تاريخ النشر 5 ابريل 2018     بواسطة الدكتور محمد حسن ال قمبر     المشاهدات 1

الأورام العصبية الغدّية الصمّاوية

تُعدّ الأورامُ العصبيَّة الغُديَّة الصمَّاويَّة من الأورام النَّادرة، والتي يمكن أن تُصيبَ خلايا الجهاز العصبي الغُدِّي الصَّمَّاوي. يتألَّف الجهازُ العصبي الغُدِّي الصَّمَّاوي من خلايا عصبيَّة وخلايا غُدِّية، حيث يقوم بإفراز الهرمونات ويُحررها في مجرى الدم. الأورامُ العصبيَّة الغُدِّيَّة الص
مَّاويَّة هي أورامٌ (نُموّ نسيجي غير طبيعي) تُصيبُ خلايا الجهاز العصبي الغُدِّي الصَّمَّاوي.
قد تكون الأورامُ العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة خبيثةً (سرطانيَّة)، وقد تكون حميدةً (غير سرطانيَّة)، وغالباً ما تنمو ببطء (ولكن ليس دائماً). وهناك العديدُ من أنماط الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة، وذلك وفقاً لنوعيَّة الخلايا المصابَة.
أنواع الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة
- الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة الهضميَّة البنكرياسيَّة: وتُصيبُ الأمعاءَ أو البنكرياسَ.
- الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة الهضمية: وتصيب الجهازَ الهضمي الذي يتضمَّن الأمعاء والمعدة والمريء.
- الورمُ العصبيُّ الغُدِّي الصَّمَّاوي البنكرياسي: ويصيب البنكرياس.
- الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة الرئويَّة: وتصيب الرئتين.
ويمكن لهذه الأورام أن تصيبَ أجزاءً أخرى من الجسم أيضاً، مثل الكبد والمرارة والقنوات الصفراويَّة والكُلى والمبيض والخصيتين.
تفرز بعضُ أنواع الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة هرموناتٍ تتسبَّب بظهورِ أعراضٍ نوعيَّة، وتُسمى في هذه الحالة باسم الأورام الوظيفية، بينما تُعرَفُ الأورامُ التي لا تسبِّب ظهورَ أعراض بالأورام غير الوظيفية.
أعراضُ الإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة
يمكن أن تختلفَ  أعراضُ الإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة باختلاف موقعها والهرمونات التي تُفرزها؛ فمثلاً، قد يُسبِّبُ الورمُ في الجهاز الهضمي حدوثَ الإسهال أو الإمساك أو آلام البطن. بينما قد يُسبِّبُ الورمُ في الرئتين أزيزاً عند التنفُّس أو سعالاً مستمرَّاً.
قد تتسبَّب بعضُ الأورامِ (الأورام الوظيفية) بتحرير كميَّاتٍ كبيرةٍ من الهرمونات إلى مجرى الدم بشكلٍ غير طبيعي.
كما قد يتسبَّبُ الورمُ بظهور أعراضٍ مثل الإسهال وتورُّد الوجه والمغص والوزيز التنفُّسي وانخفاض نسبة السكَّر في الدم، وتغيُّراتٍ في ضغط الدم ومشاكلَ قلبيَّة.
ما هي أسبابُ الإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة ؟
لا تزال الأسبابُ المؤدِّية للإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة غيرَ مفهومةٍ جيِّداً. ولكن، يزداد احتمالُ إصابة الشخص بالمرض إن كان يعاني من إحدى الحالات الصحيَّة أو الأعراض النادرة التالية:
تَكَوُّنُ الوَرَمِ الصَّمَّاوِيّ المُتَعَدِّد من النَّمط الأوَّل - وهو حالةٌ وراثيَّةٌ نادرة، حيث تظهر الأورامُ في جهاز الغدد الصم، وتكون أكثر شيوعاً في الغدتين الدَّرقيَّة والنُّخاميَّة، وفي البنكرياس.
الوُرام العصبي الليفي neurofibrmatosis من النَّمط الأوَّل - وهو مجموعةٌ من الأمراض الوراثيَّة تُسبِّبُ نموَّ الأورام على طول الأعصاب.
متلازمة فون هيبل لينداو - وهي حالةٌ وراثيَّة تؤدِّي إلى نموِّ الأوعية الدمويَّة بشكلٍ غير طبيعي.
كما أظهرت الدراساتُ أنَّ إصابةَ أحد الوالدين بورم عصبيَّ غُدِّيَّ صمَّاوي تزيد من خطر إصابة أبنائهما به.
تشخيص الإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة
يمكن إجراءُ عدد من الاختبارات لتشخيص الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة، وتشتمل على اختباراتٍ دمويَّة وبوليَّة وتصويرٍ شعاعي وتحليل الخزعة (حيث يجري أخذُ عيِّنةٍ صغيرةٍ من النسيج لتُجرى دراستها تحت المجهر ).
يمكن استعمالُ أنواعٍ مختلفةٍ من التصوير التشخيصي لفحص أو تحديد نوع الأورام، وتتضمَّن هذه الأنواع:
التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة - بما في ذلك تخطيط صدى القلب والتنظير الداخلي بواسطة الأمواج فوق الصوتيَّة.
التصوير الطبقي المحوري (التصوير المقطعي المحوسب).
التصوير بالرنين المعناطيسي.
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
التصوير التفرُّسي بالأُكتريوتيد - حيث يجري حقن سائل مشع بدرجة بسيطة في الأوردة، وتُستَعمل كاميرا خاصَّة لإظهار وجود أيَّة خلايا سرطانيَّة.
علاج الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة
تُعالج الأورامُ العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة في ضوء حالة المريض السريرية والظروف المحيطة بها؛ فمثلاً، يعتمد العلاج على:
مكان الإصابة بالورم.
مدى تقدُّم الحالة الصحيَّة.
الحالة الصحيَّة العامة للمريض.
وللأسف، فإنَّه لا يجري تشخيصُ الإصابة عند الكثير من الأشخاص إلا بعد أن تتأثَّرَ مناطق أُخرى من أجسامهم بالمرض؛ غيرَ أنَّ الإمكانيَّةٌ تبقى قائمةً لاستئصال الورم جراحيَّاً، حتى ولو انتشر إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم.
قد تُستَعمل الجراحةُ للمساعدة على تدبير وتقليل أيَّة أعراضٍ يعاني منها المريض، حتى ولو لم يؤدِّ إجراؤها إلى شفائه التَّام.
قد يكون من الممكن تقليصُ حجم الورم أو إيقاف نموِّه بواسطة علاجاتٍ تمنع الترويةَ الدموية عنه (عمليَّة الإصمام Embolization)، أو بواسطة العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الاجتثاث بالتردُّدات الراديوية Radiofrequency Ablation  (حيث تُستعمل الحرارة لتخريب الخلايا الورمية).
الكلمات الرئيسيَّة: الأورام، العصبية، الغدية، الصماوية، هرمونات، هضمية، بنكرياسية، رئوية، فعالة، غير الفعالة، صماوي متعدد، عصبي ليفي، متلازمة فون هيبل لينداو، البوزيتروني، أكتريوتيد، عمليَّة الانصمام، انصمام، الاقتطاع بالترددات الراديوية.


أخبار مرتبطة