تاريخ النشر 20 سبتمبر 2020     بواسطة الدكتورة اسيا الرواف     المشاهدات 2

دعمٌ ملكي طبيبات يروين قصة لقائهن بالملك خالد قبل

34 عاما أول دفعة من خريجات كلية "الطب" بجامعة "الرياض"، كان لهن الأسبقية في العلم، كما كانت لهن "الحظوة" عندما قابلن الراحل الملك خالد بن عبد العزيز، ليشكون له بعض الصعوبات التعليمية التي يواجهنها، لتبدأ قصة جديدة، سردنها إلى "الوطن" التي قابلت عددا منهن.. قاصات لنا تفاصيل اللقاء مع الملك،
وكيف أنه قدم لهن "الدعم والاعتذار"، مما ساعدهن على إكمال مشوارهن الأكاديمي.

زيارة الملك
رئيسة قسم جراحة الأطفال، في مستشفى "القوات المسلحة"، وأول جراحة أطفال سعودية، الدكتورة آسيا الرواف، تروي تفاصيل أول زيارة قامت بها، مع مجموعة من زميلاتها، إلى الملك خالد بن عبد العزيز، في قصره، وكيف استقبلهن كـ"أب لا كملك"، على حدِ وصفها، قبل 34 سنة، في لقاء كانت سمته "البساطة"، بعيدا عن "التعقيد"، حيث تحدثن إليه بكل ما كان يجوب في خاطرهن. تقول الرواف "كنا في العام الثاني لدراستنا الجامعية، وكنا نعاني من مشكلة أساسية في المباني والتجهيزات. وكانت لنا مطالب أساسية، حيث لم يكن لدينا مكان ندرس فيه، ولا يوجد مبنى لكلية الطب لدراسات الطالبات، ولا حتى معامل"، موضحة "كنا نذهب مساء لكلية العلوم للطلاب، لندرس بعد نهاية يومهم الدراسي"، إلا أن المعاناة لم تقتصر على ذلك، بل لم يكن هنالك أيضا "مكان للطعام.. كنا نحضر الشطائر من البيت، كما في المدرسة، وكانت الظروف الصعبة للمواصلات، والاحتياجات الخاصة لنا كتخصص لم تكن متوفرة. واجتمعنا مع عميد كلية الطب الدكتور فطاني، لنطلعه على مطالبنا وما نحتاجه، فقال لنا لا يوجد حل. وكانت معنا الأميرة مشاعل بنت ماجد في دفعتنا، وسألت العميد: كيف نُساعد، هل نذهب للملك؟ فأجابها: افعلن ما ترينه، لا يوجد لديّ ما أفعله، الإمكانات محدودة". بعدها "رتبت لنا الأميرة مشاعل بنت ماجد لقاء مع الملك خالد، بمساعدة الأميرة موضي بنت خالد، والذي قال:"الله يحيهم، خلي البنات يجون نشوف وش يبون". وتضيف الدكتورة الرواف "خلال 48 ساعة، كنا في باص الكلية الأصفر، يقوده السائق أبو أنس، وبرفقته زوجته أم أنس.. كنا قرابة الثلاثين طالبة، توجهنا بعد صلاة المغرب للقاء الملك خالد، بحسب الموعد المتفق عليه. دخلنا القصر، وكان في استقبالنا والدة الأمير فيصل بن خالد، والأميرة موضي، وتأخر الملك علينا خمس دقائق، وعندما دخل علينا، اعتذر لنا على التأخير، لأنه كان يصلي المغرب، ولك أن تتخيلي وقع الاعتذار!".

اعتذار الملك
تصف استشارية قلب الكبار، في مستشفى "الملك فيصل التخصصي" بالرياض، الدكتورة مي الشاهد، كيف كان رد فعلهن بعد اعتذار الملك خالد لهن، قائلة "أصبنا بالصدمة، الملك يعتذر لنا نحن، لأنه تأخر علينا! لم نصدق، وكانت كلماته مثل الثلج على قلوبنا، وكان أسلوبه أبويا. وتحدث مع كل واحدة على حدة. وعندما دخل وقفنا، وبدأ بالسلام علينا، وسأل الأميرة مشاعل، وقال رحمه الله: "هذولا كلهم زميلاتك؟". وقال أيضا: "نبي نسمع منكم، عسانا نقدر نساعدكم". وتتابع الدكتورة آسيا الرواف، سرد الحكاية، قائلة "بهذه الكلمات، وبأسلوبه البسيط والحنون، شعرنا أننا أمام والدنا، وليس أمام مسؤول أو ملك، وزالت الرهبة، وكل ما رتبناه من كلام تبخر، وتكلمنا ببساطة وبأريحية، وشعرنا بسعادة غامرة لا توصف. كنا ذاهبات للقاء ملك، ووجدنا مسؤولا مع كبر مكانته، إلا أنه قريب منا، وكان الأب لنا، أعطانا وقته، واستمع لكل واحدة فينا، فكل واحدة كان لديها ما تقوله. ومازلت أتذكر كلمته، حيث قال لنا: "أنتم المستقبل، وهذي مسؤولية، الله يعينكم عليها".

استجابة سريعة
تتذكر الدكتورة مي الشاهد، البريطانية جوليا، والتي كانت تدرسهن مادة الكيمياء والتي فوجئت من "أننا تمكنا من مقابلة الملك خلال أقل من 48 ساعة"، واستمعت لنا ونحن نتحدث عن الزيارة بسعادة وفرح، وكأننا نطير في الهواء، وأضافت "بعد لقائنا معه، وخلال أشهر، حصلنا على مبنى مستقل، وصار لنا مبنى سمّي بكلية الطب للنساء، بعليشة، وأنهينا سنوات دراستنا فيها، وهذا منحنا شعورا بأهميتنا، وبالمسؤولية الملقاة على عاتقنا"، كاشفة عن أن "زميلتنا مشاعل بنت ماجد، كانت تقول لنا، إنه عندما يراها الملك خالد في اجتماع العائلة، يسألها عنا ويقول:" وش أخبار البنات؟".

ثلاثون طالبة
كان عدد طالبات أول دفعة "طب"، 30 طالبة، تخرجن طبيبات في جميع التخصصات، من أغلب مدن المملكة: الرياض، المنطقة الشرقية، الجنوب، مكة، المدينة المنورة، وجدة، وهذا أمرٌ بحسب الدكتورة الشاهد "يعكس رغبة الملك فيصل في البداية، ومن بعده الملك خالد، في استمرار عملية التعليم وتطويرها. حيث حظينا بدعم قوي و بشكل كبير بعد لقاء الملك خالد، كما أن أغلب كليات الطب للبنات افتتحت في عهده. ونذكر أن أول ممرضة سعودية تخرجت في تلك الفترة. وهذا يعكس نظرته المستقبلية بأهمية دور المرأة، ودوره في استمرار تعلم المرأة".


أخبار مرتبطة