تاريخ النشر 17 سبتمبر 2020     بواسطة الدكتورة هويدة عبيد محمد القثامي     المشاهدات 1

هويدا القثامي.. البدوية التي اقتحمت عالم الطب

وفجّرت ينابيع المعرفة عالمياً نجح أطباء مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة أخيرا في إجراء العديد من العمليات النادرة والتي تعدّ إنجازاً طبياً جديداً في مجال جراحة القلب على مستوى العالم وتضاف بذلك إلى سجل الإنجازات السعودية الكثيرة خصوصا في مجال الطب، وذلك من خلال ز
راعة صمام رئوي في القلب دون الحاجة إلى فتح القلب أو وضع المريض على جهاز القلب أو الرئة الصناعي.

الدكتورة هويدا عبيد القثامي العتيبي استشارية أولى لجراحة القلب في المركز ورئيسة قسم جراحة القلب، ترأست الفريق الطبي السعودي وأجرت العملية.
وتلك العملية هي الأولى من نوعها في العالم، وتمت لستة مرضى تم خروجهم من المركز وهم يتمتعون بصحة جيدة. وبيَّنت القثامي أن العملية أجريت لمرضى تتفاوت أعمارهم بين (3) سنوات و(18) سنة، وتمت فيها زراعة الصمام من خلال ثقب بسيط في جدار القلب دون فتح القلب، وقد استغرقت العمليات بين 10 و 15 دقيقة فقط في مركز الأمير سلطان لجراجة القلب.
وقد تابع العالم هذا الخبر و مازال محط اهتمام المجتمع السعودي والعربي ، وازداد التساؤل عن صاحبة الإنجازات الطبية المتميزة .

تعد الدكتورة هويدا القثامي أول استشارية أولى لجراحة قلب في الشرق الأوسط والثانية في العالم وانتخبت واحدة من خمسين شخصية مشهورة على مستوى العالم. كما صرحت الدكتورة هويدا أنه منذ ابتداء قسم جراحة القلب فقد تم عمل ما يزيد عن 26 ألف عملية للكبار والصغار، عمليات ترقيع للشرايين والصمامات التي تبدل للمرة الثامنة والتاسعة وإصلاح العيوب الخلقية.
فقد بدأت عملها في مستشفى القوات المسلحة في الرياض قبل سبعة عشر عاماً، حازت خلالها على الزمالة البريطانية في الجراحة من جامعة أدنبرة في بريطانيا ومن ثم الزمالة الكندية الإكلينيكية في جراحة القلب للأطفال من جامعة تورنتو في كندا. وشاركت في 25 مشاركة كمتحدثة ورئيسة لبعثة طبية في مختلف دول العالم كان أخرها رئاسة البعثة الطبية السعودية لليمن لإجراء العمليات الجراحية المعقدة للأطفال.

وسام الإبداع
وقد تم منح صاحبة هذه الإنجازات وسام الملك فيصل من الدرجة الرابعة إنفاذاً للأمر السامي الكريم و من ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز, وقام مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي بتقليد الدكتورة هويدا بنت عبيد القثامي رئيسة قسم جراحة القلب واستشاري أول جراحة قلب، الوسام.
هذه الثقة كانت موضع تقدير واعتزاز الدكتورة القثامي التي لم تشك يوما من الأيام في حرصها على دعم الكوادر الوطنية وتوفير كافة السبل للارتقاء بمستواهم العلمي والمهني، معبرة في الوقت نفسه عن شكرها لكل من ساندها وعلى رأسهم والدها وأسرتها والعاملون معها في هذا المجال وأن ذلك ما كان ليحصل لولا توفيق الله أولاً ومن ثم دعمهم المستمر لها.
وقالت: إن هذا الوسام يعني لي الكثير.وهو ليس بغريب على ولاة الأمر وعلى تشجيعهم للمرأة السعودية.. فهو ترجمة لتعب مراحل الدراسة والسهر ثم العمل والصعاب التي قد يواجهها أي طبيب أو طبيبة سعودية أثناء مسيرتهم العلمية والعملية وهذا الوسام كان بلسما وسيظل مصدر افتخاري واعتزازي.

السعودية بنت البادية
الدكتورة السعودية هويدا بنت عبيد القثامي العتيبي تحدثت لـ quot المجلةquot  بفخر كبير بأنها أول سعودية بدوية عربية مسلمة تحقق تلك الإنجازات. فهي أول طبيبة لجراحة القلب في الشرق الأوسط والثانية على مستوى العالم وواحدة من ضمن خمسين من مشاهير العالم وساهمت في رفع اسم المملكة عاليا في جميع المحافل سواء من خلال الفرق الطبية التي تشرفت بقيادتها بأمر من ولي العهد أو من خلال العمليات التي أجرتها لأول مرة في الشرق الأوسط. وتحدثت عن مسيرتها العملية فقالت: ترأست فريقا طبيا إلى اليمن فأجرينا عدة عمليات كانت الأصعب لأطفال خدج ممن يعانون من عيوب خلقية معقدة منذ الولادة وبلغت نحو laquo 111raquo  عملية تكللت جميعها بالنجاح كما أجرينا عمليات جراحية للقلب لاطفال في مصر وعمليات أخرى داخل السعودية وخارجها ونجحت جميعها ولله الحمد.

د. القثامي هي أول من ابتكر في مركز الأمير سلطان إجراء عملية ربط الشريان الرئوي للأطفال المصابين بعيوب خلقية حيث يكون القلب حجرة واحدة بدلا من أربع ومصحوبا بثقوب بين الأذين والبطين.. وقالت كانت أغلب العمليات التي تجرى للأطفال التي تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر وسنة ونصف دون ربط الشريان الرئوي تنتهي بالوفاة.. ولكن بسبب هذا الابتكار الجديد باعتباري مختصة في العيوب الخلقية لدى الأطفال استطعنا أن نقوم بإصلاح كامل للقلب وتم شفاء الأطفال الذين أجريت لهم العمليات شفاء تاما ولله الحمد.. وقد أصبحت هذه الفكرة يطبقها جميع الزملاء الجراحين.

وتتحدث عن الإنجاز الجديد بقولها: إن العمليات التي تعمل في الوقت الحاضر لوضع الصمام الرئوي تعتمد على وضعه عن طريق القسطرة من خلال الرجل والتي لا يمكن إدخال صمامات ذات حجم كبير كذلك يشترط في تلك العمليات وجود صمام حيواني سابق وهذا مالا تشترطه العملية الجديدة.

وأضافت أن تجهيز الصمام للزراعة تم في غرفة العمليات وذلك بتثبيت صمام مصنع من الوريد البقري داخل دعامة معدنية قابلة للتوسع ويثبت الصمام والدعامة في بالون يتم وضعه في منطقة الصمام الرئوي عن طريق ثقب صغير في جدار البطين الأيمن للقلب ثم ينفخ البالون ويثبت الصمام في موضعه وتتم العملية بالموجات الصوتية للقلب عن طريق المنظار أو جهاز الأشعة المرئي. وأكدت الدكتورة القثامي أن مثل هذه العمليات مصنفة عالمياً بخطورتها العالية والحمد لله كانت بكفاءات سعودية وبنتائج عالمية مبهرة بالإضافة إلى السعي المستمر لمواكبة أحدث التطورات العلمية لضمان تقديم الرعاية الصحية الكاملة وفق أعلى المعايير .


أخبار مرتبطة