تاريخ النشر 24 يونيو 2020     بواسطة الدكتورة حنان مسفر الغامدي     المشاهدات 2

ما أسباب الدهون على الكبد

مرض الكبد الدهنيّ مرض الكبد الدهني، أو تدهن الكبد، أو دهون الكبد هو الحالة التي تتمثل بتراكم الدهون على الكبد، وإنّ لهذه الحالة نوعين أو شكلين، الأول يُعرف بمرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ (بالإنجليزية: Nonalcoholic fatty liver disease) والثاني يُعرف بمرض الكبد الدهنيّ الكحوليّ (بالإنجليزية:
Alcoholic fatty liver disease)، وإنّ هذا المرض قد يكون له تأثير في صحة المصاب، لأنّ الكبد أكبر أعضاء الجسم من الداخل، وهو مسؤول عن تخزين الطاقة، وتخليص الجسم من السموم، كما ويلعب دورًا مهمّا في هضم الطعام،  وبالعودة للحديث عن مرض الكبد الدهنيّ يجدر بالذكر أنّه بالاستناد إلى نتائج الدراسات المنشورة في مجلة (Liver International) في عام 2018 م قد تبيّن أنّ نسبة انتشار مرض الكبد الدهني غير الكحولي تبلغ ما يُقارب 25% حول العالم، وحقيقة إنّ مرض الكبد الدهني غير الكحولي له نوعان، الأول بسيط لا يُصابحه حدوث التهاب أو ضرر في خلايا الكبد، ومثل هذا النوع لا يُسبب في العادة أيّ مشاكل صحية تُذكر، وأمّا النوع الثاني فهو الأكثر تعقيدّا، وهو الذي يُرافقه حدوث التهاب أو تكون نُدب، وهذا النوع قد يتطور إلى مراحل متقدمة من مرض الكبد الدهنيّ.

ولمعرفة المزيد عن مرض الكبد الدهني يمكن قراءة المقال الآتي: (دهون الكبد).

أسباب الدهون على الكبد
حقيقة لم يُفهم السبب الحقيقيّ الذي يكمن وراء تراكم الدهون بشكل زائد على الكبد، ولكن يُعتقد أنّه ربما يعجز الكبد عن تحويل الدهون الموجودة إلى شكل يمكن التخلص منه بسهولة، أو أنّ الكبد يمتص الدهون من الأمعاء بما في ذلك الدهون الزائدة عن حاجة الجسم، أو أنّ الدهون تتراكم من أجزاء الجسم المختلفة إلى الكبد لتتجمع فيه، وعلى أية حال يمكن تفصيل الأسباب التي قد تلعب دورًا في الإصابة بنوعَي مرض الكبد الدهني فيما يأتي:


أسباب الكبد الدُهنيّ غير الكحوليّ
لم يُعرف السبب الدقيق الذي يكمن وراء المعاناة من مرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ كما أسلفنا، ولكن يُعتقد أنّ مجموعة من العوامل الجينية والبيئية تلعب دورًا في الإصابة بهذا المرض، وعلى صعيد العوامل البيئية فيُقصد بها تناول كمية من الدهون تفوق حاجة الجسم وقدرته على معالجتها والتخلص منها، الأمر الذي يتسبب بتخزينها في الكبد، وعليه يمكن القول إنّ فرصة الإصابة بمرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ ترتفع في حال توفر أحد عوامل الخطر الآتية:
- السُمنة أو زيادة الوزن عن الحدّ المقبول.
- الإصابة بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin Resistance).
- اضطراب مستوى الدهون في الجسم، وقد يتمثل ذلك بارتفاع مستوى البروتين الدهنيّ منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low-density lipoprotein)، واختصارًا LDL، أو الدهون الثلاثية أو الكوليسترول الكليّ، أو انخفاض مستوى البروتين الدهنيّ مرتفع الكثافة (بالإنجليزية: High-density lipoprotein)، واختصارًا HDL، والمعروف أيضًا بالكوليسترول الجيد.
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- الإصابة بالمتلازمة الأيضية (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome) أو أيّ من عواملها، والمتلازمة الأيضية هي حالة صحية تتمثل بوجود عدد من المشاكل الصحية المرتبطة بزيادة الوزن أو السمنة، والمصابون بهذه المتلازمة هم أكثر عُرضة للمعاناة من بعض مشاكل القلب ومرض السكري من النوع الثاني، والجدير بالذكر أنّه قد وجد الباحثون والخبراء رابطًا بين هذه المتلازمة والإصابة بمرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ، وعلى أية حال فإنّ هذه المتلازمة تُعرّف بتوفر ثلاثة ممّا يأتي:
- ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الجسم.
- انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد.
- زيادة محيط الخصر عن الوضع الطبيعيّ.
- وجود بعض الجينات؛ فعلى الرغم من عدم القدرة على معرفة أيّ الجينات على الوجه الأكيد قد يرتبط بمرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ، إلا أنّه يُعتقد أنّ للجينات دور في ظهور هذا المرض.
- التقدم في العمر.
- الحرمان من الطعام لفترات طويلة، وافتقار الغذاء للبروتين.
- استخدام تقنية التغذية الكاملة بالحقن (بالإنجليزية: total parenteral nutrition) لفترة طويلة من الزمن، ويُقصد بهذه التقنية حقن العناصر الغذائية إلى مجرى الدم مباشرة.
- الخضوع لجراحات إنقاص الوزن، مثل جراحة المجازة المعدية (بالإنجليزية: Gastric bypass surgery).
- الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات التي تُعرف بين الناس بتكيس المبايض (بلإنجليزية: polycystic ovary syndrome).
- الإصابة بمشكلة انقطاع التنفس النوميّ (بالإنجليزية: Sleep Apnea).
- نقص أو قصور أو خمول الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).
- نقص أو قصور الغدة النخامية (بالإنجليزية: hypopituitarism).

أسباب أخرى: إضافة إلى ما سبق توجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد فرصة الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحوليّ، ولكنّها أقل شيوعًا مما سبق بيانه، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ ج أو عدوى الكبد الأخرى.
- أخذ بعض أنواع الأدوية، مثل القشرانيات السكرية (بالإنجليزية: Glucocorticoids)، والتاموكسيفين (بالإنجليزية: Tamoxifen)، وبعض هرمونات الإستروجين المصنعة، والميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate).
- فقدان الوزن بصورة سريعة.
- الخضوع لعملية استئصال المرارة.
أسباب الكبد الدُهنيّ الكحوليّ
يحدث مرض الكبد الدهني الكحوليّ نتيجة شرب الكحول بشكل يفوق قدرة الجسم على التعامل معه، الأمر الذي يتسبب بتراكم الدهون على الكبد، وتكوّن النسيج الندبيّ، وحدوث التهاب فيه، والجدير بالتنبيه أنّ إصابة الكبد بهذه المشاكل لا تظهر فور حدوثها، وذلك لأنّ للكبد قدرة ملحوظة على إعادة تجديد خلاياه وبنائها، ولكن في حال فقد الكبد القدرة على ذلك فإنّ الضرر الذي يُؤثر في الكبد يُلحق الأذى بالجسم كله، لارتباط الكبد بأعضاء الجسم الأخرى، وفي سياق الحديث عن مرض الكبد الدهني الكحولي تجدر الإشارة إلى أنّه كلما زادت كمية الكحول المتناولة زاد الضرر الذي يلحق بالكبد، وبشكل عام فإنّ مرض الكبد الدهني الكحوليّ وغيره من المشاكل المرتبطة بالكبد تنجم في حال شرب الكحول لفترات زمنية طويلة أو بكميات كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، ولذلك فإنّ التوقف عن شرب الكحول أمر مهم للغاية للمحافظة على صحة الكبد، ومن الأخبار السارة للغاية أنّ التوقف عن شرب الكحول يُحسن صحة الكبد بصورة ملحوظة.

وبالرغم من اعتبار الكحول المُسبب لمرض الكبد الدهنيّ الكحوليّ، إلا أنّه توجد مجموعة من العوامل التي تجعل الشخص الذي يشرب الكحول أكثر عُرضة للمعاناة من هذا المرض، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- سوء التغذية.
- السمنة.
- الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي المزمن من النوع ج.
- التقدم في العمر.
- الانتماء للعرق الأفريقيّ الأمريكيّ أو الهسبان (الإسبانيين).
-  وجود جينات تزيد فرصة الإصابة بالمرض.

 


أخبار مرتبطة