تاريخ النشر 12 ابريل 2021     بواسطة الدكتورة شادية حمد الحملي     المشاهدات 1

التنظير العلوي

إن التنظير العلوي إجراء يُستخدم لفحص أعلى الجهاز الهضمي بصريًا باستخدام كاميرا صغيرة يتم تثبيتها على طرف أنبوب مرن طويل. في هذا الإجراء يستخدم اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي (طبيب الجهاز الهضمي) التنظير لتشخيص وأحيانًا لعلاج الحالات المرضية التي تصيب المريء والمعدة وبداية الأمعاء الدقيقة (الاثن
ا عشري).

المصطلح الطبي للتنظير العلوي هو تنظير المريء والمعدة والاثنا عشري. ويمكن إجراء التنظير العلوي في عيادة الطبيب، أو في مركز جراحي خارجي أو في مستشفى.

ويُستخدَم التنظير الباطني العلوي للتشخيص، وأحيانًا لعلاج الأمراض التي تؤثِّر على الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، بما يشمل المريء والمعدة وبداية الأمعاء الدقيقة (الاثناعشر).

وقد يوصي الطبيب المسؤول عن حالتك بإجراء عملية التنظير الباطني من أجل:

التحقق من الأعراض. ويمكن أن تساعد عملية التنظير الباطني الطبيب في تحديد سبب العلامات والأعراض لأمراض الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والقيء والألم في البطن وصعوبة البلع والنزيف المعدي المعوي.
التشخيص. يمكن أن يعتمد الطبيب على التنظير الباطني لجمع عينات من الأنسجة (الخزعة) لفحصها لمعرفة الأمراض والحالات، مثل فقر الدم أو النزيف أو الالتهاب أو الإسهال أو السرطانات التي تصيب الجهاز الهضمي.
العلاج. يمكن أن يمرر الطبيب أدوات خاصة عبر التنظير الباطني لمعلاجة المشكلات الموجودة في الجهاز الهضمي، مثل كي الأوعية ذات النزيف لوقفه، أو توسعة المريء الضيق، أو قص السلائل أو إزالة الأجسام الغريبة.
ويمكن أن يقترن التنظير الباطني أحيانًا بعمليات أخرى، مثل استخدام الموجات فوق الصوتية. إذ يمكن ربط مسبار موجات فوق صوتية بالتنظير الباطني لإنشاء صور مخصَّصة لجدار المريء أو المعدة. ويمكن أن تساعد الموجات فوق الصوتية للتنظير الباطني أيضًا الطبيب في إنشاء صور للأعضاء التي يصعب الوصول إليها، مثل البنكرياس. ويستخدم التنظير الباطني الحديث الفيديو ذا الدقة العالية لتقديم صور أوضح.

ويسمح العديد من أدوات التنظير الباطني للطبيب باستخدام تقنية تُسمَّى التصوير ضيق النطاق والذي يستخدم ضوءًا خاصًا للمساعدة على اكتشاف حالات التسرطن بشكل أفضل، مثل مريء باريت.

المخاطر
التنظير الداخلي هو إجراء آمن للغاية. وتشمل المضاعفات النادرة:

النزيف. يزداد خطر التعرض لمضاعفات النزف بعد التنظير الداخلي إذا تضمن الإجراء إزالة قطعة من النسيج لاختبارها (الخزعة)، أو كان الهدف منه علاج مشكلة في الجهاز الهضمي. وفي حالات نادرة، قد يتطلب هذا النزف نقل الدم.
العدوى. تتكون معظم عمليات التنظير الداخلي من فحص وخزعة، ويكون خطر التعرض للعدوى فيها منخفضًا. ويزداد خطر حدوث العَدوى عند القيام بإجراءات إضافية كجزء من التنظير الداخلي. وتكون أغلب حالات العدوى طفيفة، ويمكن علاجها بالمضادات الحيوية. وقد يعطيك طبيبك مضادًا حيويًا وقائيًا قبل الإجراء إذا كنت أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
تمزُّق في السبيل المَعدي المَعوي. في حال حدوث تمزق في المريء أو في أي جزء من القناة الهضمية العلوية، سيتطلب الأمر البقاء في المستشفى، وربما الخضوع للجراحة في بعض الأحيان لترميم هذا التمزق. ولكن خطر التعرض لهذا النوع من المضاعفات منخفض للغاية؛ حيث يحدث تقديريًا في عملية واحدة من كل 2500 إلى 11000 عملية تنظير داخلي تشخيصية في السبيل الهضمي العلوي. ويزداد الخطر إذا تم الخضوع لإجراءات إضافية، مثل توسيع المريء.
ويمكنك تقليل خطر حدوث مضاعفات عن طريق اتباع تعليمات طبيبك بعناية للاستعداد لإجراء التنظير الداخلي، مثل الصوم والتوقف عن تناوُل أدوية معينة.

المؤشرات والأعراض التي قد تشير إلى وجود مضاعفات
من المؤشرات والأعراض التي يجب مراقبتها بعد إجراء التنظير الداخلي ما يلي:

الحُمى
ألم الصدر
ضيق التنفس
براز دموي أسود اللون أو شديد القتامة
صعوبة في البلع
ألم شديد أو مستمر في البطن
القيء، وخاصة إذا كان القيء دمويًا أو يشبه القهوة المطحونة
اتصل بالطبيب فورًا أو توجه لقسم الطوارئ إذا شعرت بأي من هذه الأعراض أو المؤشرات.

كيف تستعد
سيقدم إليك طبيبك تعليمات محددة للاستعداد لإجراء التنظير الداخلي. في بعض الحالات، قد يطلب منك طبيبك:

الصوم قبل إجراء التنظير الداخلي. ستحتاج إلى التوقف عن تناول الطعام والشراب لمدة تتراوح بين أربع إلى ثماني ساعات قبل إجراء التنظير الداخلي للتأكد من أن معدتك فارغة.
التوقف عن تناول أدوية معينة. ستحتاج إلى التوقف عن تناول بعض الأدوية المضادة لتخثر الدم في الأيام السابقة للتنظير الداخلي. فقد تزيد مضادات تخثر الدم من خطر النزف إذا تم اللجوء إلى إجراءات معينة أثناء خضوعك للتنظير الداخلي. وإذا كنت مصابًا بحالات مرضية مزمنة، مثل داء السكري أو أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، فسوف يعطيك طبيبك تعليمات محددة بشأن أدويتك.
وأخبر طبيبك بكل الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها قبل إجراء التنظير الداخلي.

التخطيط مسبقًا للتعافي
سيُعطَى معظم الأشخاص الذين يخضعون للتنظير الداخلي العلوي مهدئًا لمساعدتهم على الاسترخاء والشعور براحة أكبر أثناء العملية. يجب التخطيط مسبقًا لمرحلة التعافي بمجرد زوال مفعول المهدئ. قد تشعر أنك يقظ ذهنيًا، ومع ذلك فقد تتأثر ذاكرتك وتوقيت ردود أفعالك وحكمك على الأمور. لذا استعِن بشخص ليصطحبك إلى المنزل بعد العملية. وفي بعض الأحيان، قد تحتاج إلى أخذ يوم عطلة من العمل. يجب أيضًا ألا تتخذ أي قرارات شخصية أو مالية مهمة لمدة 24 ساعة.

ما يمكنك توقعه
أثناء إجراء تنظير الجهاز الهضمي
أثناء إجراء تنظير الجهاز الهضمي العلوي، سيُطلب منك الاستلقاء على طاولة على ظهرك أو على جانبك. ومع بدء تنفيذ الإجراء:

في كثير من الأحيان، يتم توصيل أجهزة المراقبة بجسمك. وهذا سيسمح لفريق الرعاية الصحية بمراقبة التنفس وضغط الدم وسرعة القلب.
قد تُعطى دواءً مهدئًا. يساعدك هذا الدواء، الذي يُعطى عبر وريد في ساعدك، على الاسترخاء أثناء عملية تنظير الجهاز الهضمي.
قد يقوم طبيبك برش مخدر في فمك. سيقوم هذا الدواء بتخدير الحلق استعدادًا لإدخال الأنبوب الطويل المرن (المنظار الداخلي). وقد يُطلب منك ارتداء واقي فم بلاستيكي للإبقاء على الفم مفتوحًا.
ثم يتم إدخال المنظار الداخلي في فمك. قد يطلب منك الطبيب أن تقوم بالبلع بينما يمر المنظار إلى الداخل عبر الحلق. قد تشعر ببعض الضغط في حلقك، لكن لن تشعر بالألم.
لا يمكنك التحدث بعد مرور المنظار الداخلي إلى حلقك، على الرغم من أنه يمكنك إصدار أصوات. ولا يؤثر المنظار الداخلي في تنفسك.

عندما يمرر الطبيب المنظار الداخلي داخل المريء:

تنقل الكاميرا الصغيرة الموجودة عند الطرف الصورَ إلى شاشة فيديو في غرفة الفحص. ويشاهد الطبيب هذه الشاشة للبحث عن اختلالات داخل السبيل الهضمي العلوي. وفي حالة اكتشاف اختلالات في السبيل الهضمي، قد يسجِّل الطبيب الصور لاستخدامها في فحص لاحق.
قد يتم ضخ هواء لطيف في المريء لنفخ السبيل الهضمي. يسمح هذا بتحرك المنظار الداخلي بحرية. ويسمح لطبيبك بفحص ثنيات السبيل الهضمي بسهولة أكبر. قد تشعر بالضغط أو الامتلاء نتيجة الهواء الذي يتم ضخه.
سيقوم الطبيب بتمرير أدوات جراحية خاصة عبر المنظار الداخلي لأخذ عينة نسيجية أو استئصال سليلة. ويشاهد الطبيب شاشة الفيديو ليقوم بتوجيه الأدوات.
عند انتهاء الطبيب من الفحص، سيقوم بإخراج المنظار ببطء من الفم. يستغرق تنظير الجهاز الهضمي عادةً من 15 إلى 30 دقيقة، حسب حالتك.

بعد إجراء التنظير الداخلي
ستُنقَل إلى غرفة الإفاقة للجلوس أو الاستلقاء بهدوء بعد الخضوع للتنظير الداخلي. وقد تمكث فيها ساعة أو ما يقرب من ساعة. حيث يتيح ذلك لفريق الرعاية الصحية مراقبة حالتك بينما يتلاشى تأثير المخدر.

وعند الوصول إلى المنزل، قد تشعر بعلامات وأعراض غير مريحة قليلاً بعد إجراء التنظير الداخلي، مثل:

الانتفاخات والغازات
التقلصات المؤلمة
التهاب الحلق
وستتحسن هذه العلامات والأعراض بمرور الوقت. لكن إذا كنت تشعر بالقلق أو عدم الارتياح، فاتصل بطبيبك.

واحرص على الاسترخاء بقية اليوم بعد إجراء التنظير الداخلي. ربما تشعر بأنك يقظ بعد تلقي المهدئ، لكن ستلاحظ تأثرًا في الوقت الذي تستغرقه ردود أفعالك، بالإضافة إلى تأخر سرعة إدراكك.

النتائج
يعتمد توقيت الحصول على نتائج التنظير على حالتك. على سبيل المثال، إذا أجرى طبيبك التنظير لاكتشاف قرحة، فقد تتعرف على النتيجة بعد الإجراء مباشرةً. وإذا أخذ الطبيب عينة من الأنسجة (خزعة)، فقد تضطر إلى الانتظار عدة أيام للحصول على النتائج من مختبر الفحص. اسأل طبيبك عن الموعد المتوقع للحصول على نتائج التنظير.


أخبار مرتبطة