تاريخ النشر 25 أكتوبر 2019     بواسطة البروفيسور سلوى عبدالله الهزاع     المشاهدات 1

عندما ينبثق تطور المرأة من الروح المحافظة للمجتمع

الدكتورة سلوى الهزاع..عندما ينبثق تطور المرأة من الروح المحافظة للمجتمع السعودي في عام 1978 عادت العائلة من أمريكا. الأب أنهى رسالة الماجستير والفتيات الخمس حظين بتعليم جيد ومتطور ويتقن اللغة الإنجليزية وتنتابهن أفكار طموحة جداً، بعد ذلك بأيام قال أحد أقربائهم لوالدهن وعلى مسمع منهن: (لو كان
 هؤلاء الفتيات أولاد. أضمن لك أنهم سيحققون أشياء كبيرة. ولكنهن للأسف فتيات). الآن أصبح هؤلاء الفتيات يحتلن مناصب كبيرة ومؤثرة وينشطن في خدمة قضايا المرأة السعودية وإحداهن هي الدكتورة الشهيرة سلوى الهزاع. تقول: (بعد ماسمعت ذلك شعرت بخيبة الأمل. كان أول باب يصفع بقوة في وجوهنا) . ولكن هذا لم يجعلها تثور على عادات وتقاليد المجتمع السعودي على الرغم من قوة التأثير التي تملكها. فهي تملك نظرة واقعية وعملية ولا يبدو أنها تظهر الكراهية للأشياء التي تزعجها. بلا مشاعر كارهة هي تريد أن تغير الأشياء التي تعيق تقدم المرأة ليس لأنها تكرهها ولكن لأنها تعيق المرأة فقط. تقول: (نحن في بلد تتحكم فيها العادات والتقاليد. رغبتي في تغيير بعضها لايقلل من احترامي لها . أظن أن الضوضاء مزعجة ولن تقدم أي نتيجة إيجابية بل على العكس. لن تحصل الأشياء بيوم وليلة). في السنوات الأخيرة بحثت المناصب والألقاب عنها. بالإضافة إلى ترؤسها قسم العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض هي رئيسة جمعية أصدقاء السعودية وأستاذ مشارك في الجامعة الامريكية العريقة جون هوبكنز و حصلت مؤخرا على جائزة المرأة العربية المميزة من الجامعة العربية ومنحتها مجلة فوربز العالمية لقب المرأة العربية القوية. تقول :( لم أبحث عن شيء. لكني ربما هذه الأشياء الجيدة والمشجعة تأتيك بعد سنوات طويلة و مضنية من العمل). ولكن كل هذا لم يجعل الدكتورة التي تتحدث بلهجة واقعة تحت ضغط النطق بالإنجليزي ومطعمة بكلمات قصيمية تتخلى عن تواضعها والأهم من ذلك أن قوة النفوذ الذي حصلت عليها لم تغير في طريقتها لخدمة قضايا المرأة . فهي تعمل وفق طريقة براجماتية جدا. تقول :( لن تستطيع مواجهة نظام كبير ومثبت. حاول أن تصير جزءاً منه وتغير من الداخل). لحد الآن تبدو هذه النتيجة فاعلة جدا بالنسبة لها. فهي استطاعت أن تتخطى الكثير من العقبات وتتقدم لتحقق مناصب لأول مرة تحصل عليها المرأة السعودية ولايبدو أن ذلك يغضب أي أحد بل يبدو مقبولا جدا وطبيعيا. هي تعتبر هذه الطريقة مناسبة جدا لمساعدة المرأة . تقول :(البعض من النساء لايقتنعن بوجهة نظري هذه ولكني أعلم الآن أن الفتيات اللاتي يردن دخول الطب ويواجهن رفض أهلهن بحجة ماقد يتسبب لهن ذلك بالحرمان من الزواج والإنجاب يقلن لأهاليهن بثقة كبيرة: انظروا سلوى الهزاع تزوجت وأنجبت. هل أثر عليها ذلك بشيء؟.أنا سعيدة لأكون نموذجا يلهم البنات وأعتقد أني أقدم لهن خدمة بذلك). ولكنها تواجه النقد الذي يواجهه من يقع في الوسط لأن كل طرف يحسبه على الآخر وهي تبدو متفهمة لذلك ولكنها مؤمنة بالطريقة البطيئة والفاعلة التي تمارسها تقول : (هناك فئات مختلفة من النساء تعارض رؤيتي. أنا لا أريد العجلة والتهور حتى لا تنعكس الأشياء ولا أريد السكون حتى لا نصبح متأخرين). فكرة التريث وعدم أخذ الأمور بعشوائية أصبحت لديها مثل الوسواس الذي لايفارقها وهي فكرة نمت معها منذ طفولتها عندما كان والدها يقول لها مع أخوتها أن يتنبهوا كثيرا قبل أن يأخذوا قراراتهم. هذا الوسواس يصبح أكثر إلحاحا عندما توجد هناك نقاط تصادم مع النظام الاجتماعي السعودي . تقول :( أنا مؤمنة أن حدوث شيء يغضب الكثيرين لن يكون قويا بقدر ماسيكون لو كان الغالبية من الرجال راضين ويقدمون لك المساندة والدعم). نظرتها إلى الرجال تختلف كثيرا عن نظرة غالبية النساء الناشطات في حقوق المرأة. فهي تفهم المساواة مع الرجل على أنها تقتصر على جوانب دون أخرى . تقول :( أنا لا أنظر بذات النظرة الجافة إلى مشروع المساواة مع الرجل. أنا لا أريد أن أتدخل في الجوانب الفيوسولوجية الطبيعية. أنا سيدة وأحب أن يعاملني الناس كسيدة..). لذا تبدو الدكتورة متفهمة جدا لأكثر المواقف التي تثير غضب حتى النساء العاديات مثل وجود المحرم والسفر بإذن الأهل. وتضيف: (كل تقدمنا ونجاحنا وإخفاقنا وتراجعنا يتعلق في كلمة بسيطة هي الصبر). الدكتورة سلوى الهزاع التي استمدت الكثير من واقعيتها وصلابتها من تجربتها الخاصة المنبثقة من الروح المحافظة للمجتمع السعودي ومن عائلتها المكافحة التي بدأت من الصفر وأصبحت الآن من العوائل المعروفة (بطلب صارم من والدها المؤمن بأهمية الكفاح الشخصي للنجاح قامت وهي صغيرة بطباعة رسالته للماجستير التي تأخذ حجم كتاب ضخم) لا تنام أكثر من خمس ساعات في اليوم لإنجاز مهامها التي تتكاثر كل يوم وتجعلها ساهرة حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل. تقول بنبرة ودودة: (أعتقد أن قوتي تكمن في علمي وعملي المتواصل).. على الرغم من أن الكثير من النساء قد لايعجبهن ذلك ولكنها تتحول بسرعة لتصبح رمزاً للكثير من الفتيات السعوديات.


أخبار مرتبطة