تاريخ النشر 8 ديسمبر 2017     بواسطة الدكتورة شادن سامي الكتري     المشاهدات 1

د. الكتري"علاج السكري يتطلب تعديل نمط الحياة"

علاج السكري يتطلب تعديل نمط الحياة والنشاط البدني ونوعية الغذاء أشادت بالبرامج والفعاليات التوعوية لوحدة الغدد الصم والسكري ٣٨٢ مليون شخص مصاب عالمياً ويتوقع أن يصل عام ٢٠٣٥م إلى ٦٠٠ مليون مصاب نسبة الإصابة في المملكة ٢٧٪ والأعمار بين ٥٠-٧٠ سنة هم الأكثر عرضة للإصابة أصبح مرض السكري شائ
عاً في العقدين الماضيين، حيث وبلغ عدد المصابين به حول العالم حسب منظمة «IDF» في إحصائيات عام ٢٠١٣م، حوالي ٣٨٢ مليون شخص، ويتوقع أن يصل في عام ٢٠٣٥م إلى ٦٠٠ مليون مصاب حول العالم، وتعد دول الخليج الأعلى في نسبة الإصابة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبلغت نسبة الإصابة في المملكة العربية السعودية ٢٧٪، والأعمار بين ٥٠-٧٠ سنة هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض حسب الإحصائيات العالمية والوطنية.

عوامل الخطورة:
من المتعارف عليه، حسب الدكتورة شادن بنت سامي الكتري استشاري غدد صماء وسكري بمستشفى الملك خالد الجامعي، أن الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري هو الأكثر شيوعاً وعادة ما يصيب الكبار بعد عمر ٣٠ سنة، إلا أن ظهوره في السنوات الأخيرة أصبح في سن الطفولة وسن البلوغ أيضاً، وأهم عوامل الخطورة للتعرض للإصابة به هي السمنة وزيادة الوزن المفرطة، وهناك أسباب أخرى مثل الأسباب الوراثية، وسكري الحمل ومرض تكيس المبايض عند النساء، وبعض الأدوية مثل الكورتيزون، وهو من العلاجات المستخدمة لعلاج بعض الأمراض المناعية والحساسية،  كما أن الأمراض الغدية الأخرى، حيث يحدث فرط في إفراز بعض الهرمونات الرافعة للسكر في الدم مما يؤدي للإصابة بداء السكري.

أضداد مناعية:
أما النوع الأول فهو أقل شيوعاً ويظهر لدى الأطفال وسببه مناعي، حيث تتشكل أضداد مناعية تحارب خلايا بيتا في البنكرياس المنتجة لهرمون الأنسولين، وبالتالي تؤدي إلى تلفها، والأنسولين هو الهرمون الأساسي لتخفيض مستوى السكر في الدم بشكل يتوازى مع الهرمونات الرافعة لمستوى السكر في الدم بحيث يبقى ضمن مستوياته الطبيعية، وحيث إن السمنة هي من أهم عوامل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وذلك بسبب نمط الحياة قليل النشاط والغذاء عالي السعرات الحرارية وكثرة الدهون، وذلك بسبب الإقبال الكبير على ما يعرف بالوجبات السريعة والمشروبات الغازية وغيرها، وفي السعودية حسب الإحصائيات فإن السمنة المفرطة بلغت أكثر من ٢٥٪ بكتلة وزن أكثر من ٣٠ كغ/م٢.

مثلث الخطر:
وأكدت الدكتورة الكتري أن الزيادة المطردة في السمنة ومرض السكري معاً، تأتي بشكل مترافق خلال العقدين الأخيرين من الزمن على مستوى العالم أجمع، كما أظهرت الدراسات، حيث إن السمنة هي السبب الرئيسي في حدوث ما يعرف بالمقاومة للأنسولين والذي يحدث إما بسبب نقص أو تعطل في عمل مستقبلات الأنسولين على سطح الخلية مما يؤدي لبقاء السكر في الدم وعدم دخوله لداخل الخلية لاستخدامه بشكل طبيعي في إنتاج الطاقة.

الأعراض:
تشمل أعراض ظهور المرض كثرة التبول خلال اليوم والتبول الليلي تحديداً، كثرة العطش، ونقص الوزن والتعب والإرهاق العام، ومرضى السكري من النوع الأول تظهر الأعراض المذكوره في وقت قصير عادةً ويأتي المريض غالباً بحالة حماض كيتوني، وهي تعتبر حالة إسعافية طارئة، وذلك عكس ما يحدث عند مرضى النوع الثاني، وفيه يحدث نقص جزئي في إفراز الأنسولين أو تعطل في عمل مستقبلات الأنسولين، ولذلك تظهر الأعراض على مدى سنوات، فلا تكون بنفس شدة الأعراض كما في النوع الأول والذي يحدث فيه نقص تام في إفراز الأنسولين.

مضاعفات مزمنة:
تكمن خطورة مرض السكري في كونه سبباً لظهور كثير من المضاعفات المزمنة والتي قد تصيب الأوعية الدموية صغيرة الحجم، وينجم عنها ما يعرف بالقدم السكرية، اعتلال شبكية العين والذي قد يسبب العمى، واعتلال الكلى مما قد يؤدي للفشل الكلوي، أو يصيب الأوعية الدموية الكبيرة لينجم عنه التعرض للجلطات الدماغية وأمراض شرايين القلب التاجية وحدوث جلطات القلب والذبحة الصدرية.

وهناك ما يعرف بالمضاعفات الحادة والمتمثلة بالحماض الكيتوني لدى مرضى النوع الأول غالباً، وكذلك ارتفاع السكر غير الكيتوني لدى مرضى النوع الثاني معظم الأحيان وانخفاض سكر الدم ويحدث في النوعين، وتلك المضاعفات وعلاجها إلى جانب علاج ارتفاع السكر بالدم بالعلاجات الدوائية المتعارف عليها، تشكل عبئاً اقتصادياً على الدول قد تصل إلى المليارات.

علاجات جديدة:
ولفتت الدكتورة الكتري إلى أن علاج داء السكري يقوم على أربعة محاور تتمثل في تعديل نمط الحياة بالنشاط البدني، وتعديل نوعية الغذاء، إلى جانب العلاج الدوائي، والمراقبة الذاتية لسكر الدم خاصة لمتناولي الأنسولين، مشيرة إلى أن الأبحاث والمستجدات الطبية الحديثة خلال العقدين الماضين أنتجت مجموعات دوائية جديدة بطرق عمل مختلفة، كما أن التأثيرات الجانبية مثل انخفاضات السكر وزيادة الوزن الشائع حدوثها مع المجموعات الدوائية القديمة من علاجات السكر، فهي أقل حدوثاً في بعض المجموعات الدوائية الحديثة، وحتى أن منها ما يساعد في نزول الوزن، كذلك في التقنيات المستخدمة في العلاج والمراقبة الذاتية تطورت إلى حد كبير، كما في مضخات الأنسولين الحديثة، وأجهزة فحص السكر المستمر، وأجهزة المراقبة المنزلية الذاتية لمستوى سكر الدم بأقل ألم، وأكثر ارتياحاً لمرضى السكر.

فعاليات وبرامج توعوية:
بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري لعام ٢٠١٧، قامت وحدة الغدد الصم والسكري برئاسة الدكتورة عايشة الخزيمي بالتعاون مع عدد من الأقسام منها طب الأسرة، ممثلاً بالدكتور تركي المقبل والدكتور محمد باتيس، وقسم التثقيف الصحي الأستاذة أريج باهمام والأستاذة سارا الصقيري في مستشفى الملك خالد الجامعي المدينة الطبية بجامعة الملك سعود، بالتنسيق مع العلاقات العامة برئاسة الأستاذ عبدالرحمن المنصور وعمادة شؤون الطلاب للشؤون الرياضية للجامعة، وذلك تحت رعاية معالي مدير الجامعة الدكتور بدران العمر، بتنظيم عدد من الفعاليات لتوعية المجتمع عن مرض السكري ومضاعفاته وأهمية العلاج المبكر.

وتمثلت تلك الفعاليات بأيام توعوية عن المرض ومضاعفاته، وذلك في بهو العيادات الخارجية، كما نظمت الوحدة  ماراثون سباق الجري للرجال والنساء والأطفال ليس فقط لمرضى السكري وإنما لغير مرضى السكري أيضاً، واشترك بالسباق أكثر من ١٠٠ متسابق بحضور واشتراك المدير العام للمدينة الطبية الدكتور عبدالرحمن المعمر، والمدير التنفيذي للشؤون الصحية الدكتور فيصل السيف، والمدير التنفيذي لشؤون المرضى الأستاذ مطلق الرشيد، والمدير الطبي الدكتور عبدالله السقّا، وعدد من رؤساء الأقسام في المستشفى والأطباء.

كذلك تم إعداد برنامج تعليمي في القاعة الرئيسية بكلية الطب بحضور االمدراء وعميد كلية الطب الدكتور خالد فودة، وكان فيه عديد من المتحدثين والخبراء من استشاريي الغدد الصم والسكري من مختلف المستشفيات الكبرى بالرياض، وتمت خلاله مناقشة مواضيع متنوعة عن داء السكري ومضاعفاته، وذلك بعدد ساعات تعليمية مستمرة معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

كما كان هناك فعاليات أخرى تحت مظلة المدينة الطبية بجامعة الملك سعود من المركز الجامعي للسكري بإدارة الزميل الدكتور عبدالله القويحيص، تمثلت في حملة توعية للمدارس عن داء السكري لمدة شهر كامل، وبرنامج تعليمي كذلك أقيم في فندق الراديسون بالرياض.


أخبار مرتبطة