن أكثر من يتعاطينه في رمضان"، موضحا أن "ضرر الدواء لا يقتصر على الفتيات غير المتزوجات، بل حتى يطال المتزوجات، إذا لم تكن هنالك وصفة طبية، من قبل الطبيب"، مضيفا بلهجة حازمة "ليس لي ولا لأي فتاة، الحق في أن نلعب بالهرمونات".
تجارب نسائية
غير مكترثات للمخاطر التي تنتج عن سلوكهن في استخدام الدواء، ودون استشارة طبية، تحرص كثير من الفتيات، كما عدد من السيدات المتزوجات أيضا، على تناول عقار لتأخير نزول "الدورة الشهرية"، وخاصة في شهر "رمضان"، متذرعات برغبتهن في صوم الشهر كاملا، خاصة أن البعض منهن يتكاسلن عن قضاء الأيام التي يفطرنها، بعد رمضان. في وقت أشار فيه بعضهن إلى أنهن اكتفين بـ"استشارة الصيدلي، أو إحدى الصديقات التي استشارت طبيبا"!. وذكرت "أم فارس"، الموظفة في أحد القطاعات الخاصة، أنها تحرص في رمضان أن تتناول هذا العقار، لتستطيع صوم الشهر كاملا/ مشيرة إلى أنها لم تكن تواجه أي منع من قبل أي صيدلي، كونها متزوجة، ولا مانع من تناولها هذا العقار، بحسب ادعائها. بينما أشارت "ريم سالم"، والتي لم يمضِ على زواجها سوى شهر واحد، إلى أنها تناولت هذه الحبوب قبل زواجها بأسبوع، لكي تؤجل الدورة الشهرية عدة أيام من زواجها، مشيرة إلى أنها استشارت صيدليا، فنصحها بهذا العقار، وأوصاها بالتوقف عن تناوله بعد زواجها بيومين فقط. أما نوف العواد، وهي فتاة غير متزوجة، فذكرت لـ"الوطن"، أنها ومنذ 8 سنوات، وهي تتناول هذا العقار في شهر رمضان فقط، ولم يسبق أن حدث لها أية مضاعفات تذكر!. بدورها "حياة أحمد"، الفتاة غير المتزوجة هي الأخرى، فلها طريقة خاصة في تأجيل "الدورة الشهرية"، فهي تتعاطى حبوب منع الحمل الخاصة بشقيقتها المتزوجة في رمضان، طوال الشهر، لأن هذه الحبوب كما هو متعارف طبيا وفعليا، توقف الدورة الشهرية، كما تقول في حديثها لنا، مبينة أنها تتناولها "خفية" عن أسرتها، خشية أن تثار الشكوك السيئة ضدها.
تحذير طبي
وعن خطورة هذه العقارات، وآثارها السلبية، تقول استشارية أمراض النساء والولادة، بمستشفى "الأمين" بالطائف، الدكتورة حنان عيارة، إن "تناول حبوب منع الدورة من قبل الفتيات، له مخاطر كبيرة، فهي تسبب العقم، ولها مضار أخرى، قد لا تدركها الفتاة في حينها". وهو التحذير الذي وافقتها فيه أخصائية الباطنية بمستشفى "الأمين"، الدكتورة فاطمة يونس والتي أشارت إلى أن "هذه الحبوب التي تستخدمها الفتيات أثناء رمضان، لوقف الدورة الشهرية، تضر بالفتيات اللاتي لديهن خلل بالهرمونات". وفي الوقت الذي تحذر فيه بعض الأوساط الطبية من الأضرار التي من الممكن أن تنجم عن هذا العقار، قللت أوساط أخرى من "خطره" دون أن تنفيه تماما، في حال "الاستخدام غير المفرط"، أو "المؤقت والمحدود"، مشددة على ضرورة أن يكون الاستخدام "تحت إشراف طبي"، حيث قدمت استشارية علم الأمراض بمستشفى "الملك عبد العزيز التخصصي" بالطائف، الدكتورة دلال نمنقاني، نصيحة للسيدات بـ"أن يلجأن للأطباء، وأن يكون تناول مثل هذه العقارات تحت إشراف طبي"، مشيرة إلى أنه "ليس منها ضرر كبير على صحة السيدات، أو أي فتاة، حينما لا يكون هذا الاستخدام دائما، وإنما لشهر واحد، أو مرة واحدة فقط". 
إقبال الفتيات
إلا أنه بالرغم من النصائح الطبية السابقة، فإن الصيدلي محمد السيد، كشف لـ"الوطن" عن وجود "رواج وإقبال من قبل الفتيات والسيدات، على حبوب منع الدورة الشهرية، وخاصة في شهر رمضان، أو فترة الحج، أو من قبل الفتيات المقبلات على الزواج. حيث يتم تناولها لفترة معينة، ثم تتوقف عنها الفتاة". وبين السيد أن حبس نزول "الدورة الشهرية" يسبب "ألما، وعدم ارتياح بجسم المرأة"، مشيرا إلى أنه "يفترض ألا تأخذ الفتاة أو السيدة هذه الحبوب، إلا بوصفة طبية". إلا أنه ومن خلال تجربته كصيدلي، أبان أنه من تستخدمها كل عام من الفتيات، تطلبها مباشرة من الصيدلي، ويتم صرفها لها، وهو السلوك الذي حذر منه الأطباء. 
السيد شدد على أن "حبوب منع الدورة، قد تعمل على اضطراب مواعيد الدورة الشهرية"، إلا أنه وبحسب رأيه "ليس لها ضرر صحي آخر، لكون المرأة قد تستخدمها شهرا أو شهرين، وتتوقف عن استخدامها". محذرا في الوقت عينه من "استخدام حبوب منع الحمل، لضررها الكبير على صحة الفتيات والسيدات"، قائلا "لا بد من الاستشارة الطبية، في أي دواء يتم استخدامه".
رأي شرعي
من جهته، أشار المستشار القضائي، الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان، إلى أنه "يجوز أن تتناول الفتيات والسيدات دواء مباحا شرعا، يمنع عنها نزول الحيض، كما نص عليه الفقهاء رحمهم الله، شريطة ألا يضر هذا الدواء بصحتها".


أخبار مرتبطة