تاريخ النشر 29 ديسمبر 2020     بواسطة الدكتور حيدر حجي الموسى     المشاهدات 1

كيف نساعد الأطفال الخدج على البقاء؟

تعد مضاعفات الولادة المبكرة السبب الرئيسي على مستوى العالم وراء وفاة الأطفال دون سن الخامسة. إذ من بين كل 15 مليون طفل ممن ولدوا قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، يموت ما يقرب من مليون سنوياً. ولكن الأبحاث الجديدة التي أجريت في المرافق الصحية من المرتبة الثانية والمرتبة الثالثة في بنغلاديش
، والهند، وكينيا، ونيجيريا، وباكستان، تقدم الأمل في زيادة معدلات بقاء هؤلاء الأطفال على قيد الحياة.

هذه البلدان من بين الدول التي بها أعلى معدلات المواليد المبكرة في العالم. لكن تجربة سريرية عشوائية - تُعرف باسم الكورتيكوستيرويدات السابقة للولادة لتحسين النتائج عند الخُدج حديثي الولادة (WHO ACTION I - الإجراء الأول لمنظمة الصحة العالمية) أثبتت أن معالجة النساء الحوامل المعرضات لخطر الولادة المبكرة بالستيرويد ديكساميثازون في الأوساط التي تتسم بضعف الموارد، يمكن أن يعزز فرصة أطفالهن في البقاء على قيد الحياة، دون زيادة فرص حدوث العدوى البكتيرية عند الأمهات. وفي كل 25 علاج بالستيرويد تلقته امرأة حامل، أنقذت حياة طفل خديج.

وبصفتي طبيباً شاباً أتلقى تدريباً في مستشفى تعليمي في نيجيريا، أجريت عمليات نقل دم للأطفال الخدج المصابين باليرقان. إنها عملية شاقة يمكن أن تؤدي إلى إصابة الأطفال حديثي الولادة بالعدوى. وتعد إمكانية تجنيب الأمهات وأطفالهن مثل هذه الإجراءات التي تهدد الحياة أحد الأسباب التي تجعل تجربة (ACTION I) لمنظمة الصحة العالمية منقذة للحياة.

ولكن رغم أهمية نتائج التجربة، فإن هذا العلاج المخصص للأمهات المعرضات للخطر لا يمكن أن ينقذ حياة جميع الأطفال الخدج. وهناك ما لا يقل عن أربع طرق أخرى لمعالجة بعض عوامل الخطر المسببة للولادات المبكرة، وفي نفس الوقت، زيادة معدل بقاء الأطفال على قيد الحياة.

أولاً، يجب على كل امرأة حامل حضور دروس بشأن الفترة ما قبل الولادة يقدمها أخصائيون مهرة في مجال الصحة.

ثانياً، يجب على جميع النساء الولادة في المرافق الصحية تحت إشراف أخصائيين مهرة في مجال الصحة.

ثالثاً، يجب تحسين خدمات رعاية الأمهات والمواليد حديثي الولادة التي تزيد من معدل بقاء الأطفال الخدج على قيد الحياة. وأحد الأمثلة على ذلك هو رعاية الأم على طريقة الكنغر، والتي تساعد في الحفاظ على دفء الأطفال حديثي الولادة.

وأخيراً، يجب تسجيل جميع الفتيات في المدرسة. فعندما تتلقى الأم تعليماً، تزيد احتمالات ذهابها إلى عيادات الرعاية في فترة ما قبل الولادة، وإنجابها في المرافق الصحية، وممارستها للسلوكيات الصحية الأخرى. ولكن أكثر من 130 مليون فتاة على مستوى العالم لسن ملتحقات بالمدارس، ومن المرجح أن تؤدي عمليات الإغلاق بسبب فيروس «كورونا» إلى زيادة هذا العدد.

وتعتبر تجربة منظمة الصحة العالمية (ACTION-I) خطوة مهمة نحو زيادة معدل بقاء الأطفال الخدج على قيد الحياة. ولكن معالجة عوامل الخطر الأخرى التي تواجهها ضرورية أيضاً للمساعدة في ضمان أن تأخذ كل أم، بما في ذلك تلك اللواتي تعشن في الأماكن التي تعاني من ضعف الموارد، مولوداً سليماً إلى المنزل.


أخبار مرتبطة