تاريخ النشر 24 اغسطس 2020     بواسطة الدكتورة الهام طلعت قطان     المشاهدات 1

زواج رغـم أنـف الأطـبــاء

زواج مغامره واصرار علي المضي الي نهايه الامر.. زيجات تكتمل برغم المحاذيرالصحيه التي تكشفها عمليات الفحص الطبي الالزامي قبل الزواج ، البعض يكملها طبقا للاعراف وخشيه كلام الناس واخرون يكملون الزيجه حتي ولو كان ذلك علي مستقبل الجيل وسلامته. الاطباء المختصون يرون ان 40 % من السعوديين والسعوديات الذ
ين خضعوا للفحص الطبي الالزامي، يرفضون العدول عن الزيجات، بالرغم من المخاطر الصحيه الناجمه من الزيجه المحتمله التي يتوقع معها أمراض وراثية يحتاج معها الجيل الي تفعيل البرامج التوعويه الموضحه بمخاطر ومضاعفات الامراض الوراثيه التي تحدث نتيجه ارتباط الحالات غير المتوافقه طبياً.

ما الحل في ايصال القناعه الي العروسين واهلهما لاسيما ان العيادات تقدم النصح والاعانه المعلوماتيه ولاتملك تلك العيادات صلاحيات اكثر من النصح.. ولا تملك سلطه تنفيذيه في منع الزواج.. فالقرار في يد من يهمهما الامر.

المشرف العام علي المختبر الاقليمي ومدير اداره المختبرات وبنوك الدم في صحه جده استشاري أمراض الدم الدكتور سعيد العمودي، قال ان تكريس التوعيه بين العرسان الجدد امر ضروري للحد من انتشار امراض الدم الوراثيه مثل الأنيميا المنجلية والثلاسيميا، لافتا الي ان عياده المشوره في مركز فحوصات ماقبل الزواج تقدم للعرسان الذين لا تتوافق نتائجهم كل الوصايا والنصائح والارشادات الهامه المرتبطه بنتائج الزواج وانجاب الاطفال في حالة الارتباط .

واضاف فحوصات ماقبل الزواج تقسم الي قسمين، الامراض الوراثيه ومنها الانيميا المنجليه والثلاسيميا والامراض الفيروسيه المعديه مثل مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) والكبد الوبائي بنوعيه B وC ، وفي حاله وجود حالات للامراض المعديه فانها تستبعد تماما، اما في حالات الامراض الوراثيه فانه يتم تقديم شرح واف للطرفين عن ابعاد ونتائج الزواج ومخاطره علي المواليد ، ويترك الخيار للطرفين في الارتباط من عدمه .

وخلص د.العمودي الي القول: «الوعي كفيل في الحد من انتشار حالات الامراض الوراثيه وخصوصا في زواج الأقارب، وان تفهم العرسان بمضاعفات الزواج في حالات عدم التوافق خير حمايه من انجاب اطفال مصابين يترتب عليه انعكاسات نفسيه علي المصابين والوالدين والمجتمع».

مدير مستشفي الولاده والاطفال الذي يحتضن مركز فحوصات ما قبل الزواج في جده الدكتور كمال ابوركبه، اشار الي ان مهمه عيادات المشوره هي تقديم النصائح الطبيه للعرسان الذين تكون نتائجهم غير متوافقه ، لافتا الي ان مهمه الاطباء في العيادات هو توضيح احتمالات انتقال الامراض الوراثيه لاسيما الانيميا المنجليه والثلاسيميا وتترك مهمه اتخاذ القرار علي المتقدمين. ويضيف د.ابو ركبه ان تكريس التوعيه في هذا الجانب عبر كافه وسائل الاعلام المقروءه والمسموعه والمرئيه بالاضافه الي المدارس والجامعات يساعد المتقدمين علي الزواج في معرفه ابعاد ونتائج الامراض الوراثيه ومخاطرها المحتمله علي المواليد. وفي راي الدكتور ابو ركبه ان مركز فحص ما قبل الزواج في مستشفي المساعديه يهدف الي حمايه المتزوجين من الاصابه باي عدوي وبائيه قد يحملها احد الطرفين من دون علمه او بعلمه، اضافه الي حمايه الجنين مستقبلا من الاصابه بالامراض المعدية والوراثيه، اذ ان الدوله بدات منذ بدايه عام1429 هـ الزام المقبلين علي الزواج بالخضوع لفحص طبي، يتضمن تقريراً يفيد بخلو العروسين من مرض الايدز والكبد الوبائي بفئتيه (ب) و(ج) ليتمكنا من اتمام عقد الزواج لدي ماذون معتمد، مبينا انه تم افتتاح عياده للمشوره في المستشفي لتقديم خدمات تثقيفيه للراغبين بالخضوع للفحص والحصول علي استشارات طبيه بسريه تامه.

يتفق استشاري النساء والولاده في مستشفي الثغر في جده الدكتور محمد قطان مع راي د. ابو ركبه، مشددا علي ضروره التركيز علي التوعيه لانها تسهم في ايصال المعلومه الصحيحه الي العرسان .واضاف: «خطوره الامراض الوراثيه لا تتوقف علي المريض فقط بل تشمل الاسره والمجتمع باكمله ، فالمرضي المصابون بهذه الامراض المزمنه يتعايشون معها مدي الحياه وبالتالي فان الوقايه تكون بتجنب الزواج غير المتوافق» .

من جانبه بين استشاري طب الاطفال الدكتور نصرالدين الشريف، ان الاطفال المصابين بامراض الدم الوراثيه يتعايشون مع المرض وتبعاته طوال الحياه اذ لا تقتصر معاناتهم علي المستوي الشخصي بل تمتد الي افراد اسرهم والمجتمع، موضحا ان امراض الدم الوراثيه الاكثر انتشارا هي الانيميا المنجليه والثلاسيميا (فقر دم حوض البحر الابيض المتوسط) والطريق الوحيد للوقايه هو تجنب الارتباط في حاله حمل الزوجين للصفات الوراثيه .

والمح الي ان الفحوصات التي تجري للعرسان تكشف ما اذا كان الشخص حاملا للمرض ام لا ؟ فالشخص الحامل للمرض ليس شخصا مريضا بل هو شخص سليم، لكنه يحمل صفات وراثيه يمكن ان ينقلها لذريته اذا كان الطرف الاخر حاملا لنفس المرض، ومن ناحيه اخري ليست هناك مشكله اذا كان احد الطرفين حاملا للمرض والاخر سليما ودائما يبلغ الطرفان بالنتائج بشكل سري في عيادات المشوره التابعه لمراكز فحوصات الزواج وتشرح لهما الاحتمالات التي يمكن ان تحدث لذريتهما ان تزوجا وتترك لهما حريه الاختيار واتخاذ القرار المناسب.

استشاريه الفيروسات وعضو هيئه التدريس في جامعة طيبة الدكتوره الهام بنت طلعت قطان كشفت ان فحوصات ما قبل الزواج تعد خط الدفاع الاول في تجنب الامراض الوراثيه كالانيميا والثلاسيميا، والمعديه والخطيره كالايدز والكبد الوبائي، وتبذل عيادات المشوره في مراكز فحوصات الزواج جهودا كبيرا في توعيه العرسان الذين لا تتوافق نتائجهم حيث تعرفهم بمخاطر وتبعات النتائج ، اما في حاله رصد حالات الامراض المعديه فانه يتم حظر الزواج واحاله الطرف الي المستشفي المتخصص للعلاج .

واكدت قطان ان مرض الايدز يشكل اكثر خطوره في لائحه فحوصات ماقبل الزواج باعتباره مرضا قاتلا سواء في مراحله الاولي او الاخيره وبالتالي فان منع ارتباط المصاب به هو وقايه للطرف الاخر ومن انجاب اطفال مصابين بالمرض المميت، ومن هذا المنطلق فان الفحوصات التي تجري للعرسان خير وقايه من انتشار الامراض سواء الوراثيه او المعديه.

مدير عام الاداره العامه لمكافحه الامراض الوراثيه والمزمنه في وزارة الصحة ببرنامج الزواج الصحي الدكتور محمد بن يحيى صعيدي كشف في احصاء سابق ان نسبه المتجاوبين مع المشوره الطبيه بلغت 60%، مؤملا ارتفاعها الي الحد الاعلي، في ظل الوعي الذي يتمتع به الشباب السعودي والعائلات، مبينا ان متوسط عدد المفحوصين 280 الف شاب وفتاه سنويا، الامر الذي يشير الي ان عدد الرافضين التجاوب مع المشوره الصحيه يتعدي 112.000 حاله.


أخبار مرتبطة