تاريخ النشر 11 أكتوبر 2020     بواسطة البروفيسور اسكندر سليمان القثمي     المشاهدات 1

التدخین سبب لـ % 90 من سرطان الرئة في المملكة

أوضح الدكتور إسكندر بن سالم القثمي، استشاري وأستاذ جراحة القلب والصدر في كلیة الطب مستشفى جامعة الملك عبد العزیز في جدة، أن عملیات زراعة الرئتین بلغت حتى نھایة عام 2009أكثر من 30ألف عملیة، إلا أن العدد محدود جدا في المملكة، مرجعا السبب وراء ذلك إلى قلة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة نتیجة الافتقا
ر إلى الوعي التثقیفي بأھمیة التبرع وإنقاذ حیاة أناس ھم في أمس الحاجة، وقال في حوار مع »الاقتصادیة« إن زراعة الرئتین تشھد تطورات ملحوظة، منھا تأھیل رئة المتبرع بعد الوفاة )توقف القلب والرئة(، وذلك بوضع رئة المتوفى في جھاز مغلق بحجم الرئتین ویتم توصیلھ بجھاز التنفس الصناعي ومن ثم یتم استخدامھا وزرعھا للمریض. كما تناول عددا من الموضوعات فإلى تفاصیل الحوار :

ما الأمراض التي تصیب الرئة وتسبب فشلا في أداء وظیفتھا؟
أمراض عدیدة، لكن أكثرھا انتشارا ھو التلیف الرئوي غیر معروف السبب الذي یتمیز بتطوره المستمر البطيء وینتھي بالفشل الرئوي. ھناك أمراض أخرى مثل الالتھاب المزمن الصدیدي الناتج عن تكرار الالتھابات الرئویة الذي یسبب تھتكا وتمددا للحویصلات الشعبیة، وبالتالي الفشل الرئوي، كذلك الأمراض الناتجة عن التدخین والتي تسبب تآكل الأغشیة والحویصلات والشعب الھوائیة .
ھناك شح في المتخصصین في زراعة الرئة. ما الأسباب؟ وھل یشھد ھذا المجال تطورا وتقدما؟
زراعة الرئتین تعتمد على برنامج وفریق طبي متخصص عالي الكفاءة من الناحیة الفنیة والمھنیة، ناتج عن تدریب طویل ومستمر في مراكز متمیزة مشھود لھا عالمیا، لكن ھذه المراكز محدودة بعدد أصابع الید، وبالتالي ینعكس ذلك على أعداد المختصین في ھذا المجال .

زراعة الرئتین تشھد تطورات ملحوظة وخاصة في إیجاد السبل المثلى لزیادة أعداد الرئة من المتبرعین وذلك لإجراء عدد أكبر من عملیات الزراعة للمرضى .ھناك إبداع جدید في ھذا المجال وھو تأھیل رئة المتبرع بعد الوفاة )توقف القلب والرئة( وذلك بوضع رئة المتوفى في جھاز مغلق بحجم الرئتین ویتم توصیلھ بجھاز التنفس الصناعي وتغذیة الرئتین بسائل درجة حرارتھ منخفضة وغني بالبروتین عن طریق الشریان الرئوي لمدة  24ساعة، ومن ثم یتم استخدامھا وزرعھا للمریض .

كم بلغت عملیات زراعة الرئة في العالم، وفي المملكة بصفة خاصة؟ وھل لدیكم إحصائیة بعدد المرضى الذین على قائمة الانتظار لزراعة الرئة؟
بلغت عملیات الزراعة للرئتین حتى نھایة عام   2009 أكثر من   30 ألف عملیة ,في المملكة العدد محدود جدا وقد یكون السبب وراء ذلك قلة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة نتیجة الافتقار إلى الوعي التثقیفي بأھمیة التبرع وإنقاذ حیاة أناس ھم في أمس الحاجة إلیھا، وللأمانة المركز السعودي لزراعة الأعضاء یقوم بحملات توعیة جیدة عن طریق إقامة منتدیات عامة. قائمة الانتظار لزراعة الرئة كبیرة وفي ازدیاد ومع كل أسف ھناك مرضى على قائمة الانتظار یموتون بسبب عدم وجود العضو المتبرع .

یلاحظ أن مراكز جراحة القلب تتركز في مدینة أو اثنتین ھل ترون أن ھناك أھمیة فعلیة لتوزیع الخدمات الصحیة بصفة عامة على أرجاء المملكة كافة؟
مراكز جراحات القلب في المملكة كثیرة وغیر مقننة من الناحیة الجغرافیة والتعداد السكاني لمختلف المناطق والمدن، وھذا في حد ذاتھ ینعكس سلبا على مستوى الرعایة المقدمة. على سبیل المثال مدینة جدة تعداد سكانھا  3.5ملیون نسمة تقریبا، فیھا عشرة مراكز للقلب حكومیة وخاصة، أكثر ھذه المراكز تفتقر إلى الكفاءة العلمیة والأكادمیة والعم ، وذلك بسبب عدم التوزیع المنطقي لمرضى القلب وھذا أدى إلى ضعف عدد الحالات القلبیة لمناظرتھا في كل مركز من المراكز، وبالتالي أدى إلى ضعف الخبرة المھنیة المبني على البراھین الطبیة وكذلك الخبرة البحثیة في أكثر ھذه المراكز .

بصورة عامة عدد مراكز القلب المراد إنشاؤھا یعتمد على جغرافیة المنطقة من ناحیة تعداد السكان ونسبة أمراض القلب المنتشرة في تلك المنطقة. ھناك معاییر عالمیة لإنشاء مركز قلب جدید، وحتى یتم الاعتراف بھ كمركز مقبول، فاعل وآمن، ھو أن یثبت المركز إجراء الحد الأدنى من عدد عملیات القلب المفتوح، وھو لا یقل عن  200عملیة قلب في السنة الواحدة ولمدة ثلاث سنوات من إنشاء المركز مع التأكید بزیادة عدد العملیات الجراحیة لكل عام. بعد ذلك یعاد النظر في الاستمرار أو سحب الترخیص .

 لذا أھیب بوزارة الصحة الممثلة في وزیرھا الرائع الدكتور عبد الله الربیعة الذي أكن لھ كل التقدیر والاحترام، بمراقبة تلكم المراكز في المملكة والتأكد من أھلیتھا للعمل ومطابقتھا المعاییر العالمیة. على سبیل المثال في مدینة جدة عدد حالات القسطرة القلبیة التشخیصیة أو التداخلیة المتوقع إجراؤھا في السنة للكبار ھو عشرة آلاف حالة، وعدد عملیات القلب المفتوح المتوقع إجراؤھا في السنة ھو  2500عملیة، أرى من الأجدر أن توحد الجھود والطاقات وتوزع ھذه العملیات على اثنین أو ثلاثة مراكز قلب على الأكثر .

قطعت المملكة شوطا كبیرا في مجال جراحة القلب. كیف تصفون الإنجازات في ھذا المجال؟ وما الجدید )أبحاث دراسات( في أمراض وجراحة القلب؟
جراحة القلب في المملكة تطورت على مدار الأعوام من بدایة الثمانینیات المیلادیة حتى الآن، وھذا نتیجة الدعم السخي والمتواصل من قبل الدولة ـــ حفظھا الله ـــ انعكس تأثیرھا الإیجابي على الإنجازات في مجال جراحات القلب والصدر. على سبیل المثال العملیات الجراحیة لأمراض القلب والصدر تجرى بواسطة استخدام المناظیر عن طریق فتحات صغیرة مثل استخدام جھاز الإنسان الآلي )الروبوت( الذي یتمیز به مستشفى جامعة الملك عبد العزیز، حیث أجرینا عدة عملیات ناجحة مثل استئصال الغدة الزعتریة في التجویف الصدري وإزالة أورام رئویة، وھذه العملیات تجرى في مراكز محدودة في أوروبا وأمریكا .

ھل تحدثنا عن أمراض الصدر وكیف تتم الوقایة منھا؟
سرطان الرئتین من الأمراض الصدریة القاتلة، ومع كل أسف عدد الحالات في المملكة في تزاید مستمر في كل من الذكور والإناث والسبب الرئیس ھو زیادة عدد المدخنین. حیث إن  90في المائة من سرطان الرئة له علاقة قویة بالتدخین .وكثیر من ھذه الحالات تأتي في مراحل متقدمة لا یمكن علاجھا. لذا الوقایة تكون بالتوقف والابتعاد عن التدخین والفحص الصحي الدوري المستمر لاكتشافھ في مراحلھ الأولى وعلاجھ. لذا أھیب بعامة الناس إناثا وذكورا الذین ابتلوا بمرض التدخین وأعمارھم  50عاما وأكثر إجراء أشعة مقطعیة اللولبیة الدینامكیة  Low-dose spiral CTللتجویف الصدري كل عام، واستشارة طبیب مختص وكفء للنظر في ھذه الحالات، وذلك حتى یتم اكتشاف المرض في مراحلھ الأولى.


أخبار مرتبطة