تاريخ النشر 3 أكتوبر 2014     بواسطة الدكتور وائل عبدالله باتوباره     المشاهدات 201

الأسبست وسرطان الرئة

هناك توجُّه حالي نحو دعم إنشاء حملات من أجل الحدِّ من ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن المرض الذي تُسبِّبه مادَّة الأسبست أو الأميانت. عشرون شخصاً من العمَّال الحِرفيين في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، يموتون أسبوعياً من الضَّرر الذي يُحدثه الأسبست في رئاتهم. لقد حُظِر استعمالُ هذه المادَّة،

امراض الرئة

ومع ذلك ما زال العمَّالُ يتعرَّضون لها.
التعرُّضُ للأسبست هو أكبر سبب وحيد للوفيات المرتبطة بالعمل في المملكة المتَّحدة، حيث يموت حوالي 4000 شخص سنوياً من الأمراض المرتبطة بالأسبست. تتضمَّن هذه الأمراضُ حالةً تُدعى ورمَ الظِّهارة المتوسطة أو (الميزوثليوما)، وهو نوعٌ من السرطان الذي يصيب الغشاءَ المحيط بالرئة، كما أنَّه النمط نفسه من سرطان الرئة الذي يرتبط مع التدخين.
يقع العديدُ من هذه الوفيات بين الحرفيين، مثل الكهربائيين والبنَّائين والعاملين بالجبس والسَّباكين. إنَّ معدَّلَ الوفيات آخذٌ في الارتفاع بين أفراد هذه المجموعة من الناس.

خطرُ مادَّة الأسبست
يفترض كثيرٌ من العمال، لاسيَّما الحرفيُّون، أنَّهم ليسوا معرَّضين لخطر الأسبست، لأنَّه حُظِرَ منذ عدَّة سنوات. ولكن إلى هذا اليوم، لا يزال الأسبست يشكِّل خطراً على العمَّال، وذلك لأنَّ الكثير منه لا يزال موجوداً في المباني.
من المرجَّح أن تكونَ مادَّةُ الأسبست موجودة في أيِّ مبنى جرى تشييده أو ترميمه قبل عام 2000. يُقدَّر عددُ المباني المحتوية على هذه المادَّة بنصف مليون مبنى، في إنكلترا مثلاً، وربَّما أكثر من ذلك في البلدان النامية.
إذا جرى إصلاحُ أو ترميم مبنى يحتوي على الأسبست، وتعرَّضت ألياف الأسبست للاضطراب من خلال ثقبها أو قطعها مثلاً، عندئذٍ يجري استنشاقُ الأسبست بسهولة كأنَّه غبارٌ قاتل.
هناك حاجةٌ إلى تثقيف العمَّال الحرفيين حول علاقة مادَّة الأسبست ومخاطرها بهم؛ مع ضرورة تغيير الطريقة التي يعملون بها حتى لا يُعرِّضوا حياتهم للخطر.
لا يوجد شفاءٌ من سرطان الميزوثليوما المرتبط بالأسبست. ومع ذلك، هناك علاجاتٌ له، بما في ذلك العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والعمل الجراحي، قد تطيل العمر وتحسِّن الأعراض.

كيفية الوقاية
إذا اعتقد الشخصُ أنَّه يتعرَّض لمادَّة الأسبست في عمله، أو إذا رغب بمعرفة المزيد عن هذه المادَّة، فهناك مجموعة من المعلومات والحقائق عن مخاطر الأسبست، يُمكن الوصولُ إليها في بعض المواقع على الإنترنت، حيث تقوم بتوضيح الأمكنة في المباني التي يُحتمل فيها وجود المواد المحتوية على الأسبست، وتوضيح كيف تبدو تلك المواد، وكيفية التعامل معها.
هناك نصائح للعمَّال الذين قد يتعرضون لمادة الأسبست، نذكر منها ما يلي:
تجنُّب العمل بالأسبست كلَّما كان ذلك ممكناً. وإذا كان الشخصُ غير متأكِّد من عدم وجود الأسبست، فلا يباشر العمل. ينبغي على رئيس العمال أو الزَّبون أن يُخبرَ عن وجود الأسبست إذا كان موجوداً في مكان العمل.
عدم القيام بالعمل في حال كان الأسبست على شكل طلاء مرشوش، أو كِساء للمواسير والمرجلات؛ فالمقاول الحاصل على ترخيص هو وحده الذي يجب أن يقوم بهذا العمل؛ ولا يمكن للعامل العادي أن يعمل ببعض أنواع الأسبست لأنَّها خطيرة جداً.
يمكن متابعة العمل، في أماكن وجود الأسبست، فقط في حال كان العامل قد تلقَّى تدريباً على كيفية التعامل مع الأسبست ويستخدم المعدَّات المناسبة.
للحدِّ من غبار الأسبست، يجب استخدامُ الأدوات اليدوية بدلاً من الأدوات الكهربائية، مع الحفاظ على جعل المعدَّات رطبة وليست مبلَّلة. يجب إجراء تنظيف للمكان عند الخروج، وذلك باستخدام مكنسة كهربائية خاصَّة وليس بالفرشاة. يجب وضع مخلَّفات الأسبست في كيس مزدوج (كيسين)، مع وضع بطاقات تعريفيَّة على الأكياس بصورةٍ مناسبة.
عندَ العمل بالأسبست، ينبغي دائماً ارتداء قناع مناسب، فأقنعة الغبار العادية ليست فعَّالة.


أخبار مرتبطة