تاريخ النشر 13 يونيو 2020     بواسطة الدكتورة ايمان عباس منصور زاهر     المشاهدات 1

كيفية زيادة درجة حرارة الجسم بطرق مختلفة آمنة

حرارة الجسم الداخلية بداية يجب أن نعلم جيداً أن هنالك فرق بين شعور الشخص بالبرد في الأحوال العادية التي نعيشها جميعاً في فصل الشتاء وبين حرارة الجسم الداخلية، فالشطر الأول يعنى به حرارة الجلد الخارجي والتي في أحيان كثيرة تختلف عن الشطر الثاني وهو حرارة الجسم الداخلية التي يقصد بها حرارة الأنسج
ة والأعضاء؛ وعلى ذلك فإن انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية يعتبر أخطر بكثير على صحة الجسم من انخفاض درجة حرارته الخارجية. وبالطبع هنالك علامات معينة يتنبه من خلالها الشخص إلى ضرورة زيادة درجة حرارة الجسم وهي تتلخص في النقاط التالية:

    عند انخفاض درجة حرارة الجسم بمقدار طفيف يعاني الشخص من أعراض بسيطة كالرعشة والدوار وربما الغثيان والشعور بالجوع، وكمحاولة من الجسم للتكيف مع هذا الوضع الطارئ يقوم بزيادة معدل التنفس بشكل واضح ومع زيادة قدر الانخفاض يعاني الشخص من تراجع في الإدراك ومقدار الانتباه وصعوبة في الكلام وشعور بالإجهاد وتسارع في نبضات القلب.
    عند الوصول للمرحلة القصوى من انخفاض حرارة الجسم تزيد شدة الأعراض السابقة لدرجة يتنبه فيها كل من يحيط بهذا الشخص إلى اتخاذه سلوكيات غريبة وغير ملائمة كأن يحاول نزع الملابس عنه أو ينطق بعدة كلمات غير مفهومة وغير مفسرة.

حرارة الجسم الدائمة
بالطبع هنالك مقياس للمخ أشبه بالمرجع الذي يتم زيادة درجة حرارة الجسم وفقاً له، بمعنى آخر فإن الشخص عندما يولد وينشأ في بيئة ما يتم ضبط درجة حرارة جسمه وفقاً لتلك البيئة فالشخص الذي يولد في شمال أوروبا مثلاً يعتاد جسمه على درجات الحرارة المنخفضة نسبياً على عكس الأشخاص الذين يولدوا في المناطق الاستوائية. يعرف هذا التباين بحرارة الجسم الدائمة أي درجة الحرارة التي يعتاد المخ على التعايش فيها وبالتالي فمجرد أن ينتقل الشخص من هذا المكان إلى مكان مختلف كلياً في درجة الحرارة يحدث الاضطراب في الجسم ويحتاج العقل إلى عدة أيام وربما شهور كي يعتاد على هذا الوضع الجديد، وهو ما يفسر بالطبع كيف عندما يسافر شخص ما من أفريقيا إلى أمريكا فإنه يرتدي الكثير من الملابس في حين أن مواطني نفس الدولة لا يفعلون الأمر نفسه.

أسباب زيادة درجة حرارة الجسم
على صعيد آخر لا يعني تواجد الشخص في مكان منخفض الحرارة أن جسمه سيشعر بهذا الفارق بل ربما يختار الجسم وسيلة أخرى للتعبير عن الاضطراب الحادث بداخله وهي عبر زيادة درجة حرارة الجسم فيما يعرف بالحمى، فمن المعروف حتى لدى أوساط العامة أن انتقال الشخص فجأة إلى طقس بارد أو به تيار هواء سريع قد يؤدي لإصابته بالحمى والتي أهم أعراضها هو زيادة درجة حرارة الجسم وهو ما قد يفسره الشخص بالمعنى الخاطئ ويقوم بتخفيف ملابسه أو الجلوس في مكان بارد أو به تيار هواء سريع مما يؤدي تباعاً إلى تدهور الحالة الصحية للجسم وربما يتطور الأمر إلى حد الإصابة بتشنجات عضلية وهذيان، لكن في حقيقة الأمر فإن الإصابة بارتفاع درجة حرارة الجسم أو الحمى هي طريقة مختلفة للجسم للتعبير عن حاجته الماسة إلى التدفئة وزيادة درجة حرارته بشكل أكبر كي يتمكن من التكيف مع ما جد عليه من أوضاع أخرى سواء من انخفاض في درجة حرارة الجو بشكل مفاجئ أو الإصابة بعدوى ما.

كيفية زيادة درجة حرارة الجسم
كما هو موضح بمقدمة المقال فإن طرق زيادة درجة حرارة الجسم يعتمد بالأساس على 3 محاور رئيسية وهي الطعام والشراب والملابس ومعدل الحركة الجسدية للشخص، ولزيادة درجة حرارة الجسم يجب أن يقوم الشخص بالتالي:

الابتعاد عن مصدر البرودة
لابد لأن يكون للبرودة مصدر معين تنبع منه وهو ما يمكن أن يكون مكيف للهواء مضبوط على درجة حرارة منخفضة أو التواجد في مكان خارجي منخفض الحرارة أو نافذة مفتوحة يدخل منها تيار هواء بارد، كل تلك المصادر يجب الابتعاد عنها تماماً إما بإغلاق النوافذ أو الدخول لمكان دافئ أو إغلاق جهاز التكييف أو حتى تشغيل المدفئة كي يتم رفع درجة الحرارة الخارجية للجو وبالتالي رفع درجة حرارة الجسم.

خلع الملابس المبللة
خطأ فادح يقع فيه الكثير منا وهو ارتداء الملابس مباشرة بعد الاستحمام بدون تجفيف الجسم جيداً وبالتالي تبتل تلك الملابس وتظل متصلة بالجسم بشكل مباشر لفترة طويلة حتى تجف مما ينقل درجة الحرارة المنخفضة منها للجسم خاصة وإن كان الاستحمام بماء ساخن؛ لذلك إن ابتلت ملابسك لأي سبب كان حاول خلعها في أقرب وقت ممكن واستبدالها بأخرى جافة تماماً.

العمل على الجذع أولاً
قد يتحمل الشخص ارتداء سترة ثقيلة وعدم ارتداء قفازات لليدين لتدفئتهما لكن لا يمكنه تحمل العكس وهو ما يعني أن تدفئة جذع الجسم تأتي كأولوية قبل تدفئة الأطراف؛ ولذلك حاول دائماً الجلوس في وضعيات تكون فيها الأطراف وخاصة الأذرع ملتفة حول الجسم لتدفئته وليس العكس وهو الوضع الفطري الطبيعي الذي يتخذه أي شخص عند محاولة تدفئة نفسه حيث يقوم بضم ذراعيه إلى صدره.

الإكثار من طبقات الملابس
فكرة تدفئة الجسم في الأساس تعتمد على تدفئة الهواء الملامس للجلد أولاً وهو ما يحدث بتمريره عبر عدة طبقات من الملابس قبل وصوله للجلد، بمعنى آخر فإن ارتداء عدة طبقات من الملابس بالطبع أفضل من ارتداء طبقة واحدة فقط حتى ولو كانت سميكة.

تناول الوجبات الساخنة
كأي شخص طبيعي بمجرد شعوره بالبرد يقوم على الفور بتناول وجبة ساخنة أو شرب مشروبات ساخنة لتدفئته وهو ما يساعد بالفعل.

الحركة المستمرة
رغم أن انخفاض درجة الحرارة يدفعنا بالفطرة إلى الجلوس في مكان ثابت وقلة الحركة الجسدية إلا أنه على النقيض تماماً فإن حركة الجسم بشكل مستمر تساعده على رفع درجة حرارته.

ارتفاع درجة حرارة الجسم بدون سبب
قد يجد الشخص نفسه فجأة وبدون أي مقدمات يعاني من زيادة درجة حرارة الجسم وهو ما يعني بالضرورة إصابته بعرض صحي ما يدفع الجسم إلى تنبيه العقل عن طريق رفع درجة حرارته.

زيادة درجة حرارة الجسم دليل على الحمل
بشكل نسبي وغير مطلق فإنه في بعض الأحيان قد تكون زيادة درجة حرارة الجسم دليلاً عند النساء على حدوث حمل في شهوره الأولى ولكنه ليس شرطاً في 


أخبار مرتبطة