تاريخ النشر 29 يوليو 2020     بواسطة الدكتور سامي فهد العصاري     المشاهدات 1

عن الجراح العالمي.. سامي العصاري

لكل أصحاب المعالي، ولكل السادة النجباء من أصحاب القرار في هذا الوطن خاصة معالي وزير الصحة: أستأذنكم أن أنقل لكم اليوم أحد أهم الإنجازات الطبية السعودية التي تستحق أن تُزيّن صدر الوطن بقلائد الإبداع الذهبية والتي تمنحنا - أو هكذا يجب – الشعور بالفخر والسعادة، ولا أخفيكم بأنه تتحشرج في داخلي كل
مة أود بلعها ولو بكأس ماء مالح، ولكني أرى أنه لا بد من إخراجها بعد سرد القصة.

القصة باختصار شديد أنه قبل عدة أيام، وفي أثناء تصفحي لأحد مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تنشر عن قائمة تضم مجموعة من أسماء الأطباء المبتعثين السعوديين الذين حققوا إنجازات في مستشفيات كورية كان لها الأثر الكبير في منحهم شهادات تقديرية، بالإضافة إلى كثير من العروض المغرية للبقاء والعمل هناك، ومن بين آخر الأخبار حصول المبتعث "سامي فهد العصاري" كأول طبيب زمالة سعودي مبتعث من برنامج خادم الحرمين الشريفين في كوريا الجنوبية على استشاري في الجراحة العامة وجراحة أورام القولون والمستقيم واضطرابات الحوض بالروبوت والمناظير، وكذلك مشاركته في أول عملية استئصال السرطان في المستقيم بالروبوت في فرنسا بمستشفى نانت 2013. الجراح السعودي "العصاري" تمكن من الحصول على جائزه أفضل باحث في مؤتمر الجراحة العالمي 2013 في سيول (كوريا الجنوبية)، وكان عنوان البحث عبارة عن مقارنة عالمية في علاج سلس البراز بين العلاج باستثارة أعصاب الحوض كهربائيا وبين استثارة عصب الساق كهربائيا.

بالإضافة إلى مشاركته في أكثر من 13 ورشة عمل في جراحة القولون والمستقيم بالروبوت والمناظير وعلاج الأورام المنتشرة في جدار البطن بالكيماوي المسخن وعلاج سلس البراز في كل من أميركا وسويسرا وألمانيا وفرنسا وكوريا، الجراح "العصاري" هو عضو في كثير من الجمعيات الطبية العالمية مثل الجمعية الكندية للجراحة العامة وعضو الجمعية الأميركية لجراحة القولون والمستقيم وعضو الجمعية الأوروبية في جراحة القولون والمستقيم وجراحة الأورام وعضو الجمعية الأميركية في جراحة الروبوت وعضو الجمعية الأميركية في الإصابات والحوادث بالإضافة إلى حضوره لأكثر من 70 مؤتمرا وندوة محلية وعالمية وتقديم أكثر من 13 محاضرة في مؤتمرات طبية عالمية. والأن بعد سرد القصة: ماذا تتوقعوا بعد رجوع الجراح العالمي إلى أرض الوطن؟ عاد الجراح السعودي من كوريا مع أسرته الصغيرة، وحلم العودة إلى الوطن ظل رفيقه طوال مدة دراسته حتى حصل على أعلى شهادات التميز. عاد محملا بأحلامه بالعمل والاستقرار وتوفير حياة كريمة لأسرته! عاد "العصاري" وقد عُرضت عليه وظيفة بأميركا بشرط أخذ الرخصة الأميركية للعمل على الروبوت في جراحة القولون وبراتب عال جدا، لكن كان جوابه: "أريد ابتداء جراحة الروبوت الآلي في وطني لقلة الأطباء في هذا المجال وحبي في الانخراط في مجال تطوير الصحة الطبية في بلدنا الحبيب".

وتمضي الأيام و"العصاري" عاطل عن العمل رغم تقديمه في عدد من الجهات، ورغم سيرته الذاتية المشرفة المليئة بالخبرات، والشهادة الكبيرة التي يحملها! ومما يؤسى له أيضا أنه بالرغم من تصنيف شهادة "العصاري" في الهيئة السعودية بـ"استشاري" إلا أنه يتم رفضه، بينما الطبيب الأجنبي يتم توظيفه مباشرة على الرغم من قلة خبرته.

الجراح العالمي "سامي العصاري".. أعتذر منك، عن عدم تكريمك في أي جهة داخل المملكة، أعتذر منك ومن كل هذه الفئة العزيزة في هذا الوطن الكبير، الذي يزخر بالخيرات والثروات والإمكانات، فكم تمنيت إيصال معاناتكم وتطلعاتكم بشكل أفضل، ولا أظنك ستتمنى يوما أن تكون كورياًّ!


أخبار مرتبطة