تاريخ النشر 3 فبراير 2018     بواسطة الدكتور فواز عبدالله التركي     المشاهدات 201

تسرع القلب الأذيني

يتم تعريف تسرُّع القلب الأذيني (Atrial tachycardia) على أنه حالة ينبض فيها القلب ثلاث نبضات باكرة (أو أكثر) بشكل متتابع وبوتيرة تزيد عن الـ -100 ضربه في الدقيقة. هنالك أنواع مختلفة من تسرّع القلب الأذيني إلا أن المشترك بينها جميعاً أنها تنشأ في الأذينين. تشير التقديرات بأنّ ظاهرة تسرع القلب
 الأذيني مسؤولة عن 10%- 15% من حالات تسرّع القلب في سن متقدمة.  وتكون هذه الظاهرة مرتبطة بأمراض بنيوية في  عضلة القلب ومرض القلب ألإقفاري (ischemic heart disease) الذي  يظهر بعد عمليات جراحية مختلفة في القلب، وفي أعقاب مرض الانسداد الرئوي المزمن (Chronic Obstructive Pulmonary Diseases), اختلال في توازن الشوارد الكهربائية (Electrolytes) أو نتيجة  تسمم العقاقير الطبية  خاصة  الديجوكسين (Digoxin)، علما أن تسرع القلب الأذيني يحدث في أحيان متباعدة، حتى لدى أناس ليسوا مرضى.  .
غالبا ما يحدث تسرّع القلب الأذيني على شكل نوبات لكنه، في بعض الحالات، يكون التسرع القلبي ملازماً .
عادة ما يشكو المصابون بهذه الحالة من الأعراض التالية: خفقان- الشعور بنبض القلب, النبض السريع, القلق, ضيق التنفس, ضغط في الصدر وأحيانا الدوار والتعب.
يتم تصنيف ظاهرة تسرّع القلب الأذيني بحسب آليات نشوء الظاهرة:
تسرع القلب البين أذيني أو الأذيني الداخلي (Intraatrial reentry), تسرع القلب الأذيني الآلي , وتسرع القلب الأذيني الناجم عن وجود عامل محفز(Triggered atrial tachycardia).
1. الأذيني الداخلي (Intraatrial reentry): تصيب هذه الحالة الأشخاص المصابين بأحد أمراض القلب الأساسية او باختلال في سرعة نظم القلب التي منشأها الأذينين، مثل حالات الرجفة الأذينية أو الرفرفة الأذينية. آلية حدوث هذه الظاهرة غير واضحة تماماً ولكن سرعة نبض القلب فيها تكون بين 120 و 240 نبضة في الدقيقة. وبشكل عام تكون نسبة سرعة النبض بين الأذين والبطين إثنان الى واحد (2:1) بشكل لا يظهر أي علامات مرضية أو في الحالات القصوى تكون مصحوبة بعلامات طفيفة. من الصعب احياناً  التمييز بينها وبين ظواهر عدم انتظام ضربات القلب الأخرى. يكون العلاج الدوائي في بعض الحالات مساهماً في عملية تشخيص الحالة مثل العلاج بواسطة الأدينوزين (Adenosine) والذي يقوم بحصر العقدة الأذينية (AVN blocker). التشخيص الدقيق للحالة يتم بواسطة اختبار فسيولوجي كهربائي (electrophysiologic testing) ومن ثم إجراء الفصل أو الاجتثاث (Ablation) بواسطة تردد موجات الراديو. وتبلغ نسبة النجاح عند إتباع هذا النوع من العلاج قرابة 75%. أما العلاجات المضادة لاضطراب انتظام دقات القلب فلا يعتبر ناجعاً في هذه الحالة.
2. تسرّع القلب الأذيني الآلي: يتم ظهور هذه الحالة عادة عند وجود تحفيز خارجي للبطين أي أنها لا تكون نابعة من العقدة الجيْبيًّة (sinus node). ربما يكون مصدرها الأذين الأيمن أو منطقة الأوردة الرئوية من جهة الأذين الأيسر. آلية حدوث هذه الظاهرة غير واضحة  بما يكفي. عادةً تنتشر هذه الظاهرة عند المصابين بظاهرة الإحماء (Warm-up phenomenon) والتي تعرَّف بتحفيز التسرّع القلبي بعد بدء حدوثه. هذه الحالة من تسرع القلب لا  تتأثّر بالتحفيزات الصادرة عن العصب المُبْهَم (Nervus vagus) وغالبا ما يكون التسرّع في نبض القلب متواصل او دائم. تعد الأدوية من عائلة حاصرات بيتا، مثل بروبرانولول (Propranolol) من العلاجات الناجعة لخفض حدة التسرع القلبي الأذيني. يكون دواء الأدينوزين نافعا في علاج التسرع القلبي بشكل مؤقت ونادراً ما  ينجح في إيقاف الظاهرة تماما. أما العلاج الدوائي فيرامابيل (Verapamil) والذي ينتمي لمجموعة الأدويه  الحاصرة لقناة الكالسيوم فلا يعتبر علاجاً ناجعاً للظاهرة. في التالي ان العلاج الناجع لهذا النوع من تسرّع القلب الأذيني الدائم  يتم بواسطة الاجتثاث  باستعمال موجات الراديو التردّدية.
3. تسرّع القلب الأذيني الذي ينشأ بسبب محفز خارجي (Triggered atrial tachycardia): هذا النوع من تسرّع القلب  يكون أقل انتشاراً من الأنواع السابقه ويظهر عادة لدى المرضى من كبار السن. يشكّل فرط المحفزات العصبية الوُّديّة، عادة، بداية لهذا النوع من تسرّع القلب. يتم علاج هذه الحالة بواسطة أدوية الأدينوزين أو الأدوية التي تندرج تحت مجموعة الأدوية الحاصرة لقناة الكالسيوم مثل الفيرامابيل (Verapamil).  في هذه الظاهرة، أيضاً، يعتبر الاجتثاث باستعمال موجات الراديو هو العلاج المفضل.


أخبار مرتبطة