تاريخ النشر 24 أكتوبر 2020     بواسطة الدكتورة فاطمة عبدالرحيم نورولي     المشاهدات 1

الناسور النسائي.. أنواعه وعلاجه

يحدث بسبب عمليات جراحية أو إشعاعية أو تعسر شديد في الولادة الناسور النسائي من الحالات المعروفة قديماً بكل انحاء العالم حتى مطلع القرن التاسع عشر عند انتشار العمليات القيصرية لإنقاذ تعسر الولادة، حيث يضغط الرأس على المثانة عند تعسر الولادة لعدة ايام فتحدث فتحة بين المهبل والمثانة. ولم يعد الأ
طباء يرون مثل هذا النوع من الناسور كثيراً في القرن العشرين إلا في المناطق النائية جداً، حيث يصعب الوصول الى المستشفى لعمل القيصرية. تقول الدكتورة فاطمة نور ولي، استشارية نساء وتوليد وجراحة مسالك نسائية، قسم النساء والتوليد بمستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني بجدة، المحاضرة والمدربة في هذا المجال، أن هناك نوعاً آخر من الناسور النسائي بدأ يظهر في العهد الحديث، حيث التطور السريع وسهولة عمل القيصرية، وذلك بسبب خطأ طبي يتم فيه خياطة المثانة بالرحم او المهبل او جرحهما مما يؤدي الى وجود فتحة بين الأثنين.

وتعرف الدكتورة فاطمة، الناسور بأنه فتحة بمجرى الولادة أي بالمهبل متصلة بأحد الأعضاء الداخلية كالمثانة أو الأمعاء. واذا كانت الفتحة متصلة بالمثانة يكون عند المرأة سلس مستمر للبول من المهبل، اما اذا كان متصلا بالأمعاء فتخرج الفضلات باستمرار وبدون تحكم من مهبل المرأة المصابة، وتحتاج الى لبس حفائظ واقية طوال الوقت، يؤدي ذلك الى نفور الناس منها وتصبح في عزلة واكتئاب نفسي وحالة مزرية وقد تتعرض حياتها الزوجية لاضطراب شديد.

* الأسباب ـ الجرح أثناء عملية ازالة الرحم، اما بسبب جرح الحالب بنسبة 1/ 1000 او نتيجة جرح المثانة بنسبة 0.2 (نسبة ضئيلة جدا).
ـ الجرح اثناء عملية قيصرية للمثانة أو للحالب.
ـ تعرض المثانة للعلاج الإشعاعي، مثل حالات علاج الورم الخبيث بالرحم. ـ تعسر الولادة لعدة ايام حتى موت الجنين وحدوث الناسور.

تبدأ المريضة بملاحظة خروج سائل مائي من المهبل بعد العملية بـ 10 ـ 14 يوما، وأحياناً بعد 48 ساعة من العملية. وظهور آلام شديدة ومستمرة بالبطن بعد العملية مع وجود خمول في الأمعاء وسخونة ، يشير الى وجود ضرر او جرح بالجهاز البولي، ويجب على الطبيب أخذ الحيطة وتوقع وجود جرح بالحالب او المثانة.

أما الناسور الرحمي المثاني، أي فتحة بين الرحم والمثانة، قد لا يظهر إلا بعد فترة من الجراحة ولا يتم تشخيصه إلا بالصبغة الملونة للجهاز البولي. يتم التشخيص بالفحص الإكلينيكي (السريري)، وقد يحتاج لعمل منظار للمثانة او لعمل صبغة ملونة للتأكد من سلامة الحالب. وللناسور ثلاثة أنواع:

1 ـ ناسور مهبلي مثاني: فتحة بين المهبل والمثانة، ويتم تسرب البول من المهبل بطريقة مستمرة. 2 ـ ناسور مهبلي مستقيم: فتحة بين المهبل والمستقيم، ويتم فيه تسرب البراز من المهبل باستمرار بدون تحكم. 3 ـ ناسور مثاني رحمي: فتحة بين المثانة والرحم، ويتم فيه تسرب البول لداخل الرحم وتسرب الدورة الشهرية الى المثانة وخروج بول مخلوط بالدم اثناء الدورة الشهرية.

* العلاج إذا اكتشف الناسور في اليومين الأوليين بعد العملية يمكن علاجه بترك قسطرة بالمثانة لمدة شهر او أكثر. وفي حالة فشل ذلك يتم العلاج جراحياً بعد مضي ثلاثة الى اربعة اشهر بعد حدوثه، ويتم عادة عن طريق المهبل أما إذا تعذر الوصول إليه فيتم من البطن. ويجب أن تجرى العملية بواسطة طبيب ذي خبرة وتدريب كافٍ لإصلاح مثل هذا النوع من الناسور. وتضيف د. فاطمة أنها اجرت عدة حالات في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة وقد كللت بالنجاح. الناسور المهبلي المثاني السفلي: تجرى العملية لإزالة الناسور، ومن ثم فصل أغشية المهبل عن أنسجة المثانة. يتم خياطة المثانة بخيوط رقيقة مثل الفايكريل 0.1. نستعير أنسجة دهنية من الحشفة المحيطة ونستعملها كحاجز بين المثانة والمهبل، ثم يخاط المهبل بنوع من الفايكريل السريع الذوبان. توضع قسطرة بولية لمدة 3 ـ 15 يوما حتى يتم صفاء البول الخارج دلالة على إلتئام المثانة إلتئاماً تاماً.

الناسور المهبلي العلوي أو الرحمي المثاني: يصعب الوصول إليه عن طريق المهبل، فتجرى العملية عن طريق البطن. تفتح البطن ثم تفتح المثانة حتى يظهر الناسور، يُزال الناسور كليا وتفصل أنسجة المثانة عن الأنسجة الأخرى المصابة (مهبل أو رحم). إذا كان الناسور قريبا جدا من فتحات الحالب، تتم الاستعانة بجراح المسالك البولية لإدخال قسطرة بالحالب وتترك لمدة 15 يوما.

يتم بعدها خياطة المثانة بعدة طبقات باستعمال الفايكريل وخياطة المهبل أو الرحم باستعمال الفايكريل. إذا كان الناسور الرحمي المثاني كبيرا يتم إزالة الرحم لمنع حصول الناسور مرة أخرى أو حدوث مضاعفات في الحمل مرة أخرى مستقبلا.

وتستعمل المساريقة (بوليس البطن)، وهو دهن يغطي الأمعاء كحاجز، حيث تخاط بين المثانة والمهبل أو المثانة والرحم لمنع عودة حدوث الناسور أو حدوث مضاعفات بعد العملية. وتستخدم قسطرة بولية عن طريق فتحة المثانة وأخرى من البطن. وتترك الأولى لمدة أسبوعين أما الثانية فلمدة أيام حتى يتوقف خروج الدم من المثانة ويصبح البول صافياً.

تعمل للمريضة أشعة بالصبغة الملونة عن طريق القسطرة وتصور المثانة للتأكد من تمام الإلتئام، بعدها تزال القسطرة وتنطلق المريضة للحياة بعد زوال الكآبة والعلة المريرة التي أصابتها.


أخبار مرتبطة