تاريخ النشر 20 فبراير 2021     بواسطة البروفيسور عبدالله عبدالرحمن العبدالقادر     المشاهدات 1

رسالة سعودية للعالم أجمع: هكذا تكون الإنسانية

بعيداً على جانبه المادي، فقد جسد قرار مجلس الوزراء الموقر بصرف نصف مليون ريال لذوي المتوفى بسبب جائحة "فايروس كورنا المستجد، كوفيد- 19" للعامل في القطاع الصحي الحكومي أو الخاص، مدنياً كان أم عسكرياً سعودياً كان أم غير سعودي، قيماً إنسانية لقيادة تسمو بشعبها والمقيمين على أرضها إلى حيث يستحقون م
ن العناية والاهتمام والصون لأرواحهم، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - متعهما الله بالصحة والعافية -، ضربا مثالاً مفعماً بالإنسانية للبشرية جمعاء بأن حماية أرواح الإنسان هي في المقام الأول، كما أنها تحمل تقديراً وتثميناً ورعاية للعاملين في القطاع الصحي وأسرهم.

فريد عالمياً

في البداية أكد المدير العام للمركز الوطني للأورام بالمجلس الصحي السعودي واستشاري الأورام والعلاج بالأشعة بمدينة الملك فهد الطبية الدكتور مشبب العسيري على أن قرار مجلس الوزراء الموقر كان مبهجاً لكافة الممارسين الصحيين ومحفزاً لهم لبذل المزيد من العمل والاجتهاد لرعاية المرضى المصابين بفايروس كورونا المستجد، ونقدر كثيراً لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - يحفظهما الله - وكل من وقف لحصول هذا القرار ومنهم معالي وزير الصحة والأمين العام للمجلس الصحي لكون هذا القرار يصب في المصلحة العامة ويعتبر حافزاً كبيراً جداً للممارسين الصحيين الذين يبذلون الغالي والنفيس لخدمة المرضى مما قد يؤدي إلى تعرضهم للإصابة بهذا الفايروس الخطير، وليس من السر ذكر أن هناك عدداً من الزملاء السعوديين من مختلف الأطباء وغيرهم من الفنيين وموظفي الخط الأول في أقسام الطوارئ تعرضوا للعدوى نتيجة لاحتكاكهم بالمرضى المصابين، وكثير منهم تعافوا، وبعضهم نحسبهم من الشهداء، لذلك سيكون من أكثر المستفيدين من هذا الدعم المالي الكريم والسخي من مقام القيادة -يحفظها الله - والتي لم تميز بين السعوديين وغيرهم، وبين العاملين في القطاع العام أو الخاص حيث كان القرار شاملاً للجميع، وهذه المرة الأولى على مستوى العالم أن يُمنح الممارسون الصحيون هذا الدعم السخي عند حصول ما لا نتمناه وهي الوفاة، وأكد أن هذا القرار غير مسبوق ويسجل لحكومة بلادنا الرشيدة التي تعتني بكافة المواطنين والمقيمين على أراضيها بكافة الدعم والمؤونة والخدمات على حد سواء والتي تساعد العاملين في المملكة وعائلاتهم على تخطي أي مصاعب.

مشاعر الرحمة

وأشار استشاري أول القسطرة الكهربائية واضطرابات النبض في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر إلى أن المتابع للشأن السعودي منذ قيام الدولة السعودية يستشعر بسهولة شديدة التناغم الكبير بين أولياء الأمر والمواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن المعطاء على حدٍ سواء، ‏والقارئ لمثل هذه القرارات يستشعر بسهولة شديدة مشاعر الرحمة والعطف التي يكنها ولي الأمر لكل من وطأ أرض المملكة سواء كان سعودياً أو غير سعودي، وتابع أن ما لفت النظر بشدة في هذا القرار الملكي اللفتة الإنسانية الكريمة ‏لقائدنا المحنك الملك سلمان - يحفظه الله - الذي يقرأ نوازل الزمان قراءة تاريخية تحسب لهذا الملك العربي المسلم الكريم، حيث لم يحدد القرار دين المتوفى في رسالة سعودية برسم ملكي موجهة إلى العالم أجمع بأن هذه البلاد الطاهرة هي مملكة للإنسانية كما هي موطن الإسلام ومأرز العرب، فالحق أبلج والسيرة العطرة التي يعامل بها ملوك هذه البلاد حملة لواء الإسلام من خدموا على أرض تراب هذا الوطن من غير المسلمين هي شاهد تاريخي يوثق بحروف ‏من ذهب لنا في المملكة، وهي درس أخلاقي عالمي ببصمة سعودية، وليعلم الجميع أن الإسلام الذي يمثله مثل هذا الملك العظيم هو في الأصل دين رحمة وسماحة وعطاء وكرم يليق باسم المملكة العربية السعودية في المحفل الدولي وعلى صفحات التاريخ.‏

إنسانية السعودية

فيما رأى عالم الأبحاث الطبية الدكتور فهد الخضيري أن قرار منح أسر وذوي المتوفين بسبب كورونا من العاملين بالقطاع الصحي مبلغ نصف مليون ريال هو قرار إنساني وتكريم ذو معنى عميق من ولاة الأمر حفظهم الله ووفقهم الله لما عهدناه عنهم من تلمّس مواطن الخير والعمل الإنساني في أرقى صوَره، وهذا يعكس للعالم وللإنسانية مقدار ما يولونه ولاة أمرنا من اهتمام وتعميق للعمل الإنساني، كما أنه دلالة على دعمهم للطواقم الصحية، وتأكيد أن العمل الطبي والصحي يلقى جل اهتمامهم بدءًا من الإنسان بكل جوانبه وتقديراً لما قام به أولئك الراحلون من تضحية وإخلاص واحتساب، وتقديم هذا الدعم هو لفتة إنسانية وتتويج لما قدمه الراحلون وذووهم من خير لهذا المجتمع المتماسك، وإيحاء بأن القرار المتكامل والشامل لولاة الأمر بات يحيط بكل جوانب العمل الطبي في كل خطوات مكافحة وباء كورونا من توفير العناصر البشرية والأدوية واللقاحات والأجهزة والمستشفيات وانتهاءً برعاية وتكريم من ضحى بحياته في ذات السياق ضد وباء كورونا الخطير.

على حد سواء

بدوره، أشاد مدير مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء ماجد الحمضيان بقرار مجلس الوزراء معتبراً أنه قرار يحمل تقديراً ووساماً كبيراً من القيادة رعاها الله للعاملين في القطاع الصحي بمختلف جنسياتهم، كما أن القرار يحمل قيماً إنسانية عظيمة وسمواً عالياً فمواجهة هذه الجائحة تساوى فيها المواطن بالمقيم فكلاهما يتصديان بأرواحهما لمجابهة هذا الخطر، وأضاف الحميضان أن وزارة الصحة عملت بتوجيه من القيادة أولت العاملين في القطاع الصحي جل اهتمامهم ورعايتهم وسخرت كل الإمكانات لهم وهيأت الظروف لتقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحية للمرضى، وقدمت الدولة رعاها الله ومنذ اليوم الأول لمواجهة جائحة كورونا المستجد أروع الأمثلة في تسخير كل ما من شأنه حماية كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، وقد حققت بفضل الله تلك الجهود نجاحاً مميزاً على المستوى العالمي.

تضحيات مقدرة

ووصف مدير العلاقات والتواصل والتوعية الصحية في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء أنور المقيرن قرار مجلس الوزراء بأنه يأتي كواحد من أهم الإجراءات التي أقرتها الدولة أيدها الله للتخفيف من تبعات هذه الجائحة العالمية، والتي مسّت جوانب عديدة إنسانية منها واقتصادية وجاءت لتعطي دلالات جلية وواضحة لما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام وتقدير لحجم التضحيات الإنسانية التي قدمها العاملون في القطاع الصحي الحكومي والأهلي من جهود وأدوار بطولية دون استثناء سواء من أبناء هذه البلاد المباركة أو من الجنسيات الأخرى.


أخبار مرتبطة