تاريخ النشر 20 ديسمبر 2020     بواسطة البروفيسور سراج عمر ولي     المشاهدات 1

الصوم لا يؤثر في جودة النوم ولا يسبب زيادة النعاس

يحل شهر رمضان ضيفًا كل عام على الأمة الإسلامية ليتغير تبعًا لذلك نمط الحياة المعتاد، فإلى جانب الصيام عن الطعام والشراب من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، يتغير نمط النوم تبعًا لذلك، فما هو هذا التغيير؟ وما هي أسبابه؟ وهل يؤثر تغير نمط النوم في شهر رمضان على صحتنا الجسدية والنفسية؟ ويؤكد مدير مر
كز طب وبحوث النوم وأستاذ الأمراض الصدرية وطب النوم بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور سراج عمر ولي لـ”المواطن“، إن النوم الجيد ضروري للحفاظ على صحة نفسية وجسدية جيدة، وخاصة خلال شهر رمضان حيث تتغير دورة وطبيعة النوم بشكل كبير لدى الصائمين، فيبدأ الصائم بتناول الطعام والشراب بعد غروب الشمس وفي فترة المساء، وتبعًا لذلك ينشط في هذه الفترة أيضًا مما يؤخر عملية النوم، ويقلل من ساعاته وجودته.

ولفت إلى أن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر في فيسيولوجية النوم خلال الصيام، فتغير نمط ومواعيد ونوعية الأكل الفجائية من النهار إلى الليل مثلًا قد ينتج عنها زيادة عمليات إنتاج الطاقة “الأيض” خلال الليل؛ ما قد يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم خلال الليل، وبالتالي يؤدي إلى زيادة النشاط وعدم الشعور بالنعاس خلال الليل أو الحاجة إلى النوم، ولكن الصوم في حد ذاته لا يؤثر في جودة النوم ولا يسبب زيادة النعاس ونقص التركيز خلال النهار، وأن التغيرات التي تحدث في النوم خلال رمضان قد يكون مردها إلى تغير نمط روتين الحياة خلال شهر الصوم، ومهما كان السبب الذي يؤدي إلى عدم انتظام النوم، فالنتائج واحدة، وهي الشعور بالكسل والنعاس خلال النهار والإحساس بالتعب والإرهاق، حتى دون بذل مجهود يذكر.

وتابع قائلًا: “يتسبب اضطراب ساعات النوم والسهر واختلاف مواعيد الطعام ونوعيته وكميته إلى حدوث ارتجاع حموضة المعدة، واضطراب الهضم، ويؤثر السهر والاستيقاظ متأخرًا إلى قلة التركيز والشعور بالوهن وتقلب المزاج واضطراب الساعة البيولوجية وزيادة الوزن وإرهاق البشرة وظهور علامات التعب عليها، كما تصاب بالتجاعيد والبثور، بسبب السهر وعدم انتظام النوم”.

وبيّن أن قيام الليل في رمضان لا يتعارض مع النوم الصحي وجودته وخصوصًا إذا تم توزيع الوقت في هذا الشهر بشكل صحيح ولذلك نحتاج فيه إلى بعض التنظيم لمحاولة الاستفادة من الوقت قدر الإمكان في التعبد والطاعة وفي الوقت نفسه إعطاء الجسم وقتًا كافيًا للراحة، لذلك ينصح بمحاولة الذهاب للنوم مبكرًا والاستيقاظ قبل وقت الإمساك بساعتين أو أقل لقيام الليل وقراءة القرآن، وكذلك أن تكون الوجبة الرئيسة وقت الإفطار وتعجيله تبعًا للهدى النبوي ومن ثم تأخير السحور وعدم الإكثار فيه من الطعام الغني بالدهون والسكريات والاهتمام بشرب الماء بشكل متوازن وعلى فترات طيلة وقت الفطر والحفاظ على التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين وشربها قبل موعد النوم بفترة طويلة، وبجانب ذلك فإن هذا الشهر فرصة للاستعانة بالله على الإقلاع عن التدخين والذي يحتوي في تركيبه على مادة النيكوتين والتي تؤثر على الصحة بشكل عام عدا عن كونه (أي التدخين) من أهم أسباب قلة النوم والنوم الرديء”.

وخلص إلى القول: “لا شك أننا في هذه الأوقات نواجه جائحة كورونا المستجد، ونلتزم بالحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي مما يجعلنا نقضي وقتًا أطول مما اعتدنا عليه في منازلنا من السابق، وكذلك زيادة في وقت الفراغ والشعور بالملل والقلق؛ مما قد يدفع البعض للجوء للنوم لساعات طويلة، وفي أي وقت شاء ليدفع ثمن ذلك فيما بعد بمعاناته من الأرق واضطرابات النوم وتعكر المزاج والتأثير سلبًا على الصحة بشكل عام، بالإضافة إلى تفويته قضاء وقت ممتع ومفيد مع أفراد أسرته وقبل ذلك تفويت غنائم هذا الشهر الكريم وأوقاته المباركة، جعلنا الله وإياكم من المقبولين في هذا الشهر الكريم وأزاح عنا وعن العالم أجمع هذه الغمة إنه ولي ذلك والقادر عليه.


أخبار مرتبطة