تاريخ النشر 17 سبتمبر 2020     بواسطة الدكتور محمد ابراهيم كردي     المشاهدات 1

لا تستغرق قسطرة الشرايين التاجية عادة أكثر من

ثلاثين دقيقة يلجأ الكثير من الأطباء إلى عملية قسطرة القلب لأنها الحل الأمثل والأخير الذي يمكن الطبيب المعالج من رؤية الشرايين التاجية ومدى تأثرها ووضع أفضل إستراتيجيات العلاج تبعاً للحالة، حيث يتم إجراء القسطرة القلبية عادة دون اللجوء إلى تخدير عام، وكل ما يحتاجه الأمر إعطاء تخدير موضعي في م
نطقة مفصل اليد أو المرفق أو المغبن، ويدخل الطبيب قسطاراً من شريان في الذراع أو في المغبن (أعلى الفخذ)، ومنه إلى الشريان الأبهر (الأورطي).

وكل ما يشعر به المريض هو وخز الإبرة فقط، ويدفع القسطار حتى يصل إلى الشريان الأبهر تحت المراقبة الشعاعية، ثم يدخل القسطار في فوهة الشريانين التاجيين، حيث تحقن هناك مادة ظليلة (صبغة ملونة) تصور الشرايين، ثم يدخل القسطار إلى البطين الأيسر لتصوير هذا البطين.

وقد يشعر المريض بحرارة عابرة في الصدر تنتشر إلى باقي الجسم، أثناء حقن المادة الظليلة، ولكن سرعان ما يزول هذا الشعور خلال لحظات. ويمكن للمريض مشاهدة كل ما يجري على شاشة تلفزيونية تعرض مباشرة صورة الشرايين والقلب عند المريض.

وبعد أن يسحب القسطار من الشريان ويضغط على الشريان لمدة 10 دقائق على الأقل، وينبغي أن يريح المريض ذراعه أو ساقه التي أجريت فيها القسطرة لعدة ساعات بعد القسطرة.

ويستطيع المريض بعدها مغادرة المستشفى إذا رغب ذلك لعدم وجود أي أضرار من ذلك ولهذا أنشأت وحدات القسطرة النهارية حيث يتم دخول المريض في أول اليوم وخروجه إلى منزله في نهاية اليوم.

ولا تجرى القسطرة القلبية عادة إلا إذا كان لدى الطبيب شعور بأنها سوف تعطي معلومات إضافية مهمة في خطة علاج المريض. وقسطرة القلب فحص أساسي لتقرير ما إذا كان المريض بحاجة إلى توسيع للشرايين التاجية بالبالون، أو لعلمية وصل لشرايين القلب، حيث إن القسطرة قد تكون تشخيصية وعلاجية في نفس الوقت.

أما بالنسبة لمشاكل القسطرة القلبية فهي نادرة جداً، إذ قد تحدث كدمة مكان إدخال القسطار في المغبن، أو قد يصبح النبض في الساعد ضعيفا في حالات نادرة. وقد يستدعي الأمر أن يريح المريض ساعده أو ساقه الذي أجريت فيه القسطرة لعدة أيام.

ولا تستغرق قسطرة الشرايين التاجية عادة أكثر من ثلاثين دقيقة، وأما عن خطرها، فهو أقل بكثير مما يتصور الناس، إذ لا يتعدى الواحد في الألف على الأكثر. وهذا الخطر مرتبط ارتباطا وثيقا بشدة التضيق في الشرايين التاجية. ومقابل ذلك فهي ذات فائدة عظيمة، إذ إن تصوير الشرايين القلبية هي الطريقة الوحيدة المباشرة لرؤية شرايين القلب التاجية ولا بديل عنها، والطريقة الوحيدة للتشخيص النهائي لأمراض شرايين القلب التاجية، وبالتالي لتحديد العلاج بالأدوية أو بواسطة الجراحة، والطريقة الوحيدة لرؤية هذه الشرايين تتجاوب مع العلاج المناسب، وخاصة بعد توسيع الشرايين بالبالون.

د. محمد كردي
استشاري أمراض الباطنية والقلب والتدخل العلاجي بالقسطرة
مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي 


أخبار مرتبطة