تاريخ النشر 5 يناير 2017     بواسطة الدكتور عبدالعزيز عبدالرزاق العبيدان     المشاهدات 1

أهم التطورات في علاج أمراض البصر

ورقة عمل في «مؤتمر البحر الأحمر الثالث لطب وجراحة العيون» افتتح الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة فعاليات مؤتمر البحر الأحمر الثالث للعيون الذي يقام في الفترة ما بين 4 و7 يناير (كانون الثاني) الحالي بجدة وذلك بحضور الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز رئيس الجمعية السعودية لطب العيون. وتنظم
 هذا المؤتمر الجمعية السعودية لطب العيون ومستشفى الحرس الوطني بجدة بالتعاون مع ‏مستشفى العيون بجدة.

وأشار الدكتور سعيد عبد الله الغامدي رئيس اللجان العلمية للمؤتمر ومدير البرنامج التدريبي لطب وجراحة العيون بالمنطقة الغربية في حديث لـ«صحتك» إلى أن هذا المؤتمر هو أحد المؤتمرات الطبية المتخصصة المهمة في المنطقة وقد لاقى نجاحا كبيرًا في دورتيه الأولى والثانية. ‏وتقدم في المؤتمر أكثر من 350 ورقة عمل في 80 جلسة علمية، ويضم أكثر من 50 دورة تدريبية وورشة عمل يقدمها أكثر من 30 متحدثًا دوليًا إضافة إلى قرابة 150 متحدثًا من داخل المملكة ويتوقع أن يتجاوز حضور المؤتمر 2500 من أطباء العيون وأخصائيي وفنيي البصريات ‏ومساعدي وممرضي العيون والمهتمين بطب العيون بصفة عامة.

* أمراض العيون
وتدور محاور المؤتمر حول أمراض وجراحة القرنية ومقدمة العين - الجراحات الانكسارية لتصحيح النظر - جراحة الماء الأبيض (الكاتاراكت) وزراعة العدسات - الماء الأزرق (الغلوكوما) - إضافة إلى موضوع أمراض وجراحة الشبكية والجسم الزجاجي، بالإضافة إلى آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في طب وجراحة العيون والطب المبني على البراهين وخدمة التعليم الطبي المستمر.

‏‏وشاركت الأكاديمية الأميركية لطب وجراحة العيون AAO في المؤتمر بإقامة دورة حول المراجعة الشاملة في طب العيون لمدة يوم كامل من أيام المؤتمر الأربعة. وهي تستهدف أطباء العيون العاملين والمتدربين الذين يُحَضِّرون لامتحانات البورد في طب وجراحة العيون. كما تقدم الأكاديمية الأميركية لطب العيون اليوم الجمعة جلستين علميتين عن الماء الأزرق (الغلوكوما) وأمراض‏ القرنية لا سيما القرنية المخروطية وطرق العلاج الحديثة.

‏كما شهد المؤتمر مشاركة فعالة ودورات مكثفة مقدمة من المدرسة الأوروبية للجراحات المتقدمة في طب العيون إيساسو ESASO. وتطرق الباحثون إلى الأبحاث الجديدة في مجال ضمور مركز البصر الشيخوخي من حيث التشخيص والعلاج. كما استعرض المؤتمر أمراض واعتلال الشبكية لدى الخدج وعمليات جراحة الشبكية والجسم الزجاجي الحديثة.
وبحث المؤتمر أيضًا أمراض الشبكية مثل اعتلال الشبكية السكري والطرق الحديثة في التشخيص والعلاج مثل الليزر والحُقَن العينية واستطباباتها، ‏كما بحث بصفة مستفيضة أمراض القرنية المخروطية وطرق العلاج وآخر ما توصلت إليه الأبحاث في هذا المجال، إضافة إلى الطرق الحديثة في تصحيح النظر، وعلاج الماء الأبيض بالفيمتو ليزر (كالفمتو ليزك والفمتواسمايل والفمتوفيكو)، ويتطرق لعلاج حرج البصر الشيخوخي وعلاج النظر القريب في سن ما بعد الأربعين (البرسبايوبيا) وآخر الأبحاث في هذا المجال.

وتقام أيضًا على هامش المؤتمر عدة دورات وورش عمل في البحث الطبي والطب المبني على البراهين وطرق البحث، إضافة إلى ورش عمل في التعليم الطبي. ما تم لأول مرة استحداث عدة جلسات للأطباء الناشئين تحت مسمى Young Ophthalmology Sessions لتقديم ما لديهم من أوراق عمل وأبحاث طبية تم اختيارها بعناية. هذا إضافة لاستحداث منصة لعرض الملخصات الطبية (Posters).

* مشكلات العين الشائعة

تعتبر المياه البيضاء والمياه الزرقاء من مشكلات العين الشائعة، فما هو الفرق بينهما؟ ولماذا تصاب العين بالمياه؟ وأيهما أشد خطورة على المصاب؟

- المياه البيضاء. أوضح الدكتور سعيد بن عبد الله الغامدي، أن المياه البيضاء (الكاتاراكت أو الساد الأبيض) هو حدوث عتامة تؤدي إلى فقدان العدسة الطبيعية لشفافيتها وليس لها علاقة بـ«الماء» الوارد مجازًا في التسمية.
وهناك عدة أسباب للإصابة بالماء الأبيض وأكثرها شيوعًا التقدم بالسن (كبياض الشعر الأسود أو الشيب إن صح التشبيه)، وهناك الماء الأبيض (الولادي) الناتج عن بعض مضاعفات الحمل كبعض الالتهابات والأمراض المعروفة طبيًا، ومنها ما هو ناتج عن إصابات العين المباشرة أو التهابات داخل العين (الالتهابات العنبية) أو ما هو ناتج عن بعض الأدوية مثل الكورتيزون أو كمضاعفات لبعض الأمراض المزمنة مثل السكري، أو نتيجة التعرض لبعض العوامل البيئية كالأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة أو التعرض للأشعة العلاجية في منطقة الرأس والرقبة أو ممارسة بعض العادات غير الصحية كالتدخين وشرب الكحوليات.

ويتم التشخيص بجهاز الفحص في عيادة العيون مع توسيع بؤبؤ العين بالقطرات الطبية، وفي الحالات المتقدمة يمكن ملاحظة تغير لون نون العين (البؤبؤ وهو الفراغ في وسط قزحية العين الملونة) حيث يتغير من اللون الأسود إلى اللون الأبيض.

أما الأعراض فتشمل شكوى المريض من تدنٍ تدريجي في الرؤية في إحدى أو كلتا العينين غير مصحوب بألم أو احمرار، وفي المسنين قد يلاحظ تغير مستمر في مقاسات النظارات. أيضًا قد يلاحظ المريض تدنيًا في الرؤية الليلية أو عدم القدرة على تحمل الأنوار الصادرة من السيارات المقبلة في حال قائدي المركبات ليلاً. أيضًا قد يعاني المريض من ازدواجية أو تعددية في رؤية الصور والأشكال. ويلاحظ طبيب العيون تغيرًا في شفافية العدسة الطبيعية وظهور عتامات عليها.

يكون علاج الماء الأبيض بإزالة العدسة المعتمة (غير الشفافة) واستبدالها بعدسة صناعية شفافة وصافية بديلة يتم زراعتها بدقة داخل العين مدى الحياة. وتتم إزالة العدسة بعدة طرق (مثل الشق الجراحي أو بالموجات فوق الصوتية أو بالفمتو ليزر لبعض الحالات) يقررها الطبيب الجراح. وليس هناك وقت محدد للتدخل الجراحي وإنما يعتمد ذلك حسب شكوى المريض ومدى تأثير تدني النظر على النشاط اليومي والقيام بالوظائف اليومية وهذا يختلف من مريض لآخر، فقد يكون التدخل مبكرًا لقائدي السيارات مثلاً حيث يحتاجون لحدة إبصار عالية.

- الغلوكوما

* المياه الزرقاء. أوضح الدكتور سعيد الغامدي أن المياه الزرقاء (الغلوكوما) مرض مختلف كليًا وأيضًا ليست له علاقة بالمياه الواردة مجازًا في التسمية، وهو عبارة عن ارتفاع الضغط داخل العين مما قد يؤدي إلى تلف دائم وغير مرتجع في ألياف العصب البصري الذي يصل الشبكية بالدماغ. وله عدة أنواع وقد يظهر بعدة أشكال وصفات أهمها ارتفاع في ضغط العين مصحوب بتغيرات في شكل عصب البصر وتغيرات في مجال البصر (الرؤية المحيطية). وهناك أنواع كثيرة من المياه الزرقاء منها الولادي (منذ الولادة) ومنها المكتسب خلال سنوات العمر، ومنها مفتوح الزاوية المزمن وغير المصحوب بألم ومنها ضيق أو مقفل الزاوية المصحوب عادة بألم في العين وفقد حاد للرؤية، غير أن معظم الأنواع تشترك في ارتفاع ضغط العين وتدهور في النظر يبدأ عادة من الأطراف حتى يصل إلى مركز النظر في الحالات المتأخرة، ويعزى ارتفاع ضغط العين لعدة أسباب وتغيرات داخل العين أهمها بطء تصريف السائل الشفاف داخل العين ينتج عنه تجمع الماء وارتفاع الضغط داخل العين.
وتشمل الأعراض ملاحظة المريض تغيرًا في الرؤية الطرفية في الحالات المتقدمة، وفي أغلب الحالات لا يشعر المريض بألم أو احمرار وإنما يتم التشخيص في العيادة. وهنا تكمن أهمية الفحص الدوري (الروتيني) لدى طبيب العيون لا سيما بعد سن الأربعين أو قبل ذلك للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للغلوكوما. ويلاحظ الطبيب ارتفاع ضغط العين عن المعدل الطبيعي (10 - 21 مم زئبق) مصحوبًا بتغيرات في شكل عصب العين وتدهور في مجال الرؤية المحيطية عند فحص مجال البصر.

ويتم العلاج بعدة طرق تختلف باختلاف نوع الغلوكوما وعمر المريض ومدى التلف الحاصل في عصب البصر. فهناك العلاج الدوائي باستخدام القطرات الطبية الخافضة لضغط العين أو باستخدام أدوية عن طريق الفم في بعض الحالات. وهناك العلاج بالليزر أو العلاج الجراحي لعمل تصريف لسائل العين ومن ثم خفض ضغط العين.

* ما الفئات العمرية المعرضة للإصابة بالمرضين؟ أجاب د. الغامدي بأن جميع الأعمار معرضون، وللاختصار فإن أكثر أنواع الماء الأبيض شيوعًا هو ما له علاقة بتقدم السن senile cataract حيث يقدر بأن نصف سكان الولايات المتحدة الذين جاوزوا الثمانين إما أن لديهم الماء الأبيض أو أنهم خضعوا لعمليات الماء الأبيض قبل ذلك السن، وأكثر أنواع الماء الأزرق شيوعًا هو المزمن مفتوح الزاوية Chronic Open Angle Glaucoma ويظهر أيضًا مع تقدم السن ولا سيما بعد العقد الخامس أو قبل ذلك في الأشخاص ذوي البشرة السمراء أو من لديهم تاريخ عائلي للمرض.

وينصح د. الغامدي باتباع العادات الصحية والغذائية الصحيحة من أجل صحة العينين، ولبس النظارات الشمسية لا سيما عند التعرض للشمس لفترات طويلة، والابتعاد عن التدخين وشرب الكحوليات. أيضًا ينصح بالمتابعة الدورية لدى طبيب العيون روتينيًا بعد سن الأربعين أو قبل ذلك لمن يعانون من أمراض مزمنة تسبب مضاعفات بالعين كالسكري أو من لديهم تاريخ عائلي لبعض أمراض العيون كالجلوكوما أو من يعانون من أعراض أو تغيرات في النظر وعدم التساهل في ذلك. 


أخبار مرتبطة